أعلن البنك المركزي الروسي، أمس، عن بدء استقبال المعطيات البيومترية للأشخاص الراغبين في الاستفادة من تقنيات «التعرف على الوجه والصوت» في تسهيل تعاملاتهم المالية. وتكشف هذه الخطوة عن توجه روسيا نحو توسيع الاعتماد على تقنية «التعرف على الوجه»، وبعد استخدامها لأغراض أمنية، يجري العمل الآن على الاستفادة في أكثر من مجال، حتى في عمليات بسيطة مثل التعرف على وجه الشخص عند صعوده الحافلة، وتحديد هويته، لسحب أجرة النقل من حسابه المصرفي.
وتعتمد تقنية «التعرف على الوجه» على كاميرات دقيقة يتم نشرها في الموقع المحدد، وتكون مرتبطة بقاعدة بيانات وفق الهدف المحدد، لتحديد هوية الأشخاص والتعامل معهم. ومع ظهور هذه التقنية، ركزت معظم الدول على استخدامها بداية لأغراض أمنية.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لروسيا، التي ركزت بداية على الاستفادة من هذا البرنامج الحديث لأغراض أمنية، وقامت في شهر أبريل (نيسان) الماضي بنشر كاميرات عند ممرات الدخول والمغادرة في مطار «دوموديديفو» في العاصمة الروسية موسكو، تم ربطها مع قاعدة بيانات تحتوي على صور المطلوبين للعدالة. وتقوم برامج خاصة بالمقارنة بين ما تلتقطه الكاميرات والصور في قاعدة البيانات، وبحال وجدت تطابقاً، ترسل على الفور بلاغاً بذلك إلى قسم خاص يوجد فيه رجال الأمن، ليقوموا بملاحقة «المطلوب للعدالة» وإلقاء القبض عليه. ونتيجة التجارب أظهرت هذه التقنية دقة بنسبة 90 في المائة، في تحديد هوية الأشخاص من خلال «التعرف على الوجه».
وخلال الأشهر الماضية، تم نشر كاميرات «التعرف على الوجه» في عدد من محطات المترو في موسكو، وكذلك في مطاراتها، وبعض المنشآت الحكومية. ويجري العمل على نشرها حاليا في مدن أخرى، في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية.
ولأن اختصار الوقت والجهد نتائج رئيسية للاعتماد على برمجيات «التعرف على الوجه والصوت»، قرر البنك المركزي الروسي الاستفادة منها لتسهيل المعاملات المصرفية للمواطنين، وأعلن أمس عن بدء تسجيل المعطيات البيومترية، وتحديداً صورة وصوت أي مواطن يرغب في استخدام هذا البرنامج. وسيتم تجميع كل تلك المعطيات في قاعدة بيانات خاصة لدى «المركزي»، الذي أوضح أن كل شخص ضمن تلك البيانات سيتمكن لاحقاً من تأكيد هويته عبر هذا البرنامج، وسيتمكن من سحب أو إيداع الأموال، وفتح حسابات مصرفية وتحويل الأموال، والحصول على قرض «عن بعد»، وهو أمام الكومبيوتر في المنزل أو العمل، دون الحاجة إلى جواز سفره، أو أي إثبات شخصية آخر، إذ تقوم الكاميرات في الكومبيوتر والميكروفون بتسجيل معطياته وتأكيد تطابقها مع قاعدة البيانات المركزية، وتصرح له بعد ذلك بإجراء التعاملات المالية.
ويبدو أن هذا البرنامج سيدخل قريباً أدق تفاصيل تعاملاتنا اليومية. إذ يعكف خبراء روس على تطوير تقنية التعرف على الوجه لاستخدامها في حافلات النقل. وتقوم هذه الفكرة على ربط الكاميرات في الحافلات بقاعدة البيانات في البنوك الروسية، وبعد تسجيل صورة الشخص لدى صعوده الحافلة، يتم تحديد هويته، وسحب ثمن تذكرة النقل من حسابه المصرفي. وسيساعد هذا البرنامج على حل مشكلة تجمهر الركاب أمام السائق لدفع ثمن تذكرة النقل. ويرجح ظهور برامج وتقنيات مشابهة خلال السنوات القادمة للاستفادة منها في «تسديد الحساب» في المحال التجارية، والمطاعم، والفنادق، وغيرها.
برامج التعرف على الوجه في خدمة الأمن والتعاملات المصرفية في روسيا
برامج التعرف على الوجه في خدمة الأمن والتعاملات المصرفية في روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة