متحف الفن الإسلامي بالقاهرة يحتفي بإبداعات الأطفال في ورش فنية

برامج خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة و«أطفال بلا مأوى»

مجموعة من الأطفال في إحدى ورش المتحف
مجموعة من الأطفال في إحدى ورش المتحف
TT

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة يحتفي بإبداعات الأطفال في ورش فنية

مجموعة من الأطفال في إحدى ورش المتحف
مجموعة من الأطفال في إحدى ورش المتحف

يواصل متحف الفن الإسلامي في وسط القاهرة، تنظيم ورش فنية لأطفال، جمع بينهم حب الفنون التشكيلية المتنوعة، عبر استرجاع الأفكار الإبداعية من تراث الأجداد وحضارتهم، لتتحول أعمالهم في مجالات فنية كثيرة إلى «بانوراما» يتداخل فيها التعبير عن واقع طفولتهم الذي يحوي متناقضات كثيرة، محاولين في الوقت ذاته فهم أسرار مقتنيات المتحف النادرة ومحاكاتها.
ورش الرسم والنحت وأعمال الأواني الفخارية التراثية، وإعادة تدوير المخلفات والفنون الخشبية «الأركت» والزجاج، هي أبرز الورش الفنية التي انتظم المتحف في ترتيبها منذ مطلع العام الماضي، إلى جانب ورش خاصة لـ«الأطفال بلا مأوى» وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبه، يقول الدكتور ممدوح عثمان، مدير عام متحف الفن الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى من خلال الورش الفنية التي ينظمها المتحف إلى القيام بدورنا في تنمية وخدمة المجتمع، ومساعدة الأطفال على بناء شخصياتهم، ونحاول دائماً ربط الورش وأعمالها بالقطع الأثرية الموجودة بالمتحف وأجوائه التراثية، لذلك يستوحي الأطفال أعمالهم من هذه الأجواء وما تثيره القطع الأثرية من أفكار إبداعية».
ويضيف عثمان: «تنشئة الأطفال فنياً وسط أجواء المتحف، بمقتنياته التاريخية، سيكون له تأثير كبير في تكوين شخصيتهم، سواء في الحياة بشكل عام، وشخصيتهم الفنية إذا ما احترف أحدهم الفن، ومن الطبيعي أن يتطور اهتمامهم في المستقبل بالقطع الأثرية وتاريخها، فكلما كبر عمرهم وزاد وعيهم يزيد إدراكهم العقلي واستيعابهم لتاريخ بلدهم، وهو أمر يتواكب أيضاً مع نضجهم الفني، وبعد سنوات قليلة سيخرج من بينهم فنانون محترفون لديهم اهتمام خاص بالتراث، وستكون أعمالهم فريدة من نوعها في هذا المجال».
وتتضمن الورش فنوناً وحرفاً تراثية متنوعة، منها أشغال الخرز والإكسسوار، وصناعة نول السجاد، وصناعة البراويز من مخلفات الزجاج، كما نظّم المتحف ورشة لإعادة تدوير مخلفات أسطوانات الكومبيوتر التي صنع منها الأطفال أشكالاً متنوعة.
وتنعكس الأجواء التراثية على أفكار الأطفال في جميع الفنون والورش، ويحرص المتحف على الربط بين القطع الموجودة فيه والأعمال الإبداعية التي يتم التدرب عليها، ففي ورش الفنون الخشبية «الأركت» يقوم الأطفال بتنفيذ بوابات المساجد الشهيرة ومآذنها، وقاموا في إحدى الورش بتنفيذ بوابة «زويلة» الشهيرة، كما يقومون بتصنيع آلات موسيقية شرقية، ومنها العود.
بدورها، تقول هبة عبد العزيز، رئيسة القسم التعليمي بالمتحف لـ«الشرق الأوسط»: «نحرص على ربط الورش بالأجواء التراثية للمتحف، ففي ورش الرسم يختار الأطفال صورة من الصور المرسومة على القطع الأثرية ويقومون برسمها، وفي ورش النحت نختار شخصيات تاريخية لها إسهاماتها بالمجتمع، واخترنا ذات مرة كوكب الشرق أم كلثوم في إحدى الورش المخصصة لذوي الإعاقة الذهنية، وتمكن الأطفال من إنتاج تماثيل رائعة، كما نحرص أيضاً على إطلاق حرية الإبداع لدى الأطفال في ورش مفتوحة كي يطلقوا العنان لأفكارهم الخاصة».
وتضيف عبد العزيز: «بجانب الورش المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، بدأنا منذ نحو شهرين تنظيم ورش للأطفال بلا مأوى، ستستمر المرحلة الأولى منها حتى بداية الصيف المقبل، وسنقوم بعدها بتنظيم معرض خاص بمنتجاتهم وأعمالهم الإبداعية التي نفذوها خلال الورش المتنوعة، كما نحرص على فكرة الدمج من خلال ورش عامة نجمع فيها كل الأطفال، ونصمم الورش وموضوعاتها بما يتناسب مع أعمار الأطفال وفئاتهم».
وترى عبد العزيز أن «إبداعات الأطفال بشكل عام دائماً ما تمزج بين الأجواء التراثية الموجودة بالمتحف وبين واقعهم الذي يختلف من طفل لآخر، إذ تجد الأطفال بلا مأوى كثيراً ما يرسمون منزلاً، بينما يقوم كثير من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة برسم صور تعبر عن فكرة صحة الجسم وسلامته».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.