شركات مسرورة بأرباح الألعاب الإلكترونية وأطباء يحذرون من إدمانها

«ماريو بارتي» من «نينتندو» يفوز بجائزة الأفضل في تصنيف «ألعاب العائلة» في المعرض الدولي «غيمزكوم 2018»

شاركت نحو 1000 شركة من 50 بلداً في دورة هذا العام من غيمزكوم في كولون بألمانيا (إ.ب.أ)
شاركت نحو 1000 شركة من 50 بلداً في دورة هذا العام من غيمزكوم في كولون بألمانيا (إ.ب.أ)
TT

شركات مسرورة بأرباح الألعاب الإلكترونية وأطباء يحذرون من إدمانها

شاركت نحو 1000 شركة من 50 بلداً في دورة هذا العام من غيمزكوم في كولون بألمانيا (إ.ب.أ)
شاركت نحو 1000 شركة من 50 بلداً في دورة هذا العام من غيمزكوم في كولون بألمانيا (إ.ب.أ)

افتتح المعرض الدولي لألعاب الكومبيوتر «غيمزكوم» بمدينة كولون الألمانية، بنسخته العاشرة، بسباق حام على لعبة «ماريو بارتي» من شركة «نينتندو»، بين وزيرة التقنية الرقمية دوروتيا بير، ورئيس وزراء ولاية الراين الشمالي فيستفاليا أرمين لاشيت، ورئيس وزراء ولاية الزار، توبياس هانز، وعمدة مدينة كولون هنريتا ريكر.
ورغم تقدم توبياس هانز على منافسيه، فإن الرابح الأساسي من هذه المسابقة كان قطاع ألعاب الكومبيوتر الألماني، الذي نال وعداً من الوزيرة بير بنيل دعومات مالية قدرها 100 مليون يورو خلال سنة. وكان فيلكس فالك، رئيس اتحاد قطاع ألعاب الكومبيوتر الألماني، عبر عن أسفه لأن القطاع الألماني لا يلعب أي دور في المعرض، وأنه غير قادر على منافسة الشركات الأميركية واليابانية والفرنسية والكندية.
وفي هذه السنة شاركت نحو 1000 شركة من 50 بلداً في تقديم كل ما هو مشوق وجذاب لجمهور يعتقد أنه سيرتفع إلى نصف مليون خلال أيام المعرض (22 - 25 أغسطس/آب الجاري). وللمقارنة فقد بدأ هذا المعرض سنة 2008 بمشاركة 500 شركة وزيارة 250 ألف شخص. وواضح أن معرض «غيمزكوم» هو معرض «زوار» أكثر منه «بورصة» تتنافس فيها الشركات كما هي الحال في المعارض الأخرى.
إن ما بدأ قبل أكثر من 40 سنة كألعاب تتحرك فيها كرة بيضاء بين جدارين أسودين على شاشة التلفزيون، تحول اليوم إلى ألعاب شبه حية تنتجها أفضل الخبرات العالمية في الغرافيك والمحاكاة والرسم. وتجاوز عدد اللاعبين «الدائمين» في ألمانيا على ألعاب الكومبيوتر 3 ملايين منذ سنوات، وتحولت صناعة ألعاب الكومبيوتر إلى أفضل قطاع إنتاجي في مجال الإلكترونيات.
وطبيعي فإن العتمة هي شعار معرض «غيمزكوم» على عكس المعارض الأخرى المهمة في مدينة كولون، مثل معرض الكاميرات والتصوير «فوتوكينا» ومعرض الأثاث الدولي، ومعرض الأغذية الدولي «أنوغا»، ومعرض الدراجات الهوائية...إلخ. فالحالة هنا تتطلب التعتيم بهدف فسح المجال للزوار للعب على الشاشات الملونة البراقة. ويقف الزوار بالدور لساعات كي يلعبوا لعدة دقائق على الأجيال لجديدة من ألعابهم المفضلة. ووضعت «نينتندو» لافتة تشير إلى أن اللعب على «ماريو بارتي» يتطلب الوقوف بالدور لثلاث ساعات.
- الهاتف الذكي يتفوق على الكومبيوتر كمشغل ألعاب
ويمكن القول إن النزعة الكبيرة الثانية في الألعاب الإلكترونية هي «التفاعلية»، وبمعنى مشاركة الآخرين في اللعب. ورصد القطاع أن 30 في المائة من لاعبي الكومبيوتر والهاتف الذكي (السمارتفون) وغيرها يشاهدون «جلسات» لعب الآخرين من مشاهير اللعب كما يشاهد الناس جولة من بطولة العالم بالشطرنج.
والنزعة الثالثة هي سيادة طريقة «التعليق» التي يؤديها بعض المعلقين على «جلسات» الألعاب كما يصف المعلقون مباراة لكرة القدم بين ريال مدريد وبرشلونة. ويقول اللاعبون والمتفرجون، على حد سواء، إن المشاهدة أو اللعب والاستماع إلى التعليق أجمل وأكثر تشويقاً.
