حفتر يأمر باستئناف التحقيق في مقتل عبد الفتاح يونس ومرافقيه

القائد العام للقوات المسلحة الليبية شرق البلاد المشير خليفة حفتر (أرشيفية - رويترز)
القائد العام للقوات المسلحة الليبية شرق البلاد المشير خليفة حفتر (أرشيفية - رويترز)
TT

حفتر يأمر باستئناف التحقيق في مقتل عبد الفتاح يونس ومرافقيه

القائد العام للقوات المسلحة الليبية شرق البلاد المشير خليفة حفتر (أرشيفية - رويترز)
القائد العام للقوات المسلحة الليبية شرق البلاد المشير خليفة حفتر (أرشيفية - رويترز)

أصدر القائد العام للقوات المسلحة الليبية شرق البلاد، والمعين من قبل مجلس النواب المنتخب، المشير خليفة حفتر، أمراً للمدعي العام العسكري باتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة باستئناف التحقيقات في قضية اغتيال رئيس أركان الجيش الليبي السابق، اللواء عبد الفتّاح يونس، ومرافقَيه، العقيد محمد العبيدي، والمقدم ناصر الشريف.
وبحسب الأمر الذي نشرته شعبة الإعلام الحربي التابعة للقوات المسلحة، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه، فقد «طالب حفتر المدعي العام بالتواصل مع كافة الجهات الليبية والدولية لغرض المطالبة بتسليم المتهمين في قضية اغتيال يونس، حتى يتمكن القضاء الليبي من محاكمتهم والقصاص العادل منهم، بما يكفل رد الاعتبار لكافة أبناء المؤسسة العسكرية الليبية، وصولاً إلى كشف الحقيقة التي غابت طيلة السنوات السبع الماضية».
يأتي هذا الأمر بعد أيام من قرار رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بتفويض أحد المتهمين في قضية اغتيال يونس، وهو علي العيساوي، بمهام وزير الاقتصاد بحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها السراج، الأمر الذي لاقى رفضاً كبيراً في شرق ليبيا بشكل عام، ومن قبيلة العبيدات، إحدى كُبرى قبائل الشرق الليبي، والتي ينتمي لها يونس.
وشغل يونس منصب وزير الداخلية قبل انطلاق أحداث الثورة الليبية عام 2011، كما كان يشغل منصب قائد القوات الليبية الخاصة، ويعتبر أحد الضباط الذين رافقوا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في الانقلاب العسكري ضد حكم الملك إدريس السنوسي، في الأول من سبتمبر (أيلول) عام 1969.
وبعد أشهر من إعلان يونس استقالته وانشقاقه عن نظام القذافي، وقيادته للعمليات العسكرية ضد قواته، وفي يوم 28 يوليو (تموز) 2011، وقعت عملية اغتيال يونس وإحراق جثّته في مدينة بنغازي، بعد استدعائه للمثول أمام لجنة قضائية للتحقيق في العمليات العسكرية التي كان يقودها.
وكانت المحكمة العسكرية في بنغازي قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) 2012 تنحيها عن النظر في قضية اغتيال يونس، وتسليم ملف القضية لرئيس الهيئة العليا للقضاء العسكري، ليختار دائرة أخرى، بعد توجيه الاتهام لـ11 متهماً والقبض على أحدهم. وجاء قرار المحكمة بعد موجة احتجاجات انتشرت في مدن ليبية، إثر مثول رئيس المجلس الانتقالي السابق، مصطفى عبد الجليل، للتحقيق في القضية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.