فاران... صمام أمان فرنسي من صناعة زيدان بنكهة دوري الأبطال

مدافع الديوك الصلب صار من أسباب بلوغ النهائي بعدما تسبب في خروج فريقه في البرازيل 2014

رافاييل فاران (إ.ب.أ)
رافاييل فاران (إ.ب.أ)
TT

فاران... صمام أمان فرنسي من صناعة زيدان بنكهة دوري الأبطال

رافاييل فاران (إ.ب.أ)
رافاييل فاران (إ.ب.أ)

الرابع من يوليو/تموز عام 2014، مباراة عصيبة تقام على الأراضي البرازيلية في الظهيرة لتحديد هوية أحد المتأهلين للمربع الذهبي للمونديال.
جيل جديد من الكرة الفرنسية يحلم بالوصول للمباراة النهائية ومحو آثار الفضيحة الفرنسية في مونديال 2010، ولكنه اصطدم بالألمان.
"التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق" هذا ما يحدث عادة في مثل هذه المواجهات المعقدة، كرة عالية من ركلة ثابتة تصل إلى رأس المدافع الألماني ماتس هوميلز، خطأ في الرقابة الفردية من فاران صاحب الـ 21 ربيعًا وقتها، النتيجة خروج فرنسا من المونديال بهدف دون رد من خطأ فاران.
بعد 4 أعوام ويومين فقط من الخروج أمام ألمانيا، تدور ذكريات 2014 في رأس فاران، ذكرى تسببه في هدف ألمانيا وخروج منتخب بلاده من ربع النهائي مازالت عالقة في ذهن المدافع الفرنسي، وبنفس الرأس التي لم تستطع منع هدف هوميلز من دخول الشباك في 2014، حولت كرة عرضية في شباك الحارس الأوروغواياني موسليرا، ليساهم فاران في حجز مقعد لمنتخب بلاده في نصف النهائي بعد غياب 12 عامًا.
ديديه ديشان المدير الفني لمنتخب فرنسا تحدث عن فاران بعد انتصار فريقه على أوروغواي وقال: "فاران لم يُذنب أمام ألمانيا في مونديال 2014، لم أعاتبه أبدًا على هدف
هوميلز، أنا سعيد من أجله حاليًا وبالإشادة التي يتلقاها الأن".
العاشر من يوليو/تموز 2018، تعود رأس فاران لتصدر مشهد البطولة مرة أخرى لمنع تسديدة من الساحر البلجيكي إيدين هازارد من أن تسكن شباك الحارس الفرنسي لوريس في الدقيقة الـ 19 من وقت المباراة، ليساهم بشكل كبير في وصول منتخب بلاده للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 2006.
ما بين مشهد 2014 ومشاهد 2018 أربعة أعوام، ما الذي حدث فيها لفاران ليتحول من مجرد مدافع شاب يقدم أداء جيد ولا يمتلك الخبرة، إلى مدافع صلب وجندي مجهول ساعد منتخب بلاده على الوصول للمباراة النهائية.
على المستوى الدولي تلقى فاران أكبر صدمة في مسيرته بعد استبعاده من القائمة المشاركة في يورو 2016 التي أقيمت في موطنه فرنسا بسبب إصابة بالفخذ، وحرمانه من خوض نهائي البطولة القارية الكبيرة مع زملائه الذين وصلوا إليها بعد 16 عامًا من الغياب.
على مستوى الأندية استطاع فاران أن يتوج مع ريال مدريد 3 مرات بدوري أبطال أوروبا ومرة بالليغا تحت قيادة مواطنه زين الدين زيدان، الذي كان سببًا في انضمام فاران لريال مدريد عام 2011.
اللاعب الذي خاض 8 مواسم مع النادي الملكي كان قد كشف من قبل أنه عندما اتصل عليه زيدان ليخبره باهتمام ريال مدريد بضمه، طلب منه التحدث له في وقت لاحق بسبب انشغاله بامتحان البكالوريا، فهل اعتبر فاران وقتها أن الامتحان أهم من الانضمام لريال مدريد؟
بالتأكيد لا، فلعبه وهو صغير بجوار مدافع مثل سيرخيو راموس وتدريبه مع أسماء مثل جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان، ساعده على صقل موهبته.
زيدان قال عن فاران: "هو لاعب في منتهى الذكاء، يمتلك سرعة مذهلة، كما أنه ينمو ويتعلم بشكل رائع، عندما كان في الـ 19 من عمره، كان يقدم أداءً أفضل من أي لاعب في عمره، لقد كان يمتلك خبرة اللاعبين أصحاب الثلاثين عامًا".
استطاع فاران كسب تعاطف جمهور ريال مدريد بسبب إحرازه لهدفين في شباك برشلونة في أقل من شهر، كما أن عمله مع المدرب ديديه ديشان المعروف بصرامته، ساعده على تكوين شخصية قوية في الملعب وقيادة زملائه في الدفاع، وتعلم بناء الهجمة المرتدة.
وبالعودة إلى احصائيات فاران في البطولة، نجد أنه لعب المباريات الست مع منتخب بلاده حتى الآن 540 دقيقة، بالإضافة إلى إحرازه لهدف وفوزه بـ 4 كرات هوائية مشتركة.
لولا مكالمة زيدان واقتناع مورينيو باللاعب وإيمان ديشان بقدراته، لكان فاران مازال يعاني من ذكرى هدف هوميلز عام 2014.
مستوى فاران الذي يقدمه حاليًا هو امتداد لتطور مستواه منذ انضمامه لريال مدريد وهو في الـ 18 من عمره، حيث أن المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا لاعب غالطه سراي السابق تحدث عن صعوبة مواجهة فاران وقتها وقال: "عندما واجهت فاران، لم أصدق أنه كان في الـ 19 من عمره، إنه واحد من أفضل المدافعين الذين لعبت ضدهم في حياتي".
أمام فاران وزملائه فرصة الفوز بكأس العالم عندما يلتقي منتخب كرواتيا في المباراة النهائية لكأس العالم روسيا 2018 يوم الأحد المقبل على ملعب لوجينيكي، بالعاصمة الروسية موسكو.
هل سيساعد فاران زملائه على تكرار إنجاز 1998؟ والذي فاز فيها المنتخب الفرنسي بكأس العالم حينما كان فاران مازال طفلًا في الخامسة من عمره وقتها.


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية استاد المربع الجديد (واس)

استاد المربع الجديد... أيقونة الملاعب السعودية في مونديال 2034

يبرز استاد المربع الجديد بصفته أحد الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم 2034 ومن المرتقب أن يؤدي دوراً أساسياً في نجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية مواطنون لحظة الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم مونديال 2034 (واس)

ملك الأردن: استضافة السعودية للمونديال مبعث فخر للعرب

هنأ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو قال إنه سيتواجد في السعودية خلال مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

رونالدو: سأتواجد في السعودية خلال مونديال 2034

أكد النجم البرتغالي المحترف بنادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو أن نسخة كأس العالم 2034 التي فازت المملكة باستضافتها ستكون الأفضل في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مواطنون يحتفلون في الرياض بعد فوز المملكة بالاستضافة المونديالية (وزارة الرياضة)

أمير قطر يهنئ الملك سلمان وولي عهده باستضافة المونديال

هنأ أمير قطر، القيادة السعودية بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.