تونس تطرح مشروعات كبرى الأسبوع المقبل بقيمة 4.7 مليار دولار

TT

تونس تطرح مشروعات كبرى الأسبوع المقبل بقيمة 4.7 مليار دولار

قال وزير الاستثمار التونسي لـ«رويترز» أمس الخميس إن تونس ستطرح مشروعات شراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات الطاقة والنقل وغيرهما بقيمة 13 مليار دينار (4.7 مليار دولار) لإنعاش الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
ومن المقرر الكشف عن تفاصيل ‭‭‭33‬‬‬ مشروعا كبيرا في الأسبوع المقبل خلال مؤتمر دولي سيشارك فيه مستثمرون أجانب ومقرضون دوليون. وأوضح الوزير زياد العذاري لـ«رويترز» أن عمليات الشراكة تتضمن ميناء في المياه العميقة بمدينة النفيضة ومشروع مترو في مدينة صفاقس، إلى جانب مشروعات خاصة بالمياه والبيئة والخدمات اللوجيستية والتكنولوجيا.
وقال العذاري في مؤتمر صحافي أمس إن «المؤتمر هدفه الرفع من نسق النمو عبر اعتماد آليات جديدة، وفتح آفاق أوسع للشراكة بين القطاعين العام والخاص على المستوى الوطني والدولي في إنجاز المشاريع الكبرى، والتخفيف من الأعباء على المالية العمومية، وتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات المسداة للمواطن».
ومنذ 2011 شهدت الاستثمارات الخارجية ركودا، وغادرت حوالي 500 شركة البلاد، لكن تونس تهدف لإعادة جذب المستثمرين الأجانب في ظل استقرار الأوضاع الأمنية في العامين الأخيرين وإقرار قانون جديد للاستثمارات يتضمن حوافز للمستثمرين.
وقال العذاري: «سنعرض في الأسبوع القادم في مؤتمر دولي مشاريع كبرى تهدف إلى إعادة جذب استثمارات جديدة بهدف خلق فرص عمل ورفع عائدات تونس من العملات الأجنبية وإنعاش النمو». وأضاف: «نريد أن يدرك المستثمرون اليوم أن تونس هي وجهة تنافسية تتمتع بالعديد من الامتيازات... ونحن نهدف إلى جذب المستثمرين من أوروبا وأميركا والخليج». ويدعم المؤتمر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والمؤسسات الدولية التابعة للبنك الدولي. كما سيحضر ألف مشارك، منهم حوالي 250 من ممثلي المجموعات والشركات الدولية الكبرى والبنوك والصناديق الاستثمارية العالمية، إلى جانب عدد من كبار المستثمرين التونسيين والدوليين، وممثلين عن الإدارة التونسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني.
من جهة أخرى، قال مسؤول حكومي كبير لـ«رويترز» إن تونس تحتاج تمويلات بعشرة مليارات دينار العام المقبل، منها سبعة مليارات (2.53 مليار دولار) تمويلات خارجية، وإنها تعتزم إصدار سندات بمليار دولار مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد أشهر من التأجيل للمساعدة في سد عجز 2018.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن حجم الاقتراض في العام المقبل سيكون قريبا من مستويات العام الحالي.
وتعمل الحكومة الحالية منذ تسلمها لمهامها قبل عامين على هدف أساسي لإنعاش الاقتصاد التونسي المتعثر والقيام بإصلاحات قطاعية وهيكلية تشمل المؤسسات العمومية والبنوك والضرائب.
وعلى مدار السنوات الست الأولى التي أعقبت الثورة عام 2011 لم تتجاوز نسبة النمو الاقتصادي في تونس 1 في المائة، لكنها بلغت خلال الربع الأول من هذا العام 2.5 في المائة، في وقت تخطت فيه نسبة البطالة 15 في المائة، علما بأن أكثر من ثلث العاطلين هم من حاملي الشهادات العليا.
وشدد صندوق النقد الدولي في مايو (أيار) الماضي على «ضرورة أن تتخذ تونس إجراء حاسما هذا العام، لمكافحة التضخم وتقليص العجز في المالية العمومية وحماية الفقراء، كشروط أساسية لتوفير مزيد من الفرص الاقتصادية أمام التونسيين وحماية الشباب من تحمّل عبء الدين المفرط في المستقبل».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».