قفز عدد أشجار البن في منطقة جازان السعودية من 20 ألف شجرة إلى 120 ألف شجرة في غضون سنوات، ما رفع الإنتاج إلى نحو 700 طن سنوياً، ودفع باسم المنطقة لتتصدر أحاديث ذوّاقي القهوة في أماكن متفرقة حول العالم.
وعزا أحمد الزيلعي مدير وحدة بحوث البن التابع لمركز الأبحاث الزراعية في جازان، ذلك إلى أن البن الجازاني يُزرع بطريقة عضوية بنسبة 100%، ويعتمد على خصوبة التربة وجودتها والأجواء المناسبة، وهطول الأمطار بشكل دوري، في ظل خلوّ البيئة الجبلية من كل أنواع التلوث البيئي، والاهتمام الخاص من أهالي ومزارعي جازان بصفته موروثاً شعبياً.
وأضاف الزيلعي لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة جازان التي تقع جنوب السعودية هي الأشهر بزراعة البن العربي، إذ يوجد فيها ما يقارب 700 مزرعة بُنّ تقع على مدرجات جبلية.
ولفت إلى أن عدد أشجار البن وصل هذا العام إلى 120 ألف شجرة يثمر منها 70 ألف شجرة محدثةً فرقاً إنتاجياً كبيراً من 100 إلى 600 طن.
وتابع: «نظراً إلى جودة البن الجازاني والزيادة الملحوظة في الإنتاجية، تم إنشاء وحدة أبحاث البن في جازان، وهي الأولى من نوعها في السعودية، من أجل تطوير صناعة البن ودراسة أصناف البن وتطوير مرحلة ما بعد الحصاد».
وتطمح وزارة البيئة والمياه السعودية إلى التوسع في زراعة البن كي يشمل مناطق جبلية من منطقتي عسير والباحة أيضاً.
وتُنتَج 70% من البن الجازاني في محافظة الداير التي تنظّم مهرجاناً سنوياً يُعنى بزراعة البن وتسويقه، إضافة إلى محافظات أخرى مثل فيفة، والعيدابي، وبن مالك، والعارضة. وتشتهر المنطقة بأنواع مختلفة من البن العربي مثل الخولاني، والعديني، والتفاحي.
ورغم ذلك لا يغطي إنتاج البن 2% من الاحتياج المحلي. ومع تزايد الطلب العالمي على استيراد البن الجازاني، كانت هناك اجتهادات من المزارعين لتصديره خارج السعودية.
وقال حسين المالكي صاحب مشروع «مفراز» لدعم وتسويق محاصيل البن للمزارعين لـ«الشرق الأوسط»: «توارثنا زراعة البن من آبائنا وأجدادنا، وتنتج مزرعتي 1.2 طن سنوياً، وبعد التقشير تصبح 700 كجم من البُنّ جاهز للبيع، وخلال السنوات الماضية صدّرت طنين خارج السعودية باجتهاد شخصي، عن طريق المشاركة في مهرجانات ومعارض للقهوة، إضافة إلى أنني اتجهت إلى التسويق بشكل شخصي في دبي ومسقط، وعن طريق الأصدقاء الذين يعملون في مجال التحميص في السعودية والإمارات».
وعن أكثر البلدان التي تطلب البن الجازاني ومستقبل البن الجازاني، ذكر المالكي أن الإمارات وعمان وألمانيا هي الأكثر طلباً، مؤكداً أن صناعة البن الجازاني تستطيع أن تنافس وتكوّن دخلاً لفئة كبيرة من المواطنين، وهو ما يتطلب تشجيع المزيد من المزارعين ودعمهم وتدريبهم على الزراعة والحصاد والمعالجة التي ترفع الجودة، إضافة إلى إنشاء مختبرات جودة في محافظات جازان، وتدريبهم على التسويق الإلكتروني.
أما المزارع جبران المالكي الذي يملك 900 شتلة بُنّ منتجة، وفي طور زراعة 5000 شتلة أخرى، فيوصل البن لأصحاب المحامص والخبراء داخل السعودية لكنه لم يصدّر البن الجازاني خارج السعودية حتى الآن. وقال: «البن الجازاني ذو جودة ممتازة، ولكننا نحتاج إلى مزيد من الدعم من كل الجهات المعنية لزيادة تجارة البن الجازاني»، لافتاً إلى أنه شارك في العديد من المهرجانات المحلية، إضافة إلى معرض جولف هوست في دبي وكان انطباع الزوار عن المحاصيل رائعاً.
وأكد أن مستقبل صناعة البن الجازاني مشرق متى ما وُجد الدعم بجميع أنواعه «فموطن البن الأصلي موجود وجميع الظروف المناخية ملائمة، وطموح المزارعين الوصول بالمنتج للعالمية».
120 ألف شجرة بُنّ في جازان تبشّر بمذاق متميز للقهوة
مزارعوه يطمحون لتصديره من السعودية إلى العالم ويدعون إلى مزيد من الدعم
120 ألف شجرة بُنّ في جازان تبشّر بمذاق متميز للقهوة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة