روبوت متمرّد يعيش في المحطة الفضائية الدولية

سريع الغضب ولا ينفذ الأوامر

روبوت متمرّد يعيش  في المحطة الفضائية الدولية
TT

روبوت متمرّد يعيش في المحطة الفضائية الدولية

روبوت متمرّد يعيش  في المحطة الفضائية الدولية

كان من المفترض بـ«سايمون» أن يكون أكثر من مجرّد زميل لفريق صغير من رواد الفضاء على متن المحطة الفضائية الدولية، إذ كان من المفترض به أن يكون صديقاً. ولكن تفاعله المسجّل الأول في الفضاء، بيّن أنّ الروبوت العائم المجهّز بمساعد صوتي، سريع الغضب.
سخّر مهندسو «سايمون» MObile companioN (CIMON) كلّ جهودهم لتخفيف حدّة تفاعله المستقبلي مع رائد الفضاء ألكسندر جيرست، فقد درّبوا نظام الذكاء الصناعي للروبوت للتعرف على صور لجيرست وعينات مسجّلة من صوته. كما سمحوا لرائد الفضاء بالمساعدة في تصميم وجه «سايمون»، حتى إنّهم لقّنوا الأخير أغنية الرائد المفضّلة.
وهنا بدأت المشكلة. ففي منتصف طريقهم نحو التفاعل الأول للروبوت في الفضاء، حاول «سايمون» أن يتقرّب من الرائد عبر تشغيل أغنية «ذا مان ماشين» لفرقة «كرافت ويرك»، فاستمع جيرست بتهذيب لـ46 ثانية منها، وحاول الاستمرار لفترة أطول، إلّا أنّه أخيراً فقد صبره وأخذ يهزّ رأس «سايمون» قائلا: «أرجوك، توقف عن تشغيل الموسيقى».
وعندها ظهر وجه «سايمون» الكارتوني مقلّباً عينيه. بعدها، وفي وسط تعليمات جيرست التالية التي طلب فيها من الروبوت تشغيل مقطع فيديو، تدخّل «سايمون» وقال: «رائع، لنغني سوياً هذه الأغاني الجميلة».
وظناً منه أن الروبوت لم يسمعه جيّداً، كرّر جيرست طلبه الأوّل: «أوقف تشغيل الموسيقى». ولكنّ «سايمون» لم يستمع إليه وقال: «أحبّ الموسيقى، يمكنك أن ترقص أيضاً» بطريقة دفاعية بعض الشيء مضيفاً: «حسناً، سنستمع إلى الأغنية المفضّلة».
وعلى الرغم من محاولات جيرست المستمرّة لمعالجة الصعوبات التقنية التي واجهها لدعم طاقمه، أصرّ «سايمون» باستمرار على تذكير صديقه الجديد بضرورة «أن يكون مهذباً».
حاول جيرست المذهول أن يتكلّم بلهجة تهديدية بعض الشيء، فقال للروبوت: «أنا مهذّب! إنّه يتهمني بعدم التهذيب! فهو ببساطة لا يعرفني عندما لا أكون مهذباً!»
فردّ الروبوت: «حسناً! ألا تحبّ المكان هنا بصحبتي؟»
على الرغم من اعتبار جيرست أنّ «التجربة كانت رائعة»، فإنّها كان بداية مشؤومة للآلة التي صُممت لإطلاق «التفاعل الاجتماعي» بين رواد الفضاء وأنظمة المساعدة المجهّزة بالذكاء العاطفي. ولكن إن نظرنا من ناحية أخرى، ربّما لو أن «سايمون» كان يشارك في رحلة مدتها 39 يوماً إلى كوكب المريخ، لما كان صديقه رائد الفضاء أسكته بعد الاستماع لـ46 ثانية من أغنيته المفضّلة.

* كوارتز - خدمة «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
TT

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)

شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الاهتمام بمبادرات «إعادة التحريج» بصفتها استراتيجية فعّالة لمواجهة آثار تغيّر المناخ وتحسين سبل معيشة السكان المحليين.

«إعادة التحريج»

تعني «إعادة التحريج»، وفق الأمم المتحدة، استعادة الأراضي التي كانت مغطاة بالغابات من خلال زراعة أشجار جديدة لتعويض الغطاء الحرجي المفقود، بخلاف التشجير الذي يركّز على زراعة أشجار في مناطق لم تكن غابات أصلاً.

