نظرة على أشهر «بواب» وأشهر «سفرجي» وأشهر «حانوتي» في السينما المصرية

باحث خليجي يرصد سيرة «الفنانين المهمّشين» سنوات الزمن الجميل

TT

نظرة على أشهر «بواب» وأشهر «سفرجي» وأشهر «حانوتي» في السينما المصرية

يهيمن نجوم الفن السابع على فضاء الشهرة، كما يحتلون ذاكرة المشاهدين، إلا أن باحثاً خليجياً كرّس وقتاً طويلاً لتتبع نجوم الظل، أو ما يسميهم الفنانين «المهمشين» الذين لا يكتمل المشهد إلا بحضورهم، والذين تركوا أثراً بارزاً في الذاكرة الفنية.
يستحضر الكاتب البحريني الدكتور عبد الله المدني، من خلال كتاب صدر أخيراً ويرصد سيرة أكثر من 170 فناناً سينمائياً مصرياً، سنوات الزمن الجميل، حيث يشدّ القارئ لعصر أبطال الفن السابع الذين صبغوا عصرهم بفتنة التمثيل الأصيل ليجعل منهم أبطالاً رغم أدوار الكومبارس والأدوار الثانوية والهامشية التي أدوها في أعمالهم.
يهتم الكتاب الذي يحمل عنوان: «شاهدتهم ولا تعرفهم... سير نجوم الظل في السينما المصرية»؛ بنحو خاص بنجوم الصف الثاني، وربما الثالث في السينما المصرية، أو ما يسميهم نجوم الظل أو الفنانين «المهمّشين» أو شبه المهمشين ممن لم تسلط الكتب الفنية الأضواء عليهم وعلى أعمالهم الخالدة، فباتوا معروفين لعشاق السينما شكلاً ومجهولين اسماً وسيرة.
من بينهم مثلاً البواب والسفرجي الأشهر في السينما الفنان النوبي محمد كامل، أو الخواجة الأشهر إدمون تويما، أو عن صبي الشاشة الأبله (صفا الجميل)، أو الأقصر طولاً والأخف وزنا حسن كامل.
المثير أن هذا الشغف بالسينما لازم المؤلف خلال إقامته في مدينة سعودية يفصلها عن البحرين مياه الخليج العربي، وكان محظوظاً أنه يعيش بجوار الظهران، حاضنة صناعة النفط، التي أسست فيها شركة الزيت العربية الأميركية (أرامكو) محطة بث تلفزيونية في سبتمبر (أيلول) 1957 لتصبح القناة التلفزيونية الثانية الناطقة بالعربية في منطقة الشرق الأوسط بعد قناة تلفزيون بغداد. وأخذت هذه المحطة على عاتقها الترفيه عن مشاهديها بعرض أربعة أو خمسة أفلام سينمائية مصرية في الأسبوع.

- من تجميع الأفيشات إلى تدوين سيرة 170 ممثلاً
عمل المدني في شبابه على تدوين أسماء الممثلين والممثلات، مع البحث عن معلومات تفيد بتدوين نبذة موجزة عن كل واحد، مع هواية خاصة تمثلت في تجميع أفيشات الأفلام المصرية من خلال قصها من المجلات المصرية، مثل «الكواكب» و«المصور» و«آخر ساعة»، ثم تبويبها بحسب أحجامها.
الدكتور عبد الله المدني، الذي يعمل مستشاراً وأستاذاً في العلاقات الدولية «متخصص في الشأن الآسيوي»، وهو كاتب صحافي، له عدد من الدراسات والمؤلفات، وُلد بمدينة الخبر شرق السعودية في أبريل (نيسان) 1951 لأسرة بحرينية كانت تقيم هناك. وهو لا يحمل في تخصصاته الدراسية أي اتجاه نحو الفن والسينما، حيث يحمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بيروت الأميركية، وشهادة الماجستير في العلاقات الدولية والاستراتيجيات من جامعة بوسطن الأميركية، وحاصل على دكتوراه الفلسفة في العلوم السياسية من جامعة إكستر البريطانية. ورغم أن هذا المؤلف يرصد سيرة نحو 170 فناناً مصرياً، وهو يُعد كتاباً مماثلاً لسيرة الفنانات المصريات في الزمن الماضي، فإنه يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أعمل في أي مجال فني سينمائي، ولم ألتقِ بأي فنان مصري سوى سمير غانم في الفندق الذي أعتد الإقامة به في العاصمة اليونانية، ذات سنة في الثمانينات».
ويضيف المدني: «تعلقت بنجوم السينما المصرية دون غيرها؛ لأنهم كانوا سادة الشاشة الفضية في زمن تلفزيون (أرامكو) من الظهران الذي كان يعرض 6 أفلام مصرية كل أسبوع، ناهيك عن أننا كنا نقرأ أخبارهم بانتظام من خلال مجلتي (الكواكب) المصرية و(الموعد) اللبنانية».
ويعترف المدني بأنه كان مغرماً بنجمات الشاشة المصرية، عندما كان مراهقاً، ويقول: «عَشَقنا الكثير من نجمات السينما المصرية في زمن المراهقة، وعلقنا صورهن في غرف نومنا وحلمنا بهن». ويكمل: «نجماتي المفضلات كن زبيدة ثروت، ونادية لطفي، وميرفت أمين، وإلى حد ما ماجدة». كما «أحببنا نجوماً من أمثال رشدي أباظة، وعمر الشريف، وأحمد رمزي، وحاولنا تقليدهم في طريقة اللبس وتصفيف الشعر والتحدث».
ويضيف: «حينما سمعنا أن عمر الشريف دخل هوليوود وصار يمثل مع نجماته أصابنا نوع من التلهف لمشاهدته وهو يرطن بالإنجليزية ويراقص نجمات هوليوود من أمثال صوفيا لورين، وإليزابيث تايلور، وكلوديا كاريدينالي، وجينا لولا بريجيدا، ولم يكن أمامنا أنا وأقراني في مدرستنا الإعدادية بالخبر (شرق السعودية) لإشباع هذا الهوس سوى المشي على الأقدام مسافة 7 كيلومترات أو أكثر إلى مطار الظهران، حيث كانت توجد صالة سينما تابعة لبعثة التدريب العسكرية الأميركية اسمها (سينما النخيل)».

- نجوم الظل
من ضمن نجوم الظل في السينما المصرية الذين تعلق بهم المدني؛ بسبب الأداء المتقن المصاحب بالكوميديا العفوية الفنان محمد شوقي، وهذا الممثل يعتبره الكاتب «زبدة وعسل وقشطة وفاكهة السينما المصرية. فما من عمل ظهر فيه إلا وأضفى عليه رونقاً خاصاً بأدواره وحركاته الفكاهية الخالية من التكلف»، وهو الفنان محمد شوقي، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم إبراهيم، المولود في 6 يناير (كانون الثاني) 1915 بحي بولاق أبو العلا، والمتوفى بالتهاب الكبد في 21 مايو (أيار) 1984 بمستشفى مصر الدولي بالجيزة.
وظل شوقي يعمل في فرقة الكسار حتى سنة 1946، ليلتحق بعدها بفرقة «شكوكو» ففرقة الريحاني. ومن المسرح اقتحم شوقي عالم السينما ببراعة وتميز، فقدم أكثر من 300 عمل سينمائي ومسرحي.
من أجمل أدواره وأكثرها كوميدية، دور الخادم «نعناع» في فيلم «سكر هانم» (1960) من أفلامه وأدواره الأخرى: فيلم «الوسادة الخالية» (1957) في دور بائع السندويشات الذي يسترد سندويشاته من يد صلاح (عبد الحليم حافظ) بسبب «القرش المضروب»؛ وفيلم «ليلة الدخلة» (1950) في دور أحد زبائن صالون السرعة؛ وفيلم «بين إيديك» (1960) في دور المأذون الشرعي وفيلم «كل دقة في قلبي» (1959) في دور رجل يرابط عند استوديو السينما مع ابنته الصغيرة «وزة» كي يحصل لها على دور في الأفلام؛ و«حب في الزنزانة» (1983) في دور تاجر الجلود جباوي.
أما يوسف إدمون سليم تويما، المعروف اختصاراً باسم « إدمون تويما»، المولود في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) 1897 بالقاهرة لأب من أصول لبنانية كان يعمل موظفاً في الحكومة المصرية ويقيم في ميدان رمسيس، فمن لا يعرفه يعتقد أنه مجرد ممثل كومبارس فقط، حيث استغل المخرجون ملامحه الشبيهة بملامح الأوروبيين لأداء أدوار الخواجات في الأفلام السينمائية المصرية. غير أن الحقيقة خلاف ذلك، فالرجل ممثل ومخرج ومنتج ومترجم استعان به كبار المخرجين والمنتجين (مثل عميد المسرح العربي يوسف وهبي والمخرج المسرحي الكبير زكي طليمات لترجمة الروايات المسرحية الأجنبية وتمصيرها، كما أن عدداً لا يستهان به من نجمات ونجوم السينما المصرية استعانوا به لتدريسهم اللغة الفرنسية التي كان يجيدها أفضل من أصحابها».
لكن تويما رغم ملامحه الأوروبية مثل دور الفلاح المصري مرة يتيمة في فيلم «أرض النيل» (1946) من تمثيل أنور وجدي وعقيلة راتب وراقية إبراهيم.
يقول المدني لـ«الشرق الأوسط»، إن عبد العظيم كامل هو «الفنان الذي أتعبني كثيراً حتى حصلت على اسمه وسيرته»... الفنان الأصلع الأنيق الذي شاهدناه مراراً وتكراراً في الأفلام وهو يؤدي دور الطبيب الذي يستدعى على عجل لمعاينة مريض أو مريضة فيأتي مصطحبا شنطته ويخرج منها سماعته ثم يكتب روشتة طبية قائلاً: بسيطة... شوية برد وحتخف.. بس لازم راحة تامة وشوربة فراخ.
ومن بين هؤلاء الفنان الكوميدي إبراهيم سعفان الذي «خط لنفسه نهجاً كوميدياً صعباً لا يتقنه الكثيرون من ممثلي الكوميديا، ونعني بذلك خط إضحاك المشاهد عبر التزام الجدية وليس عبر الاستهبال والحركات العبيطة»، واشتهر سعفان بالكثير من الإفيهات، لعل أشهرها «ضحكتني يا قُصير» و«أنا مبسوط كده أنا مرتاح كده».
كذلك، الممثل عبد المنعم إسماعيل، الذي لم يبق فيلم من أفلام الأبيض والأسود إلا وتجده مشاركاً فيه، ولم يبق دور سينمائي إلا وأداه في مشاهد قصيرة، وإن كان ظهوره في معظم الأفلام في دور المعلم الذي يقدم الشر بنكهة كوميدية، أو دور الجزار الذي يتودد إلى الخادمة التي عادة ما تكون وداد حمدي ويحاول إغواءها، أو دور الشاويش الساذج، أو دور الفراش الجدع، أو دور صاحب المقهى الذي يتعرض لبنات الحي الشعبي بالهمز واللمز، أو دور التاجر البلدي الذي يستخدم ماله في الزواج ممن تصغره سنا ولا تطيقه.
وبالمناسبة، عبد المنعم إسماعيل، الذي أطلقوا عليه اسم «بلطجي نجوم الدرجة الثالثة»، مات منتحراً في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1970 بإلقاء نفسه في النيل؛ احتجاجاً على فقره وطرد أبنائه من المدرسة بسبب المصاريف، وعدم قدرته على العيش الكريم بعدما قل الطلب عليه سينمائياً.
كذلك الفنان عبد الغني النجدي، الذي يصفه الكاتب بالنسبة للسينما المصرية «زبدتها وملحها وفاكهتها الشهية». إذ لا يستساغ الفيلم إذا لم يكن مشاركاً فيه بعفويته وتلقائيته البسيطة ولهجته الصعيدية وشواربه المتميزة. والذي لقب بـ«أشهر بواب صعيدي في السينما»، وعُرف بإفيهاته المضحكة مثل «مليح قوي يا خال»، واشتهر بأداء أدوار البواب والخادم والشاويش والغفير والبائع المتجول والقروي خفيف الدم في أفلام الأربعينات والخمسينات والستينات، وعدد قليل من الأفلام الملونة بلغ إجماليها نحو 335 عملاً.
أما قصة الممثل المصري المغمور «حسن كفتة»، فهي «غريبة كغرابة مظهره واسمه. فاسمه خالٍ من أي معنى أو مضمون فني. واسمه الحقيقي هو حسن أحمد عبد السلام، وأن لقب (كفتة) التصق باسمه لأن قائد الكتيبة التي عمل بها أثناء تأديته الخدمة العسكرية كان يقول له أمام زملائه: «أنت زي صباع الكفتة بس شاطر» كناية عن استجابته الفورية لكل المهام المطلوبة منه على الرغم من ضعفه وهزاله الشديد».
وبين الممثلين حسن كامل بجسمه الهزيل ووزنه الخفيف وقامته القصيرة وصوته الكرتوني وطربوشه الطويل الذي كان يثير الضحك حتى من دون أن يؤدي مشهدا كوميديا.
والفنان صفا محمد، الشهير سينمائياً باسم «صفا الجميل»، الذي بلغ إجمالي الزمن الذي ظهر فيه في أفلامه مجتمعة ستين دقيقة فقط أو أكثر بقليل، أي بمعدل دقيقتين في الفيلم الواحد. لكنه على الرغم من هذه الحقيقة، وعلى الرغم من تصنيفه ممثلاً من الدرجة الثالثة، فإن عشاق السينما المصرية أحبوه ولا يزالون يتذكرونه بسبب تجسيده على الشاشة دور الصبي العبيط: «وخلافاً لما يعتقده البعض من أنه كان عبيطاً بسبب شكله الموحي بالغباء وصوته النشاز الذي لا تخطئه أذن، فإنه أثبت في أكثر من واقعة أنه أذكى بكثير ممن يعتبرون أنفسهم أذكياء»، وأن إعاقته الوحيدة تكمن في ثقل لسانه بحيث يتحدث كمن في فمه طعام، ويتذكر المشاهدون دوره «حرنكش» ابن الست بلطية العالمة (زينات صدقي) في فيلم «دهب» (1953)، الذي يتعارك في الحي مع الأطفال فيضربونه فتصرخ أمه قائلة: «ابني اتشلفْط خالص، دانا حرميه للقطط ياكلوه».


مقالات ذات صلة

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».