فحص رخيص للأمراض الخطيرة في أقلّ من ساعة

لا تزيد تكلفته عن دولار واحد

اختبارات للكشف  عن الأمراض
اختبارات للكشف عن الأمراض
TT

فحص رخيص للأمراض الخطيرة في أقلّ من ساعة

اختبارات للكشف  عن الأمراض
اختبارات للكشف عن الأمراض

يقدّم لكم جهاز جديد وسهل الاستخدام فحصاً دقيقاً وسريعاً لأمراض متنوعة كالزيكا والإيبولا والتهاب الكبد وحمى الضنك والملاريا.

سهولة وسرعة
هذا الجهاز المحمول، الذي يحمل اسم «إن فيجن» (enVision)، من الاسم الإنجليزي الكامل enzyme - assisted nanocomplexes for visual identification of nucleic acid (مركبات متناهية الصغر تساعدها إنزيمات للتحديد البصري للأحماض النووية)، قادر أيضاً على رصد أنواع مختلفة من السرطان والأمراض الجينية. ويحتاج «إن فيجن» بين 30 دقيقة وساعة لتحديد وجود مرض ما، أي أنّه أسرع بمرتين وحتى أربع مرّات من الوسائل التشخيصية المستخدمة حالياً. وتقدّر تكلفته بنحو 70 سنتاً، وهي أقلّ بـ100 مرة من تكلفة الاختبارات المتوافرة حالياً.
ويقول شاو هويلين، رئيس الفريق البحثي الذي طوّر «إن فيجن» في حديث لموقع «فيوتشيريتي»: «يتميّز جهاز «إن فيجن» بالحساسية والدقة والسرعة وانخفاض التكلفة. كما أنّه يعمل بدرجة حرارة المحيط ولا يتطلّب سخانات أو مضخات خاصة، ما يجعله مناسباً جداً للحمل». ويعمل هويلين كأستاذ مساعد في معهد الطبّ الحيوي لأبحاث الصحة العامة والتقنية (BIGHEART)، وفي قسم هندسة الطبّ الحيوي في جامعة سنغافورة الوطنية. ويقول شاو: «بفضل هذا الاختراع، سيتمكّن الأطباء من إجراء الفحوصات في نقاط الرعاية السريرية، في المستوصفات والمستشفيات، للبدء بمراقبة المرض أو إعطاء العلاجات في الوقت المناسب، والحصول على نتائج صحية أفضل».

حساسية فائقة
أوردت دورية «نيتشر كوميونيكايشنز» أنّ الباحثين استخدموا فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، كنموذج لإثبات فعالية الجهاز. وعندما مقارنة نتائج أدائه بالمعيار العيادي الذهبي، أظهر الجهاز حساسية ودقة عاليتين.
يقول شاو إنّ جهاز «إن فيجن» ليس قادراً على رصد الأنواع الفرعية للمرض نفسه فحسب، بل إنّه أيضاً قادر على رصد الاختلافات الموجودة في أحد الأنواع الفرعية لمرض ما، لاكتشاف أمراض لم ينجح الأطباء سابقاً في تشخيصها.
علاوة على ذلك، يسهّل الجهاز على مستخدمه قراءة نتائج الفحوصات، إذ إنه وعند رصد المرض، يتحوّل من اللون الشفاف إلى اللون البني. وتمكّن الباحثون أيضاً من تحليل النتائج بواسطة هاتف ذكي للحصول على تقييم كمّي لمسببات المرض الموجودة، ما يجعل من هذا الجهاز حلّاً مثالياً للعناية الصحية الفردية والطب الإلكتروني.
يقول نيكولاس هو، باحث مشارك في تطوير الجهاز، وباحث في معهد الطبّ الحيوي لأبحاث الصحة العامة والتقنية: «تتطلّب التقنيات التقليدية كالاختبارات التي تعتمد على تفاعل سلاسل البلمرة لتضخيم ورصد جزيئات الحمض النووي معدات معقدة وباهظة، والطاقم المدرّب لتشغيل آلاتها».
ويقول: «بتطويرنا لـ(إن فيجن)، سنضع المختبر الطبي بين يدي المريض. ويتطلّب استخدام الجهاز بعض التدريب لإدارته وتحليل النتائج الصادرة عنه، ليحصل المرضى بواسطته على فرصة استخدام أدوات تشخيصية فعالة وذات مستوى مخبري، ستساهم أخيراً في تحسين نوعية العناية الصحية والعلاج».
طوّر الباحثون آلات حمض نووي جزيئية حائزة على براءة اختراع تستطيع التعرّف على المادة الجينية لمختلف الأمراض وأداء مهام متنوعة. تشكّل هذه الآلات الجزيئية العمود الفقري لمنصة «إن فيجن». ويوضع كلّ اختبار في رقاقة بلاستيكية صغيرة محمّلة بآلة حمض نووي جزيئية مصممة للتعرف على جزيئات مرض معيّن. بعدها، يضع الباحثون الرقاقة في خرطوشة مشتركة تضمّ آلة حمض نووي جزيئية أخرى مهمتها إصدار إشارات بصرية عند رصدها لجزيئات مرض محدد.
ويستطيع الباحثون تخزين عدة وحدات من رقاقة الاختبار لمقارنة عينات للمرض نفسه من مرضى مختلفين، أو مجموعة من رقاقات الاختبار لرصد مختلف الأمراض على الخرطوشة المشتركة. ويلفت هو إلى أنّ هذا الجهاز قد يكون فعالاً جداً لمراقبة مواطن الكثير من الأمراض كحمى الضنك والملاريا في وقت واحد، أو اختبار مسببات الأمراض القابلة للتغيير كالزكام بدقة وحساسية عاليتين.
تطلّب تطوير «إن فيجن» نحو عام ونصف العام. وبناء على عملهم الحالي، يسعى الباحثون إلى تطوير وحدة إعداد العينة لاستخراج وعلاج مادة الحمض النووي، والتي يخططون لدمجها مع منصة «إن فيجن» لزيادة فعاليتها في نقاط الرعاية السريرية.
علاوة على ذلك، يتوقع فريق البحث أن تطبيق الجهاز الخاص بالهاتف الذكي قد يضمّ معالجة أكثر تطوّراً للصورة وخوارزميات تحليل لتحسين أدائه على أرض الواقع.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«حركة تحرر عالمية» لحماية وسائل التواصل الاجتماعي من المليارديرات

حواجز لمنع تحكم المليارديرات في وسائل التواصل الاجتماعي
حواجز لمنع تحكم المليارديرات في وسائل التواصل الاجتماعي
TT

«حركة تحرر عالمية» لحماية وسائل التواصل الاجتماعي من المليارديرات

حواجز لمنع تحكم المليارديرات في وسائل التواصل الاجتماعي
حواجز لمنع تحكم المليارديرات في وسائل التواصل الاجتماعي

على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت المخاوف بشأن استخدام المليارديرات المنافذ الإعلامية التي يمتلكونها لتعزيز معتقداتهم، مصدر قلق متزايد.

مليارديرات التواصل الاجتماعي

مثلاً، يمتلك جيف بيزوس صحيفة «واشنطن بوست»، بينما يمتلك إيلون ماسك منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، وقد يكون من المتسابقين لشراء «تيك توك»، إن صح تقرير «بلومبرغ».

ودونالد ترمب –بالطبع- يمتلك حصة الأغلبية في «تروث سوشيال» Truth Social، بينما أعلن مارك زوكربيرغ الذي يمتلك حصة مسيطرة في «ميتا» أخيراً إلغاء تقنيات التحقق في «فيسبوك» و«ثريد» و«إنستغرام».

انتزاع الوسائط من أغنياء العالم

والآن، هناك جهد جارٍ يأمل في انتزاع جزء على الأقل من عالم وسائل التواصل الاجتماعي، بعيداً عن أغنى أغنياء العالم.

وقد طُرحت مبادرة تسمى «حرروا محتوياتنا المبثوثة»Free Our Feeds ، وهي تدفع نحو توجهات لدعم التكنولوجيا الحمائية التي تحمي وتدعم منصة «بليوسكي» Bluesky، التي تسمى «بروتوكول AT»، وذلك بهدف استخدامها لإنشاء نظام بيئي مفتوح لوسائل التواصل الاجتماعي. (وفقاً لـ«الويكيبيديا الإنجليزية»، فإن Authenticated Transfer Protocol أي «بروتوكول النقل المعتمد»، هو معيار مفتوح لخدمات الشبكات الاجتماعية اللامركزية. وهو قيد التطوير بواسطة منصة «بليوسكي»، وهي شركة ذات منفعة عامة تم إنشاؤها في الأصل بوصفها مجموعة بحثية مستقلة داخل «تويتر» للتحقيق في إمكانية لا مركزية الخدمة- المحرر).

