بقايا أسنان «كسلان الأرض» تكشف أسرار الطقس قبل 27 ألف عام

عُثر عليها بأميركا الوسطى قبل 5 سنوات

صورة متخيلة لحيوان كسلان الأرض العملاق
صورة متخيلة لحيوان كسلان الأرض العملاق
TT

بقايا أسنان «كسلان الأرض» تكشف أسرار الطقس قبل 27 ألف عام

صورة متخيلة لحيوان كسلان الأرض العملاق
صورة متخيلة لحيوان كسلان الأرض العملاق

قبل نحو خمس سنوات، عثر غواصون على بعض بقايا حيوان «كسلان الأرض» المنقرض (أجزاء من السن والعضد وعظم الفخذ)، في جزيرة بليز «شمال أميركا الوسطى. وعلى الرغم من أن هذه الأجزاء كانت متحجرة، فإن السن كان ما زال محتفظاً بنسيج ساعد فريقا من الباحثين الأميركيين على استخدام تحليل نظائر الكربون والأكسجين المستقر للوصول إلى معلومات عما أكله الحيوان في السنة الأخيرة من حياته، كما كشف كثيرا عن الطقس في المنطقة في ذلك الوقت، ونشر الباحثون ما توصلوا له من نتائج أول من أمس في دورية ساينس أدفانسس «Science Advances».
وتختلف أسنان هذا الحيوان عن الثدييات الكبيرة الأخرى، فهو لم يكن له الطبقة الخارجية الصلبة من الأسنان، والمعروفة باسم (مينا)، التي يمكن تحليلها لمعرفة النظام الغذائي، وهو ما حد من قدرات العلماء على استخدامها في الأبحاث، لأنها كانت تكتشف متحجرة مع المعادن التي تحل محل الأنسجة الأصلية.
ولكن الجديد في هذه الدراسة أن الباحثين اكتشفوا في العينة أن أحد أنسجة الأسنان ويدعى عاج مستقيم النبيبات «orthodentin»، كان سليما إلى حد كبير، وتوصلوا إلى سلامة هذا النسيج من خلال استخدام «الفحص المجهري الكاثودي»، وهي تقنية تتسبب في توهج المعادن ويمكنها اكتشاف مدى التمعدن في الأحافير الكثيفة، ومن ثم قاموا باستخلاص 20 عينة من النسيج المكتشف لتحليل نظائر الكربون والأكسجين المستقر على طول جزء الأسنان البالغ طوله 10 سنتيمترات.
ويقول دكتور جون لارمون من قسم الأنثربولوجيا بجامعة إلينوي، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «سُمح لنا للمرة الأولى بتعقب التغيرات الشهرية والموسمية في النظام الغذائي والطقس الذي عاش فيه الحيوان».
وأوضح أنهم تمكنوا من تحديد أن الفصول كانت أكثر تطرفا منذ 27 ألف عام مما هي عليه اليوم، حيث كان هناك موسم أمطار لمدة 3 أشهر فقط مع موسم جفاف لمدة 9 أشهر.
ويضيف: «من خلال تحليلنا للسن، كشفنا أيضا أن هذا المخلوق الضخم استهلك مجموعة متنوعة من النباتات التي تختلف بين المواسم الرطبة والجافة، وأنه كان قادرا على التكيف بسهولة مع المناخ الجاف، والاعتماد في معيشته عما هو متاح أو مستساغ».


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.