إطلاق أكبر جائزة في تاريخ الصحافة السودانية بقيمة 21 ألف دولار

صحافية وصحافي ورسام كاريكاتير حصدوا الجوائز

أسامة داؤود مع الصحافي محجوب محمد صالح
أسامة داؤود مع الصحافي محجوب محمد صالح
TT

إطلاق أكبر جائزة في تاريخ الصحافة السودانية بقيمة 21 ألف دولار

أسامة داؤود مع الصحافي محجوب محمد صالح
أسامة داؤود مع الصحافي محجوب محمد صالح

أُطلقت في الخرطوم الدورة الأولى لأكبر جائزة في تاريخ الصحافة السودانية، عُرفت بـ«جائزة محجوب محمد صالح للصحافة السودانية»، وتهدف إلى تكريم الصحافيين في شخص صاحب الجائزة، احتفاءً بتاريخه الطويل في الصحافة السودانية الذي يقارب السبعين عاماً، وتبلغ قيمتها 21 ألف دولار.
وأُعلنت الصحافية بصحيفة «الأخبار» منال عبد الله فائزةً بجائزة التحقيق الصحافي، فيما نال جائزة العمود الصحافي بجريدة «السوداني» الطاهر ساتي، ومُنحت جائزة الكاريكاتير للرسام بصحيفة «أخبار اليوم» هاشم كاروري.
وتعد «جائزة محجوب محمد صالح للصحافة السودانية»، الأولى والأكبر من نوعها في تاريخ الصحافة بالبلاد، وتبلغ قيمة الجائزة الكلية 21 ألف دولار، يُمنح كل فائز من الثلاثة مبلغ 7 آلاف دولار.
وشهد حفلَ إعلان الفائزين بالجائزة جمهورٌ غفير من الصحافيين والسياسيين ونجوم المجتمع السوداني، بالإضافة إلى الفائزين وذويهم وأصدقائهم، وتخللته كلمة صاحب الجائزة والشركة الراعية، واستمتع خلاله الحضور بإيقاعات كورال كلية الموسيقى والمسرح السودانية.
وترعى «مجموعة دال الاستثمارية» المملوكة لرجل الأعمال السوداني أسامة داؤود الجائزة، ضمن مسؤوليتها الاجتماعية، ويقول مدير الإعلام بالمجموعة عمر عشار، إن الهدف من الجائزة هو تمكين الصحافة السودانية لأداء مهامها دون قيود أو تدخلات من جهات خارجية.
وقال عشاري إن المجموعة اختارت عميد الصحافيين السودانيين محجوب محمد صالح، ناشر ورئيس تحرير صحيفة «الأيام» العريقة، وأطلقت اسمه عليها استناداً إلى إسهامه الكبير والمؤثر في تأسيس الصحافة السودانية، والحفاظ على استقلاليتها ومكانتها.
وتهدف الجائزة، وفقاً للعشاري، إلى «تعزيز دور الصحافة في خدمة المجتمع، والإسهام في إثراء وتجويد العمل الصحافي، وتشجيع روح التنافس، وإبراز الأقلام الرائدة والواعدة، والإسهام في تطوير الفنون الصحافية واستنهاض روح الابتكار والإبداع في العمل الصحافي». وتقرر أن تُمنح الجائزة سنوياً في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول)، ابتداءً من العام الجاري، وهو اليوم الذي صدرت فيه أول صحيفة في السودان عام 1903، ويمثل التاريخ الذي صدرت فيه صحيفة «الأيام» عام 1953.
ويتنافس على الجائزة جميع الصحافيين والصحافيات السودانيين العاملين في المؤسسات الصحافية والمتعاونين معها ورقيةً كانت أم إلكترونية، وتُمنح لثلاثة أعمال يحددها مجلس الأمناء وفقاً للقوالب الصحافية للعام المحدد في كل الدورة، وتضمنت مجالات الدورة الأولى للجائزة «التحقيق الصحافي، والعمود الصحافي، والكاريكاتير».
واختارت «مجموعة دال» مجلس أمناء للجائزة، يتكون من صحافيين وأكاديميين ومثقفين وقانونيين وممثلين عن القراء، وبدوره يختار مجلس الأمناء محكّمي الجائزة.
وتعد المجموعة ابتكارها جائزة في مجال الصحافة السودانية باسم «محجوب محمد صالح»، امتداداً لمبادراتها ومساهماتها ضمن مسؤوليتها الاجتماعية، وتنظر إليها -حسب عشاري- باعتبارها امتداداً للمشروعات الثقافية والبيئية والغذائية، التي ترعاها عبر منتداها الثقافي والبيئي والغذائي وإسهامها في مشروعات مجتمعية أخرى.
ويعد محجوب محمد صالح، الذي تحمل الجائزة اسمه، أحد رموز الصحافة السودانية. مارس العمل الصحافي ابتداءً من 1949، وأسس وشريكاه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان جريدة «الأيام» في 3 أكتوبر 1953. واختير صالح سكرتيراً عاماً لاتحاد الصحافة السودانية عام 1951 - 1955، ثم عمل أميناً لإعلام مؤتمر المائدة المستديرة عن قضية جنوب السودان، وهو عضو مؤسس لاتحاد الصحافيين العرب واتحاد الصحافيين الأفارقة، كما انتُخب رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للصحافة 1970 – 1971، وعضواً في الجمعية التأسيسية لبرلمان 1965 عن دوائر الخريجين، ثم توقف عن العمل الصحافي خلال فترة تأميم الصحف، وله عدد من المؤلفات منها «أضواء على قضية جنوب السودان»، و«مستقبل الديمقراطية في السودان»، ووثّق للصحافة السودانية في كتابه «الصحافة السودانية خلال نصف قرن».
حصل صالح على جائزة «القلم الذهبي» المقدَّمة من المنظمة العالمية للصحافة (Pen International)، وجوائز عالمية وإقليمية، آخرها جائزة حقوق الإنسان المقدَّمة من الاتحاد الأوروبي عام 2017.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».