طبيب عربي يبتكر عملية تجميل الأنف من دون جراحة

«3 حقن» وتغيير جذري في أقل من 30 دقيقة

الدكتور أياد حرب في أثناء عمله  -  ثلاث حقن من الفيلر تغني عن عملية جراحية («الشرق الأوسط»)
الدكتور أياد حرب في أثناء عمله - ثلاث حقن من الفيلر تغني عن عملية جراحية («الشرق الأوسط»)
TT

طبيب عربي يبتكر عملية تجميل الأنف من دون جراحة

الدكتور أياد حرب في أثناء عمله  -  ثلاث حقن من الفيلر تغني عن عملية جراحية («الشرق الأوسط»)
الدكتور أياد حرب في أثناء عمله - ثلاث حقن من الفيلر تغني عن عملية جراحية («الشرق الأوسط»)

العمليات الجراحية وعلى الرغم من تقدم الطب، لا يزال وقعها كالصاعقة على أصحاب القلوب الضعيفة، والأمر طبيعي، والسبب هو أن أي عملية جراحية ومهما كانت بسيطة لا تخلو من المخاطر، بدءاً بالبنج العام وانتهاء بالمشكلات التي قد تنتج عنها في بعض الحالات، كالالتهابات وغيرها من التعقيدات الطبية.
وقد تكون عملية تجميل الأنف من بين أكثر العمليات التي يقوم بها جراحو التجميل في العالم لكثرة الطلب عليها، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، والنتائج تكون نسبية تتأرجح ما بين النجاح والفشل كأي عملية جراحية أخرى يدخل فيها المشرط.
وفي نقلة نوعية في مجال الطب والتقنيات المبتكرة، استطاع طبيب لبناني مقيم في بريطانيا يدعى أياد حرب قلْب مفهوم الجراحة ونظمها ليتوصل إلى تقنية جديدة من نوعها أطلق عليها اسم الـ«ثلاث حقن» أو (3 Point Rhino) وهذه التسمية آتية من حقن الأنف بمادة الـ«فيلر» في 3 أماكن فقط، الجهة العليا من الأنف، والجسر في الوسط، والطرف السفلي أو قمة الأنف.
وأجرى الدكتور حرب أول عملية تجميل أنف مباشرة على الهواء على إحدى القنوات البريطانية، وكانت النتيجة أكثر من جيدة ليسجل رقماً قياسياً في مجال جراحة التجميل من دون تخدير وفي أقل من نصف ساعة.
وللتعرف أكثر على هذه التقنية وغيرها التقت «الشرق الأوسط» الدكتور حرب في عيادته في منطقة بيستر Bicester في مقاطعة أوكسفوردشير في إنجلترا.
بدأنا حديثنا عن الابتكار الذي اقترن اسمه به الـ«3 Point Rhino» فقال إنه جاء بالفكرة على أساس الخطوات الثلاث التي يتبعها الجراح في عملية تجميل الأنف، مستعيضاً عن المشرط بمواد الحشو أو الـ«فيلر»، وهذه المادة موجودة في الأسواق منذ 20 عاماً ولكن استخدامها كان يقتصر على حشو الخدين والشفاه ليتطور الاستخدام ويصل إلى نفخ الذقن ومنطقة تحت العيون والمنطقة المحيطة بالفم والجبين... وشرح كيفية إجراء عملية الأنف في أقل من 30 دقيقة. فبعد تحديد النقاط الثلاث التي يكمن فيها العيب في الأنف، يخط على الأماكن التي يجدر به حقنها بمادة الفيلر، فيحقن القسم العلوي للتخلص من الاعوجاج أو النتوءات وفي الوسط عند منطقة جسر الأنف يكون الحقن لتحديد الجانب ويرفع الأنف إذا استلزم الأمر ذلك من خلال حقنه عند قمته أو ما يعرف بالـ«Tip».
ويتبع الدكتور حرب الأسلوب الأميركي في تعاطيه مع التجميل، ويقول إن الأميركيين يعتمدون كثيراً على العلاجات التجميلية بعيداً عن المشرط ويشتهرون بالعلاجات المعروفة باسم «Non Invasive» على عكس الجراحة التجميلية في بريطانيا التي تتأخر عن تلك التي في أميركا بنحو 10 سنوات، فالجراحون في بريطانيا يفضلون الجراحة بدلاً من تبسيط العمليات.
وشدد حرب على مبدأ تبسيط الأمور للمريض، لعدة أسباب، على رأسها تقليل الوقت الذي يحتاج إليه المريض للتعافي بعد إجراء أي عملية، والأمر الثاني يرتكز على التكلفة أيضاً.
ما يميز الدكتور حرب عن غيره من الجراحين الذين يحاولون تصليح شكل الأنف من خلال الفيلر أنه يقوم بتقويم الأنف من ثلاث جهات تماماً مثلما يتم في العملية الجراحية، على عكس الأطباء الآخرين الذين يكتفون بحقن منطقة واحدة للتخلي عن النتوءات أو العظم الزائد.
