24 فبراير قد يقلب المقاييس لدى نادين لبكي

بعد ترشيح فيلمها «كفرناحوم» لجائزة الأوسكار

نادين وبطل فيلمها زين الرافعي
نادين وبطل فيلمها زين الرافعي
TT

24 فبراير قد يقلب المقاييس لدى نادين لبكي

نادين وبطل فيلمها زين الرافعي
نادين وبطل فيلمها زين الرافعي

منذ أن رُزقت المخرجة اللبنانية نادين لبكي بطفلها الأول وليد حصل تغيرٌ جذريٌ في طريقة تفكيرها واختيارها لموضوعات أفلامها. فالأمومة عزّزت لديها الشعور بالمسؤولية تجاه جميع الأطفال بالعالم، لا سيما في لبنان والعالم العربي، انطلاقاً من طفليها وليد (10 سنوات) وميرون (3 سنوات). وفي فيلم «كفرناحوم» المرشح إلى جائزة الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية، استطاعت لبكي أن تحاكي شرائح مختلفة من المجتمعات الغربية والعربية عارضة من خلاله معاناة أطفال يعيشون البؤس والعذاب في ظل قرارات سياسية تفوق قدراتهم الصغيرة.
«عندما شاهدت ذلك الطفل الصغير على قارعة الطريق وأنا عائدة من سهرة مع الأصدقاء في الواحدة بعد منتصف الليل، تساءلت في قرارة نفسي عن الحقوق الإنسانية لهذا الولد. ألا يستحق أن يكون الآن غافياً على وسادته في سريره بدل أن يأخذ من فسحة بين شارعين رئيسيين في بيروت غرفة نوم له؟» هكذا بدأت قصة «كفرناحوم» مع نادين لبكي فلحقت بخيوطها لمدى 4 سنوات متتالية لتنتهي بفيلم سينمائي. وتعلّق: «هذا الوضع الذي يعيشه بعض الأولاد في لبنان لا يقتصر على بلادنا والأخرى المحيطة بنا. ففي أميركا هناك ولد واحد من كل سبعة لا يأكل ما يكفي جسده الصغير. فهذه المعاناة عالمية بامتياز وحاولت في (كفرناحوم) أن أوصل للمشاهد طبيعة الأفكار التي يمكن أن تدور برؤوس أطفالنا المشرّدين». ففي المشهد الأخير من الفيلم تتوقف كاميرا نادين لبكي عن الدوران على وجه بطلها زين وهو يبتسم. «لقد رغبت في التعبير عما يخالجه من شعور، ومع هذه اللقطة الختامية بالذات للفيلم وكأنه يقول لأهله (أنتم لا تستحقونني). فهناك ملايين الأطفال الذين يتربّون في أجواء الغضب والضغينة»، تقول نادين موضحة الرسالة التي يحملها فيلمها «كفرناحوم».
وتدور أحداث الفيلم في أحياء بيروت الفقيرة، وتتناول قصة الطفل «زين» الذي يقاضي والديه اللذين أنجبا عدداً كبيراً من الأطفال دون أن يتحملا مسؤوليتهما اللازمة. كما يسلّط الضوء على سوء معاملة العمالة الأجنبية والعنف الأسري وزواج القاصرات وغيرها من الموضوعات المتعلقة بواقع معيوش في لبنان والعالم.
ويعد ترشيح «كفرناحوم» على جائزة الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية الوحيد من العالم العربي، إذ إن الأفلام الأخرى المرشحة للجائزة نفسها تعود لمخرجين من أوروبا والمكسيك وأميركا. وتتحدث نادين عن فيلم «روما» المكسيكي للمخرج الأميركي ألفونس كوارون. فهي تعتبره المنافس الأول لفيلمها كونه يتناول فكرة مشابهة لفيلمها. كما أنه مدعوم من قبل إحدى أهم المنصات الإلكترونية اليوم «نتفليكس»، التي تروج له في حملات مكثّفة صارفة مبالغ طائلة في هذا الخصوص. أما فيلم «كفرناحوم» الذي تتولّى شركة «سوني كلاسيك» العالمية توزيعه ودعمه في جائزة الأوسكار، فقد يفتقد الدعم المادي الذي تؤمنه الأولى في ظلّ إمكاناتها المادية التي لا يستهان بها.
و«كفرناحوم» ليس مرشحاً فقط لجائزة الأوسكار، بل ترشّح أيضاً لجوائز أخرى مرموقة كـ«غولدن غلوب» الذي سبق وحصل عليها أحد المخرجين العرب (هاني أبو أسعد) في عام 2005 عن فيلمه «الجنّة الآن». كما هو مرشح لجائزة «كريتيك تشويس» العالمية، الذي نال فيها عملها السابق «هلق لوين» تنويهاً. أما في لندن فهو مرشح لجائزة «بافتا»، وفي فرنسا إلى جائزة «سيزار». وفي هذه الأخيرة التي تجري وقائعها في 11 فبراير (شباط) المقبل لن تستطيع نادين لبكي أن تكون موجودة، وسيمثلها زوجها خالد مزنر أحد المشاركين في كتابة الفيلم وواضع الموسيقى الخاصة به. ومن الجوائز التي حصل عليها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان» السينمائي.