تقنية تمنع تحكم الأشخاص بها

فكِّر في الأمر على أنه تشفير لوسائل التواصل الاجتماعي، وهي تقنية مصممة بطريقة يقول الداعمون لها إنه لا يمكن لأي شخص التحكم فيها.

تم تنظيم حركة تحرير المحتويات المبثوثة بشكل مستقل عن «بليوسكي»، من قبل مجموعة من رواد الأعمال والمدافعين عن التكنولوجيا، من مؤسسة «موزيلا» Mozilla و«نومينو إيه آي» Numeno AI، وجهات أخرى. وهي حركة صغيرة حتى الآن، وتواجه صعوبات هائلة؛ لكنها تحظى بدعم بعض الأسماء البارزة، بمن في ذلك: جيمي ويلز، مؤسس «ويكيبيديا»، والممثل مارك روفالو، والداعم المبكر لـ«فيسبوك» روغر ماكنامي، والموسيقي برايان إينو.

وقف تركيز السلطة واستقطاب النشر

وكتبت المجموعة في منشور على مدونة: «الساحة العمومية اليوم تقع على (أرضية) ملكية خاصة... إن العواقب الضارة التي تترتب على هذا الوضع الراهن على المجتمع متنوعة وموثقة جيداً: تركيز الأرباح والسلطة، وتدهور المعلومات والجوانب الإعلامية، وظهور المحتوى الاستقطابي، والتضليل والمضايقات عبر الإنترنت، وتدهور الصحة العقلية، والمزيد».

تأمَل الحملة في جمع 4 ملايين دولار في البداية، لتحقيق هدف مدته 3 سنوات، بقيمة 30 مليون دولار. سيتم استخدام هذه الأموال لإنشاء مؤسسة تدعم بروتوكول AT وبناء البنية الأساسية التي تتضمن نظام تتابع آخر، وهو في الأساس نسخة احتياطية لجميع المحتوى على الشبكة، ما يسمح للمستخدمين بالوصول إلى المنشورات، حتى لو قامت «بليوسكي» بتقييد الوصول إلى البيانات. كما تخطط لتمويل المطورين لإنشاء نظام بيئي للتطبيقات الاجتماعية المبنية على بروتوكولات مفتوحة.

حتى الآن، جمعت المجموعة ما يزيد قليلاً عن 33 ألف دولار في يوم واحد، عبر GoFundMe، وتقول إنها تتوقع أن تكون المؤسسة المستقلة التي تشرف على بروتوكول AT جاهزة للعمل بحلول نهاية العام.

تحصينات وتأهب للمجابهة

في هذه الأثناء، أعلن موقع التواصل الاجتماعي «ماستودون» Mastodon الذي شهد زيادة في التسجيلات بعد استحواذ ماسك على «تويتر»، يوم الاثنين الماضي، أنه ينقل ملكية نظامه البيئي ومكونات المنصة إلى منظمة غير ربحية، لضمان عدم امتلاكه أو التحكم فيه من قبل فرد واحد.

وكتب الموقع في منشور على مدونته: «عندما بدأ المؤسس يوجين روشكو العمل على (ماستودون) كان تركيزه على إنشاء الرموز الكومبيوترية والشروط لنوع الوسائط الاجتماعية التي تصورها... كان الإعداد القانوني وسيلة لتحقيق غاية، وإصلاح سريع للسماح له بمواصلة العمليات. منذ البداية، أعلن أنه لن يكون للبيع وسيكون خالياً من سيطرة فرد ثري واحد».

وبينما تباطأ نمو «ماستودون» منذ الزيادة الأولية للمستخدمين له، ازداد الإقبال على «بليوسكي» الذي شهد زيادة في التسجيلات في الأشهر الأخيرة، وصلت إلى 26 مليون مستخدم في نهاية عام 2024، انضم ما يقرب من نصفهم بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

* «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».