حالات إغماء... بسبب القلب

اختلال الإشارات الكهربائية فيه

حالات إغماء... بسبب القلب
TT
20

حالات إغماء... بسبب القلب

حالات إغماء... بسبب القلب

س: بعد معاناتي من بعض حالات الإغماء، تم تشخيص حالتي متلازمة العقدة الجيبية المريضة. ويقول طبيبي المعالج إنني قد أحتاج إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب. فهل يمكنكم إخبارنا بالمزيد عن هذه الحالة المرضية؟

عقدة جيبية
ج: بصرف النظر عما يشير إليه المسمى، فإن متلازمة العقدة الجيبية المريضة sick sinus syndrome لا علاقة لها على الإطلاق بالجيوب الأنفية. وبدلاً من ذلك، فإنها تشير إلى اختلالات متنوعة في ضربات القلب من التي يمكنها أن تسبب الدوخة، أو الإغماء، أو ضيق التنفس.
وترجع أغلب الحالات إلى التغيرات ذات الصلة بالعمر في عضلة القلب، التي تعطل عمل النظام الكهربائي في القلب. وفي بعض الأحيان، يرجع اللوم إلى نمط آخر من أنماط مرض القلب أو العقاقير التي تُبطئ من عمل القلب. وتعد متلازمة العقدة الجيبية المريضة من أكثر الأمراض شيوعاً لدى الأشخاص الذين يبلغون السبعين أو الثمانين من أعمارهم.
في كل مرة يدق القلب، يجري تحفيز عضلة القلب على الانقباض بدفقة كهربائية متناهية الصغر. وتنطلق تلك الدفقة الكهربائية عن طريق العقدة الجيبية (والمعروفة أيضاً باسم العقدة الجيبية الأذينية sinoatrial node)، وهي تكتل من الخلايا يوجد في الجزء الأيمن العلوي من القلب، وتقوم مقام المنظم الطبيعي لضربات القلب. فإن كان معدل ضربات القلب يبلغ 60 ضربة في الدقيقة، فإن العقدة الجيبية ترسل دفقة كهربائية واحدة في كل ثانية واحدة تقريباً.

إشارات كهربائية
وإن أخفقت العقدة الجيبية في إرسال الإشارات الكهربائية بسرعة كافية للحفاظ على تواصل ضربات القلب بالسرعة اللازمة لتزويد الجسد بالدم والأكسجين، فربما تلاحظ أن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث. وعندما تتوقف العقد الجيبية المعطلة عن العمل لمدة 5 أو 6 ثوانٍ كاملة، فإن ضربات القلب تتوقف عن العمل مؤقتاً تبعاً لذلك؛ الأمر الذي يسفر عن إصابة الشخص بالإغماء. وحالة الإغماء تلك لا تؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بالقلب نفسه. غير أن العواقب قد تكون وخيمة إن تعرض الرأس للاصطدام أثناء السقوط أو أثناء قيادة السيارة مثلاً.
ومن المظاهر الأخرى المعروفة لتوقف عمل العقد الجيبية هناك متلازمة «تاكي برادي» tachy - brady syndrome، التي تعني تأرجح معدل ضربات القلب بين سرعة عالية للغاية تسارع القلب (tachycardia) وأخرى بطيئة للغاية (تباطؤ القلب bradycardia). ويحدث نمط ضربات القلب المذكور هذا غالباً لدى الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني atrial fibrillation، وفيه تنبض الحجرات العليا من القلب بمعدل سريع وغير منتظم.
وهناك أعراض أخرى محتملة، بالإضافة على الدوخة والإغماء، متلازمة العقدة الجيبية المريضة تشمل الشعور كما لو أن القلب ينبض بسرعة فائقة للغاية، أو متدنية للغاية، أو متجاوزاً بعض النبضات. ومن آثارها شعور بعض الناس بآلام في الصدر، أو صعوبات في التنفس، أو الإرهاق، أو الوهن، أو الارتباك.
إذا استبعد طبيبك المعالج حالات أخرى قابلة للعلاج أو عقاقير أخرى باعتبارها من مسببات متلازمة العقدة الجيبية المريضة، فإن العلاج المعياري هنا يكون باستخدام جهاز لتنظيم ضربات القلب بصورة دائمة. ويتم زرع هذا الجهاز الصغير، الذي يعمل بالبطارية، تحت الجلد في الجزء العلوي من الصدر عبر إجراء جراحة بسيطة. والجهاز مبرمج على تحفيز أو «تنظيم» ضربات القلب للحفاظ على النبضات بمعدلها الطبيعي، وهو من الحلول الآمنة وطويلة الأمد بصورة نسبية.

