«لب النخيل» ضيف خفيف على المعدة والمائدة

يستخدم عادة في السلطات

«لب النخيل» ضيف خفيف على المعدة والمائدة
TT

«لب النخيل» ضيف خفيف على المعدة والمائدة

«لب النخيل» ضيف خفيف على المعدة والمائدة

يعدّ «لب النخيل» ويعرف أيضا بـ«قلب النخيل» أو «بالميتو» كما هو معروف في المطبخ الشرقي من الخضار الحديث الظهور في الأسواق التجارية عالميا. فمنذ نحو 50 عاما فقط راجت زراعته في الخيم وأصبح متداولا بشكل ملحوظ في دول كثيرة. فهذا الضيف الخفيف على المعدة والمائدة معا يتميز بفوائده الكثيرة والتي تدور في فلك الفيتامينات التي يحتويها وأهمها البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والحديد.
يشبه طعم «لب النخيل» زميله الموجود في «لبّ الخرشوف»، وهو نوعٌ من الخضراوات التي تحصد من شجرة النخيل والتي اشتهرت في البدء في البرازيل وكوستاريكا قبل أن تنتشر في مختلف أرجاء العالم. كما يعد المنافس الأول للجزر في موضوع احتوائه على فيتامين «أ» المشهور في حفاظه على صحة العينين. كما تنصح المرأة الحامل بتناوله لما يحتوي على كميات من الأسيد فوليك والألياف الضرورية لغذاء الحامل بشكل عام. وبما أنه خال من الدهون المشبعة والكولسترول فإن «لب النخيل» يندرج على لائحة النظام الغذائي الخاص بالتخسيس. ويبلغ عدد السعرات الحرارية في 100 غرام منه ما يوازي الـ30 سعرة، وعلى كمية كبيرة من الماء توازي الـ90 في المائة من محتواه.
تكثر استعمالات هذا النوع من الخضار الذي تم اكتشافه في السبعينات في البرازيل والذي تنتج كميات كبيرة منه على ساحل كوستاريكا ولا سيما في السلطات. وتعد «الباناشيه» أشهرها إذ تتم إضافة لب الخرشوف والهليون والفطر الطازج وحبوب الذرة إليه ليكون طبقا يفتح الشهية وخفيفا على المعدة في آن.
عادة ما يباع «لب النخيل» في معلبات حافظة تحتوي على كمية من المياه والملح ومادة «بيسفينول» المعروفة بتسربها إلى المحتوى ولذلك ينصح بغسل «لب النخيل» جيدا قبل استخدامه للتخفيف من كمية الملوحة التي في داخله.
وصفات طعام قليلة يدخلها هذا المنتج الذي عادة ما يزين موائد الغداء والعشاء، وإليك بعضها.
- «لب النخيل» بالبيشاميل
بعد غسله يتم تقطيعه إلى دوائر ويضاف إليه عيدان «سيريمي» (مصنوعة من السمك على الطريقة الآسيوية) المقطعة أيضا. ويتم مزج هذا الخليط مع القليل من الزبدة. ومن ثم يتم تحضير صلصة البيشاميل المؤلفة من الطحين والزبدة ويضاف إليها رشة من بهارات جوزة الطيب والكاري التي تضاف إلى المزيج، وتغطّى بجبن الغودا لتدخل إلى الفرن وتؤلف طبقا لذيذا لا يستغرق تحضيره سوى 10 دقائق. يتم إخراجه من الفرن بعدما يتلون سطحه بالاحمرار ويقدم ساخنا.
- «لب النخيل» الملفوف بسمك السلمون المدخن
يقدم هذا الطبق باردا ضمن المشهيات التي تسبق الأطباق الساخنة. وتقتصر طريقة تحضيره على لفّ قطع «لبّ النخيل» بشرائح من سمك السلمون المدخن، والذي يقدم مرفقا مع نوع من الأجبان وعادة ما ينصح بجبن «روكفور» (الجبنة الزرقاء) لتغميس هذه اللفافات فيه كونه يضفي طعما ملائما إليها.
- الأرز مع «لب النخيل» والعنب المجفف
يستخدم «لب النخيل» أحيانا في عملية تحضير الأرز المفلفل الذي يقدم إلى جانب أطباق استوائية مؤلفة من الربيان أو من قطع الدجاج و«ستايك» لحم البقر.
فهو يضاف في المرحلة الأخيرة من عملية نضج الأرز مع كمية قليلة من الأناناس والعنب المجفف فيضفي طعما لذيذا ومميزا على هذا الطبق البسيط.
- «لب النخيل» في طبق البيتزا
مكونات كثيرة يمكن إضافتها إلى طبق «البيتزا» العالمي. وأحيانا كثيرة نجد في لائحة الطعام في المطاعم وفي خانة مدرجة جانبا المكونات التي تفضلها في طريقة تحضيره، وبينها «لب النخيل» الذي يعد مكونا لذيذا يضاف إلى غيره فيها كالفلفل الأخضر والفطر وغيرهما.
وضمن استعمالات سريعة له يمكن تحميره على النار مع كمية من الزبدة والثوم والبقدونس المفروم ليؤلف طبقا خفيفا يرافق قطع السمك المشوي. وكذلك في استطاعة ربة المنزل الاستفادة من استعمالاته في أطباق المشهيات السريعة بحيث يوضع على قطع الخبز الفرنسي مع رشة حبق، وكذلك في أطباق العجة على أنواعها. وتجدر الإشارة إلى أن «لب النخيل» يتم استخراجه من شجر النخيل ويتألف من نحو 70 نوعا وأشهرها البرّي العاجي والمزروع في الخيم ويعرف بلونه المائل إلى الأبيض المكسور أو كريمة. أما نسبة استهلاكه فتبلغ ذروتها في بلد المنشأ (البرازيل) وتليه مباشرة فرنسا ومن بعدها الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وفنزويلا.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».