بأرقام متضاربة، تصارع صناع فيلما «الديزل» بطولة محمد رمضان، و«البدلة» بطولة تامر حسني، على صدارة شباك تذاكر موسم عيد الأضحى الحالي، وسط حالة من الاستياء، لتخلي غرفة صناعة السينما الجهة الرسمية المنوط بها إعلان إيرادات الأفلام عن دورها في ضبط السوق، وعدم السماح للموزعين والمنتجين ونجوم الأفلام بتضليل الجمهور.
الصراع على «رقم 1» لم يتوقف عند إعلان أرقام غير موثقة، وإنما امتد لصراع شخصي بين بطل فيلم «الديزل» محمد رمضان، ومنتج فيلم «البدلة» وليد منصور، الذي اتهم الأول، عبر حسابه بموقع «فيسبوك» بأنه شخص مجنون، ورمز للإسفاف، ولن يكون رقم 1 في الإيراد، أو أحد نجوم الصف الأول لأن فنه هابط وملامحه لا تستطيع إلا تقديم دور «المدمن» أو «البلطجي»، بحسب تعبيره. وهو ما دفع «رمضان» بتحريك قضية عاجلة يتهم فيها منتج «البدلة» بالسب والقذف.
وقال أحمد الجندي، محامي محمد رمضان، أن موكله واحد من الشخصيات العامة، وأن عبارات المشكو في حقه وليد منصور - قد أصابته بأبلغ الأضرار من جرح وتشهير باسمه، مطالبا باتخاذ اللازم قانونا وإحالته للمحاكمة الجنائية.
من جهته، يقول الناقد السينمائي خالد محمود، لـ«الشرق الأوسط» إن «التضارب في إعلان إيرادات المواسم السينمائية، يجب أن يتبعه تحرك فوري من الجهات المختصة لرصد إيرادات المواسم السينمائية بطريقة سليمة، ليس فقط لمجرد أن يقال ماذا حقق كل فيلم».
وأضاف: «حتى يكون هناك فرصة للتأريخ للحقب الزمنية في السينما المصرية، التي انتهت معالمها نتيجة لصراع (جاهل) بين منتجي أفلام الكوميديا التي بدأت في التسعينات، وبسببها بدأت السوق السينمائية تحصد نتيجة هذا الصراع بأرقام خادعة في هيئته الحالية بين صناع فيلم (البدلة) بطولة تامر حسني، و(الديزل) بطولة محمد رمضان، والذي وصل إلى ساحات القضاء».
وتابع محمود، أن صراع محمد رمضان، وتامر حسني، على رقم 1، جريمة كبرى بدأت معالمها منذ أن أصبح المنتج هو الموزع، وهو صاحب دار العرض، فعندما يصبح المنتج والموزع هو صاحب دار العرض ستكون الحقيقة غائبة.
وأوضح محمود، أن هذه الحقبة الزمنية، سقطت من تاريخ السينما، ليس فقط على مستوى الإيرادات، وإنما أيضا على المستوى الفكري والنقدي، فمعظم النجوم الذين يتصارعون على صدارة شباك التذاكر، لن تستطيع أن تقول أيا من أفلامهم الأفضل في تاريخ السينما.
وطالب محمود النجوم، بأن يتوقفوا عن خداع الجمهور، وألا يشتروا تذاكر وهمية ليؤكدوا عن صدارة وهمية لشباك التذاكر، مشددا على أن صناع السينما سيدركون خطورة ما يفعلونه حاليا في المستقبل.
من جانبه، قال المنتج والموزع هشام عبد الخالق، نائب رئيس غرفة صناعة السينما، أنهم توقفوا عن إعلان إيرادات الأفلام في المواسم السينمائية المختلفة، لأنهم لا يثقون في صحتها، ولا يريدون التورط في إعلان أرقام غير حقيقية، مشيرا إلى أن دور العرض في كثير من الأحيان عندما يتواصلون معها للحصول على ما حققته من إيراد يومي، تقول أرقام مبالغ فيها بالمقارنة مع عدد الكراسي التي تضمها.
ولم ينكر عبد الخالق، أن صناعة السينما في مصر تحكمها العشوائية، ولا يوجد ما يجبر أي طرف لإعلان الأرقام الحقيقية، عكس صناعة السينما في العالم التي تحكمها القواعد الاحترافية. وتابع قائلا: «هنا في مصر السينما تجارة وليست صناعة، وشعار التاجر، (اللي تغلب به العب به)».
وأضاف عبد الخالق، أن «صراع تصدر شباك التذاكر أثناء عرض الفيلم، لا يفيد بأي شكل من الأشكال، ولا تزيد الإيرادات كما يعتقد النجوم، لأن عقب الأسبوع الأول من عرض الفيلم، الجمهور يكون هو صاحب الكلمة، وبناء عليه تجد الفيلم الذي يحقق أعلى الإيرادات في الأسبوع الأول، هو الذي يستمر في تحقيق الإيرادات.
يذكر أن المنافسة، على صدارة شباك التذاكر خلال أيام عيد الأضحى، تنحصر بين فيلمي «البدلة» إخراج محمد العدل، و«الديزل» إخراج كريم السبكي، يلاحقهما فيلم «تراب الماس» إخراج مروان حامد، وحقق الفيلم إشادات كبيرة من النقاد والجمهور ووصفوه بـ«الجاد».
معركة الإيرادات الوهمية تهدد السينما المصرية
صناع «الديزل» و«البدلة» ينقلان الصراع إلى ساحات القضاء
معركة الإيرادات الوهمية تهدد السينما المصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة