تركيا تخفف شروط منح الجنسية للمستثمرين لمواجهة أزمتها الاقتصادية

تركيا تخفف شروط منح الجنسية للمستثمرين لمواجهة أزمتها الاقتصادية
TT

تركيا تخفف شروط منح الجنسية للمستثمرين لمواجهة أزمتها الاقتصادية

تركيا تخفف شروط منح الجنسية للمستثمرين لمواجهة أزمتها الاقتصادية

عدّلت تركيا شروط منح جنسيتها للأجانب مقابل شراء العقارات والتشغيل والاستثمار والإيداع في البنوك، بهدف مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها حاليا. وبحسب التعديلات الجديدة، التي نشرت في الجريدة الرسمية أمس (الأربعاء)، فإن المستثمر الأجنبي بات بإمكانه الحصول على الجنسية التركية في حال شراء عقار بقيمة تتجاوز 250 ألف دولار، بدلا من القيمة السابقة التي كانت تقدر بمليون دولار، ولكن بشرط عدم بيع العقار خلال مدة 3 سنوات.
كما تم تعديل شرط إيداع مبلغ مالي في البنوك التركية مقابل الحصول على الجنسية، حيث بات الشرط ينص على إيداع مبلغ 500 ألف دولار بدلا من 3 ملايين دولار. ونص أحد التعديلات على تخفيض مبلغ قيمة الاستثمار الثابت مقابل الحصول على الجنسية من مليوني دولار إلى 500 ألف دولار.
إلى جانب ذلك، بات بإمكان صاحب المشروع الذي يؤمن فرص عمل تشغيلية لـ50 مواطنا تركيا الحصول على الجنسية التركية، بعد أن كان في السابق يشترط عليه تشغيل 100 مواطن.
وبحسب التعديلات الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ بنشرها في الجريدة الرسمية، فإن كل أجنبي يستوفي الشروط المطلوبة يمكنه التقدم بطلب الحصول على الجنسية التركية.
وسيتم لاحقا تشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن وزارات الداخلية والخزانة والمالية والبيئة والتطوير العمراني والعمل والخدمات الاجتماعية والأسرية، والصناعة والتكنولوجيا، لمراقبة ومتابعة شؤون المتقدمين للحصول على الجنسية التركية.
كما سيتم فتح مكاتب خاصة لتسلم طلبات الحصول على الجنسية وتسيير أمور المتقدمين، وستخضع هذه المكاتب لرقابة اللجنة المكونة من الوزارات المذكورة.
على صعيد آخر، أظهرت بيانات لهيئة الإحصاء التركية، أن مؤشر الثقة الاقتصادية التركي تراجع 9 في المائة في أغسطس (آب) الماضي عن الشهر السابق عليه ليسجل 83.9 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2009.
وأوضحت البيانات أن العجز التجاري لتركيا تراجع بنسبة 32.6 في المائة على أساس سنوي إلى 5.98 مليار دولار في يوليو (تموز) الماضي، كما نمت الصادرات 11.6 في المائة إلى 14.77 مليار دولار، بينما انخفضت الواردات 6.7 في المائة إلى 20.59 مليار دولار في الفترة ذاتها حسبما أظهرته البيانات.
وقدر بنك «جيه بي مورغان» الأميركي حجم الدين الخارجي لتركيا، الذي يحل أجل استحقاقه خلال عام حتى يوليو 2019 بنحو 179 مليار دولار، أي ما يعادل نحو ربع الناتج الاقتصادي للبلاد، وهو ما يشير إلى مخاطر حدوث انكماش حاد في الاقتصاد الذي يعاني أزمة.
ومعظم الدين (نحو 146 مليار دولار) مستحق على القطاع الخاص، لا سيما البنوك.
وقال «جيه بي مورغان» إن الحكومة التركية بحاجة إلى سداد 4.3 مليار دولار فقط أو تمديد المبلغ، بينما يشكل الباقي مستحقات على كيانات تابعة للقطاع العام.
وخسرت الليرة التركية 42 في المائة من قيمتها خلال العام الحالي، وسط مخاوف من التدخلات السياسية في السياسة النقدية وخلاف مع الولايات المتحدة بشأن احتجاز تركيا للقس الأميركي آندرو برانسون.
وذكر «جيه بي مورغان» أن الدين الخارجي المستحق على تركيا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي اقترب العام الماضي من مستويات قياسية مرتفعة، لم يصل إليها سوى قبل أزمة مالية في عامي 2001 و2002.
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات إحصائية صدرت أمس أن الكويتيين جاءوا في المرتبة الرابعة بعد العراقيين والإيرانيين والسعوديين من حيث شراء الأجانب العقارات في تركيا خلال أغسطس الماضي.
وأوضح بيان لهيئة الإحصاء التركية أن المواطنين الكويتيين اشتروا 271 عقارا في أغسطس الماضي ليحتلوا المرتبة الرابعة بعد العراقيين الذين تصدروا قائمة الترتيب بشراء 944 عقارا، في حين جاء الإيرانيون ثانيا بشراء 394 عقارا، ثم السعوديون ثالثا بـ275 عقارا، والروس خامسا بـ192 عقارا.
وأضاف البيان أن العدد الإجمالي لمبيعات العقارات للأجانب في تركيا خلال أغسطس الماضي بلغ 3866 عقارا مسجلا ارتفاعا بنسبة 129.6 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. ووفي ما يتعلق بمبيعات العقارات في تركيا بشكل عام، أشارت البيانات إلى أنها سجلت انخفاضا خلال أغسطس الماضي بنسبة 12.5 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي؛ إذ تم بيع 105 آلاف و154 عقارا في جميع أنحاء تركيا.
من جانبها, شركة «أمازون» الأميركية رسميا، البدء بأنشطتها التجارية في تركيا بدءا من أمس الأربعاء. وقالت الشركة في بيان إنه «بات بإمكان المستهلكين في تركيا بدءا من اليوم (أمس)، تقديم طلبات التسوق عبر موقعها الإلكتروني». وأشارت إلى أن الشركة ستطرح منتجات ضمن 15 فئة، بما في ذلك منتجات أكثر من ألف شركة محلية.
وعبر سام نيكولاس، مدير موقع «أمازون» في تركيا، عن سعادتهم حيال بدء العمل مع المستهلك التركي، وأكد أن الشركة عازمة على تطوير أنشطتها في تركيا من أجل تقديم أفضل الخدمات للزبائن، عبر زيادة المنتجات وخيارات التسليم.
كانت الشركة الأميركية أعلنت في مارس الماضي بحثها عن مقر لها في مدينة إسطنبول، وافتتحت مكتبا لها في منطقة «ليفنت» بمدينة إسطنبول، وبدأت أعمالها التجريبية بعد التعاقد مع كبريات الشركات التركية.
وفي مطلع الشهر الحالي، تجاوزت القيمة السوقية لـ«أمازون» حاجز التريليون دولار، لتكون ثاني شركة في السوق الأميركية بعد «آبل» التي كسرت هذا الحاجز. ويبلغ حجم استثمارات شركة «أمازون» في الولايات المتحدة فقط أكثر من 160 مليار دولار.
وفي الربع الثاني من 2018، حققت الشركة أرباحا صافية بقيمة 2.5 مليار دولار، فيما يبلغ عدد العاملين في فروعها حول العالم 560 ألف شخص.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».