أبوظبي تستضيف الدورة الثانية من مهرجان «التعاون الإسلامي»

العثيمين أشاد بجهود السعودية ومصر لإنجاح الدورة الأولى في القاهرة

تكريم الوفد السعودي المشارك في المهرجان خلال حفل الختام (الشرق الأوسط)
تكريم الوفد السعودي المشارك في المهرجان خلال حفل الختام (الشرق الأوسط)
TT

أبوظبي تستضيف الدورة الثانية من مهرجان «التعاون الإسلامي»

تكريم الوفد السعودي المشارك في المهرجان خلال حفل الختام (الشرق الأوسط)
تكريم الوفد السعودي المشارك في المهرجان خلال حفل الختام (الشرق الأوسط)

أُسدل الستار مساء أول من أمس على فعاليات الدورة الأولى من مهرجان «منظمة التعاون الإسلامي»، بعد إقامة حفل الختام على مسرح سور القاهرة الشمالي، بلوحات استعراضية فنية قدمت الموروث الثقافي والحضاري للدول المشاركة، كتتويج لفعاليات استمرت لمدة 5 أيام تحت شعار «أمة واحدة وثقافات متعددة...فلسطين في القلب»، بمشاركة أكثر من 20 دولة.
وأبرز المهرجان التنوع والتعدد كسمة أساسية للأمة الإسلامية الممتدة عبر 4 قارات تحتضن الدول الأعضاء، وعددهم 57 دولة. ومن خلال المعارض المصاحبة للمهرجان، تعرّف الجمهور المصري على حضارة وثقافة 20 دولة، بما تحويه من معالم أثرية وسياحية، كما تعرفت الوفود المشاركة على أهم المعالم السياحية المصرية.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أنّ «المهرجان سيكون حلقة الوصل بين شعوب العالم الإسلامي»، قائلاً: «نجاح الدّورة الأولى للمهرجان لم يأتِ من فراغ، فمصر، حكومة وقيادة وشعباً، بذلت الكثير في سبيل تسهيل إقامة جميع الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية والأدبية والشعرية والسياسية في مواقع مختلفة في القاهرة، وأظهرت مصر كرم ضيافة، واستقبلت وفود أكثر من 20 دولة لمساعدتهم على استعراض إبداعاتهم أمام شعوب العالم الإسلامي والعالم أجمع».
وأضاف العثيمين: «الشكر موصول لحكومة دولة المقر المملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل لمبادرات وأنشطة المنظمة، وإسهامها السّخي في إنجاح هذا المهرجان»، وأعرب عن «سعادته بتفاعل الدول الأعضاء في المنظمة مع فكرة المهرجان، واقتناعهم بأنّه باستطاعتنا أن نوجّه رسالة للعالم أنّ الإسلام دين ضدّ التطرف والعنف والإرهاب، ولا يتعارض مع الثقافة والفنون والأدب والفلكلور، وغيرها من تراث الشعوب».
وأعلن العثيمين أنّ الدورة الثانية للمهرجان «ستعقد في مدينة أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة»، وأضاف: «نحن نمارس نوعاً من الدبلوماسية الشعبية، أو الناعمة، للتواصل بين الشعوب. ولقد كانت استجابة جمهورية مصر العربية، في أثناء انعقاد مجلس وزراء الخارجية (الخامس والأربعين) في دكا بجمهورية بنغلاديش، أول الغيث، ليصل عدد الدول التي ترغب في استضافة المهرجان إلى 10 دول، من بينها السعودية وأذربيجان وسيراليون وغيرها». واستكمل: «لعل من أهم ما خرجنا به ونحن نسدل الستار على مهرجاننا هذا التأكيد بما لا يدع مجالاً للشك على صلابة العلاقات الأخوية بين دولنا الأعضاء، وضرورة مواصلة العمل على تعزيز التضامن بمستوياته كافة بين شعوبنا ودولنا على أساس وحدة العقيدة، وتنوع الألسنة والثّقافات والموروثات الشعبية، لتوجيه رسالة واضحة للعالم أجمع، مفادها أنّ الاختلاف لا يعني الخلاف، وأنّ التنوع الثقافي هو حقيقة مصدر قوة وثراء يسهم ويؤثر إيجاباً على تعاضدنا وتضامننا».
إلى ذلك، قال الدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، في كلمته بحفل الختام، إنّ «المهرجان بداية جديدة لتوطيد علاقات التعاون الثقافي والفني بين الدول الأعضاء، ورسالة سلام وتسامح وحوار بين الحضارات التي تعززها القواسم الدينية من خلال لغة الفكر والجمال والفنون»، بينما عدّ السفير هشام يوسف، الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، أن المهرجان «أول مظاهرة جماهيرية للمنظمة خارج القاعات المغلقة، تكشف الثراء الحضاري الذي تتمتع به الدول الأعضاء، حيث شكلت الفعاليات عنواناً مشرقاً للحضارة الإسلامية».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».