«هالووين» جديد عائد بعد 40 سنة من الخوف

مالك العقاد يتسلم عهدة الفيلم من والده

مايكل مايرز كما يبدو في الجزء الجديد من «هالووين»
مايكل مايرز كما يبدو في الجزء الجديد من «هالووين»
TT

«هالووين» جديد عائد بعد 40 سنة من الخوف

مايكل مايرز كما يبدو في الجزء الجديد من «هالووين»
مايكل مايرز كما يبدو في الجزء الجديد من «هالووين»

خلال أيام يطل «هالووين» العيد والفيلم. الأول هو تقليد له جذوره في احتفالات كنسية حملت ممارسات وثنية مستلهمة من العهد الأول للمسيحية أيام بداية وصولها إلى روما. الثاني هو الفيلم العاشر من سلسلة من الأفلام التي اشتقت أصولها من بعض ما يُقال إن تلك الاحتفالات شهدت أفعال رعب وإرهاب وشعائر أخرى لا تمت إلى المسيحية بصلة، ولو أنّ البعض يشير إلى أنّها ما زالت تعكس جانباً دينياً مارسه المحتفون.
‫«هالووين» الجديد من إنتاج مالك العقاد وجيسون بلوم وإخراج ديفيد غوردون غرين مع جايمي لي كيرتس وجودي غرير وويل باتون وأندي ماتشياك في البطولة. بالنسبة لجايمي لي كيرتس، هي تعود للسلسلة للمرّة السادسة، إذ كانت الاختيار السديد للفيلم الأول قبل أربعين سنة، من ثمّ عادت إلى الجزأين الثاني والثالث لتغيب عن السلسلة لبضع سنوات وتعود إليها قبل عشرين سنة في انبعاث جديد بعنوان «Halloween: H20»، واستكملت ظهورها في «هالووين: بعث» سنة 2002‬.
-- «هالووين» الأول (1978)
كان الأول في أكثر من مضمار وعلى أكثر من نحو:
- أول فيلم ينتجه الرّاحل مصطفى العقاد خارج إطار أفلامه ذات المواضيع العربية.
- أول فيلم يتخذ اسم المناسبة المذكورة عنواناً له.
- أول إنتاج للراحلة دبرا هِل.
- أول دور للممثلة جايمي لي كيرتس التي تقاضت عنه 8000 دولار فقط.
كذلك كان أول تعاون مشترك بين المخرج جون كاربنتر والمنتج مصطفى العقاد. والحكاية بدأت، كما أخبرني المخرج والمنتج الراحل العقاد قبل سنوات من وفاته، بدأت بموعد فزيارة.
«دخل مكتبي جون كاربنتر والمنتجة دبرا هِل ومعهما السيناريو. تحدثت إليهما وأحسست كم هما شغوفان ومتحمسان للفيلم. أخبرتهما، كان (المنتج المنفذ) إروين يابلانز بعث لي السيناريو وقرأته ولم أتحمّس كثيراً له وأخبرتهما بذلك. بعد المقابلة اتصل بي يابلانز وقال لي إنّ الفيلم تحت إدارة كاربنتر لن يكون فيلم الرعب الذي كنت أتصوّره».
نتيجة ذلك أن عاد العقاد عن قراره، وقرّر تمويل الفيلم، واضعاً في المشروع 300 ألف دولار فقط.
لم يكن للفيلم سابقة. نعم كانت هناك ألوف أفلام الرّعب منذ مولد السينما وحتى ذلك التاريخ، لكن ليس من بينها شخصية قاتل داكن ومخيف يرتدي قناع هالووين ويرتع في العيد الذي يستمر لثلاثة أيام قتلاً وذبحاً بادئاً بأسرته. أضاف: «استغربت فعلاً كيف تحلق الجمهور الشاب حول الفيلم وأيقنت أنّني وضعت يدي على سلسلة تستطيع أن تُغنيني عن المشاريع العربية التي عادة إمّا تُـرفض أو تأخذ وقتاً طويلاً قبل أن تتم. وهكذا وُلد المشروع الثاني».
- شروط النجاح
في الوقت الذي كان عداد الإيرادات يرتفع إلى أكثر من 47 مليون دولار، والعالمي إلى نحو 70 مليون دولار (أيام كان سعر التذكرة لا يزيد عن خمسة دولارات) تقدّم الرئيس الراحل معمّر القذافي بطلب رفضه العقاد وكان نهاية العلاقة بينهما: «أراد مني القذافي أن أحقّق فيلماً عنه. رفضت».
- سبب الرفض؟
«السبب هو كما قلت له آنذاك: أنا مخرج ومنتج عالمي لا أصنع أفلاماً عن شخصيات محدّدة، بل أختار مواضيع إسلامية وعربية شاملة».
وعندما ذكرت له أنّه حقق فيلماً تسجيلياً عن جمال عبد الناصر، قال مبتسماً: «جمال عبد الناصر زعيم راحل وهو لم يكن مصرياً بالنسبة لي بل عربياً شاملاً».
المخرج جون كاربنتر له خلفية مختلفة تماماً. وُلد في بلدة اسمها قرطاج في ولاية نيويورك. أحب السينما منذ الصغر وأنجز أفلاماً قصيرة من ثم تحوّل إلى كاتب هنا ومونتير هناك حتى سنحت له فرصة تحقيق فيلمه الأول «دارك ستار» سنة 1974: خيال - علمي مشوّق وجيد التنفيذ وظّفه كاربنتر كشهادة ميلاد فنية. بعدها انتقل إلى تحقيق أحد أفضل أفلامه إلى اليوم وهو «هجوم على المركز 13» (Assault on Precinct 13) حيث يحاصر أفراد من عصابات الشوارع مركز شرطة آيل للانتقال إلى عنوان جديد والهجوم عليه لقتل العدد القليل من الأشخاص الذين في داخله.
«هالووين» كان فيلمه الثالث وبعده انصرف إلى فيلمين أكبر حجماً هما «الضباب» (1989)، و«هروب من نيويورك» (1981). وكان فيلمه الوحيد كمخرج لهذه السلسلة، ولو أنّ علاقته الأدبية والموسيقية استمرت لتشمل كل الأجزاء التسعة اللاحقة. بعده انصرف كاربنتر إلى أفلامه الأخرى مثل «الشيء» و«كرستين» و«ستارمان» و«متاعب كبيرة في ليتل تشاينا» وسواها، وجميعاً من نوعي الرّعب والخيال العلمي.
«هالووين» بدوره كان فيلماً متكامل الأضلاع. فكرة نيّرة وجديدة في نوع أفلام الرّعب. القاتل اسمه مايكل مايرز والفكرة هي أنّ روحاً شريرة تلازمت مع عقدة نفسية جانحة تلبستا الصبي مايكل الذي قتل أحد أفراد عائلته قبل أن يودع المصحّة النفسية. بعد سنوات كَبر الصبي وأفلت من المصحة وعاد إلى البلدة الصغيرة في يوم هالووين، وأخذ يستكمل مهام قتل أفراد أسرته.
الوحيدة الناجية هي لوري التي تقوم ببطولتها جايمي لي كيرتس. وكان من الطبيعي جداً أن يتحمس العقاد لإنتاج الجزء الثاني بميزانية أكبر (مليونان ونصف المليون دولار) مانحاً المخرج ريك روزنتال الذي مال إلى العنف بديلاً للتشويق والغموض. أحد أفضل عناصر الجزء الأول كان بالفعل أن الجرائم ترتكب من دون جنوح صوب العنف ومع قدر كبير من الرّعب المحيط والنّافذ عبر مشاهد متّقنة التنفيذ. ذلك الجزء الثاني استبدل بالغموض والإيحاء، المباشرة، ولو أنّ التنفيذ من لقطة لأخرى بقي في حال جيد.
العقاد لم يكن راضياً عن الجزء الثالث «هالووين 3: موسم الساحرة» الذي حققه، بناءً على توصية من كاربنتر، المخرج تومي لي والاس. وجده مختلفاً عن أفلام هالووين السابقة (وهو بقي مختلفاً حتى عن اللاحقة) حيث لم يكن لمايكل مايرز أي وجود بل تحوّل الحديث إلى مفهوم الاحتفال بذاته سارداً حكاية تنص على قيام طبيب جراح (توم أتكينز) بالتحقيق في جرائم خطف تكشف عن وجود عصبة دينية تمارس القتل.
كان من المناسب بعد ذلك، أن يُوضع اسم مايكل مايرز على عنوان الجزء الرابع، «هالووين 4: عودة مايكل مايرز»، من باب طمأنة الهواة بأن مايرز ما يزال حيّاً وسيعود إلى حفلات القتل التي يقوم بها.
الفيلم بأسره (وقد أخرجه دوايت ليتل)، كان أفضل من الجزء الثاني وأفضل من الأجزاء اللاحقة في التسعينات، وقتها كان التركيز ما زال على إثارة الغموض والمخاوف أكثر من إثارة الكوابيس الدموية. في الواقع لم يستطع أي من المخرجين استكمال شروط «هالووين» الأول وعناصره على النحو الصحيح ما دفع بالعقاد للتوقف عن تحقيق السلسلة من سنة 1989 عندما جرى إنجاز الجزء الخامس تحت عنوان «انتقام مايكل مايرز» حتى سنة 1998، عندما أُعيد تأسيس السلسلة على قاعدة الأفلام الأولى.
«انتقام مايكل مايرز» كان الجزء الأخير للممثل دونالد بلزنس الذي داوم الظهور في كل تلك الأجزاء حتى الخامس، باستثناء الجزء الثالث.
للجزء السادس، تحت عنوان «هالووين H2»، طلب العقاد ومنتجوه من جايمي لي كيرتس العودة إلى المسلسل. كانت حققت اسماً كبيراً لها في عالم التمثيل واشتركت في بطولة كوميديات ناجحة مثل «سمكة اسمها واندا». لكنّها لم تظهر لا في «هالووين: بعث» (Halloween‪:‬ Resurrection) سنة 2000، ولا في الجزأين اللاحقين اللذين حاولا - مجدداً - العودة إلى الجذور عن طريق استعادة الحكاية القديمة تحت إدارة فوضوية ناجحة قليلاً ومخفقة في العموم لروب زومبي.
بعد رحيل مصطفى العقاد، قرر ابنه مالك استكمال السلسلة بفيلم يحمل الرقم 10، ويعود بدوره إلى الأولويات. كان بدأ العمل الفعلي سنة 2009 إثر رحيل والده، على الجزء التاسع. المنتج الشهير هارفي واينستاين كان صاحب شركة «دايمنجن فيلمز» التي تولت الصرف والشجار بينهما، وتدخل واينستاين في المشروع لدرجة محاولته الاستحواذ عليه كلياً كان شبه دائم (وحضرت بعضه هنا في هوليوود). لذلك كان أوّل ما سعى إليه مالك العقاد تحضيراً لهذا الجزء العاشر هو الانفصال كلياً عن واينستاين والبحث عن شركاء جدد.
- أسرار «هالووين» الأول
> ‪كتب المخرج‬ جون كاربنتر السيناريو في عشرة أيام.
> كتب موسيقى الفيلم في ثلاثة أيام.
> اختار المخرج لشرير الفيلم اسم مايكل مايرز وهو اسم موزع أفلام بريطاني ساعده على توزيع فيلمه السابق «هجوم على القسم 13» في بريطانيا.
> استخدم اسم لي براكت لشخصية رئيس البوليس لكنّه اسم كاتب سيناريو «ريو برافو» و«الإمبراطورية ترد الضربة» (من سلسلة «ستار وورز»).
> منح الممثل دونالد بلزنس اسم سام لوميس تيمناً بشخصية المحقق في فيلم هيتشكوك «سايكو»، تلك التي أداها جون غافين.
> الممثل الذي أدّى شخصية مايكل مايرز منذ ذلك الحين ولمعظم أجزاء المسلسل لاحقاً اسمه نك كاسل.
جايمي لي كيرتس : بعد يومي الأول من التصوير عدت إلى بيتي معتقدة أنّني فشلت
> ألفرد هيتشكوك أسند للممثلة جانيت لي، بطولة مشروطة في فيلمه النيّر «سايكو» سنة 1960، سيُستخدم اسمها كنجمة أولى للفيلم، ولكن سيُختصر دورها إلى نحو عشرين دقيقة فقط. الجمهور في عرف سيد التشويق، سيفاجأ لأنّه لم يتعوّد أن يختفي البطل أو البطلة مطلقاً وليس في النصف الأول من الفيلم بالتأكيد.
جون كاربنتر توجه إلى ابنة جانيت لي، جايمي لي كيرتس، وطلب منها بطولة «هالووين» في سنة 1978 لا ليقتلها في ذلك الفيلم، بل ليجعلها الممثلة التي ستؤدي دورها في تلك السلسلة عدة مرّات، كل مرة منها تصبح فيه عرضة للقتل وتنجو في آخر لحظة أو بأعجوبة.
بعد عشرين سنة على بطولة فيلمها الأول، عادت إلى بطولة الفيلم السابع في السلسلة. وبعد عشرين سنة أخرى ها هي تعود في الجزء العاشر من السلسلة. هي نفسها لم تكن تتوقع ذلك كما صرّحت لي عندما التقيتها سنة 1998، خلال تصوير «هالووين H20» ولم تتوقّع العودة إلى الفيلم الجديد كما تصرّح الآن.
> عندما قابلتك في لوس أنجيليس قبل عشرين سنة خلال تصوير الجزء السّابع من «هالووين» أبديت تعجبك من أنّ مصطفى العقاد طلبك من جديد.
- أحب ذلك الرجل. أحترمه كثيراً وفوجئت بالفعل عندما طلبني. لم أتابع الأجزاء التي لم أشترك بتمثيلها، وكنت آنذاك مشغولة بأفلام بعيدة عن هذا التيار. لكنّني لم أستطع أن أقول لا».
> من بين أفلامك حينها «استبدال أماكن» (Trading Places)…
- من حسن حظّي أنّ تصوير هذا الفيلم الذي كنت ارتبطت به تأجّل عدة أشهر ما سمح لي بالوقت اللازم لتمثيل «هالووين 20».
> هل صحيح أنّ جون كاربنتر اختارك لبطولة الفيلم الأول تيمناً بوالدتك؟
- هكذا قال لي وأنا أصدقه. لكن دعني أخبرك حكاية أخرى. في أول يوم تصوير كنت مرتبكة ولا تنسَ أنني لم أكن ذات خبرة، فذلك الفيلم كان الأول بالنسبة لي. مثلت مشاهد ذلك اليوم وعدت إلى شقتي وأنا في ثورة غضب. اعتقدت أنّني لم أكن جيدة الأداء مطلقاً وأنّني خذلت المخرج والمنتج وكل العاملين. فجأة يرنّ الهاتف، جون كاربنتر على الخط. كنت مقتنعة بأنّه قرّر استبدالي واستعددت لرد فعل ما، كأن أبكي أو أثور أو أي شيء آخر، لكنّي فوجئت به يمدح أدائي ويقول لي إنّني أحسنت تمثيل مشاهدي في ذلك اليوم الأول.
> لاحظت أنّ أفلامك الأخرى، بعيداً عن سلسلة «هالووين»، لم تتضمّن أفلام رعب. أنت في الكوميديا في «سمكة اسمها واندا» وفي البوليسي في «بلو ستيل» والأكشن مع أرنولد شوارتزنيغر في «ترو لايز» لكنّك لست في أي فيلم رعب آخر.
- السبب هو أنّني لم أرغب في أن أظهر في أي فيلم رعب آخر. حتى ظهوري في الأجزاء اللاحقة لم يكن تلقائياً بل تردّدت عدة مرات وفي كل مرّة يتصلون بي للعودة إلى السلسلة بفيلم أو جزء جديد. كان الظهور في أي أفلام رعب أخرى سيصمني وأنا أردت أن أنوّع بقبول أدوار عديدة في أفلام مختلفة.
> هل تسلمت سيناريوهات أفلام رعب أخرى إذن؟
- بالتأكيد.
> أي من أفلام «هالووين» تفضلينه أكثر من سواه؟
- لا أعتقد أنّ أياً من الأفلام اللاحقة من هذا المسلسل كان أفضل من الجزء الأول. هناك العديد منها يجيد الإثارة والتمتع بكل العناصر الناجحة والمطلوبة، لكنّ «هالووين» الأول هو الأساس الذي ما زال متيناً وقوياً ومؤثراً حتى اليوم.
> ما المختلف في «هالووين» الجديد عن أي من الأفلام السابقة؟
- المختلف هو قناعة الجميع بأنّ المعركة المستمرة بين الشخصية التي أُمثّلها وبين مايكل مايرز يجب أن تنتهي عند هذا الحد. هذا الفيلم هو احتفاء بمرور 40 سنة على أول مرّة حاول مايرز قتلي بسكينه. والسيناريو يقفل هذه الدائرة الكاملة.
> هل يعني ذلك أن «هالووين» الحالي هو نهاية المسلسل؟
- لا أعتقد. طالما أنّ الجمهور يريد متابعة هذا المسلسل ستكون هناك أجزاء أخرى، لكنّه نهاية المطاف بالنسبة لي. على الأقل كما يبدو لي الآن.


مقالات ذات صلة

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».