في يوم القيادة... النساء نجمات الشارع السعودي

تشجيع وترحيب من المارة وركاب السيارات

النساء قدن سياراتهن بمختلف مدن المملكة امس (إ.ب.أ)
النساء قدن سياراتهن بمختلف مدن المملكة امس (إ.ب.أ)
TT

في يوم القيادة... النساء نجمات الشارع السعودي

النساء قدن سياراتهن بمختلف مدن المملكة امس (إ.ب.أ)
النساء قدن سياراتهن بمختلف مدن المملكة امس (إ.ب.أ)

«لا أصدق»، «كأني في حلم». كلمات عبرت عن شعور كل امرأة سعودية جلست خلف المقود ليل أول من أمس وقادت سيارتها للمرة الأولى في شوارع المدن السعودية. التوتر والخوف كانا الإحساس الأول لغرابة التجربة. لكن شيئا فشيئا انطلقت السيدات ليخرجن من الشوارع الخلفية الهادئة إلى الشوارع الرئيسية في جدة. خلال جولة «الشرق الأوسط» فجر أمس في جدة وبمرافقة مجموعة من السيدات كانت الأجواء فرحة ومنتشية، الضحكات والتهاني كانت تنطلق من كل مكان.
في عربة سحر نصيف كان الأحفاد والصديقات وخلفها جاءت سيارات بناتها وعائلاتهن ثم سيارات لصديقات خرجن معا في نفس اللحظة لتجربة شوارع جدة بعيون مختلفة.
توقف الموكب في كورنيش جدة حيث قام رجال المرور بتوزيع باقات الورود على السائقات ومع كل باقة بطاقة كتب عليها «تصاحبك السلامة». تبادر سيدة بجانبي لتصور الباقة لتشارك بها متابعيها على إنستغرام، بينما يتعالى صوت سيدة أخرى إلى جانبها وهي تتحدث مع ركاب سيارة مجاورة. كانت الكلمات والصيحات تتبادل بين السيارات بصوت عال: «مبروك» كانت الكلمة التي كررها ركاب السيارات الأخرى في الشارع رفع الرجال أيديهم بالتحية ونثرت النساء الابتسامات على السائقات وتلقين في المقابل كلمات الشكر والتمنيات «عقبالكم»، لهن بأن يأخذن أدوارهن كسائقات لسياراتهن في القريب العاجل. وكأن شارع الكورنيش كان ينبض بالحياة فقط لتلك اللحظات، وهو الشارع المزدحم دائما لم يتململ سائقو العربات الأخرى بل شاركوا في اللحظة مستخدمين أبواق سياراتهم للتعبير عن مباركتهم للنساء.
فرحة ورهبة اليوم الأول
في اليوم الأول، بدأت الحاصلات على الرخص في الخروج الرسمي للشوارع. علا المرزوقي الرئيس التنفيذي لمؤسسة العزم الحسن روت لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل يومها الأول قائلة: «لم يكن هناك الكثير من السيدات في الشارع هذا الصباح، ولكن قد يكون ذلك بسبب الوقت ووجود الكثير من العائلات خارج المملكة خلال إجازة العيد، ولكن عموما الأمر أصبح عاديا وتستطيع السيدات الخروج متى أردن». في يوم القيادة الأول، تقول المرزوقي إنها ذهبت لمقر عملها ولكنها ستقوم باصطحاب صديقاتها في المساء بعربتها. تقوم المرزوقي، وهي حاصلة على رخص قيادة من النمسا ومصر أيضا بالتدرب لتصبح مدربة في مدرسة القيادة بجدة.
الطريف أن عددا من السائقات شعرن بالرهبة في أول يوم خلف المقود، وحسب المرزوقي راودها الإحساس بأنها لا تعرف الطريق رغم أنها دائما ترشد سائقها. تقول: «منذ أمس وأنا أحس بذلك، كنت أريد أن أذهب لمنزل والدتي لأني وعدتها أن يكون أول مشوار لي في جدة معها، كان معي زوجي وابنتي في السيارة وأحسست بأن الخريطة ضاعت من رأسي. أمس بالنهار خرجت مع ابنتي وقلت لها افتحي خريطة غوغل لأعرف الطريق، كانت مندهشة لأني أعرف الطرق جيدا، ولكن غلبني إحساس بالرهبة حتى أني تخيلت أن المرور سيوقفني». رغم ذلك تلفت إلى أن رد الفعل من السيارات الأخرى في الشارع كان مشجعا جدا «الرجال والنساء كانوا يبتسمون لي ويرفعون الإبهام في إشارة تشجيع، وكان البعض يفسح لي الطريق لتشجيعي وحتى عندما كنت أبحث عن مكان لصف سيارتي قام أحد الأشخاص بتغيير وضع سيارته ليوفر لي مساحة». تضيف بفخر «نحن في وسط أهلنا وأقربائنا وأتوقع منهم أن يكونوا معنا دائما كما أن القوانين الجديدة رائعة».
في جانب آخر من مدينة جدة قادت الاختصاصية النفسية سميرة الغامدي سيارتها في السادسة صباحا ومعها فريق من وكالة رويترز للأنباء لتصوير أول مشاويرها في يوم القيادة.
تقول لي إنها فوجئت بأنه لم يكن هناك أعداد أكثر من السائقات على الطريق «لم أر سوى سيدة واحدة، ولكن الناس في السيارات الأخرى كانوا لطيفين جدا يلوحون لي ويبتسمون وعندما توقفت لتعبئة السيارة بالبنزين توقف أحد السائقين ليقول «مبروك» مع ابتسامة عريضة». مع دخولها لمقر عملها بمستشفى الصحة النفسية بجدة وجدت الغامدي ترحيبا كبيرا من زملائها وزميلاتها فهي الوحيدة في المستشفى التي حصلت على رخصة القيادة.
القيادة في الساعات الأولى من اليوم كان لها معنى وهدف بتشجيع باقي السيدات على الحصول على رخصهن، كما تقول الغامدي وتضيف «ورغم ذلك كنت أتوقع أن يكون عدد السائقات في الشارع أكبر مما شهدنا أمس واليوم». ولكن حسب ما توضح فعدد الذين حصلوا على رخص القيادة من الدفعة الأولى لخريجات مدرسة القيادة في جدة كان محدودا.
الصحافية يمن لقمان حضرت اللحظة التي انطلقت فيها ست سيدات من أمام مركز «ردسي مول» وتصف لنا الأجواء بأنها كانت جميلة ومشجعة. تذكر لنا أنها قامت بالقيادة فيما بعد وبدأت يومها أمس بقيادة سيارتها إلى مقر عملها بصحيفة الوطن.
السائق ما زال ضرورة
أسماء صديقي تعمل في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على «فيسبوك» وضعت مقطع فيديو قصيرا لتسجيل المرة الأولى التي تستقل فيها سيارتها لذهابها للعمل. تقول لنا بأنها لم تستطع الخروج في الساعة الأولى ولكنها حرصت على القيادة في أول اليوم لتذهب لمكتبها. وتابعتها الكاميرا حتى موقف السيارة الخاص بها في مقر العمل. أسألها عن رأيها في المشاهد المصورة لغيرها من السائقات في المملكة وتعبر عن فرحتها بالترحيب الذي قوبلت به السائقات.
ولكن أسماء ونظرا لانشغالها تعترف بأنها لا وقت لديها للخروج بسيارتها في مشاوير أكثر من الذهاب للعمل وإن كانت ستأخذ طفليها للتنزه بعد انتهاء الدوام.
«كامرأة عاملة لا أملك الكثير من الوقت (للخروج بالسيارة)، ذهبت للعمل وبعدها للمنزل وقد أصطحب أطفالي في نزهة سريعة ليروا والدتهم خلف المقود. أريد أن أضرب مثلا أعلى لابنتي وابني وهو أمر هام». بالنسبة لوجود السائق تشير صديقي إلى أنه ما زال أمرا ضروريا لعائلتها وتشرح: «لن أستغني عنه لفترة فأنا ما زلت أحتاج له لتوصيل أطفالي وقضاء حاجات الأسرة التي لن يكون لدي وقت لقضائها». بالنسبة للقيادة في وسط جدة تعتقد صديقي بأن الأمر سيكون أصعب خاصة لنقص أماكن توقيف السيارات: «لا أعتقد أن المراكز التجارية لديها استعداد لاستيعاب سيارات النساء حتى الآن كما أن شوارع جدة شهيرة بزحامها فلا أعرف إمكانية القيادة هناك».


