الشيشة أنقذت مزارعي التبغ الألماني

الشيشة أنقذت مزارعي التبغ الألماني
TT

الشيشة أنقذت مزارعي التبغ الألماني

الشيشة أنقذت مزارعي التبغ الألماني

بعد ركود طويل لنشاط زراعة التبغ في ألمانيا، وتراجع عدد المزارعين والمساحات المزروعة لأسباب مختلفة، عاد اليوم لينتعش مجددا بفضل انتشار مقاهي الشيشة (النارجيلة) في كل أنحاء البلاد.
وكان عدد مزارعي حاصلات التبغ في ألمانيا يتجاوز ستة آلاف مزارع، قبل أن يتباطأ هذا النشاط على أثر وقف الاتحاد الأوروبي دعمه لهذه الزراعة في 2009.
وبحسب قول سفين بلاشكه، المدير الإداري للرابطة الاتحادية لمنتجي التبغ في ألمانيا، شهدت الأعوام الماضية عمليات إفلاس المئات من مزارعي التبغ، مع تراجع المبيعات بشكل حاد، إلا أن هذه الزراعة عادت للازدهار بفضل الاستهلاك القوي للتبغ في المقاهي العربية والتركية التي تقدم الشيشة، فهي تشتري أكثر من 96 في المائة من الإنتاج.
وتتعدى المساحات التي يزرع فيها التبغ 3000 هكتار، وأكثر الإنتاج يأتي من مقاطعتي بافاريا وراين لاند بفالس.
وورقة التبغ الألماني تحتوي على القليل من النيكوتين ونسبة عالية من السكر، وأغلبه من الصنف المسمى «فرجين» الذي لا يُجفف في الهواء، بعكس الصنفين «برلي» و«غوترهايمر»؛ بل في أفران هواء ساخن، ما يقلل من تكاليف العمالة. كما أن عمليات الري أصبحت أكثر تطورا من أجل مواجهة أي تقلبات مناخية، مثل الجفاف الذي لحق بجزء كبير من أوروبا نتيجة قلة الأمطار هذا العام. ويتراوح ثمن الكيلو من 3 إلى 5 يوروات (بين 3.4 إلى 5.6 دولار).
والانتشار الواسع للشيشة دفع معرض برلين الدولي لإقامة معرض تجاري دولي للشيشة واللوازم الكاملة لها، للمرة السادسة؛ حيث قدم نحو 150 عارضا هذا العام مجموعة واسعة من أحدث موديلات النارجيلة (من كهربائية ويدوية)، وغيرها من المنتجات المرتبطة بنشاط المقاهي.
وكان لصحافية «الشرق الأوسط» جولة في هذا المعرض؛ حيث التقت منتجين ومزارعين ومروجين للتبغ. وتربع على قمة العروض التنباك الممزوج بأنواع مختلفة من الفاكهة والأزهار، من التفاح والبرتقال والموز والليمون، والأزهار مثل الورد والياسمين. كما أن أشكال النارجيلة اختلفت، فلم تعد زجاجتها طويلة؛ بل واسعة القاعدة، وهناك أنواع تشبه إلى حد ما الأنابيب التي تستخدم في المختبرات، طويلة واسعة وذات ثقب في وسط العنق يركب فيه رأس الشيشة.
ولقد تنافس في هذا المعرض الروس والهنود والأميركيون والعرب والأتراك، من أجل تقديم العروض المختلفة للشيشة والتنباك. وكما قال أحد العارضين الهنود، الذي يعرض في جناحه أكثر من مائة صنف من التنباك، إن تدخين الشيشة منتشر اليوم في كثير من المدن الهندية، مثل نيودلهي وكالكوتا، التي يتعدى عدد مقاهي الشيشة فيها 10 آلاف.
وعرض الجناح الروسي نوعا جديدا من التنباك المصنوع من الشاي. ويقول صاحب المصنع، وهو شاب روسي من موسكو، إن ولعه بالشيشة واكتشاف أضرار التبغ، دفعه للبحث عن مادة أخرى بديلة، فوجد شايا من نوع خاص هو الأفضل والأكثر محافظة على الصحة، وهو يباع اليوم في البلدان العربية أيضا.
أما الألماني ماكس من مقاطعة بافاريا، فقد عرض عناصر كيماوية يمكن تدخينها بدلا من التبغ، ويقول إنها غير مضرة. وما دفعه لذلك هو حظر التدخين في هذه المقاطعة. وإن كان لا ينفي أنه يمزج تلك المواد الكيماوية بالقليل من التبغ.
والجديد أيضا في المعرض، هو استبدال الفحم الحجري للشيشة بمواد أخرى غير مضرة للبيئة، مثل قشور جوز الهند، وهنا يقول التركي دانيز إنه يستورد شهريا 50 طنا من قشور جوز الهند الجافة، من بلدان آسيوية يكثر فيها شجر جوز الهند، ويُحضرها في مصانع في ألمانيا بأشكال مختلفة، منها المربعات.
وأغلب زوار المعرض هم مدخنون شبان وشابات يريدون تجريب الأنواع المستحدثة من التبغ (التنباك). كما يتيح المعرض لأصحاب المحلات التجارية والمقاهي المتخصصة بالشيشة إجراء اتصالات مباشرة مع التجار، وتجربة المنتجات المختلفة، وإبرام عقود شراء معهم.