إن النزعة الأساسية اليوم في قطاع ألعاب الكومبيوتر هي «التنقل»، لأن معظم الشركات طورت بديلاً للأجهزة الجوالة. وقال رئيس القطاع فيلكس فالك إن السمارتفون تغلب لأول مرة على الكومبيوتر كجهاز لتشغيل الألعاب، وإن «اللعب في كل مكان» هو العصب الرئيسي اليوم في صناعة الألعاب وفي صناعة الأرباح في هذا القطاع.
الملاحظ أيضاً، وهي نزعة بارزة أخرى في عالم ألعاب الكومبيوتر، أن الشركات صار تحقق أرباحاً من اللعب على الإنترنت أكثر من مبيعات هذه الألعاب. وعلى هذا الأساس يتوقعون أن تكون النزعة القادمة في معرض «غيمزكوم 19» هي اللعب على «السحابة»، لأنها تعوض عن ضعف قدرة استيعاب ذاكرة بعض الأجهزة للألعاب الكبيرة.
- أفضل الألعاب
هنا، في ميدان اللعب العالمي في معرض كولون الدولي، يمكن للاعب أن يتقافز بحركات بهلوانية في الجو مثل «سبايدرمان»، أو أن يطير في الفضاء مثل «سوبرمان»، أو أن يتعلق من السقف من أصابعه كما يفعل «باتمان». ولكن ألعاب الأكشن والحروب والقتل ليست كل شيء، لأن الألعاب الرياضية والاجتماعية تشكل حيزاً جيداً من الألعاب رغم طغيان ألعاب العنف. يدل على ذلك تصنيف الجوائز من قبل إدارة المعرض.
إذ يعلن قطاع ألعاب الكومبيوتر، بالتعاون مع إدارة المعرض، الفائز الأول في هذه السنة في اليوم الأخير من المعرض عادة. إلا أنها أعلنت عن الفائزين في بعض أصناف الألعاب، مع ملاحظة أن إدارة المعرض تصنف الألعاب في 16 صنفاً مختلفاً.
في مجال الحركة «الأكشن» أعلن المعرض فوز لعبة سيكيرو «شادوز داي توايس» من شركة بلزارد. وفازت «ماريو بارتي» من «نينتندو» بجائزة أفضل لعبة في تصنيف «ألعاب العائلة».
وأدى الإعلان عن فوز «أسيسن كرود أوديسا» بجائزة أفضل ألعاب «الأدوار» إلى احتشاد الآلاف من الشباب للعب عليها» من «بانداي فامكو». وذهبت جائزة أفضل لعبة رياضية إلى لعبة «فيفا19» من شركة «إلكترو آرتس». أما لعبة «فوزا هورايزن4» من «مايكروسوفت» ففازت بجائزة أفضل لعبة «سباق».
وفي سباقات السيارات طرحت شركة «فورد» الأميركية في المعرض (قاعة8) لعبة لسباق لسياراتها الرياضية، يمكن للزائر اللعب عليها داخل سيارة. ومعروف أن «فورد» تمتلك أكبر مصانعها الأوروبية في كولون وتشغل أكثر من 20 ألف عامل وموظف. ولعبة فورد بأربعة أبعاد وتتيح للاعب قيادة السيارة في ميدان سباق افتراضي وطبيعي داخل المدن والغابات.
- سوق رائجة
حقق قطاع الألعاب الإلكترونية الألماني، الذي لا يلعب دوراً تقريباً في سوق الألعاب العالمية، قفزة في الأرباح بنسبة 17 في المائة في النصف الأول من العام الجري. وهذا يعني أن الشركات الألمانية حققت مداخيل ارتفعت إلى 1.5 مليار حتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي.
تقدر دائرة الإحصاء المركزية أن 3 ملايين ألماني يلعبون الألعاب الإلكترونية بشكل منتظم، يضاف إليهم 5 ملايين آخرين يلعبون بين الفينة والأخرى. والأهم أن 18 مليون ألماني يلعبون ألعاب الكومبيوتر الجماعية على الإنترنت. وينتظر أن ترتفع مبيعات أجهزة تشغيل الألعاب الإلكترونية المختلفة في ألمانيا من مجرد 10 ملايين سنة 2016 إلى 91 مليوناً سنة2021.
وذكر فيلكس فالك، رئيس القطاع الألماني، أن سبب ارتفاع الأرباح يعود إلى أن ألعاب الكومبيوتر ما عادت مقتصرة على الذكور والأطفال. ويرتفع عدد اللاعبين الدوريين على ألعاب الكومبيوتر والفيديو الإلكترونية إلى 2.2 مليار إنسان على المستوى العالمي.
وكما هي الحال في كل معرض، تحولت بعض ساحات المدينة إلى قاعات لعب يتبارى فيها من يعجز عن دخول المعرض. وساهمت محلات بيع ألعاب الكومبيوتر بعرض النسخ الجديدة من الألعاب المرغوبة من قبل الجمهور.
- الأطباء يحذرون
