محامي الرئيس الأميركي ينفي تآمر ترمب مع روسيا

رودي جولياني لم يستبعد تواطؤاً مع حملته الانتخابية

يبدو أن رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي يسارع إلى إبعاد أي شبهة تواطؤ عن الرئيس مع اقتراب انتهاء تحقيق مولر (أ.ف.ب)
يبدو أن رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي يسارع إلى إبعاد أي شبهة تواطؤ عن الرئيس مع اقتراب انتهاء تحقيق مولر (أ.ف.ب)
TT

محامي الرئيس الأميركي ينفي تآمر ترمب مع روسيا

يبدو أن رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي يسارع إلى إبعاد أي شبهة تواطؤ عن الرئيس مع اقتراب انتهاء تحقيق مولر (أ.ف.ب)
يبدو أن رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي يسارع إلى إبعاد أي شبهة تواطؤ عن الرئيس مع اقتراب انتهاء تحقيق مولر (أ.ف.ب)

في خطوة أثارت كثيراً من علامات الاستفهام، نفى رودي جولياني، محامي الرئيس الأميركي، تآمر دونالد ترمب مع روسيا. لكنه لم يستبعد وجود تواطؤ بين حملة الرئاسة الانتخابية وروسيا. وقال في حوار بثته شبكة «سي إن إن» أول من أمس، إنه لا يمكنه التأكيد أن حملة ترمب لم تتواطأ مع الروس. وأضاف: «لم أقل أبدا إنه لم يكن هناك تواطأ بين حملة ترمب، أو الناس في الحملة. لقد قلت ليس هناك دليل واحد على أن رئيس الولايات المتحدة تآمر مع الروس لاختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية للحزب الديمقراطي».
وأضاف: «لم يكن هذا أبدا جدلا حول ما إذا كان أي شخص في مدار حملة ترمب تواطأ مع الروس! كان هذا دائما جدلا حول ما إذا كان ترمب نفسه تواطأ. ولم يفعل!».
وتمثل تصريحات جولياني تناقضا واضحا لتصريحاته السابقة، على مدى ثمانية عشر شهرا، منذ بداية التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، الذي يقوده المحقق الخاص روبرت مولر. كما أنها تناقض بشكل صريح تصريحات ترمب المتكررة حول عدم وجود تواطؤ أي فرد في حملته وبين روسيا. ووفقا لأرشيف «تويتر»، ذكر ترمب كلمة «لا تواطؤ»، 60 مرة منفصلة، منذ بداية تحقيق مولر، وكانت أول مرة استخدم فيها ترمب كلمة «لا تواطؤ»، في 12 مايو (أيار) 2017.
ومع اقتراب انتهاء تحقيق مولر، يبدو أن جولياني يسارع بإبعاد أي شبهة تواطؤ عن الرئيس بشكل خاص، بحيث إذا كشف مولر عن وجود تواطؤ مع حملة ترمب، فلا يؤثر ذلك على الرئيس، ويجعل نتائج التحقيق بلا معنى.
في سياق متصل، كشف موقع «بز فييد» الإخباري، عن أن الرئيس ترمب وجه محاميه السابق، مايكل كوهين، بالكذب على الكونغرس حول مشروع برج ترمب الذي كان ينوي إقامته في موسكو. وأضاف الموقع، على لسان مسؤولين فيدراليين مشاركين في التحقيق، أن ترمب وافق على خطة كوهين لزيارة روسيا، خلال الحملة الرئاسية، للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول مفاوضات البرج.
وبحسب الموقع، أخبر كوهين، المستشار الخاص روبرت مولر، بأن الرئيس ترمب أمره شخصيا بالكذب على الكونغرس والادعاء بأن المفاوضات مع موسكو انتهت قبل أشهر مما كانت عليه في الواقع، من أجل إخفاء تورط ترمب، وزعم كوهين أن المحادثات انتهت في يناير (كانون الثاني) 2016.
وأشار الموقع إلى أن ترمب وأبناءه، إيفانكا، ودونالد ترمب جونيور، جميعهم حصلوا على تحديثات مفصلة ومنتظمة حول هذا الموضوع من كوهين. ونفى ترمب، مرارا وتكرارا، وجود أي تعامل تجاري مع موسكو.
وقالت متحدثة باسم محامي إيفانكا ترمب إن إيفانكا «لم تشارك إلا بشكل بسيط في المشروع، ولم تكن على علم بهذا الاقتراح إلا بعد التوقيع على خطاب نوايا غير ملزم، ولم تتحدث مع أي شخص خارج المنظمة حول المقترح، ولم تزر موقع المشروع المرتقب، بل وحتى داخليا، كانت تشارك في الحد الأدنى».
وكان دونالد ترمب جونيور مثل أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب، في سبتمبر (أيلول) 2017، وقال إنه كان على دراية ثانوية بهذا الأمر، وإن معظم معرفته اكتسبها من السماع عن المشروع خلال الأسابيع التي سبقت شهادته.
ويعد اعتراف كوهين أول سابقة واضحة تثبت أن ترمب وجه بشكل صريح أحد مساعديه بالكذب على الكونغرس في تعامله مع روسيا. وقال النائب الديمقراطي تيد ليو (كاليفورنيا): «هذه القصة الصادمة لبرج ترمب في موسكو تؤسس لحالة واضحة من إعاقة العدالة... لقد كان أول بند لعزل ريتشارد نيكسون هو إعاقة العدالة».
فيما قال النائب الديمقراطي آدم شيف، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب: «الادعاء القائل إن رئيس الولايات المتحدة ربما يكون قد قدم شهادة زور أمام لجنتنا، في محاولة للحد من التحقيق والتغطية على تعاملاته التجارية مع روسيا، هو من بين الأخطر حتى الآن. سنفعل ما هو ضروري لمعرفة ما إذا كان ذلك صحيحا».
من ناحية أخرى، كشف كوهين عن أنه دفع مبالغ مالية لرئيس شركة تكنولوجيا صغيرة عام 2015 للتلاعب في استطلاعات الرأي على الإنترنت لصالح ترمب المرشح الرئاسي آنذاك. وجاء اعتراف كوهين، بعد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أفاد بأن كوهين دفع لجون غوغر، مالك شركة «ريد فينش سوليوشنز» نحو ثلاثة عشر ألف دولار، لأنشطة متعلقة بحملة ترمب الانتخابية، بما في ذلك، محاولة غير ناجحة للتلاعب في استطلاعين للرأي على الإنترنت لصالح ترمب، وإنشاء حساب على «تويتر» باسم «ومين فور كوهين»، (أي نساء من أجل كوهين) ويهدف إلى الإشادة بمظهر كوهين وشخصيته، وتشجيع ظهوره وتصريحاته التي تعزز ترشيح ترمب.
وقالت الصحيفة إن كوهين حصل على مبلغ قدره 50 ألف دولار من منظمة ترمب، وهو المبلغ الذي اتفق عليه في الأصل لخدمات غوغر. وقال كوهين إن «جميع الأموال التي دفعت للسيد غوغر كانت على شكل صكوك بنكية». وصرح لشبكة «سي إي إن» صباح الخميس، بأن «أفعاله كانت بتوجيه من ولمنفعة دونالد ج. ترمب»، مضيفا: «أنا نادم حقا على ولائي الأعمى لرجل لا يستحق ذلك».
وذكر غوغر أن كوهين طلب منه في أوائل عام 2014 مساعدة ترمب في الحصول على نتائج جيدة في استطلاع رأي على الإنترنت أجرته قناة «سي إن بي سي» لقادة الأعمال، واستطلاع آخر أجرته «درادج ريبورت» عام 2015 عن المرشحين الجمهوريين المحتملين. ولم تنجح جهود غوغر في تحسين صورة ترمب في أي من الاستطلاعين، وفقا للصحيفة.
وأعلن كوهين في وقت سابق رغبته في التعاون مع المحقق مولر حول علاقات ترمب التجارية ومعلومات أخرى تتعلق بحملته الانتخابية، ومن المقرر أن يدلي بشهادته أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب الشهر المقبل، حيث أعلن أنه مستعد لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالمدفوعات النقدية وجوانب أخرى مرتبطة بمنظمة ترمب.


مقالات ذات صلة

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (أ.ف.ب)

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

قال رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، إن عاصفة شتوية ضخمة تجتاح الولايات المتحدة لن تمنع الكونغرس من الاجتماع للتصديق رسمياً على انتخاب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

واشنطن وبكين تتبادلان فرض العقوبات قبيل تنصيب ترمب

أدت سلسلة من الاختراقات الإلكترونية الأخيرة المنسوبة إلى قراصنة صينيين إلى زيادة حدة التوتر بين واشنطن وبكين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)

مسؤولتان في «الفيدرالي»: معركة التضخم لم تنته بعد

قالت اثنتان من صانعي السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي» إنهما يشعران بأن مهمة البنك المركزي الأميركي في ترويض التضخم لم تنتهِ بعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري يأتي لقاء ميلوني وترمب قبل أيام من زيارة بايدة إلى روما (رويترز)

تحليل إخباري قضية إيطالية محتجزة لدى طهران على طاولة مباحثات ميلوني وترمب

ظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، برفقة رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التي كانت تزور منتجعه في مارالاغو بولاية فلوريدا الأميركية.

شوقي الريّس (روما)
الولايات المتحدة​ ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

كيف تثير تدخلات ترمب وماسك تحدياً دبلوماسياً جديداً؟

سلَّطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوءَ على العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إليون ماسك، وتأثيرها في العلاقات الخارجية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.