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)
جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)
TT

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)
جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

تعلن السعودية غداً (الثلاثاء) الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1446 / 1447هـ (2025م).

وسيعقد مجلس الوزراء السعودي، يوم غدٍ (الثلاثاء)، جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2025م.

ووفقاً للبيان التمهيدي لميزانية عام 2025 الصادر في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، توقعت حكومة المملكة تسجيل عجز عند 118 مليار ريال (31.4 مليار دولار) هذا العام، على أن يستمر للسنوات الثلاث المقبلة ليبلغ ذروته في 2027 عند 140 مليار ريال، بوصفه عجزاً مُقدّراً.

وتركز الحكومة على الإنفاق الاستراتيجي على برامج «رؤية 2030»، وهو ما أوضحه وزير المالية محمد الجدعان، عند الإفصاح عن البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل، بتأكيده أن الحكومة ستواصل الإنفاق على المشاريع الكبرى ذات العائد الاقتصادي المستدام، إضافة إلى زيادة الصرف على البنية التحتية والخدمات العامة.

كما ارتفعت الإيرادات الحكومية بنسبة 20 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، لتبلغ 309.21 مليار ريال (82.4 مليار دولار)، وارتفعت النفقات بنسبة 15 في المائة لتبلغ 339.44 مليار ريال في الفترة ذاتها.

وبلغت الإيرادات غير النفطية ما قيمته 118.3 مليار ريال بارتفاع 6 في المائة على أساس سنوي، لكنها كانت أقل بنحو 16 في المائة مقارنة بالربع الثاني من هذا العام. وفي المقابل، سجلت الإيرادات النفطية 190.8 مليار ريال، بنمو 30 في المائة على أساس سنوي، لكنها كانت أقل بنسبة 10 في المائة عن الربع الثاني من 2024.

وحتى الربع الثالث من العام الحالي، أظهرت الميزانية السعودية لـ2024 ارتفاع الإيرادات الفعلية لتصل إلى 956.233 مليار ريال (254.9 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من 2023 عندما سجلت نحو 854.306 مليار ريال (227.8 مليار دولار)، بزيادة قدرها 12 في المائة.

وتجاوز حجم النفقات نحو التريليون ريال (266.6 مليار دولار) حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي، قياساً بالفصل الثالث من العام الماضي، حيث كان حجم النفقات 898.259 مليار ريال (239.5 مليار دولار)، بنسبة 13 في المائة. وبالتالي يصل حجم العجز في الميزانية خلال هذه الفترة إلى 57.962 مليار ريال (15.4 مليار دولار).

وتوقعت وزارة المالية السعودية في تقريرها الربعي، بلوغ حجم الإيرادات في العام الحالي 1.172 تريليون ريال (312.5 مليار دولار)، مقارنة بالنتائج الفعلية للميزانية في 2023 عند 1.212 تريليون ريال (323.2 مليار دولار)، وإجمالي مصروفات يصل إلى 1.251 تريليون ريال (333.6 مليار دولار)، قياساً بالعام الماضي عند 1.293 تريليون ريال (344.8 مليار دولار)، وبعجز يبلغ 79 مليار ريال (21 مليار دولار)، بعد أن سجل نحو 80.9 مليار ريال (21.5 مليار دولار) في السنة السابقة.

وكشفت بيانات وزارة المالية وصول رصيد الاحتياطي العام للدولة حتى نهاية الربع الثالث إلى 390.079 مليار ريال (104 مليارات دولار)، والحساب الجاري إلى 76.675 مليار ريال (20.4 مليار دولار)، وتسجيل الدين العام سواء الداخلي أو الخارجي لآخر الفترة نحو 1.157 تريليون ريال (308.7 مليار دولار).