قصور القلب... أهمية التشخيص والعلاج

مراكز متخصصة في السعودية

قصور القلب... أهمية التشخيص والعلاج
TT

قصور القلب... أهمية التشخيص والعلاج

قصور القلب... أهمية التشخيص والعلاج

بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، وجمعية القصور القلبي السعودية، عقد أخيرا بمدينة جدة مؤتمر هارتس «Hearts» المتعلق بالقصور القلبي الذي نظمته الشركة السعودية لتوزيع المستحضرات الطبية المحدودة إحدى شركات «نوفارتس» بالمملكة. وحضر المؤتمر جمع كبير من الأطباء واختصاصي أمراض القلب.
تحدث حصريا لـ«الشرق الأوسط» الدكتور طريف الأعمى وكيل وزارة الصحة للشؤون العلاجية، بعد افتتاحه المؤتمر، قائلا: لقد ناقش المؤتمر إحدى أهم المشكلات الصحية التي نتعامل معها كممارسين صحيين بصفة يومية تقريباً. ولا يخفى أن أمراض القلب هي أحد أكثر الأمراض انتشاراً وبالتالي فالأولوية القصوى هي لتثقيف وتوعية الممارسين الصحيين بخصوص أفضل الأساليب في علاج أمراض القلب والقصور القلبي.
وقد شهد العامان الماضيان تركيزاً كبيراً فيما يخص التطور والتوسع في علاج أمراض القلب، إذ تم افتتاح عدد من مراكز القلب في مناطق مختلفة من المملكة، مما يساعد في تحسين رعاية مرضى القلب في جميع أنحائها. وشدد وكيل الوزارة على دور التوعية بهدف الوقاية، ولكي تكون الرعاية الصحية الأولية ذات أولوية في جميع المدن، وبالتالي لا يكون التركيز فقط على العلاج بل وأيضاً على الرعاية الأولية والوقاية.
الجدير بالذكر أن المؤتمر ناقش العقار الطبي الذي أنتجته «نوفارتس» ENTRESTO sacubitril-valsartan الذي يتميز بدوره الفاعل في تحفيز عضلة القلب على الاستشفاء، عن طريق تنشيط النظام الهرموني العصبي، وتحسين دفاعات الجسم الطبيعية ضد هبوط القلب، وكانت المملكة هي ثاني دولة في العالم تقوم بتسجيل هذا الدواء وتوفيره لمرضاها.
- قصور القلب
ويطلق عليه أيضا فشل القلب، وهو مرض يحدث عندما يقصر القلب في أداء مهمته الأساسية وهي ضخ الدم إلى أجزاء الجسم وإلى الكلى والدماغ، ولذا فإن الكثير من أعضاء الجسم يصيبها القصور في حال لم يحظ الجسم بالتغذية الكافية بالأكسجين، ويتطور هذا القصور.
على المستوى العالمي، ينتشر المرض بدرجة كبيرة فيُقدر عدد المرضى بـ26 مليون مريض، ويصيب من 2 إلى 3 في المائة من أعداد سكان العالم. وبالنسبة للحالات الجديدة والمشخصة سنوياً يوجد بالولايات المتحدة الأميركية أكثر من 500 ألف حالة.
وعلى المستوى المحلي، لا تختلف السعودية كثيراً عن الدول المتقدمة، ويوجد في المملكة ما يقارب 450 ألف مريض مصاب بالمرض. ويصيب القصور القلبي كبار السن بشكل أكبر تقريباً، وهناك نسبة واحد من ثلاثة ممن تزيد أعمارهم على 70 عاماً يصابون به أو من المحتمل إصابتهم بالمرض مستقبلاً.
- تطور المرض. تحدث إلى «صحتك» الدكتور وليد الحبيب رئيس جمعية القصور القلبي السعودية استشاري القصور القلبي بجامعة الملك سعود رئيس المؤتمر - وأوضح أن فشل القلب لا يعني توقف القلب عن العمل، لكنه قصور عن أداء مهمته الرئيسية وبالتالي يضعف أداء باقي أعضاء الجسم، فيشعر المريض بالتعب عند بذل أقل مجهود وبضيق في التنفس والعجز عن الحركة وحدوث تورمات بالجسم وتجمع للسوائل، وقد يتطور الأمر إلى إصابة المريض بالفشل الكلوي أو حدوث مشكلات بالدماغ والوعي. وأكد على أن هذا المرض مهم لأنه في ازدياد مستمر، ورغم تطور العلاج والعمليات المرتبطة به، فإن المريض يعيش معرضا لضعف القلب عن مهامه بسبب ضعف عضلاته، فيقصر الأداء.
وأضاف الدكتور الحبيب بأن نسبة وفاة مرضى القصور القلبي تصل تقريباً إلى 50 في المائة في الخمس سنوات التالية للتشخيص، كما أن نصف المرضى يضعف القلب لديهم خلال 5 سنوات ويموتون. ولكن مع التطورات الحديثة في العلاج وتوفر الأجهزة والمضخات الصناعية وزراعة القلب، تتحسن هذه النسبة، كما أن التشخيص المبكر يقلل من هذه المشكلة، لذا فإن التشخيص المبكر يتيح إعطاء العلاج في الوقت المناسب. والآن وبحمد الله هناك الكثير من العلاجات والدراسات الجديدة، كما أن هناك أناساً في حاجة إلى مضخات صناعية والمتمثلة في القلب الصناعي أو حتى زراعة قلب في بعض الحالات.
- الأسباب والعلاج
- الأسباب. تحدث إلى «صحتك» الدكتور عادل عبد القادر طاش مستشار نائب وزير الصحة والمشرف العام على تطوير خدمات القلب بوزارة الصحة، واستشاري جراحة قلب الكبار وجراحة القلب المتقدم في مجمع الملك عبد الله الطبي في جدة وأحد المتحدثين في المؤتمر - وأوضح أن السبب الرئيسي الذي يقود لمرض اعتلال عضلة القلب هو وجود علة في الشرايين التاجية أو مرض انسداد أو قصور الشرايين التاجية، وهذا يؤدي بعد حدوث جلطة أو جلطتين أو ثلاث جلطات إلى ظهور مرض قصور عضلة القلب. ويعود السبب الرئيسي للمرض في بعض الدول الأفريقية والآسيوية الفقيرة إلى مرض روماتيزم القلب أو مرض عضلة القلب نفسها، سواء كان ذلك عن طريق التهاب فيروسي أو التهاب بكتيري أو غير ذلك. إن وجود ما يقرب من 450 ألف مريض بالمملكة هو من جراء ارتداد الشرايين التاجية أو جلطات القلب، ومن هؤلاء 300 ألف مريض أصيبوا بمرض الفشل القلبي المتقدم من الدرجة الرابعة، ولا بد من التعامل مع هذه الحالات بمراكز متقدمة.
- التشخيص. تعتبر الأشعة الصوتية وسيلة ذات أهمية عالية في تشخيص اعتلال عضلة القلب، والتعرف على أسباب فشل عضلة القلب، سواء كان الأمر بسبب أمراض بالصمامات أو أمراض في العضلة نفسها أو أمراض متعلقة بالشرايين، إلى جانب الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، إضافة إلى الوسائل الروتينية للتشخيص كالتاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي والفحوص المختبرية خصوصا للكلى والكبد والغدة الدرقية.
- العلاج، عادة ما يوصف للمريض نوعان أو أكثر من الأدوية المختلفة التي تهدف إلى تحسين وظائف القلب واستعادة الدورة الدموية، بهدف توسيع الأوعية الدموية وتحسين عمل الضخ لعضلة القلب والحد من الوذمة. وتشمل هذه الأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II، وحاصرات بيتا، ومدرات البول، ومضادات الألدوستيرون، ومقويات التقلص العضلي، والديجوكسين.
يقول الدكتور عادل طاش إن هناك كثيراً من الحلول الجراحية لمرضى فشل القلب، فإذا كان السبب يعود إلى علة في الصمامات، فيمكن إصلاحها بالتدخل الجراحي أو عن طريق القسطرة. أما إن كان المرض بسبب شرايين القلب وكان المريض بحاجة لإجراء عملية قلب مفتوح وترقيع للشرايين التاجية فالأمر أيضاً متاح، وقد تصل مرحلة المرض لزراعة قلب، وهذا أيضاً متوفر كغيره لدينا في المملكة.
وفي عام 2017 تم إجراء 35 عملية من هذه الشاكلة، كما تم إجراء عمليتي زراعة قلب ورئة بنفس الوقت، سواء في مستشفى الملك فيصل التخصصي أو المستشفى العسكري بالرياض ومركز الأمير سلطان للقلب بالرياض. وهناك تقنيات حديثة كالقلب الصناعي الذي تُجرى عملياته أيضاً بالمملكة بأمان تام، وهو جهاز متطور يتم وضعه في البطين الأيسر في القلب، حيث يتم عن طريقه وباعتباره جهازاً مسانداً للبطين الأيسر للقلب بأخذ الدم من البطين الأيسر وضخه في الشريان الأورطي الذي يوزع الدم إلى بقية أعضاء الجسم، ويساعد هذا الجهاز القلب في عمله كمضخة للدم ويحافظ أيضاً على بقية أعضاء الجسم.
- مراكز علاج متخصصة
تحدث إلى «صحتك» الدكتور جهاد القيسي مدير عام شركة نوفارتس السعودية، مشيرا إلى التعاون القائم بين الشركة ووزارة الصحة وجمعية القصور القلبي السعودية وجمعية القلب السعودية، لتجهيز أكثر من 15 مركز قلب بأحدث التقنيات، وبالتعاون مع الجمعية الأميركية للقلب، لتوفير الطرق الصحيحة في العلاج وأيضا لنقل أحدث تقنيات المعالجة من حيث نوعياتها والتقنيات المستخدمة عالميا. ومن جانب آخر، فهناك تعاون لشركة نوفارتس مع وزارة الصحة من أجل تنفيذ مشاريع تهدف إلى تأمين العلاج الصحيح للقصور القلبي، ووضع المريض على الطريق العلاجي الصحيح في كافة المناطق القريبة والنائية.
وأكد على ذلك الدكتور عادل طاش أن وزارة الصحة بصدد تجهيز المراكز المشار إليها لتساند المستشفى التخصصي والمستشفى العسكري في مناطق مختلفة من المملكة.
- تكلفة العلاج. وبصفته مستشاراً لنائب وزير الصحة، ومشرفاً عاماً على تطوير خدمات القلب بالوزارة، أوضح الدكتور عادل طاش أن هذا المرض يكلف العالم الكثير من مليارات الدولارات، ولا يختص هذا الأمر بتكلفة علاج المريض فحسب، بل إن هناك تكلفة مباشرة لعلاج هؤلاء المرضى وتكلفة غير مباشرة، فتأخر العلاج يؤدي إلى الوفاة المبكرة وبالتالي فإن لهذا الأمر تأثيراً على المجتمعات وعلى الرفاه الاجتماعي للأوطان. كما أن وجود المرض مع العطلة وعدم العمل يؤثر على مدخول الأسر بسبب أن العائل للأسرة في حال إصابته بالمرض وتوقفه عن العمل وعجزه عن كسب رزقه وإعالة أسرته، سيكون لذلك تأثير كبير على أسرته ومجتمعه، مثلما يؤثر على ميزانية وطنه. ويُقدر بأن ما يصرفه العالم على المرض يقارب 24 دولارا للشخص الواحد بالعالم. وهذا الأمر يختلف من مجتمع إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، فالولايات المتحدة الأميركية وحدها تنفق ما يقارب من 30 مليارا لعلاج المرض. أما في المملكة العربية السعودية، فيقدر ما ينفق على مرض الفشل القلبي ما يقارب 3.5 مليار ريال سنوياً.
- الوقاية، يقول الدكتور عادل طاش إن الوقاية تتمثل من خلال 4 درجات، فهناك الوقاية الأساسية التي تقي الإنسان من العناصر المسببة للمرض كالوقاية من التدخين، والسمنة، ومزاولة الرياضة، ومتابعة الحمية الغذائية الصارمة، والوقاية من مرض السكّري بالامتناع عن تناول السكر والدقيق الأبيض مثلا، وتناول الأدوية والمتابعة مع الطبيب لمن يعاني من الكولسترول الضار، ثم الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وحتى إن لم يكن الشخص مصاباً به فيجب تجنب ذلك من خلال المحافظة على الحمية بتقليل الملح وممارسة الرياضة. ثم الوقاية الطبيعية لمن لديهم مسببات الخطورة للإصابة بالمرض. وهناك الوقاية الثانوية لمن يعانون من مرض القلب ومن أصيبوا سابقاً بجلطة كي لا تتكرر. ورابعا، هناك الوقاية الثلاثية المتقدمة لمن أصيبوا بجلطة مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ودخلوا المستشفى، والعمل على جعلهم خارج المستشفى، فهؤلاء في الأساس يعانون من فشل قلبي، وبالتالي لا بد من جعلهم يتكيفون مع المرض ويغيرون نمط وأساليب حياتهم.
- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

خلص خبراء إلى أن أفضل وجبة غذائية لعام 2025، هي الوجبة «المتوسطية» التي ترتبط بالعادات الغذائية لسكان منطقة حوض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين
TT

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

أثارت التقارير عن زيادة حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف اختصاراً بـHMPV في الصين أصداء قاتمة لبداية مماثلة لجائحة كوفيد - 19 قبل خمس سنوات تقريباً، كما كتبت ستيفاني نولين(*).

ولكن رغم أوجه التشابه السطحية، فإن هذا الوضع مختلف تماماً، وأقل إثارة للقلق، كما يقول خبراء الطب.

وإليك ما نعرفه عن «الفيروس المتحور الرئوي البشري» Human Metapneumovirus المعروف اختصاراً HMPV. ويسمى أحياناً أخرى بـ«الميتانيوفيروس البشري».

ما «الفيروس المتحور الرئوي البشري»؟

إنه أحد مسببات الأمراض العديدة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم كل عام، وتسبب أمراض الجهاز التنفسي. وهو فيروس شائع؛ بل شائع جداً لدرجة أن معظم الناس يصابون به وهم ما زالوا أطفالاً وقد يعانون من عدة إصابات في حياتهم. وفي البلدان التي تشهد شهوراً من الطقس البارد، يمكن أن يكون لفيروس الجهاز التنفسي البشري موسم سنوي، تماماً مثل الإنفلونزا، بينما في الأماكن الأقرب إلى خط الاستواء، فإنه ينتشر بمستويات أقل طوال العام.

هذا الفيروس يشبه فيروساً معروفاً بشكل أفضل في الولايات المتحدة، «الفيروس المخلوي التنفسي»، RSV الذي يسبب أعراضاً تشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بالإنفلونزا وكوفيد، بما في ذلك السعال والحمى واحتقان الأنف والصفير.

معظم عدوى فيروس HMPV خفيفة، تشبه نوبات البرد الشائعة. لكن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، وخاصة بين الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. أما المرضى الذين يعانون من حالات الرئة السابقة، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو انتفاخ الرئة، فهم أكثر عرضة لنتائج وخيمة.

منذ متى كان الفيروس موجوداً؟

تم التعرف على الفيروس في عام 2001، لكن الباحثين يقولون إنه انتشر بين البشر لمدة 60 عاماً على الأقل. ورغم أنه ليس جديداً، فإنها لا يحظى بالقدر نفسه من التعرف على الإنفلونزا أو كوفيد - 19 أو حتى الفيروس المخلوي التنفسي، كما يقول الدكتور لي هوارد، الأستاذ المساعد لأمراض الأطفال المعدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت.

أحد الأسباب هو أنه نادراً ما تتم مناقشته بالاسم، إلا عندما يتم إدخال الأشخاص إلى المستشفى بسبب حالة مؤكدة منه.

ويضيف هوارد: «من الصعب حقاً التمييز بين السمات السريرية والأمراض الفيروسية الأخرى. إننا لا نختبر بشكل روتيني فيروس الجهاز التنفسي البشري بالطريقة التي نفعلها لكوفيد - 19 أو الإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي، لذا فإن معظم حالات العدوى لا يتم التعرف عليها ويتم إرجاعها إلى أي عدوى تنفسية موجودة».

كيف يصاب الشخص بالفيروس التنفسي البشري؟

ينتشر الفيروس في المقام الأول من خلال الرذاذ أو الهباء الجوي من السعال أو العطس، ومن خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب أو من خلال التعرض للأسطح الملوثة - وهي نفس الطرق التي يصاب بها الناس بنزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19.

هل يوجد لقاح أو علاج له؟

لا يوجد لقاح ضد فيروسات الجهاز التنفسي البشري. ولكن هناك لقاح ضد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، ويجري البحث حالياً لإيجاد لقاح يمكنه الحماية ضد الفيروسين بجرعة واحدة، لأنهما متشابهان. لا يوجد علاج مضاد للفيروسات مخصص لفيروسات الجهاز التنفسي البشري؛ إذ يركز العلاج على إدارة الأعراض.

