مهرجان الموسيقى العربية ينطلق في القاهرة ويحتفي بشادية

كرم 18 شخصية فنية أبرزهم إدريس ولطيفة والرومي

الفنان هاني شاكر أحيا حفلاً موازياً في مسرح سيد درويش بالإسكندرية («الشرق الأوسط»)
الفنان هاني شاكر أحيا حفلاً موازياً في مسرح سيد درويش بالإسكندرية («الشرق الأوسط»)
TT

مهرجان الموسيقى العربية ينطلق في القاهرة ويحتفي بشادية

الفنان هاني شاكر أحيا حفلاً موازياً في مسرح سيد درويش بالإسكندرية («الشرق الأوسط»)
الفنان هاني شاكر أحيا حفلاً موازياً في مسرح سيد درويش بالإسكندرية («الشرق الأوسط»)

على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، انطلقت مساء أمس، فعاليات الدورة 27 لمهرجان الموسيقي العربية، التي تستمر حتى 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وحملت اسم الفنانة الراحلة شادية.
بدأ الاحتفال بفيلم تسجيلي أخرجه مهدي السيد، بعنوان «وداعاً شادية»، تضمن مشاهد من محطات مضيئة في حياتها ترويها بصوتها، بالإضافة إلى مقتطفات من أفلامها وأغنياتها.
افتتحت الدورة التي أهديت للراحلين: الموسيقار ميشيل المصري، وعازف الكمان سعد محمد حسن، بتكريم وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، 18 شخصية أثرت الحياة الفنية في مصر والعالم العربي، في مقدمتهم اسم الراحلة شادية، والموسيقار السعودي الدكتور عبد الرب إدريس، واسم الموسيقار صلاح عرام، واسم الموسيقار اللبناني حليم الرومي، والمطربة التونسية لطيفة.
وقالت الوزيرة إيناس عبد الدايم، إن مهرجان الموسيقى العربية «عُرس فني يقام سنوياً على ضفاف النيل الخالد»، مؤكدة أنه ليس لقاءً عادياً، وإنما جسر يربطنا بالماضي بجماله وأصالته، ونجح في تخطي الصعوبات والحفاظ على الهوية الموسيقية.
وأشارت عبد الدايم، إلى أن «النجاح الفني والثقافي في مصر، لم يكن ليحدث لولا وجود إدارة سياسية مصرية، واعية لأهمية الفن، كما أن مهرجان الموسيقى العربية والأوبرا يسعيان لعالم مليء بالحب والسلام، ولا مكان فيه للكراهية، فالفن الحقيقي لم يخلق للنسيان».
أما رئيس الأوبرا والمهرجان الدكتور مجدي صابر، فأكد في كلمته على أن المهرجان أصبح عيداً للموسيقى، داعياً الجميع للاحتفال بالدورة 27 التي وصفها بأنها امتداد للتاريخ الموسيقي الثري، الجامع لدول الوطن العربي.
من جانبها، قالت مديرة المهرجان جيهان مرسي، إن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، يضع أمام عينه هوية الموسيقى العربية، التي وصل صداها للعالمية، وأصبحت تُعزف وتُغنى وتُدرس في أنحاء العالم. الفقرات الفنية لحفل الافتتاح، بدأت بباقة من موسيقى عدد من الأعمال الدرامية التي لحنها ووزعها الفنان ميشيل المصري، والتي عزفتها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو سليم سحاب، ومن أبرزها موسيقى مسلسل «عائلة الحاج متولي»، وتتر مسلسل «ليالي الحلمية»، غناء الفنان محمد الحلو، وتتر مسلسل «مين اللي مايحبش فاطمة»، غناء الفنان محمد ثروت. وعلى آلة الكمان، عزف الدكتور حسن شرارة موسيقى «من قلبي»، تبعه الدكتور رضا رجب بعزف موسيقى «شروق» على الكمان أيضاً، كما أدت الطفلة وفاء عماد أغنية «يا حبيبتي يا مصر»، فيما عزف ممدوح الجبالي على العود موسيقى «على عش الحب» للراحلة شادية، وعزف ماجد سرور على القانون موسيقى دويتو «لحن الوفاء».
وكما افتتح الحفل بفيلم تسجيلي عن «شادية»، اختتم بأغنية تحمل اسم «شادية... معبودة الجماهير» التي كتبها الشاعر هاني عبد الكريم، ولحنها محمد رحيم، وأداها من مطربات الأوبرا إيمان عبد الغني، وحنان عصام، ونهى حافظ.
وضمت الأغنية أجزاء من أغاني «أقوى من الزمن، وأمي، وشباكنا ستايره حرير، وخلاص مسافر، ويا حبيبتي يا مصر، وحياة عينيك، وغاب القمر يا ابن عمى». فعاليات الافتتاح لم تتوقف عند الحفل الرئيسي على المسرح الكبير بدار الأوبرا، فبالتزامن مع ما تم تقديمه في القاهرة أقيم حفل على مسرح سيد درويش بدار أوبرا الإسكندرية، أحياه أمير الغناء العربي هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إبراهيم الموجي.
وقدم شاكر أيضاً مجموعة من أبرز أغانيه، مثل «وانت ماشي في مصر»، و«كل ليلة»، و«لو بتحب»، و«لسه بتسألي»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«كده برضه يا قمر»، و«تعالوا»، و«غلطة».


مقالات ذات صلة

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

يوميات الشرق خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

اختُتمت، مساء الجمعة، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي أُقيم بمحافظة الفيوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق عروض الأراجوز تشهد إقبالاً كبيراً من تلاميذ المدارس (إدارة الملتقى)

ملتقى مصري لحماية الأراجوز وخيال الظل من الاندثار

مساعٍ لحماية الأراجوز وخيال الظل والعرائس التقليدية من الاندثار بوصفها من فنون الفرجة الشعبية بمصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، على الفنون المعاصرة.

أحمد عدلي (الفيوم (مصر))
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».