وأجرى حرب أكثر من 5 آلاف عملية غير جراحية لتجميل الأنف ليكون بذلك أكثر طبيب نفّذ مثل هذه التقنية.
ويعمل حرب حالياً على تطوير أداة خاصة (عبارة عن إبرة رفيعة جداً) لإجراء عمليات تقويم الأذنين من دون جراحة، وهو يستخدم حالياً أسلوباً غير جراحي من خلال تحفير الغضروف ليصبح طرياً، ويدخل ما يعرف باسم «Silhouette Soft» على غرار ما يستخدم في عملية إدخال الخيوط إلى منطقة الخدين، وبعدها يتم سحب الخيط وراء الأذن، وبالتالي تصبح الأذن مستقيمة، ولكن ومع تطوير الإبرة الخاصة بهذه العملية غير الجراحية فستكون أسهل بالنسبة إلى المريض والطبيب أيضاً، لأن المنطقة الواقعة وراء الأذن من الصعب قليلاً الوصول إليها، إلا أن تطوير الإبرة الخاصة سيسهّل الأمر بشكل كبير. وهنا يقول حرب إن بعض الأطباء بدأوا باستنساخ الفكرة، ولكن ما يميزه هو أن ابتكار الأدوات التي يستخدمها ستكون خاصة به دون سواه، ويشرح هنا قضية الملكية الشخصية، ويقول إن أي اختراع يمكن أن يسجَّل ولكن هذا الأمر لا يمنع أطباء آخرين من تبني التقنية واستخدامها. ولكن تبقى الخبرة هي مفتاح النجاح.
وعن عمليات شد الوجه يقول حرب إنه يقوم بما يعرف باسم «3 Point Lift»، وهذه الطريقة تشبه في المبدأ الحقن بمادة الفيلر، إلا أن الوجه يستلزم مادة أخرى من الحشوة، وهذا ما يجب أن يتنبه إليه المريض، لأن الوجه يجب أن يعمل على شده من خلال حقنه بطريقة عميقة جداً تصل إلى العظم وتُعرف هذه المادة بـ«Collagen Stimulation» وهذا النوع من الفيلر يوفر الحجم أو Volume (Type 1) ويكون بمثابة ركيزة لمادة الفيلر الأقل كثافة التي تُحقن تحت الجلد مباشرة فتكون أكثر طراوة، وبهذه الطريقة يمكن التوصل إلى نتيجة جميلة جداً للوجه، دون الحاجة إلى الجراحة والتسبب في جروح وراء الأذنين وفتح المنطقة المحيطة بهما لشد الجلد، وبرأيه فهذه هي أفضل عملية لشد الوجه على الرغم من وجود تقنيات عديدة أخرى مثل «لويكويد فايسليفت Liquid Facelift» وغيرها من التقنيات الحديثة.
وعن رأيه في شد الوجه بواسطة الخيوط، قال حرب إنه ليس من أنصار هذا النوع من التقنيات، لأن 95% من الخيطان معروفة باسم «PDO» لا تؤدي واجبها بشكل جيد وترتخي بعد زوال الورم، وفي الكثير من الأحيان يرفض الجسم الخيط مما يتسبب في التهاب داخلي.
وتابع بالقول: «أهم ما يجب أن نقوم به اليوم هو تبسيط التجميل واستخدام كل ما يلزم لتفادي الجراحة إلا في الحالات القصوى، لأن الطب تقدم جداً ومن السهل الاستفادة من عدة اختراعات مثل (Radio Frequency) وغيرها في عمليات عديدة مثل شد جلد البطن المترهل وغيره».
الصورة التي ينشرها الدكتور حرب على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، تبرز مدى تمرسه بحقن الشفاه، وهذا ما دعانا لسؤاله عن الصفة التي يجب على الطبيب أن يتحلى بها للتوصل إلى نتيجة جيدة لشكل جميل وطبيعي للشفاه، وأجاب حرب: «من القبيح جداً نفخ الشفاه بطريقة عشوائية ومبالغ بها، فمن المهم جداً النظر إلى تفاصيل الوجه بالكامل قبل القيام بالحقن كما يجب استخدام النوع الخفيف من الفيلر، وهذا النوع لا يدوم لوقت طويل ولكنه الأفضل للشفاه لأنه طري ولا يتسبب في تكتلات«.
وعن الحالات التي تعد مناسبة لإجراء عميلة تجميل الأنف من دون جراحة، يقول حرب إن كل حالة تختلف عن الأخرى، ولكنه يجد حلاً لكل شكل، أما بالنسبة إلى العمر فأصغر مريضة لديه كان عمرها 15 سنة وأكبر مريض كان عمره 79 سنة.
وحذرنا الدكتور حرب من الإفراط في حقن الوجه بمادة الفيلر، قائلاً: «الفيلر هو من مادة الـHyaluronic Acid وهذه المادة موجودة أصلاً في الجسم وهي سائلة، ولذا لا يجوز أن نفرط في استخدامها، فعلى سبيل المثال لا أحبذ حقن الوجه بها في فترات قريبة بعضها من بعض، لأن المادة سائلة وتبقى تحت الجلد ولا تجوز المبالغة باستخدامها».


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».