المكسيك تتوقع الوصول إلى اتفاق مع أميركا بشأن «نافتا»

وزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونسو جواخاردو (رويترز)
وزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونسو جواخاردو (رويترز)
TT

المكسيك تتوقع الوصول إلى اتفاق مع أميركا بشأن «نافتا»

وزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونسو جواخاردو (رويترز)
وزير الاقتصاد المكسيكي إلديفونسو جواخاردو (رويترز)

قال وزير الاقتصاد المكسيكي، إلديفونسو جواخاردو، إنه «من المرجح للغاية» أن تتوصل المكسيك والولايات المتحدة إلى حل للقضايا الرئيسية في محادثات التجارة المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) الأسبوع القادم، مضيفا أن كندا ستعود إلى طاولة المفاوضات قريبا على الأرجح.
وأبلغ جواخاردو الصحافيين عقب اجتماع مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن أن فريقي المفاوضات الأميركي والمكسيكي سيواصلان العمل لإصلاح اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية وأن الوزراء سيعاودون الاجتماع في وقت لاحق.
ودخلت اتفاقية نافتا حيز التنفيذ بين الدول الثلاث في عام 1994. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذه الاتفاقية بأنها أسوأ اتفاقية تجارة أبرمت في تاريخ الولايات المتحدة.
واستأنفت المكسيك والولايات المتحدة المحادثات التي بدأت العام الماضي، بعد أن تعطلت بسبب قرار الولايات المتحدة فرض رسوم حمائية على واردات الصلب والألمنيوم بجانب الانتخابات المكسيكية في يوليو (تموز).
وقال جواخاردو: «فنيا، نحن مستعدون للانتقال إلى وضع اللمسات النهائية في المسائل التي بين المكسيك والولايات المتحدة.. من المرجح للغاية أن نتوصل إلى حلول. متفائلون بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل نهاية أغسطس (آب)».
ولم تشارك كندا في جولات المحادثات على مدى الأسابيع الأخيرة. ويقول بعض الخبراء إنه مؤشر على توترات بين كندا والولايات المتحدة، في حين يصر المسؤولون على استئناف المحادثات الثلاثية قريبا.
وقال جواخاردو إن المفاوضين المكسيكيين والأميركيين سيعملون خلال مطلع الأسبوع لدفع المحادثات قدما، وإنه قد يلتقي مجددا بكبار المسؤولين الأميركيين يوم الأربعاء أو الخميس.
وقال إنه تم الاتفاق على معظم القضايا لكن «هناك ثلاث نقاط حرجة ومحددة يتعين علينا تسويتها». وأحجم عن تحديد تلك النقاط.
وواجهت المحادثات عقبات رئيسية مثل قواعد قطاع السيارات، حيث تطالب الولايات المتحدة بأجور أعلى في المكسيك، والمقترح الأميركي بإلغاء الاتفاق تلقائيا في حالة عدم إعادة التفاوض عليه كل خمس سنوات. وقال جواخاردو إن هاتين المسألتين لم تكونا محل نقاش بين الولايات المتحدة والمكسيك في المحادثات الأخيرة.
وتشارك المكسيك في تحالف المحيط الهادئ الذي يمثل 38 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي لأميركا اللاتينية، ويسعى هذه الأيام لتعزيز علاقاته البينية في مواجهة النزعة الحمائية الأميركية.
وقال رئيس كولومبيا، خوان مانويل سانتوس، أحد الدول المشاركة في التحالف مع بيرو وتشيلي، في تصريحات سابقة «تحالف المحيط الهادي يمكن أن يصبح نقيض ما يحصل حاليا على المستوى العالمي»، في إشارة للعوائق الجمركية التي يفرضها ترمب والرسوم المضادة من شركاء أميركا التجاريين.
وتتصدر الدول الأربع العضو في التحالف مجتمعة المرتبة الأولى عالميا في إنتاج النحاس والصلب والأفوكادو. كما أنها في المرتبة الخامسة على صعيد الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم. وتثير مكانة هذا التحالف اهتمام دول أخرى على غرار كندا وأستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة التي تخوض مفاوضات من أجل الانضمام إليه.
وحذر صندوق النقد الدولي مؤخرا من أن التوترات التجارية تمثل «أكبر تهديد على المدى القصير» للاقتصاد العالمي، وقد تتسبب في تباطؤ النمو العالمي بنصف نقطة بحلول عام 2020.


مقالات ذات صلة

إلى أين ستقود سياسة ترمب «أميركا أولاً»؟

العالم طائرات تحلّق ضمن معرض الصين الدولي الـ15 للطيران والفضاء جنوب الصين (أ.ب)

إلى أين ستقود سياسة ترمب «أميركا أولاً»؟

رغم أن دونالد ترمب لا يخفي اعتزامه تبني نهج متشدد مع بكين؛ يمكن أن تمثل إدارته فرصة كبيرة أمام الصين لتعزيز نفوذها العالمي والاقتراب من قيادة العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «الشيوخ» الأميركي يوافق على «يوسمكا»

«الشيوخ» الأميركي يوافق على «يوسمكا»

وافق مجلس الشيوخ الأميركي على نسخة معدلة من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي مضى عليها 26 عاماً، تتضمن قواعد أكثر صرامة بشأن العمالة وصناعة السيارات، لكنها تترك تدفقات التجارة البالغة 1.2 تريليون دولار سنوياً بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بلا تغيير إلى حد كبير. وأقر مجلس الشيوخ مشروع قانون اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، المعروفة باسم «يوسمكا»، بأغلبية 89 صوتاً ضد 10 أصوات في تصويت يتماشى مع الانتماء الحزبي وأرسله إلى الرئيس دونالد ترمب ليوقعه ليصبح قانوناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي ينفي تخطيط واشنطن لمواجهة عسكرية مع إيران

الرئيس الأميركي ينفي تخطيط واشنطن لمواجهة عسكرية مع إيران

في تطور مفاجئ، نفي الرئيس الأميركي دونالد ترمب التقارير التي تتحدث عن تخطيط واشنطن لمواجهة عسكرية مع إيران. وقال ترمب، أمس، قبل التوجه إلى ولاية لويزيانا، رداً على تقرير صحيفة «نيويورك تايمز»، بأن البيت الأبيض يراجع الخطط العسكرية التي تشمل إرسال 120 ألف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط: «إنها أخبار مزيفة ما دامت قادمة من صحيفة (نيويورك تايمز)».

عاطف عبد اللطيف (واشنطن) هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية بومبيو يتمسك في سوتشي  بمواصلة الضغوط على إيران

بومبيو يتمسك في سوتشي بمواصلة الضغوط على إيران

شغل الوضع حول إيران والملفات المتعلقة بسياساتها الإقليمية والبرنامج النووي لطهران، حيزاً أساسياً خلال المناقشات التي أجراها أمس في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي مايك بومبيو. وأقر الطرفان في ختام المحادثات بوجود تباينات واسعة حول آليات التعامل مع المشكلة الإيرانية، لكنهما أكدا استعداداً مشتركاً لتعزيز قنوات الحوار بهدف محاولة تقريب وجهات النظر بينهما. وركز الجانب الروسي على ضرورة تجنب «السيناريو الأسوأ»، وقال لافروف إن بلاده «تعمل لضمان ألا يسير الوضع حول إيران نحو السيناريو العسكري»، وطرح تساؤلات لدى بلاده حول أسباب قيام واشنطن بتوسيع حضورها ا

رائد جبر (موسكو)
الاقتصاد «نافتا» الجديدة في أزمة مع تراجع فرص التصديق عليها

«نافتا» الجديدة في أزمة مع تراجع فرص التصديق عليها

بعد مرور أكثر من ستة أشهر على توصل كل من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إلى اتفاق جديد لإدارة التجارة الإقليمية التي يزيد حجمها على تريليون دولار، تتراجع فرص واحتمالات تصديق البلاد على ذلك الاتفاق خلال العام الحالي. وقد أبرمت الدول الثلاث الاتفاقية في 30 سبتمبر (أيلول) بعد عام من المفاوضات العسيرة عقب طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة السابقة أو إلغائها. مع ذلك لم تنجح تلك الاتفاقية في إنهاء حالة التوتر التي تهيمن على العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي... السعودية تدعو لدعم السياحة العالمية

أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
TT

مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي... السعودية تدعو لدعم السياحة العالمية

أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)
أحمد الخطيب وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

دعت السعودية مع ختام رئاستها المجلس التنفيذي للسياحة التابع للأمم المتحدة لدعم القطاع عالمياً، ومواصلة تعزيز جدول أعمال السياحة العالمية، في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تبرز السياحة بوصفها محركاً حيوياً للنمو الاقتصادي العالمي، ومن المتوقع أن تسهم بنسبة 10 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي مع إنفاق سنوي قدره 11 تريليون دولار في عام 2024.

ومن المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة مدعومة بزيادة الربط الجوي والطلب في مرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، وتوسع القاعدة السياحية للطبقة المتوسطة في الأسواق الناشئة.

وفي الدورة 122 للمجلس التنفيذي التي عُقدت في الفترة من 13 و15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في قرطاجنة بكولومبيا، اختتمت السعودية فترة رئاستها لمدة عامين، حيث يعد رئيس المجلس التنفيذي للسياحة التابع للأمم المتحدة محورياً في توجيه رؤية المنظمة، وتشكيل سياسات السياحة العالمية، وتعزيز التعاون الدولي بين الدول الأعضاء.

وتحت قيادة السعودية، أنشئ برنامج عام تحويلي، يعطي الأولوية للاستثمارات والتعليم وتمكين الشباب والاستدامة، وقد أدى هذا النهج القطاعي الموحد بالفعل إلى اتجاهات اقتصادية إيجابية وتأثير مجتمعي.

وافتتح أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس المجلس التنفيذي للسياحة بالأمم المتحدة، الجلسة بدعوة إلى العمل، وقال: «أكد هذا التجمع من جديد رؤيتنا المشتركة للرخاء المستمر للسياحة العالمية، وأبرز الحاجة إلى نماذج مبتكرة للحفاظ على القطاع، وخلق فرص الاستثمار، ودعم الشراكات الاستراتيجية. وبينما ننقل المسؤولية إلى الرئيس التالي، نأمل أن يستمر الزخم من خلال سياسات التفكير المستقبلي والاستثمارات والتعاون العالمي».

وبالإضافة إلى آثارها الاقتصادية، تعد السياحة جزءاً لا يتجزأ من التنمية المستدامة والعمالة، حيث تدعم 350 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وتوفر مسارات للحراك الاقتصادي للشباب والنساء والمجتمعات المحرومة، كما تعزز النهج الشامل للقطاع التبادل الثقافي والتفاهم بين الثقافات المتنوعة، مع توقع وصول 1.5 مليار سائح دولي بحلول نهاية عام 2024.

وبحسب المعلومات الصادرة من وزارة السياحة السعودية أن الوزير الخطيب وقَّع خلال دورة المجلس، مذكرة تفاهم مع رودين سيكومبا وزير السياحة في زامبيا، شملت كثيراً من المجالات الرئيسية للتعاون المتبادل، بما في ذلك التدريب وتنمية رأس المال البشري، وتبادل الخبرات في مجال إحصاءات السياحة، وتنظيم المناسبات والمهرجانات السياحية، والتخطيط لتنمية السياحة المستدامة، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية والإقليمية في القطاع السياحي.

وشارك أحمد الخطيب في مناقشات مع نظراء وزاريين من البرازيل وجنوب أفريقيا وكولومبيا، وأكدت هذه الاجتماعات الالتزام الثابت بتعزيز التعاون الدولي، وتعزيز التقدم الجماعي في قطاع السياحة.

ودعمت رئاسة السعودية مشاركة أعمق وأوسع عبر المراكز السياحية في العالم، وشهدت هيئة الأمم المتحدة للسياحة توسعاً إقليمياً كبيراً مع إنشاء المكتب الإقليمي للأميركتين في البرازيل والمكتب الإقليمي لأفريقيا في المغرب، وبالإضافة إلى ذلك، أنشئت مكاتب عدة معنية بالمواضيع، بما في ذلك مرصد قانون السياحة لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في أوروغواي والمكتب المعني بالمواضيع للسياحة على طريق الحرير في أوزبكستان.