ارتبط الكويتيون منذ القدم بالبحر باعتباره مصدراً للرزق وكسب العيش، وعرفوا هواية صيد السمك بالخيط، وهي الطريقة التقليدية التي يطلق عليها «الحداق» منذ وقت طويل، وهي هواية قديمة ومتجذرة في الخليج والكويت خصوصاً، قبل انتشار السنارة ووسائل صيد مختلفة، لكن الجديد أن فتيات كويتيات صرن يمارسن هذه الهواية رغم صعوبتها.
وأصبح في الكويت (حداقات) ماهرات أكدن في لقاءات مع وكالة الأنباء الكويتية، أمس (الثلاثاء)، ارتباطهن بتلك الهواية منذ طفولتهن، حيث اعتدن الذهاب إلى الحداق في رحلة عائلية.
وقالت الحداقة شيماء الرشيد إنها تعتبر الحداق هواية أساسية ولا تواجه أي صعوبة فيها، حيث اعتادت عليها منذ الصغر وكانت تساعد والدها في ما يخص الحداق مثل «لف الخيط ووضع الييم (الطعم) وحتى قيادة الطراد (المركب) أحياناً».
وأوضحت أنها تخرج حالياً إلى الحداق خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي العطلات وحسب مواسم الصيد وأحوال الطقس. مضيفة أن عائلتها تهوى (الحداق) وأحياناً يكون تجمع العائلة الأسبوعي في رحلة حداق لتكون الأجواء جميلة ومختلفة ومليئة بالإثارة.
وأكدت أن هذه الهواية ليست حكراً على الرجال وأن أي امرأة تستطيع القيام بأي مجهود يتطلبه الحداق سواء الصيد بالخيط أو السنارة، معربةً عن رأيها بأن «الحداق هواية جميلة والأجمل عندما يكون هناك تحدٍّ ما بين الجنسين من الأهل في رحلة بحرية على من يصطاد أكبر عدد من الأسماك».
ورأت الرشيد أن الخروج للحداق لن يُفقد المرأة أنوثتها بل على العكس، فهي تكتسب العديد من الصفات التي تتطلبها هواية الحداق ومنها على سبيل المثال صفة الصبر الذي يتعين على الحداق وصائد الأسماك أن يتحلي به عند صيد السمك.
وأضافت أن من الصفات الجميلة التي اكتسبتها أيضاً حب المحافظة على البيئة النابع من شدة تعلقها بالبحر والانزعاج من رؤية الأوساخ المرمية والأكياس وكل ما يضر بالبيئة البحرية ويؤثر على جمال البحر وصفائه «وعلى الأسماك التي اختفى معظمها بسبب التلوث».
وبيّنت الرشيد أن تعلقها الشديد بالبحر والحداق جعلها تحب الغوص، إذ أصبح لديها رخصة في هذا المجال وتقوم بممارسة هواية الغوص الحر والسباحة مع الحيتان والقروش والكائنات البحرية بكل أنواعها.
من جهتها قالت الحداقة بدرية كمال إنها اعتادت الخروج إلى البحر وممارسة هواية الحداق مع والدها منذ الصغر، إذ تعلمت من تلك الهواية الصبر والثقة بالنفس علاوة على شعورها بالفرح الغامر عند اصطياد السمك، مبينة أنها تذهب حالياً للحداق مع زوجها.
وأضافت أنها تفضل قضاء أوقات فراغها في الحداق إذا ما سمحت حالة البحر والأحوال الجوية بذلك، مؤكدة خروج الكثير من العوائل للحداق ومصادفتها لهم في أثناء رحلاتها البحرية.
ورأت أنه «لا يوجد فرق بين المرأة والرجل كما لا توجد أنشطة حكراً على جنس معين، إذ إن هناك من الأمور التي كانت في السابق حكراً على الرجال أصبحت تزاولها الكثير من النساء».
أما الحداقة سهام الغريب فقالت إن بداية محاولاتها في الحداق كانت خلال رحلة بحرية مع صديقاتها تمت خلالها تجربة استخدام (الخيط) لصيد السمك.
وأضافت أنها استخدمت (السنارة) في رحلات لاحقة واجهت خلالها صعوبة في الاستخدام، كما واجهت صعوبة في معرفة الأماكن المسموح بالاصطياد فيها، مبينةً أنها تجاوزت تلك الصعوبات مع الوقت.
وقالت إنها تعلقت بهذه الهواية بسبب حالة السعادة التي تشعر بها في أوقات الصيد والراحة النفسية التي يعكسها جمال البحر والهواء العليل والشعور بالإنجاز.
وبيّنت أنها تحب الخروج للحداق في أشهر معينة من السنة لا سيما شهري أكتوبر (تشرين الأول) وسبتمبر (أيلول) وبداية فصل الربيع، حيث يكون الجو مناسباً، وفي أوقات الفراغ.
وأكدت أن المرأة قادرة على ممارسة جميع الهوايات حتى الخطيرة منها، معتبرة الحداق هواية سهلة للترفيه والراحة النفسية.
وأشارت إلى دور المرأة قديماً واهتمامها فقط بأعمال المنزل واعتمادها بشكل أساسي على الرجل الذي عليه أن يوفر كل المستلزمات الخاصة بالبيت، مبينةً أنه في الوقت الحالي أصبحت المرأة شريكاً ومساهماً أساسياً في البيت وتعتمد على نفسها وانعكس ذلك حتى على هواياتها.
وأكدت أن الحداق أكسبها الهدوء والصبر والتأمل، معتبرة أن «هواية صيد السمك من الهوايات التي تعمل على تحقيق التوازن والراحة النفسية».
من ناحيتها قالت الحداقة سعاد كمال إن «عائلتها تهوى البحر والحداق وتعلقت بتلك الهواية منذ صغرها بسبب تعلقها بعائلتها»، مبينة أن تلك الهواية انتقلت إلى أبنائها أيضاً.
وقالت إن تلك الهواية استمرت معها حتى بعد الزواج وإنجاب الأبناء حيث تذهب للحداق مع زوجها وأبنائها لا سيما في فترة الصيف بحكم انشغالها وزوجها بالعمل في بقية الأشهر والتزام الأبناء بالمدارس.
ورأت أن المرأة لم تكن تمارس هواية الحداق قديماً بسبب العادات والتقاليد ودورها المختلف قديماً، أما بعد التطور والانفتاح فقد أصبحت المرأة اليوم تشارك الرجل في جميع المجالات.
كويتيات ينافسن الرجال في هواية صيد السمك
«الحداقات»: لا تفقد المرأة أنوثتها
كويتيات ينافسن الرجال في هواية صيد السمك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة