لبنان: اغتيال الوزير السابق محمد شطح صفعة جديدة لقوى «14 آذار» وللأمن المهتز

اتهم حزب الله قبل ساعة من استهدافه بالتهويل لإعادة البلد إلى الحقبة السورية

 مكان الانفجار في وسط بيروت
مكان الانفجار في وسط بيروت
TT

لبنان: اغتيال الوزير السابق محمد شطح صفعة جديدة لقوى «14 آذار» وللأمن المهتز

 مكان الانفجار في وسط بيروت
مكان الانفجار في وسط بيروت

استفاق لبنان على انفجار ضخم هز وسط بيروت عند العاشرة إلا ربعا من صباح اليوم الجمعة وأودى بحياة الوزير السابق محمد شطح، المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري وأربعة قتلى آخرين، فيما أصيب أكثر من سبعين جريحا وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.
ورجحت المعلومات الأولية أن يكون الانفجار ناجما عن سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق مقابل مصرف عودة على الطريق المعروف باسم ستاركو. وقال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مروان شربل، بعد تفقده موقع الانفجار: «دائما هناك استنكار وكلمة الله يرحمه وإن شاء الله في أسرع وقت ممكن يخرج الجرحى من المستشفيات، (هيك رح نقضيها) ولا أعرف متى سننتهي من هذه المشاهد». وتابع ردا على سؤال: «لا أريد أن أتكلم في السياسة المفروض أن نجلس ونتحاور مع بعضنا وهذا الحل السياسي الوحيد».
ويعد شطح من الشخصيات المعتدلة في قوى 14 آذار، وهو من العقول الاقتصادية في تيار المستقبل وفي لبنان. ويأتي اغتياله اليوم في ظل انقسام سياسي داخلي واتهام من حزب الله لقوى 14 آذار باحتضان الإرهابيين والتكفيريين، وفي لحظة إقليمية حرجة على إيقاع أزمة سوريا.
ويأتي هذا الاغتيال بعد سلسلة اغتيالات مماثلة طالت منذ عام 2005 عددا من القياديين السياسيين والأمنيين في صفوف قوى 14 آذار، كان آخرهم رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2012. كما اغتيل مطلع الشهر الحالي القيادي في صفوف حزب الله حسان اللقيس تحت المبنى الذي يقطنه في محلة الحدث، قرب بيروت، واتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف خلف اغتياله.
ونشر شطح قبل ساعة من اغتياله في وسط بيروت، على بعد أمتار من بيت الوسط، دارة الرئيس سعد الحريري، حيث كان يتوجه لحضور اجتماع، تغريدة على حسابه الخاص على موقع «تويتر»، جاء فيها: «حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية».
وأدى الانفجار إلى مقتل 5 أشخاص بينهم شطح ومرافقه، إضافة إلى نحو 70 جريحا على الأقل، كما ألحق أذى بالمباني المجاورة وأبرزها مبنى ستاركو ومكاتب الهيئة العليا للإغاثة. وفرضت القوى الأمنية طوقا محكما في موقع الانفجار، كما حضرت الأدلة الجنائية ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.
وفي سيرته الذاتية، يتحدر شطح من مدينة طرابلس، شمال لبنان، وهو من مواليد 1951 ومتزوّج وله ولدان. شغل منصب نائب حاكم مصرف لبنان من عام 1993 حتى عام 1997، ومنصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة من عام 1997 حتى عام 1999. كما عمل في «صندوق النقد الدولي» في الولايات المتحدة، من عام 1983 حتى 2005، حيث تبوأ مناصب مختلفة منها مستشار لمجلس إدارة الصندوق عن منطقة الشرق الأوسط ونائب المدير التنفيذي.
وشطح حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1974، ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس في الولايات المتحدة عام 1983، حيث درّس أيضا فيها مادة الاقتصاد أعواما عدة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.