* رئيس تحرير
رسالة هارفارد للقلب
خدمات «تريبيون ميديا»



كارثة صامتة تهدد الملايين... دراسة تكشف سبباً خفياً لانتشار أمراض القلب

خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)
خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)
TT
20

كارثة صامتة تهدد الملايين... دراسة تكشف سبباً خفياً لانتشار أمراض القلب

خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)
خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن وجود صلة بين تلوث التربة والماء وأزمة أمراض القلب العالمية.

نُشرت دراسة في مجلة «تصلب الشرايين» (Atherosclerosis) الطبية، تناولت آثار الملوثات في التربة والماء، مثل: المعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية الصناعية، والجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية، على صحة الإنسان.

وخلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية. وأظهرت النتائج أن أكثر من ثلثي الأمراض الناجمة عن التلوث هي أمراض غير معدية، وأن 60 في المائة منها أمراض قلبية، وفق ما نقله موقع «ذا كول داون».

وحسب التقرير، تسببت الأمراض المرتبطة بالتلوث في 9 ملايين حالة وفاة مبكرة عام 2019، كما أدت إلى فقدان نحو 268 مليون سنة من العمر بسبب الإعاقة أو الوفاة المبكرة.

يأتي معظم ملوثات التربة والماء من الزراعة وإدارة النفايات والصناعات والتعدين (رويترز)
يأتي معظم ملوثات التربة والماء من الزراعة وإدارة النفايات والصناعات والتعدين (رويترز)

مصادر التلوث

تأتي معظم ملوثات التربة والماء من الزراعة، وإدارة النفايات، والصناعات، والتعدين.

ورغم التأثير الكبير للتلوث على صحة الإنسان، فإن خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية لا تشمل حالياً تدابير للحد من التلوث.

لماذا يُعد تلوث التربة والماء خطيراً؟

يتسبب التعرض للمواد الكيميائية السامة عبر التربة والماء في أضرار صحية جسيمة. فالمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والرصاص والكادميوم والزئبق، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات النمو العصبي والسرطان وأمراض القلب.

كما يؤدي تحلل البلاستيك إلى إطلاق جزيئات دقيقة ونانوية تتراكم في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي كثير من المواد البلاستيكية على مركبات ترتبط بمشكلات الخصوبة والسرطان وأمراض الغدة الدرقية، وغيرها.

ولا يقتصر خطر التلوث على صحة الإنسان فحسب؛ بل يمتد إلى البيئة. فالتلوث يقلل من قدرة التربة على تخزين الكربون، كما يدمر السلاسل الغذائية والنظم البيئية والتنوع الحيوي.

يتسبب التعرض للمواد الكيميائية السامة عبر التربة والماء في أضرار صحية جسيمة (رويترز)
يتسبب التعرض للمواد الكيميائية السامة عبر التربة والماء في أضرار صحية جسيمة (رويترز)

ما الحلول المتاحة؟

يمكن تقليل التعرض للملوثات عن طريق الحد من استخدام البلاستيك، واستخدام أجهزة تنقية الهواء وفلاتر المياه.

وأشارت الدراسة إلى أن بعض العلاجات، مثل العلاج بالاستخلاب الذي يزيل المعادن الثقيلة من الدم، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

أما على نطاق أوسع، فتعد المبادرات السياسية خطوات حاسمة للحد من التعرض للمواد السامة وحماية البيئة.

واختتم التقرير بالقول: «رغم أن التلوث يتسبب في أمراض كثيرة، فإنه يمكن الوقاية منه، فهو ليس نتيجة حتمية للتطور الاقتصادي، كما أثبتت الدول الغنية أن هناك حلولاً فعالة ومنخفضة التكلفة للسيطرة على هذا التلوث».