«معرض السيارات الكلاسيكية» في عاليه اللبنانية: 50 مركبة من بقاع الأرض

يتضمن سيارات تعود إلى ثلاثينات وخمسينات القرن الماضي

«أولدزموبيل» موديل 1969 في المعرض
«أولدزموبيل» موديل 1969 في المعرض
TT

«معرض السيارات الكلاسيكية» في عاليه اللبنانية: 50 مركبة من بقاع الأرض

«أولدزموبيل» موديل 1969 في المعرض
«أولدزموبيل» موديل 1969 في المعرض

سيارات قديمة تستقطب هواة جمع هذا النوع من المركبات التاريخية تستضيفها مدينة عاليه ضمن «معرض السيارات الكلاسيكية» في نسخته الثانية، اليوم وغداً.
ويتضمن هذا المعرض، الذي يقام في ساحة عروس المصايف بتنظيم من قبل بلدية عاليه، نحو 50 سيارة كلاسيكية أميركية ويابانية وألمانية وفرنسية. وقد استُقدمت من عدة مناطق لبنانية كالشوف والصيدا والزلقا وبيروت وغيرها بعد أن وافق أصحابها على مشاركتها في هذا الحدث.
«إنه من المعارض المشهورة في لبنان وهو يستقطب الناس من أعمار تتراوح ما بين 10 و70 سنة. هي صحيح قديمة ولكنها تحمل الذكريات لمشاهدها ولا سيما من الجيل الخمسيني»، يقول أمجد مراد نجل رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، الشغوف بهواية السيارات القديمة. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «وصلنا إلى أصحاب هذه السيارات بعد اتصالات أجريناها مع وسطاء يعرفونهم مسبقاً فلم يترددوا في المشاركة وإيصال سياراتهم إلينا شخصياً». جميع السيارات المشاركة في هذا الحدث لا تعود إلى شخصيات مشهورة أو سبق وتمت قيادتها من قبل رجال سياسة ورؤساء جمهورية أو نجوم فن كما درجت العادة في معارض مشابهة تجري في بيروت. ويوضح مراد: «لقد رغبنا في أن يحمل صبغة الهواية ليس أكثر، فنحن لسنا بوارد الترويج لها بل عرضها فقط ليستمتع بها هواة جمع السيارات الكلاسيكية. كما أننا حرصنا على استقدام سيارات نادرة، يحتفط بها أصحابها تماماً كالكنز، للقيمة المعنوية العاليه التي تحملها في طياتها». ويشير أمجد مراد إلى أن معظم السيارات من نوع «السبور» لا يزال أصحابها يقودونها على طرقات لبنان، أما السيارات من نوع «فورد أبو دعسة» وغيرها من السيارات الأميركية المنشأ فلا يستعملها أصحابها خوفاً من تعرضها لأعطال معينة بسبب رداءة بعض الطرقات في لبنان. ومن السيارات المعروضة «دودج تشالنج» و«دودج تشارجر» ويعود تاريخ صنعها إلى الستينات. كما أن هناك سيارات من نوع «فورد موستينغ» و«كورفت» و«مرسيدس» تعود إلى السبعينات.
ولن تغيب السيارات الفرنسية الكلاسيكية عن هذا المعرض من خلال علامتي «بيجو» سوداء و«سيتروان» بيج يعود صنعهما إلى عامي 1960 و1968. ولمحبي السيارات الإيطالية فسيتيح هذا المعرض لهم فرصة مشاهدة «فيات 600» و«فيراري» من طراز الستينات. وفي خانة السيارات الفخمة يتضمن المعرض أخرى من نوع «رولس رويس» و«جاغوار» بالأسود والأبيض يعود تاريخ صناعتها إلى عامي 1962 و1972.
حراسة مشددة تواكب هذا المعرض بعد أن جرى التأمين عليها مقابل مبالغ مالية كبيرة. «إن هذه السيارات تساوي بقيمتها التاريخية مبالغ تتراوح ما بين 50 و150 ألف دولار. ولذلك كان علينا التشدد بحراستها والتعاون مع شركة معينة للتأمين عليها». ويرافق هذا الحدث مشهد فني يتمثل بفرقة غنائية ستواكبه طيلة مدة فتح أبوابه أمام الزوار عزفاً وغناءً. كما ستتوزع على الساحة نحو 9 مطاعم تقدم الأطباق اللبنانية والغربية لزوار المعرض.
ويؤكد أمجد مراد المشرف على تنظيم «معرض السيارات الكلاسيكية» في نسخته الثانية، أن الهدف من إقامته هو تسليط الضوء على تاريخ تلك السيارات وربطها بزمننا الحالي، مشيراً إلى أن غالبية زوار المعرض يقصدونه للذكريات التي تحملها لهم السيارات المعروضة.
وتجدر الإشارة إلى أن المعرض يفتح أبوابه أمام العامة مجاناً وعلى مدى يومين (في 3 و4 الجاري) ابتداءً من السابعة مساءً حتى الحادية عشرة ليلاً. ويتخلله عرض صور فوتوغرافية تحكي عن مدينة عاليه أيام العز عندما كانت مركزاً سياحياً يقصده العرب كمصيف معروف، ولحضور أجمل الحفلات الغنائية فيه من على مدرج أشهر مطاعمه «بيسين عاليه».


مقالات ذات صلة

الناتج الصناعي لكوريا الجنوبية مستمر في التراجع للشهر الثالث على التوالي

الاقتصاد عامل على خط تجميع بمصنع سيارات في إنتشون بكوريا الجنوبية (رويترز)

الناتج الصناعي لكوريا الجنوبية مستمر في التراجع للشهر الثالث على التوالي

واصل الناتج الصناعي لكوريا الجنوبية تراجعه للشهر الثالث توالياً خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؛ بسبب تراجع إنتاج السيارات رغم النمو القوي في قطاع الرقائق.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد ماكوتو أوشيدا رئيس «نيسان» وتوشيهيرو ميبي رئيس «هوندا» في مؤتمر صحافي بطوكيو (رويترز)

ستَكون ثالث أكبر شركة سيارات في العالم... هوندا ونيسان لبدء محادثات الاندماج

قالت شركتا هوندا ونيسان، اليوم الاثنين، إنهما اتفقتا على درس إمكانية الاندماج وتأسيس «قابضة» مشتركة، وهو ما من شأنه تكوين ثالث أكبر شركة سيارات في العالم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
علوم «طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

عجينة رقيقة تؤمن السفر مجاناً آلاف الكيلومترات

ديدي كريستين تاتلووكت (واشنطن)
الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».