بيع فيلم «كفرناحوم» إلى نحو 60 بلداً عربياً وأجنبياً، وأول عروضه شهدها لبنان وتلته فرنسا وبلجيكا وسويسرا ومن ثم أميركا. وكانت المذيعة التلفزيونية أوبرا وينفري إحدى أعضاء لجنة جوائز الأوسكار قد عبّرت عن إعجابها بالفيلم اللبناني ناصحة الأميركيين بمشاهدته، وذلك عبر تغريدة لها على حسابها الخاص عبر الموقع الإلكتروني «تويتر». الأمر نفسه قامت به النجمة الهوليودية سلمى حايك فنشرت صورة للمخرجة اللبنانية نادين لبكي على حسابها في «إنستغرام». وباركت لها على ترشّح فيلمها «كفرناحوم» إلى نهائيات جوائز «الأوسكار» عن «فئة أفضل فيلم أجنبي». وأرفقت حايك الصورة بتعليق كتبت فيه: «تعلمين كم أنا من أشدّ المعجبين بعملك. سعيدة جداً لحصولك على تقدير عالمي لفيلمك الرائع. نادين هي أول مخرجة لبنانية يترشّح فيلمها للأوسكار». ولم تتوان منظمة المفوضية العامة للاجئين عن دعم لبكي أيضاً من خلال نشرها تنويهاً بالفيلم، لا سيما أن بطله زين الرافعي هو لاجئ سوري. واستطاعت نادين لبكي بمساعدة هذه المنظمة أن تؤمن له الهجرة مع أفراد عائلته إلى النرويج.
ويقول زينة صفير من الفريق الإعلامي لنادين لبكي «من المتوقع أن تكتمل عروض (كفرناحوم) في مختلف بلدان العالم ابتداءً من منتصف فبراير المقبل. فيتم عرضه في مختلف دول أوروبا ولتتبعها في منتصف مارس (آذار) العروض في دول الخليج العربي والأردن والكويت وسوريا وغيرها. حلمت نادين لبكي بجائزة الأوسكار منذ أن كانت في السابعة عشرة من عمرها، وهي اليوم في طور تحقيق هذا الحلم. فيكفيها أنه ترشّح للأوسكار، وهي اليوم مفعمة بالأمل لحصدها». وعن سؤال عن محتوى الكلمة التي ستتلوها على خشبة جوائز الأوسكار فيما لو فازت بها، كانت لبكي قد ردت مازحة في مقابلة تلفزيونية لها مؤخراً: «إنني أحضّر لهذه الكلمة منذ نحو سنتين، وإذا لم أوفّق في الحصول عليها فسأتلوها على إحدى شاشات التلفزة اللبنانية».
أحدث نشاطات نادين لبكي وجودها حالياً في لندن، حيث تم عرض «كفرناحوم» بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة هناك، وبحضور ومشاركة النجمة العالمية كيت بلانشيت. أما منافس «كفرناحوم»، فيلم «روما»، فهو ليس مرشحاً فقط عن فئة الأفلام الأجنبية، بل أيضاً يشارك مع أفلام أميركية أخرى عن فئات أفضل فيلم ومخرج وممثل، ولذلك تعتبر المنافسة بينهما ساخنة إلى حدّ كبير، خصوصاً أنه استطاع الفوز بجائزة «غولدن غلوب». ويعد «كفرناحوم» الفيلم السينمائي الروائي الطويل العربي الوحيد المرشح لجائزة الأوسكار عن فئة الأفلام الأجنبية. فيما الأفلام الأخرى تتنوع ما بين المكسيكي والألماني والياباني.
اللبنانيون ينتظرون بحماس موعد توزيع جوائز الأوسكار في 24 فبراير، التي ستجري على مسرح «دولبي» في هوليوود ولوس أنجليس وكاليفورنيا في أميركا. فهم يعتبرونه بمثابة تاريخ حاسم سيزوّدهم في حال فوز نادين لبكي بالأمل والإيجابية اللذين يفتقدانهما منذ فترة. فهل سيشكّل «كفرناحوم» مفترق طريق ومحطة مصيرية لهم ولنادين لبكي وينجح في هذا الامتحان الصعب؟ سؤال سيأتي الردّ عليه واضحاً بعد أقل من شهر، على أمل ألا يلاقي مصير الفيلم اللبناني «قضية رقم 23» لزياد الدويري، الذي ترشّح العام الماضي عن الجائزة نفسها.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».