ماذا تقول الصين عن انتشاره؟

أقرت السلطات الصينية بارتفاع حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري، لكنها أكدت أن الفيروس كيان معروف وليس مصدر قلق كبير. ويذكر أن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد - 19 كان مسبباً جديداً للأمراض، لذا لم تتمكن أجهزة المناعة لدى الناس من بناء دفاعات ضده.

وفي مؤتمر صحافي عقدته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين في 27 ديسمبر (كانون الأول)، قال كان بياو، مدير معهد الأمراض المعدية التابع للمركز، إن حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري آخذة في الارتفاع بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً أو أقل. وقال إن الزيادة كانت ملحوظة بشكل خاص في شمال الصين. وأضاف أن حالات الإنفلونزا زادت أيضاً.

وقال إن الحالات قد ترتفع خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، في نهاية يناير (كانون الثاني)، عندما يسافر العديد من الناس ويتجمعون في مجموعات كبيرة.

لكن كان قال بشكل عام: «بالحكم على الوضع الحالي، فإن نطاق وشدة انتشار الأمراض المعدية التنفسية هذا العام سيكونان أقل من العام الماضي».

وأظهرت البيانات الصينية الرسمية أن حالات فيروس التهاب الرئة البشري كانت في ارتفاع منذ منتصف الشهر الماضي، سواء في العيادات الخارجية أو في حالات الطوارئ، وفقاً لـ«وكالة أنباء شينخوا» الرسمية. وقالت الوكالة إن بعض الآباء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لم يكونوا على دراية بالفيروس وكانوا يطلبون المشورة عبر الإنترنت؛ وحثت على اتخاذ الاحتياطات الهادئة والعادية مثل غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة.

في إحاطة إعلامية روتينية يوم الجمعة الماضي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن حالات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى تزداد بشكل روتيني في هذا الوقت من العام ولكنها «تبدو أقل حدة وتنتشر على نطاق أصغر مقارنة بالعام السابق».

وقال المسؤولون الصينيون الأسبوع الماضي إنهم سيضعون نظام مراقبة للالتهاب الرئوي من أصل غير معروف. وسيشمل النظام إجراءات للمختبرات للإبلاغ عن الحالات وللوكالات المعنية بمكافحة الأمراض والوقاية منها للتحقق منها والتعامل معها، حسبما ذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» الصينية.

ماذا تقول «منظمة الصحة العالمية»؟

لم تعرب «منظمة الصحة العالمية» عن قلقها. واستشهدت الدكتورة مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، بتقارير أسبوعية من السلطات الصينية أظهرت ارتفاعاً متوقعاً في الحالات.

«كما هو متوقع في هذا الوقت من العام، أي شتاء نصف الكرة الشمالي، فإن هناك زيادة شهرية في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وكذلك RSV وفيروس الميتانيوفيروس» هذا، كما قالت هاريس عبر البريد الإلكتروني.

هل يجب أن نقلق؟

التقارير الواردة من الصين تذكرنا بتلك التي وردت في الأيام الأولى المربكة لجائحة كوفيد، ولا تزال «منظمة الصحة العالمية» تحث الصين على مشاركة المزيد من المعلومات حول أصل هذا التفشي، بعد خمس سنوات.

لكن الوضع الحالي مختلف في جوانب رئيسة. كان كوفيد فيروساً انتقل إلى البشر من الحيوانات ولم يكن معروفاً من قبل. أما فيروس الإنسان الميتانيوفيروس هذا فقد تمت دراسته جيداً، وهناك قدرة واسعة النطاق لاختباره.

هناك مناعة واسعة النطاق على مستوى السكان من هذا الفيروس على مستوى العالم؛ لم تكن هناك مناعة لكوفيد. يمكن لموسم فيروس الإنسان الميتانيوفيروس الشديد أن يجهد سعة المستشفيات -وخاصة أجنحة الأطفال- لكنه لا يرهق المراكز الطبية.

وقال الدكتور سانجايا سينانياكي، المتخصص في الأمراض المعدية وأستاذ مشارك في الطب في الجامعة الوطنية الأسترالية: «ومع ذلك، من الضروري أيضاً أن تشارك الصين بياناتها حول هذا التفشي في الوقت المناسب». «يتضمن هذا بيانات وبائية حول من يصاب بالعدوى. وسنحتاج أيضاً إلى بيانات جينومية تؤكد أن فيروس HMPV هو السبب، وأنه لا توجد أي طفرات كبيرة مثيرة للقلق».

* خدمة «نيويورك تايمز»