- من الملح إلى السكر
* لماذا كلما تناولت قطعة حلوة انجذبت بشدة لتناول قطعة أخرى مالحة. وقد لازمتني هذه الحالة من الصغر. ماذا تنصح؟
ر. ي - لندن
- هذا ملخص سؤالك، والأمر ليس نادراً أو غريباً. ذلك أن هناك كثيراً من أنواع الأطعمة التي تحتوي على أجزاء من السكريات حلوة الطعم وأجزاء مالحة الطعم في الحلويات والمقرمشات، كما أن البعض يُضيف قطعاً من الأطعمة الحلوة إلى أطباق الأطعمة المالحة، كنثر الزبيب على أطباق الأرز واللحم، وإضافة قطع من الفواكه الحلوة إلى أنواع من «الطواجن» المحتوية على اللحم والخضار، وإضافة العسل إلى شرائح اللحم، أو تناول قطع اللحم المشوي مع العسل، وغيرها من الأمثلة في أطباق مناطق شتى من العالم. ولذا بداية، هذه الحالة لديك ليست غريبة ولا تدل على أي مشكلة صحية.
والبعض قد يتوقع أن امتزاج السكريات الحلوة بالأطعمة المالحة يؤدي إلى صعوبة تمييزها من قبل براعم الإحساس بالذوق، بينما الحقيقة ليست كذلك؛ بل تستطيع تلك البراعم تمييز امتزاج الطعمين الحلو والمالح، والبعض يجد فيه متعة لتناول مزيد من الأكل.
ولاحظي أن لدى الإنسان قدرات للإحساس بالطعم الحلو والمالح والمُر والحامض، وطعم «يمّي» اللذيذ، أي خمسة أنواع من الطعم. بينما لا يتوفر لكثير من أنواع الحيوانات والثدييات الإحساس بكل تلك الأنواع. وعلى سبيل المثال لا تحس القطط بالطعم السكري الحلو.
وهناك جدوى للإنسان من الإحساس بأنواع الطعم هذه؛ لأن تذوق الطعم الحلو يُحفز تناول السكريات كمصدر سريع للطاقة، كما في العسل والتمر والتين والعنب والزبيب وغيرها. والإحساس بالطعم المر والحامض يُحذر المرء من تناول تلك الأطعمة، التي إما أن تحتوي على مواد ضارة بالجسم أو مؤذية لمكونات الفم والمريء والمعدة. وهناك عدة فوائد لتناول الأطعمة المالحة أو التي يُضاف إليها الملح بكميات معتدلة وغير ضارة صحياً. ولاحظي أيضاً أن جسم الإنسان لا يوجد فيه مكان يستطيع خزن عنصر الصوديوم الذي هو المكون الأساسي في الملح، بخلاف الكالسيوم مثلاً الذي يُخزن في العظم.
إن مزج السكريات الحلوة والأطعمة المالحة يتبع إحدى النظريات التي تفسر وجود «طبقات للشعور بالطعم»، ذلك أن وجود الجزء المالح والشعور بطعمه يزيد من قدرة براعم التذوق على الإحساس بشكل أعلى بالطعم السكري الحلو. ومعلوم أن هناك درجات متفاوتة للشعور بحلاوة الطعم، كما هو الحال بالدرجات المتفاوتة للشعور بطعم الحرقة في أنواع الفلفل الحار. ولذا فإن تناول القطع المالحة يهيئ براعم التذوق للإحساس بلذة أكبر عند تناول قطعة طعام حلوة بعدها. وهناك نظرية علمية أخرى، مفادها أن مزج تناول الحلو والمالح له علاقة بشيء يُدعى مستوى الوصول إلى حالة «الشبع الحسي النوعي» في الدماغ بطعم معين. وهذا الأمر مرده إلى أن الإنسان بغريزته يتناول اللحوم والنباتات. وهذا التنوع في طيف الأطعمة التي يتناولها الإنسان، بخلاف أنواع الثدييات، يصنع نوعاً من «التعب» في براعم الإحساس بالطعم عند تكرار تناول طعام أو أطعمة محددة بشكل متكرر، ما يؤدي إلى فقدان الرغبة في تناول تلك الأشياء المتكررة. وعندما يتناول المرء شيئاً مختلفاً تماماً، كشيء مالح مثلاً، يعود النشاط لتقبل تناول الطعم الحلو. ولذا نجد أن الإنسان كائن يُعدّ طعامه بأطباق متنوعة، ويُشكّل في مكونات وجباته الغذائية، ويُضيف أنواعاً مختلفة من البهارات كي يُعطي «الطعم» المختلف دائماً لغذائه.
