الهواتف الذكية... هل تقلل الذكاء؟

تدني التركيز لدى الأطفال بازدياد فترات استخدامهم الأجهزة الإلكترونية

الهواتف الذكية... هل تقلل الذكاء؟
TT

الهواتف الذكية... هل تقلل الذكاء؟

الهواتف الذكية... هل تقلل الذكاء؟

رغم أن الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية بشكل عام حلّت محل كثير من الأجهزة، وتحتوي بالفعل على مميزات كثيرة جداً ويمكن أن تساعد الإنسان في الحصول على أي معلومة في وقت قياسي، فإن تعلق الأطفال بها بشكل كبير يحمل خطورة احتمالية تراجع مستويات الذكاء في المستقبل، وهو الأمر الذي كشفت عنه دراسة حديثة تم نشرها في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي في الإصدار الإلكتروني من «مجلة لانست - صحة الأطفال والمراهقين» الطبية «The Lancet: Child & Adolescent Health journal».
- انحسار الذكاء
حذرت الدراسة من ارتباط ما يمكن تسميته «الوقت المخصص للشاشات» Screen Time بجميع أنواعها، ومستويات الذكاء، بشكل عكسي؛ بمعنى أنه كلما زاد وقت الشاشات، قل الذكاء، والعكس بالعكس.
وركزت الدراسة، التي قام بها علماء من المعهد البحثي التابع لمستشفى الأطفال بشرق أونتاريو في كندا CHEO Research Institute in Ottawa، Canada على 3 جوانب ترتبط بذكاء الطفل؛ وهى: الوقت الذي تتم تمضيته أمام الشاشات، وممارسة الرياضة البدنية، والنوم الكافي.
وتبين أن الأطفال الذين يتمتعون بمعدل ذكاء مرتفع يقضون وقتا أمام الشاشات لا يزيد على ساعتين في اليوم، ويقومون بممارسة الرياضة لمدة ساعة يوميا على الأقل، وينعمون بالنوم لمدة تتراوح بين 9 ساعات و11 ساعة. وقام الباحثون بالاعتماد على البيانات التي تم جمعها من خلال تتبع 4500 من الأطفال الأميركيين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والحادية عشرة في الفترة من سبتمبر 2016 وحتى سبتمبر 2017، والتي تعد جزءا من دراسة سوف تمتد 10 سنوات لمتابعة تطور مخ الأطفال ونموه. وتبين أن 5 في المائة فقط من هؤلاء الأطفال هم الذين تتوافر فيهم العوامل الثلاثة من حيث النوم، والرياضة، والوقت المخصص للشاشات.
وأوضح الباحثون أن الأطفال في المتوسط قضوا نحو 3.6 ساعة أمام الشاشات، واختلفت نسب العوامل الثلاثة. على سبيل المثال؛ كانت هناك نسبة بلغت 50 في المائة من العينة ينعمون بالنوم الكافي، بينما لا تتوفر لديهم بقية العوامل، وهناك نسبة أخرى بلغت 37 في المائة قضت وقتا أقل من ساعتين أمام الشاشات، بينما حلت نسبة الأطفال الذين مارسوا الرياضة لمدة ساعة أو أكثر في المركز الأخير بنسبة بلغت 18 في المائة، وهو ما يشير إلى تراجع النشاط البدني لدى الأطفال.
والأخطر أن هناك نسبة 30 في المائة من الأطفال لم يحصلوا على أي من التوصيات الصحية للعوامل الثلاثة. وفي المقابل؛ وجد الباحثون أنه كلما جمع الطفل بين اثنتين أو الثلاث توصيات مجتمعة؛ تحسن أداؤه الإدراكي في الحوارات التي تعتمد على الذكاء والاستنتاج brain exercises وذلك مقارنة بالآخرين الذين توفر لديهم عامل واحد فقط، أو لم يتوفر لديهم أي عامل على الإطلاق.
- أداء معرفي
وكان أفضل أداء معرفي (إدراكي) لدى الذين جمعوا بين عامل النوم وعامل وقت الشاشات (أقل من ساعتين). وتلا هؤلاء الذين حصلوا على عامل وقت الشاشة فقط، وهو ما يشير إلى أهميته بشكل خاص. وأوضح الباحثون أن الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة يقوم بالتشويش على قدرة الطفل على التركيز، خصوصا إذا كان الأطفال يستخدمون عدة شاشات في وقت واحد، مثل الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية الذكية وأجهزة الكومبيوتر. وهذا هو الأمر الذي يجعل الطفل غير قادر على الحفاظ على الاهتمام الخاص بشيء معين، الذي يعد الحجر الأول في بناء التفكير السليم والإيجابي في المرحلة الأهم من نمو المخ.
وأيضا يأتي عامل النوم في المرحلة التالية من الأهمية؛ حيث تتوفر للمخ الفرصة الكافية لتخزين المعلومات التي اكتسبها. وتأتي أهمية الرياضة في أنها تزيد من تدفق الدم إلى المخ، وبالتالي تزيد من الأكسجين اللازم لنمو المخ، وتحسن التوصيلات العصبية.
وأشار الباحثون إلى أن الفترات الطويلة التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات تكون عامل هدم للنمو الإدراكي، خصوصا إذا لم يتم تعويض العاملين الآخرين (النوم الكافي والرياضة)، وهي نتيجة حتمية للوقت الذي يقضيه الأطفال في متابعة ما يرونه على الشاشات المختلفة، خصوصا في الإجازات المدرسية التي يقضي فيها الأطفال معظم الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية ولا ينامون إلا في أوقات متأخرة جدا.
ونصحت الدراسة الآباء بضرورة أن يكونوا صارمين في تحديد وقت معين للشاشات، والتحكم في نوعية التطبيقات apps التي يلعب بها الأطفال، وعدم استخدام أكثر من جهاز في الوقت نفسه، كما شددت على ضرورة أن يراقب الآباء نوم الأطفال ويتأكدوا من حصولهم على القسط الكافي منه، وكذلك ضرورة حثهم على الرياضة البدنية بشكل يومي.
تعد الهواتف الذكية الأكثر خطورة في ارتباط الأطفال بالشاشات نظرا لصغر حجمها وسهولة التحرك بها، مما يجعلها ملاصقة للطفل؛ بعكس التلفزيون أو الكومبيوتر؛ حيث يضطر الطفل لترك الشاشة لتناول الطعام أو الجلوس مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة، ولذلك يجب على الآباء توخي الحذر في امتلاك الأطفال هواتف خاصة بهم، وتحديد العمر المناسب لذلك، والاتفاق مع الطفل على وقت معين.
ويفضل وجود التطبيقات التي تساعد الطفل في الدراسة على جهاز الكومبيوتر بدلا من الهاتف، كما أن الآباء يجب أن يكونوا قدوة حسنة في استعمال الهواتف وتركها أثناء العشاء والتجمعات العائلية، كما يمكن أن يستعين الآباء ببعض التطبيقات التي تتيح لهم التحكم في القدر الذي يمكن للأطفال أن يستهلكوه؛ على سبيل المثال.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
TT

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب الدماغي الشائع.

وقد تتمكن من اكتشاف المرض قبل سنوات من تدهور حالتك.

شارك الدكتور دانييل أمين، وهو طبيب نفسي معتمد وباحث في تصوير الدماغ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة مؤخراً، فيديو على منصة «تيك توك»، وقال: «يبدأ مرض ألزهايمر في الواقع في الدماغ قبل عقود من ظهور أي أعراض»، حسب صحيفة «نيويورك بوست».

تشير التقديرات إلى أن 6.7 مليون أميركي يعيشون مع مرض ألزهايمر، الذي يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية والقدرة على أداء المهام البسيطة.

ويكشف أمين عن 4 علامات تحذيرية قد تشير إلى أن دماغك قد يكون ضمن المرحلة التجهيزية للإصابة بألزهايمر، والعديد من عوامل الخطر التي يجب معالجتها على الفور.

ضعف الذاكرة

قال أمين إن أول علامة تحذيرية هي أن ذاكرتك تصبح أسوأ مما كانت عليه قبل 10 سنوات.

في حين أن النسيان العرضي هو جزء طبيعي من الشيخوخة، فإن الأشخاص المصابين بالخرف يكافحون لتذكر الأحداث الأخيرة أو المحادثات أو التفاصيل الرئيسية.

الحُصين - منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة - هي واحدة من المناطق الأولى المتأثرة بمرض ألزهايمر.

ضعف الحكم والاندفاع

قد يؤدي تلف الفصوص الجبهية، وهي المناطق الرئيسية لاتخاذ القرار والتفكير إلى صعوبات في فهم المخاطر، ومعالجة المشاكل اليومية وإدارة الشؤون المالية.

يبدو الأمر وكأن دماغك «يصبح غير متصل بالإنترنت»، كما أوضح أمين.

قصر فترة الانتباه

قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر صعوبة في التركيز أو الانتباه لفترة كافية لإكمال المهام التي كانت بسيطة في السابق.

سوء الحالة المزاجية

وجدت الأبحاث أن ما يصل إلى نصف مرضى ألزهايمر يعانون من أعراض الاكتئاب.

يعاني المرضى في كثير من الأحيان من تغيرات عاطفية مثل الانفعال أو التقلبات المزاجية الشديدة، وغالباً ما يكون لديهم سيطرة أقل على مشاعرهم لأن المرض يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف.

قد يصابون بالارتباك أو القلق بشأن التغيير، أو بشأن المواقف التي تأخذهم خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

كما حدد أمين العديد من السلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقال: «إذا كان لديك أي من عوامل الخطر هذه، فهذا هو الوقت المناسب للتعامل بجدية مع صحة الدماغ».

وأبرز هذه العوامل هي:

السمنة

أوضح الدكتور: «مع زيادة وزنك، ينخفض ​​حجم ووظيفة دماغك، لهذا السبب أنا نحيف، لا أريد أن أفعل أي شيء يضر بدماغي عمداً».

انخفاض الطاقة

أفاد أمين: «إن انخفاض الطاقة... يعني غالباً انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ».

الأرق المزمن أو انقطاع النفس أثناء النوم

يساعد النوم في التخلص من النفايات السامة من الدماغ.