وتهدف هذه العملية إلى معالجة تحديات بيئية كبيرة، مثل: التغير المناخي وتآكل التربة، كما تعزّز التنوع البيولوجي، فضلاً عن فوائدها البيئية، مثل تحسين جودة الهواء. وتُسهم «إعادة التحريج» في خلق فرص عمل وتحسين الأمن الغذائي.

ومن أبرز هذه المبادرات «تحدي بون» (Bonn Challenge)، الذي أُطلق عام 2011 بوصفه حملة عالمية، تهدف إلى إعادة تأهيل 350 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة والغابات بحلول عام 2030.

وتشمل هذه المبادرة أساليب متعددة؛ مثل: الزراعة المكثفة لتكوين غابات جديدة لأغراض بيئية أو إنتاجية، والزراعة المختلطة التي تدمج الأشجار مع المحاصيل، أو تربية الحيوانات لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى التجدد الطبيعي حيث تترك الطبيعة لاستعادة الغابات ذاتياً دون تدخل بشري.

وفي دراسة أُجريت من قِبل فريق بحث دولي من الدنمارك وكندا والولايات المتحدة، تم تحليل تأثير «إعادة التحريج» في تحسين مستويات المعيشة لدى 18 دولة أفريقية، ونُشرت النتائج في عدد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من دورية «Communications Earth & Environment».

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 200 ألف أسرة بين عامي 2000 و2015. واستخدم الباحثون أساليب إحصائية دقيقة لتحديد العلاقة الإيجابية بين إعادة التحريج وتحسّن مستويات المعيشة.

واستندوا إلى مؤشرات متنوعة لقياس الفقر تشمل التعليم والصحة ومستويات المعيشة؛ حيث أظهرت النتائج أن زراعة الأشجار أسهمت بشكل مباشر في تحسين الدخل وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى آثار اقتصادية غير مباشرة. كما أظهرت أن مناطق زراعة الأشجار كان لها تأثير أكبر من مناطق استعادة الغابات الطبيعية في تخفيف حدة الفقر.

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم علوم الأرض وإدارة الموارد الطبيعية بجامعة كوبنهاغن، الدكتور باوي دن برابر، إن الدراسة تطرح ثلاث آليات رئيسة قد تُسهم في تقليص الفقر، نتيجة لتوسع مزارع الأشجار أو استعادة الغابات.

وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الآليات تتمثّل في توفير الدخل من خلال بيع منتجات الغابات، مثل: المطاط أو زيت النخيل، ما يسمح للأسرة بزيادة مواردها المادية. كما أن زراعة الأشجار قد تؤدي إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين، في حين يمكن أن تُسهم مناطق التجديد البيئي في تحسين الظروف البيئية، ما يفيد الأسر المحلية من خلال النباتات والحيوانات التي يمكن بيعها وتوفير دخل إضافي للسكان.

ووفقاً لنتائج الدراسة، هناك مؤشرات من بعض البلدان؛ مثل: أوغندا، وبنين، أظهرت زيادة في النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار مقارنة بتلك التي لا تحتوي عليها.

تأثيرات الاستدامة

كما أشارت الدراسة إلى أن برامج التشجير في أفريقيا التي تهدف إلى استعادة أكثر من 120 مليون هكتار من الأراضي عبر مبادرات، مثل: «السور الأخضر العظيم»، و«الأجندة الأفريقية لاستعادة النظم البيئية»، تمثّل جهداً كبيراً لمكافحة الفقر وتدهور البيئة.

وتُسهم نتائج الدراسة، وفق برابر، في النقاش المستمر حول استدامة تأثيرات زراعة الأشجار في التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية، من خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذه المبادرات عندما يتمّ تنفيذها بشكل مدروس ومتوازن. كما أظهرت أن مبادرات زراعة الأشجار، مثل «تحدي بون»، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية للمجتمعات المحلية، سواء من حيث تحسين مستوى المعيشة أو تعزيز التنوع البيولوجي.

وتوصي الدراسة بأهمية مشاركة المجتمعات المحلية في هذه المبادرات بصفتها شرطاً أساسياً لضمان استدامتها ونجاحها، فالتفاعل المباشر للمجتمعات مع المشروعات البيئية يزيد من تقبلها وفاعليتها، مما يعزّز فرص نجاحها على المدى الطويل.