أميركا تتعهد بكفاية الإمدادات قبل سريان العقوبات على إيران

أسعار النفط تحوم حول أعلى مستوياتها في 4 سنوات

أميركا تتعهد بكفاية الإمدادات قبل سريان العقوبات على إيران
TT

أميركا تتعهد بكفاية الإمدادات قبل سريان العقوبات على إيران

أميركا تتعهد بكفاية الإمدادات قبل سريان العقوبات على إيران

حام خام برنت حول أعلى مستوى في نحو أربعة أعوام أمس الأربعاء بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي، حيث تحاول واشنطن طمأنة المستهلكين بشأن كفاية المعروض في السوق قبيل إعادة فرض عقوبات على إيران المنتجة للنفط.
وقال برايان هوك، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران، خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، إن بلاده ستضمن أن سوق النفط تتمتع بإمدادات كافية قبل أن تعاود فرض عقوبات نفطية على إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. مؤكدا: «سنضمن قبل معاودة فرض العقوبات أن السوق تتمتع بإمدادات كافية».
وفي مقابل المساعي الأميركية لحث الدول المنتجة للنفط في أوبك على زيادة الإمدادات من أجل دفع الأسعار إلى الانخفاض، قال مسؤول نيجيري أمس الأربعاء إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستعمل على موازنة السوق بعد ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات، لكن خياراتها قد تكون محدودة بالطاقة الفائضة المتاحة.
وقال مالام ميلي كياري، مدير تسويق الخام بشركة النفط الوطنية النيجيرية وممثل بلاده في أوبك، لـ«رويترز»: «من الواضح أن أسعار النفط المرتفعة تؤثر على الطلب، لذا ينبغي موازنة السوق بشكل ما». وأضاف أن «أوبك ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق الاستقرار وموازنة السوق، لكني على ثقة بأنكم تدركون أيضا أن هناك حدودا لما يمكنهم القيام به. يجب أن تتوافر الطاقة الفائضة».
وبحلول الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش، انخفض خام برنت في العقود الآجلة 21 سنتا إلى 81.66 دولار للبرميل، بعدما صعد إلى 82.55 دولار أول من أمس الثلاثاء مسجلا أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014، فيما تراجعت عقود الخام الأميركي 19 سنتا إلى 72.09 دولار للبرميل.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات لوقف صادرات النفط من إيران، ثالث أكبر منتج بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، من الرابع من نوفمبر. والخسارة المتوقعة في الإمدادات الإيرانية عامل رئيسي في موجة ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة.
وأشار عدد من كبار مشتري الخام الإيراني، ومن بينها شركات تكرير هندية، إلى أنهم سيقلصون مشترياتهم تدريجيا، لكن أثر الفاقد الإيراني على توازن السوق العالمية لم يتضح تماما بعد.
واجتمعت أوبك وحلفاؤها من المنتجين المستقلين، ومن بينهم روسيا أكبر منتج في العالم، مطلع الأسبوع الحالي، لكنهم لم يروا ضرورة لإضافة إنتاج جديد في ظل ما تتمتع به السوق حاليا من إمدادات جيدة.
نتيجة لذلك، يتجه برنت صوب تحقيق خامس زيادة فصلية له على التوالي، وهي أطول فترة صعود منذ أوائل 2007، عندما سجل الخام موجة ارتفاع دفعته إلى مستوى قياسي بلغ 147.50 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك، وعلى عكس اتجاه أغلب بنوك الاستثمار بصعود كبير لأسعار النفط في المدى القريب، قال بنك غولدمان ساكس إن أسعار خام برنت ستستقر على الأرجح في النطاق بين 70 و80 دولارا للبرميل مع اقتراب نهاية العام الحالي، حيث إن تحرك الأسعار في الاتجاه الصعودي بشكل واضح يتطلب محفزات أخرى بخلاف إيران.
وقال بنك الاستثمار الأميركي في مذكرة إن الانخفاض الأسرع من المتوقع في الصادرات الإيرانية وعدم التزام أوبك بزيادة قوية في الإنتاج واستقرار توقعات النمو وإعادة ملء المخزونات في الصين كلها عوامل دعمت أحدث موجة ارتفاع في أسعار النفط.
وأضاف البنك: «على الرغم من أننا نعدل مسارنا للصادرات الإيرانية بما يواكب هذا الانخفاض الأسرع، فإن ذلك ليس له أي أثر على تقديراتنا للنفط، حيث ما زلنا نتوقع أن تعوض بقية دول أوبك مثل هذه الخسائر». وتابع بأن «عدم صدور توجيهات إرشادية جديدة بخصوص زيادة الإنتاج من أوبك لا يعكس الرغبة في ارتفاع كبير للأسعار، وإنما يعكس النمط التاريخي لأوبك في الاستجابة للخسائر الواضحة في الإنتاج».
وكانت الخسائر المتوقعة في الإمدادات الإيرانية عاملا رئيسيا في ارتفاع أسعار الخام في الآونة الأخيرة.
ويحاول مسؤولون أميركيون ومنهم الرئيس دونالد ترمب طمأنة المستهلكين والمستثمرين بأن سوق النفط ستظل تتمتع بمعروض كاف وطالبوا المنتجين في الوقت نفسه برفع الإنتاج. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء جدد ترمب دعوته لأوبك بضخ المزيد من النفط والتوقف عن رفع الأسعار. واتهم إيران بنشر الفوضى وتعهد بفرض مزيد من العقوبات عليها.
واستبعدت السعودية أكبر منتج داخل أوبك وروسيا أكبر منتج خارج المنظمة يوم الأحد أي زيادة إضافية فورية في إنتاج الخام.
وقال غولدمان إن توقعات النمو القوي للطلب على النفط ومستويات المخزونات الأقل من المتوسط في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين منتجي النفط تشير إلى احتمالات تحرك الأسعار صعودا.
في غضون ذلك، أظهرت البيانات أن مخزونات الخام الأميركية قفزت على نحو غير متوقع في الأسبوع الماضي. وقال معهد البترول الأميركي إن مخزونات الخام زادت 2.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 21 سبتمبر (أيلول) إلى 400 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاضها 1.3 مليون برميل.



الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ما زاد من الطلب على السبائك. بينما يترقب المستثمرون تقريراً هاماً عن الوظائف لتقييم الاتجاه المتوقع في سياسة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 2675.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:25 (بتوقيت غرينتش). حقق الذهب مكاسب تزيد على 1% في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، متجهاً نحو تحقيق أكبر قفزة أسبوعية منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.3 في المائة إلى 2698.30 دولار للأوقية. ومن المقرر صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم.

وبحسب استطلاع أجرته «رويترز»، من المتوقع أن ترتفع أعداد الوظائف بمقدار 160 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول)، بعد قفزة قدرها 227 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال غيغار تريفيدي، المحلل الكبير في «ريلاينس» للأوراق المالية: «نتوقع أن يتراجع الذهب قليلاً إذا جاء تقرير الوظائف غير الزراعية أفضل من المتوقع».

وأشار تريفيدي إلى أن الذهب حصل على دعم بعد تقرير التوظيف الخاص الأضعف من المتوقع لشهر ديسمبر، ما عزز الفكرة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج إلى تبني نهج أقل تشدداً في سياسة خفض أسعار الفائدة.

وقد أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في «كانساس سيتي»، جيف شميد، يوم الخميس، إلى تردد البنك في خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، في ظل اقتصاد مرن وتضخم يظل أعلى من هدفه البالغ 2 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعريفات الجمركية وسياسات الهجرة التي اقترحها ترمب قد تؤدي إلى إطالة أمد النضال ضد التضخم. ويتطلع المتداولون الآن إلى أول خفض لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، والذي من المتوقع أن يكون في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وارتفعت الفضة 0.3 في المائة إلى 30.2 دولار للأوقية، في حين تم تداول عقد «كومكس» عند 31.17 دولار، وكلاهما قريب من أعلى مستوياته في شهر. وقال «دويتشه بنك» في مذكرة: «نتوقع أن تصمم الإدارة الأميركية القادمة سياسة اقتصادية وتجارية لتعزيز الرخاء الوطني، وأن يتعافى الفضة إلى جانب الذهب في النصف الثاني من عام 2025 إلى 35 دولارا للأوقية».

من ناحية أخرى، انخفض البلاتين 0.4 في المائة إلى 955.97 دولار، في حين ارتفع البلاديوم 0.9 في المائة إلى 934.16 دولار. ومن الجدير بالذكر أن المعادن الثلاثة في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية.