رايان غوزلينغ لـ«الشرق الأوسط»: نيل أرمسترونغ هو البطل الحقيقي... أنا أمثل فقط

قال إن هناك ممثلين لا يتنازلون عن طريقتهم في التعبير

رايان غوزلينغ في لقطة من فيلم «الرجل الأول» (أ.ب)
رايان غوزلينغ في لقطة من فيلم «الرجل الأول» (أ.ب)
TT

رايان غوزلينغ لـ«الشرق الأوسط»: نيل أرمسترونغ هو البطل الحقيقي... أنا أمثل فقط

رايان غوزلينغ في لقطة من فيلم «الرجل الأول» (أ.ب)
رايان غوزلينغ في لقطة من فيلم «الرجل الأول» (أ.ب)

رايان غوزلينغ في «رجل أول» لداميان شازيل يلعب دور رائد الفضاء نيل أرمسترونغ. ليس شخصية خيالية كما الحال في كل أفلامه السابقة، ومنها «لا لا لاند» للمخرج ذاته و«سق» لنيكولاس وندينغ ريف أو «نُصب مارس» لجورج كلوني، بل شخصية واقعية تركت وراءها شهرة عالمية كون صاحبها هو أول إنسان يسير على سطح القمر وذلك في العام 1969.‬
الثابت هنا هو أن منوال أداء هذا الممثل لا يتغير تبعا لما إذا كان الدور من بنات الخيال أو من الواقع. لكنه يبقى، في كل الأحوال، ملكه ومنهجه. يتحرك هنا كما تحرك في أفلامه الأخرى. يمثل بالطريقة ذاتها. يتحدث ويبلور مواقفه وانفعالاته من تحت سطح الدراما. رغم ذلك يثير إعجاب الغالبية وتقديرهم.‬
بعد عرض الفيلم قبل 3 أيام مفتتحا الدورة الـ75 من المهرجان التقيته في حديث على جزيرة «الليدو» حيث يقع المهرجان فعلياً. وفيما يلي نص الحوار:
‬> هل صحيح ما قرأته من أنك وافقت على تمثيل «لا لا لاند» إذا ما أسند إليك المخرج داميان شازيل بطولة هذا الفيلم؟
- لا. لم يكن شرطاً. لا أضع شروطاً. داميان كان بصدد إخراج هذا الفيلم أولاً. السيناريو كان جاهزا، لكنه كان لا يزال بلا تمويل. سمعت به وعندما التقيت مع داميان سألته عنه. في الواقع كنت أعتقد أنه سيعرض عليّ دور نيل أرمسترونغ في ذلك اللقاء، لكنه أخبرني عن مشروعه الموسيقي «لا لا لاند». وافقت على أن أقرأ السيناريو وإذا أعجبني سأوافق على بطولته، لكن طلبت، ولم أشترط، أن أقوم بدور أرمسترونغ في هذا الفيلم عندما يتم إنتاجه. هذا ما حدث.
> كيف تقارن هذا الدور الذي لعبته بدورك السابق في «لا لا لاند» من حيث المساحة الدرامية التي تمتعت بها؟ دور في فيلم خيالي مقابل دور قائم على جزء من السيرة الشخصية.
- صحيح ما تذكره. إنه فقط قائم على جزء من السيرة الشخصية والفيلم لا يسعى إلى أن يتحدث عن أكثر من مرحلة الستينات في حياة نيل أرمسترونغ منذ انضمامه إلى «ناسا» إلى حين سيره على سطح القمر. لكن ليس هناك فرق كبير بالنسبة لما تطلبه كل فيلم من دراما. وجدت نفسي في «لا لا لاند» متحررا إلا من إرشادات المخرج خلال التصوير. استلهمت من قراءة السيناريو ونفذته وهذا شأن طبيعي. بالنسبة لدوري في «رجل أول» حريتي كانت كاملة. ليست الغاية، كما لا بد لاحظت أن أتقمص الشخصية وأقلد حركاتها. ليست الغاية نقل الشخص من الواقع إلى الواقع بل تمثيلها.
> في كل الأحوال لا أحد يستطيع أن يقول إن نيل أرمسترونغ كان سيتصرف على هذا النحو أو ذاك تجاه حدث معين. أليس كذلك؟
- صحيح. التزمنا بما حدث وليس كثيرا بكيف حدث.
> كيف تشعر إذن، وقد أديت بطولة هذا الفيلم وشاركت جمهور فينيسيا مشاهدته؟
- أود أن أقول إنني لست بطل الفيلم، بل الممثل الذي لعب شخصية معينة فيه، وهي شخصية مهمة. نيل أرمسترونغ هو بطل الفيلم، وأنا أمثله فقط.
> لكن هناك وضعا آخر، مفاده أنه هو بطل الواقع وأنت بطل الفيلم.
- لا أعتقد. هو والفيلم يتحدثان عن رجل لديه عزيمة كبيرة. عزيمة حديدية. في البداية هو واحد من المجموعة التي انضمت إلى «ناسا» وخضعت للتدريبات. لاحقا بدأ يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه. اختياره لريادة الفضاء لم يكن بقرار ذاتي بل بقرار من المشرفين على البرنامج الفضائي. بعد أن خسر أصدقاءه أدرك أن على «ناسا» أن تستمر في هذا البرنامج عوض التوقف عنه. هذا شعور منه بتضحيات رفاقه كما هو شعور منه بأنه يود خوض هذه المغامرة.
> تبدو قادرا في أدوارك عموماً، وهنا على الأخص، عكس حالة الرجل الذي يستطيع تلقي كل الصدمات من دون أن ينفعل ظاهرياً.
- هذا ضروري بالنسبة لي؛ لأني أعتقد أن أهم الانفعالات هي تلك التي تبقى حبيسة الذات البشرية. حال الإفراج عنها تصبح استعراضا عاماً.
> ما تفسيرك لمنهجك في التمثيل إذن؟ عبر أفلامك المتعددة داومت على لعب الشخصية التي تصمت أكثر مما تتكلم. تعبر بوجهها أو بعينيها. هل تعتقد أن هذا كافٍ لتشخيص أي دور؟
- أحب هذا المنهج وأميل كليا إليه. كل ممثل في رأيي لديه وسيلته في التمثيل ووسيلته في التعبير. هناك ممثلون يفعلون ذلك على نحو ظاهر لأن الأفلام التي يشتركون فيها تتطلب ذلك. لا يمكن لممثل لديه منهج أن يلعب من دون ذلك المنهج في فيلم غير مهتم أساسا بالوصول إلى المهرجانات أو طرح بديل فني للسائد. هناك ممثلون آخرون لا يتنازلون، ولذلك يحافظون على طريقتهم في التعبير. أنا محرج حين أتحدث عن نفسي ولا أحب ذلك، لهذا اكتفي بالقول إن ما أقوم به هو كافٍ طالما أن اختياراتي من الأدوار هي التي تقودني.
> هل تشعر بأن الفرصة التي لم تتح لك للفوز بالأوسكار عن «لا لا لاند» ستتاح لك الآن؟
- لا أفكر كثيرا في هذا الموضوع. يسعدني أن أترشح للأوسكار أو لجائزة غولدن غلوبس، ويسعدني أكثر الفوز بها، لكن من العبث التفكير بمثل هذه الحسابات. كذلك من المبكر التفكير جديا بالاحتمالات.
> تبدأ بالتوجه صوب الإنتاج قريباً، لماذا؟
- أجد الإنتاج فرصة لكي أترجم اهتماماتي إلى أفلام قد تتطلب أكثر من مجرد الكتابة لإثارة الاهتمام. أعتقد أن الممثل الناجح يستطيع دفع مشروع جيد إلى الأمام إذا ما ارتبط به.
> هذا ما حدث عندما استعان داميان شازيل بك في «لا لا لاند».
- على الأرجح لكني لم أتابع التفاصيل الإنتاجية آنذاك لكي أؤكد لك ذلك أو أنفيه.


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.