بدء التحضيرات المصرية - الأميركية لانطلاق مناورات «النجم الساطع»

تنطلق السبت المقبل بمشاركة سعودية وإماراتية

TT

بدء التحضيرات المصرية - الأميركية لانطلاق مناورات «النجم الساطع»

قبل يومين من انطلاق مناورات «النجم الساطع» المصرية - الأميركية، التي تشارك فيها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وعدد من الدول الأخرى، واصل وفد عسكري أميركي مباحثاته في القاهرة «لدعم التعاون العسكري» بين القاهرة وواشنطن.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة» أن الوفد «رفيع» المستوى وصل إلى القاهرة، مساء أول من أمس «قادما من الأردن في إطار جولة لبحث دعم التعاون العسكري، ويضم 9 من قادة العمليات الخاصة المشتركة المركزية الأميركية»، مبرزا أن المسؤولين الأميركيين سيبحثون «المواضيع ذات الاهتمام المشترك، خاصة في مواجهة الإرهاب».
وتنطلق مناورات النجم الساطع السبت المقبل، وتستمر حتى 20 من سبتمبر (أيلول) الحالي، وتشارك فيها القوات المسلحة السعودية عبر مجموعة من وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصة، ومراقبين من القوات البرية والجوية والبحرية في تمرين «النجم الساطع 2018» المقام في محافظة الإسكندرية المصرية.
وبالإضافة للقوات المسلحة المصرية، يشارك في التمرين قوات من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والأردن وفرنسا وبريطانيا واليونان وإيطاليا.
وفي نهاية الأسبوع الماضي اعتبر توماس جولدبيرجر، القائم بأعمال السفارة الأميركية في القاهرة، تدريبات «النجم الساطع» «رمزا مهما للعلاقة الطويلة الأمد والاستراتيجية بين الجيش الأميركي والقوات المسلحة المصرية، وإحدى الطرق الكثيرة التي نتشارك من خلالها مع مصر للتعامل مع التهديدات المشتركة للأمن الإقليمي».
وفي سياق آخر، أكد وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي أن «تطوير القدرات القتالية والفنية للوحدات والتشكيلات بجميع أفرعها وتخصصاتها يأتي على رأس اهتمامات القيادة العامة للقوات المسلحة خلال المرحلة الراهنة»، مشيرا إلى أن ما تواجهه مصر «من تحديات لاقتلاع جذور الإرهاب والتطرف لن تثنينا عن تحقيق أمن واستقرار الوطن».
وتشهد شمال سيناء عملية أمنية موسعة منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي، وهي عملية أطلقتها قوات الجيش والشرطة لتطهير المحافظة من «التكفيريين» والعناصر الإجرامية، وتعرف باسم عملية المجابهة الشاملة «سيناء 2018». ورغم حملات الملاحقة والمداهمات، فإن السلطات المصرية تنفذ إجراءات متدرجة لتخفيف وطأة الصعوبات المصاحبة لمطاردة «الإرهابيين».
وشدد وزير الدفاع خلال لقائه أمس مع عدد من القادة والضباط والصف والجنود والصناع العسكريين من مقاتلي الجيش الثالث الميداني على أن «القوات المسلحة ماضية بكل قوة نحو تنمية وتعمير سيناء، وتوفير المناخ الذي يعزز الاستقرار والبناء، وتحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، والشعب المصري نسيج واحد بتماسكه وتلاحمه في مواجهة الفتن والتحديات، التي تستهدف مسيرة البناء والتنمية».
كما أبدى زكي اعتزازه بشيوخ وسط وجنوب سيناء، وتقديره لدورهم وعطائهم الوطني المشرف، ودعمهم الكامل للقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب.
وكان الرئيس المصري قد أعلن في فبراير الماضي أن الحكومة تضع خطة لتنمية وتطوير سيناء، تصل إلى 275 مليار جنيه، وتستمر حتى عام 2022.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.