كيف تكتشف «الأطعمة الزائفة» الشائعة؟

ضرورة التدقيق في مكوناتها الغذائية

كيف تكتشف «الأطعمة الزائفة» الشائعة؟
TT

كيف تكتشف «الأطعمة الزائفة» الشائعة؟

كيف تكتشف «الأطعمة الزائفة» الشائعة؟

  ربما تكون العبارات التي يجدها المرء على ملصقات عبوات الأطعمة التي تزعم أنها صحية، مضللة. وفيما يلي نستعرض كيفية اكتشاف المحتالين:
تدقيق مكونات الأطعمة
ربما تجعلك بداية العام الجديد تفكر في اتباع نظام غذائي صحي، لكن ربما تحتاج إلى إجراء بعض التحقيق والتدقيق من أجل معرفة الأطعمة الصحية المتوفرة في متجر البقالة القريب منك.
كثيراً ما يستخدم مصنعو الأغذية كلمات تجعل منتجاتهم تبدو أكثر صحية مما هي عليه في الواقع. تقول كاثي ماكمانوس، اختصاصية التغذية ومديرة قسم التغذية في مستشفى «بريغهام والنساء» التابعة لجامعة هارفارد: «يتطلب العثور على أكثر الأطعمة صحية وقتاً وجهداً، ونحن نريد الأشياء السريعة والسهلة. ينبغي علينا التراجع قليلاً والنظر إلى ما وراء الملصقات البرّاقة لاكتشاف حقيقة ما تحتويه الأطعمة أو لا تحتويه».
عبارات تمويه غذائي
إليكم دليلاً لأكثر الكلمات والمصطلحات شيوعاً واستخداماً على علب تغليف الأطعمة وكيفية التمييز بين الحقائق والأكاذيب:
> فواكه وخضراوات «حقيقية»: كثير من المزاعم بأن منتجاً ما «مصنوع من فاكهة حقيقية» و«مصنوع من خضراوات حقيقية» خادعة، حيث تقول ماكمانوس: «كثيراً ما يستخدم مصنعو الأغذية صورة مضللة للفواكه والخضراوات الكاملة على ملصقات عبوات منتجاتهم في حين يحتوي المنتج على مقدار صغير جداً من الفاكهة والخضراوات».
يجب عليك النظر في قائمة المكونات لمعرفة ما الذي يحتويه المنتج فعلياً. بدلا من ذلك يمكنك اختيار تناول فواكه أو خضراوات حقيقية، وحينها فلن تحتاج إلى عبوات الأطعمة ولا إلى قراءة ملصقاتها.
> منتج معدّ من الحبوب الكاملة: عندما تتسوق لشراء خبز أو رقائق أو غيرها من المخبوزات أو الوجبات الخفيفة، احرص على ألا تنخدع بعبارات «مصنوع أو معدّ من الحبوب الكاملة» فهي ليست مكافئة لعبارة «مائة في المائة من الحبوب الكاملة». وتوضح ماكمانوس قائلة: «سوف تجد منتجات مكتوبا عليها 7 – حبوب، أو 9 – حبوب، أو 15 من الحبوب. لكن الدقيق الأبيض يدخل بشكل كبير في تلك المنتجات. لذا اقرأ قائمة المكونات، وينبغي أن تكون الكلمة الأولى (كامل)، فليس الـ(دقيق المعزز)، و(دقيق القمح المعزز) حبوبا كاملة».
> منتج يحتوي عصير فواكه: كن على وعي بأن مشروبات الفاكهة ليست مثل عصير الفاكهة، حيث تحتوي مقدارا ضئيلا من العصير، ويكون باقي المكونات ماءً وسكرا وغيرها من الإضافات. وتنصح ماكمانوس قائلة: «تجنب عصائر الفواكه التي تحتوي سكراً مضافاً، وتناول كمية محدودة منها حتى إذا كانت مصنوعة من عصير فاكهة بنسبة مائة في المائة. نظراً لعدم وجود ألياف في العصير، ولذا يتم هضمه سريعاً، وقد يسبب زيادة سريعة في مستوى السكر في الدم».
الدهون والملح
> «دهون منخفضة» و«خالٍ من الدهون»: المشكلة الرئيسية في تلك العبارات هي أن الأطعمة منخفضة الدهون أو الخالية من الدهون ليست بالضرورة أكثر صحية من الأطعمة كثيرة الدهون، لأنها كثيراً ما تحتوي سكراً مضافاً وملحاً.
وتوضح ماكمانوس قائلة: «لا يعني النظام الغذائي منخفض الدهون أنه صحي بدرجة أكبر، أو أنه يساعد في فقدان الوزن. ينبغي على الناس تجاوز خوفهم من الدهون، وإدراك أن الدهون الصحية جزء من أي نظام غذائي صحي».
وتعدّ زبدة الفول السوداني مثالاً رائعاً على ذلك، فأنت لست بحاجة إلى نسخة منخفضة الدهون، لأن النوع الأساسي من الدهون الموجودة في الفول السوداني صحي وغير مشبع، لكن يجب أن يكون المكون الوحيد لهذه الزبدة هو الفول السوداني.
> صوديوم منخفض: هناك مساحة أخرى يمكن أن تكون الملصقات فيها خادعة، حيث يجب على أي منتج «منخفض الصوديوم» أن يحتوي مقداراً من الصوديوم أقل من المنتج العادي بنسبة 25 في المائة. لكن إذا كان المنتج العادي يحتوي قدرا كبيرا من الصوديوم، على سبيل المثال 800 مليغرام من الصوديوم للحصة الواحدة، حينها تظل النسخة منخفضة الصوديوم من المنتج (600 مليغرام للحصة الواحدة) مرتفعة الصوديوم (بالنسبة للإنسان).
كذلك من العبارات التي ينبغي مراجعتها جيداً: «لا يوجد ملح مضاف»، وهي عبارة يتم وضعها إذا لم تتم إضافة ملح أثناء عملية المعالجة، لكن لا يعني ذلك أن الطعام خال من الصوديوم، أو حتى منخفض الصوديوم.
الغلوتين والكولسترول
> خالٍ من الغلوتين: إذا لم تكن مصاباً بالداء البطني (أو الزلاقي) celiac disease، أو تعاني حساسية تجاه الغلوتين، فلا يوجد سبب يدفعك نحو تناول أطعمة خالية من الغلوتين، فهي ليست بالضرورة أكثر صحية من الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، بل أحياناً تحتوي مزيدا من السكر المضاف، والدقيق المكرر، والملح، وغيرها من المواد الأخرى المضافة. ما يهم في أمر الحبوب الصحية، سواء كانت تحتوي على غلوتين أم لا، هو اختيار الحبوب الكاملة بدلا من الحبوب المكررة.
> خالٍ من الكولسترول: يستخدم مصنعو الأغذية عبارة: «خالٍ من الكولسترول» أملا في أن يجعلك ذلك تظن أن المنتج صحي، لكن لم يعد مقدار ما تتناوله من كولسترول مبعث قلق أساسيا؛ على حد قول خبراء في الصحة.
وقد أوضحت الأبحاث أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على حصة مرتفعة من الدهون المتحولة والدهون المشبعة، ربما تزيد مستوى الكولسترول منخفض الكثافة في الدم، أكثر من الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكولسترول، مع العلم أن الكولسترول منخفض الكثافة مرتبط بمخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والأمراض القلبية الوعائية.
تجنب الخداع
أسهل طريقة لاتباع نظام غذائي صحي هو الحرص على تناول أطعمة كاملة أو غير معالجة قدر الإمكان. اجعل الفواكه والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، والبروتين الحيواني الخفيف مثل السمك، والدجاج منزوع الجلد، والبيض، والبقول، والزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون، والكانولا، وفول الصويا، والذرة، أساس خطتك الغذائية.
عند شراء منتجات معالجة؛ احرص على النظر في ملصق الحقائق الغذائية، والتعرف على مقدار الحصة، وما تحتوي عليه من سعرات حرارية، ودهون مشبعة (لا إجمالي الدهون)، وصوديوم، وألياف، وسكر.
وتقول ماكمانوس: «تلك هي الأرقام التي تحمل معلومات توضح ما إذا كان ذلك الطعام صحيا أم لا». كذلك احرص دائماً على معرفة المكونات، حيث تنصح ماكمانوس قائلة: «اشتر المنتجات التي تحتوي على أقل قدر من المكونات. واختر أيضاً تلك التي تحتوي على مكونات تعرفها، فإذا لم تكن تعرف ماهية مكون ما، فغالباً ما سيكون غير صحي».
* «رسالة هارفارد الصحية»
ـ خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

المكسرات والأسماك للوقاية من الإصابة بالخرف

ترفع المكسرات والأسماك الدهنية والخضروات والفواكه من مستويات الكوليسترول الجيد بالجسم  (جامعة ناغويا)
ترفع المكسرات والأسماك الدهنية والخضروات والفواكه من مستويات الكوليسترول الجيد بالجسم (جامعة ناغويا)
TT

المكسرات والأسماك للوقاية من الإصابة بالخرف

ترفع المكسرات والأسماك الدهنية والخضروات والفواكه من مستويات الكوليسترول الجيد بالجسم  (جامعة ناغويا)
ترفع المكسرات والأسماك الدهنية والخضروات والفواكه من مستويات الكوليسترول الجيد بالجسم (جامعة ناغويا)

أفاد فريق من الباحثين من مركز جنوب غرب تكساس الطبي بالولايات المتحدة بأن البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، أو ما يعرف بالكوليسترول «الجيد»، قد يلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على مادة الدماغ الصحية لدى البالغين في منتصف العمر، ما قد يحمي خلايا الدماغ من التعرض للضمور والإصابة بالخرف.

ووفق الدراسة التي نُشرت في «مجلة الطب السريري»، يمكن أن تمنح النتائج الأطباء والمرضى المزيد من التبصر في العوامل التي تؤثر على الصحة الإدراكية لدى البالغين والمسنين.

وترفع أغذية معينة من معدلات الكوليسترول الجيد في الجسم، وأبرزها: المكسرات مثل الجوز واللوز والفستق، والأسماك الدهنية لغناها بأحماض «أوميغا 3» التي تخفف من الالتهابات التي تصيب الجسم وتحسن قدرة الخلايا المبطنة للأوعية الدموية على أداء وظائفها، كما تساعد الخضروات والفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات والألياف على تحسين مستوياته بالجسم أيضاً.

وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور جون جياكونا، أستاذ مساعد للأبحاث السريرية التطبيقية والطب الباطني في كلية المهن الصحية في مركز جنوب غرب تكساس الطبي: «لقد حددت دراستنا دوراً جديداً لوظيفة الكوليسترول الجيد (HDL) في الحفاظ على حجم المادة الرمادية في الدماغ، وهو أمر مهم للوظيفة الإدراكية لدى البالغين في منتصف العمر».

وأضاف في بيان منشور الجمعة: «كانت دراستنا هي الأولى التي تبحث في وجود صلة محتملة بين وظيفة الكوليسترول (HDL) وحجم الدماغ».

ويعمل البروتين الدهني عالي الكثافة أو الكوليسترول «الجيد» على تقليل كمية البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، أو الكوليسترول «الضار»، في الأوعية الدموية عن طريق نقل الفائض إلى الكبد، حيث يتم تكسيره.

قام الباحثون بتقييم 1826 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عاماً مسجلين في دراسة دالاس للقلب متعددة الأعراق، وهي دراسة ممتدة الآن في عامها الخامس والعشرين، إذ تم تقييم تركيزات البروتين الدهني الصائم باستخدام الرنين المغناطيسي النووي. ثم تم اختبار المشاركين للوظيفة الإدراكية، كما تم قياس حجم المادة الدماغية لديهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

أجريت التقييمات الأولية بين عامي 2000 و2002، وتم إعادة تقييم المشاركين بين عامي 2007 و2009.

وقال الدكتور جياكونا، الذي يعمل أيضاً أخصائياً معتمداً في ارتفاع ضغط الدم في مركز القلب والأوعية الدموية السريري كعضو في قسم ارتفاع ضغط الدم: «إن تركيزنا الموحد على صحة القلب والدماغ يعزز التعاون متعدد التخصصات بين أقسام أمراض القلب والأعصاب ومركز أبحاث التصوير المتقدم».

وأضاف أن هذا البحث «وسّع الدور المفيد المحتمل لوظيفة تدفق الكوليسترول الجيد إلى الدماغ»، موضحاً أن «ذلك يساعد على (جمع) جزيئات الكوليسترول الضار من اللويحات في الأوعية الدموية للقلب ونقلها إلى الكبد للتخلص منها».