وفي حين يعبر قطاع صناعة ألعاب الكومبيوتر عن سروره بالأرباح التي يجنيها، ويفخر بتحول ألعاب الكومبيوتر إلى ألعاب «جوالة» على السمارتفون، حذر أطباء دوليون من إدمان البشر على هذه الألعاب.
ووجه لفيف من الأطباء الدوليين، من ضمنهم علماء يعملون في منظمة الصحة الدولية التابعة للأمم المتحدة، نداء إلى الأمم المتحدة يطالب بإدراج «إدمان ألعاب الكومبيوتر» ضمن أمراض المدنية الحديثة. ونشر النداء في مجلة «سلوك الإدمان» المعروفة في نفس يوم افتتاح المعرض الدولي «غيمزكوم» في كولون. علما بأن الأمم المتحدة تدرس منذ سنوات إمكانية تصنيف هذا الإدمان في سجلات الأمراض الحديثة أسوة بإدمان المخدرات والكحول.
واتهم الباحث هانز يورغن رومبف، وهو أحد الموقعين على النداء من جامعة لوبيك الألمانية، قطاع إنتاج الألعاب الإلكترونية بالعمل على عرقلة إدراج «إدمان ألعاب الكومبيوتر» في قائمة الأمراض الإلكترونية الجديدة في الأمم المتحدة.
وكانت مارلين مورتلر، مفوضة شؤون الإدمان في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، عبرت عن قلقها من تفشي ظاهرة التعلق بالأجهزة الجوالة. وقالت مورتلر إن الأعراض الأولى للإدمان على «الشاشات» ظهرت سلفاً على الكثير من الكبار والصغار في ألمانيا. وتحدثت الوزيرة عن ضرورة «تأهيل» الأطفال وذويهم لكيفية التعامل مع وسائط الاتصال الحديثة تجنباً لانتشار ظاهرة الإدمان، ودعت أهالي الأطفال إلى التحلي بمسؤولية أكبر تجاه وقف تحول «التعلق» إلى إدمان صريح.
استشهدت مورتلر بإحصائية رسمية تتحدث عن أكثر من نصف مليون مدمن على الجوال والإنترنت وألعاب الكومبيوتر. ولا يبدو أن الإدمان يقتصر على الأطفال والمراهقين، لأن هذه الإحصائية تشمل المواطنين من سن 14 - 64 سنة.
تكشف دراسة أجراها مشروع «بيكك - الإعلام» الألماني، وشملت عدة آلاف من تلاميذ المدارس الألمانية، من الجنسين، وأشرف عليها أطباء متخصصون بأمراض الأطفال والأمراض النفسية، أن 60 في المائة من الأطفال فشلوا في الصمود أمام إغراء العبث بأجهزتهم لمدة تزيد على نصف ساعة فقط.
ودعا الأطباء إلى المزيد من الدراسات العلمية حول هذه الظاهرة، وانتقدوا ضعف الدعم الحكومي لمثل هذه الدراسات. في هذه الأثناء وصفت معظم الصحف الألمانية نتائج الدراسة بـ«المفزعة»، وألقى بعضها اللوم على تربية العائلة.


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

رياضة سعودية فريق توِستِد مايندز يتوّج بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

توِّج فريق توِستِد مايندز بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» في ختام البطولة الكبرى من الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت

«كيربي إير رايدرز»: فوضى السباقات الممتعة وبساطة في التحكم

متعة الجمع والاستكشاف لإزالة خطر كوني

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية فريق تيم فالكنز قدم أداءً مثالياً (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: توِستِد مايندز يهيمن على الأسبوع الثالث

تواصل البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية، تقديم منافسات نخبوية وأحداث مشوّقة في قلب سِف أرينا بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المؤسسة ستمنح الدعم لـ40 نادياً رائداً عالمياً في الرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

«كأس العالم للرياضات الإلكترونية» تفتح باب التقديم لـ«شركاء الأندية»

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الأحد، عن فتح باب التقديم لبرنامج شركاء الأندية لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».