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة.
> حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي. وعبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، وحرصهما واستعدادهما لدفع التبادل التجاري إلى ما يأمله البلدان الشقيقان؛ خدمةً لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أكد الطرفان على ضرورة تبادل الخبرات في القطاع الزراعي؛ للرقي بهذا القطاع المهم إلى ما يعزز ويطور آليات الإنتاج في البلدين الشقيقين.
> إريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى العراق، التقى أول من أمس، محافظ الديوانية ميثم الشهد؛ لبحث آفاق التعاون المشترك والنهوض به نحو الأفضل، وتم خلال اللقاء الذي أقيم في ديوان المحافظة، بحث إمكانية الاستثمار من قِبل الشركات الفرنسية في الديوانية، خصوصاً أنها تمتلك بيئة استثمارية جيدة، والتعاون المشترك بين فرنسا والحكومة المحلية في عدد من المجالات والقطاعات.
> عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، بمقر الوزارة، بحضور عدد من ضباط وزارة الداخلية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. ورحب اللواء الخييلي بزيارة السفير القيرغيزي، مؤكداً حرص الوزارة على توطيد علاقات التعاون والعمل المشترك مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.
> عبد الله حسين المرزوقي، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في مومباي، حضر أول من أمس، احتفالاً بذكرى يوم الدستور لجمهورية بولندا، الذي استضافه القنصل العام لبولندا داميان إرزيك، بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية في مومباي، وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية ورجال الأعمال.
> عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، اجتمع أول من أمس، مع خوسيه لويس ديلبايي، مدير مكتبة «الإسكوريال» الملكية في إسبانيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون مع المكتبة. جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها السفير في مكتبة «الإسكوريال والبازيليكا» الملكية، بالإضافة إلى المبنى الملكي للضيافة الذي كان يستقبل فيه الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا (1556 - 1598م)، مختلف سفراء دول العالم.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بالبحرين؛ لمناقشة تعزيز أوجه التعاون في الجوانب التعليمية والثقافية، واستعراض أهم التجارب التعليمية الناجحة، كما تم بحث تعزيز الشراكة بين الجانبين في تدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالمدارس الحكومية على مهارات وطرق تدريس الإعداد لاختبارات (TOEFL)، لزيادة مستويات التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية.
> ماجد مصلح، سفير جمهورية مصر العربية لدى سريلانكا، استقبله أول من أمس، رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وأشاد رئيس الوزراء السريلانكي بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، مُسلطاً الضوء على دور البلدين في إقامة حركة عدم الانحياز، الأمر الذي كان له أثره الكبير على صعيد العلاقات الدولية بصفة عامة، ومصالح واستقلالية الدول النامية على وجه الخصوص.
> بيتر بروغل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى تونس، التقى أول من أمس، رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو. وعبّر السفير عن استعداد بلاده لمواصلة دعم مجهودات تونس في مسارها التنموي ومؤازرتها اقتصادياً واجتماعياً. وأكد ارتياحه للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، معبّراً عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تم قطعها في مجال البناء الديمقراطي، كما اطلع على صلاحياته وطرق عمل المجلس وعلاقته بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم من جهة، وبالحكومة من جهة أخرى.