وهذا الجانب، أي تفضيل الشخص لأنواع من الطعم في الأغذية المختلفة بخلاف شخص آخر، واختلاف المجتمعات في العالم في تفضيل تناول أنواع من الطعم للمأكولات، هو من الموضوعات الطبية المتشعبة، والمرتبطة بالنمو في الجسم والدماغ من جهة، والمرتبطة أيضاً بالظروف والمؤثرات البيئية.
- أسباب أخرى للضعف الجنسي
* أجريت فحوصات لدى الطبيب لضعف الانتصاب، ولم يجد الطبيب سبباً لذلك. بم تنصح؟
محمد س. - الرياض
- هذا ملخص أسئلتك، وتظهر نتائج الفحوصات المتعلقة بالسائل المنوي، وعمل البروستاتا، وضغط الدم، ووظائف القلب، وسكر الغلوكوز، والغدد، وغيرها مما ذكرت، كلها كانت ضمن الطبيعي. ولاحظ أن الاضطرابات العضوية ليست هي بالضرورة المتسببة فقط في ضعف الأداء الجنسي العاطفي؛ بل ثمة عدة سلوكيات حياتية قد تتسبب في ضعف الأداء الجنسي. والبعض قد يغفل عن أهميتها وتأثيراتها السلبية، وجدوى تعديل أو تغيير تلك السلوكيات في تحسين الأداء العاطفي.
ومن تلك السلوكيات تناول الأطعمة بطريقة ونوعية غير صحية، وخاصة الإكثار من الأكل وتناول المأكولات السريعة والمقليات الغنية بالدهون، وخاصة الدهون المتحولة، وبالنشويات المكررة، أي المصنوعة من حبوب القمح المقشرة والضعيفة المحتوى بالفيتامينات والمعادن والألياف. وهذا له تأثيرات على تدفق الدم إلى منطقة الأعضاء التناسلية، وله تأثيرات على لياقة القدرات البدنية أثناء اللقاء العاطفي. هذا بخلاف الاهتمام بخفض الزيادة في وزن الجسم، والاهتمام بتناول كميات معتدلة من الأطعمة، وخاصة الأطعمة الصحية الغنية بالفواكه والخضراوات ولحوم الأسماك والحيوانات البحرية والمكسرات وزيت الزيتون والعسل الطبيعي. وكذا الحال مع ضبط تناول الملح والمأكولات المحتوية على كميات عالية من الصوديوم. ومن المفيد، عوضاً عن الإكثار من إضافة الملح، إضافة أنواع من البهارات والفلفل.
كما أن خفض مستوى الإجهاد البدني والنفسي، يوفر مزيداً من الطاقة النفسية والبدنية لتحسين مستوى التفاعل العاطفي، مثل الحرص على المشي اليومي والقراءة والاسترخاء. وكذلك عبر الاهتمام الجاد بضبط النوم، أي الحرص على نوم نحو 7 ساعات في وقت الليل، والنوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً أيضاً.
وثمة عادات غير صحية، كالتدخين، تتسبب في ضعف الأداء الجنسي عبر آليات مختلفة. ولذا فإن الامتناع عن التدخين إحدى وسائل تحسين مستوى التفاعل العاطفي.
هذا بالإضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة للقاء مع شريك الحياة، بما يُفيد في رفع مستوى التفاعل العاطفي بينهما، وذلك ليس فقط خلال ممارسة العملية الجنسية؛ بل طوال الوقت.
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]
- استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض