82 % من السعوديات يعتزمن القيادة في 2018

القرار سيسهم بخلق وظائف وتحولات تاريخية في سوق العمل

TT

82 % من السعوديات يعتزمن القيادة في 2018

أشارت دراسة استطلاعية أجرتها إحدى الشركات المتخصصة في التوظيف الإلكتروني، إلى أن الغالبية العظمى من النساء السعوديات، 82 في المائة، يعتزمن قيادة السيارة هذا العام، وأشارت إلى أن سوق العمل السعودية ستشهد بداية لتحولات تاريخية مع تطبيق القرار. وبحلول عام 2020، من المتوقع أن يبلغ عدد النساء السعوديات ممن يستطعن قيادة السيارة نحو 3 ملايين، حسب أبحاث سوقية أجرتها شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز»، المتخصصة في أعمال التدقيق.
وبحسب الدراسة التي أجرتها شركة «غلف تالنت» فإن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة سيساهم في زيادة عدد النساء اللواتي يحصلن على مناصب وظيفية عليا كانت حكراً على الرجال، بالإضافة إلى دعم الكثير منهن لتحقيق التقدم من خلال الحصول على وظائف أعلى أجراً تقع في مناطق تبعد عن أماكن إقامتهن.
كما بينت الدراسة، أن القرار سيساهم في عثور النساء العاطلات عن العمل على فرص عمل جديدة، وسيعزز بشكل كبير من فرص تطورهن في مجال عملهن عبر منحهن إمكانية التنقل بأريحية أكثر، وبخاصة صاحبات المناصب الإدارية وإزالة العوائق كافة أمامهن.
ويمثل التقديم المهني عاملاً رئيسياً في مجال تمكين المرأة، وهو أحد أهداف «رؤية السعودية 2030»، حيث أظهرت الدراسة أن القرار سيدعم عملية ارتقاء النساء السعوديات العاملات إلى وظائف ذات مردود مادي أكبر، وسيوفر لهن درجة أعلى من التطابق بين مهاراتهن ومتطلبات العمل.
وقالت هلا، مديرة الموارد البشرية الإقليمية في إحدى شركات الإنشاءات بمدينة الدمام، لـ«غلف تالنت»: «ترتكز مهام المناصب العليا في معظم الأحيان على التواصل والاجتماع مع الموظفين المتواجدين في مختلف مواقع العمل، سواء كانت في داخل الدولة أو خارجها، حيث كان ذلك أمراً أكثر صعوبة في الماضي. وسيتسنى للنساء السعوديات، بعد هذا القرار، الترشح لمناصب قيادية تتطلب السفر إلى المكاتب كافة التابعة للشركة».
يتوافق حديث مديرة الموارد البشرية مع تجربة أغلبية النساء السعوديات اللاتي شاركن في الدراسة، حيث قالت مي، وهي مهندسة مشروع في مدينة جدة: «بعد السماح لي بقيادة السيارة، سيكون في استطاعتي تولي منصب مدير المشروع؛ لأن هذا المنصب يحتاج إلى التنقل باستمرار بين المكتب ومواقع المشروعات للإشراف على سير العمل».
وأشارت الدراسة إلى أن نساء كثيرات عملن في السابق بوظائف أعطتهن أجراً أقل مما يستحققن حسب مؤهلاتهن، أو عملن في وظائف بعيدة عن اهتمامهن ومجال دراستهن؛ وذلك بسبب مشكلة لا علاقة لها بمصالحهن ودراساتهن؛ نظراً لوجود قيود التنقل. وأكدت مشاركِات كثيرات ممن شملتهن الدراسة أنهن سيبحثن عن فرص مهنية أفضل حالما يتمكنّ من قيادة السيارة.
وقالت سارة، الحاصلة على شهادة في علوم الكومبيوتر وتتمتع بخبرة 6 سنوات في مجال عملها كمحللة مبتدئة في مدينة جدة: «اضطررت إلى القبول بوظائف ذات رواتب أقل مما تخولني مؤهلاتي العلمية الحصول عليها لكي أبقى قريبة من مكان إقامتي. أما الآن، فسأتمكن من البحث عن عمل أفضل».
وأكد هذا الرأي الكثير من أصحاب الأعمال الذين شملتهم الدراسة، حيث قال أحد مديري الموارد البشرية في جدة لـ«غلف تالنت»: «سنتمكن بعد تطبيق هذا القرار من توظيف أعداد أكبر من النساء في مجال المبيعات ووظائف أخرى التي تتطلب العمل خارج المكتب».
وتهدف «رؤية السعودية 2030» إلى تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل ورفع نسبتها من 22 في المائة إلى 30 في المائة، ومن المتوقع أن تساهم الفرص الجديدة التي تتولد من رحم القرار الجديد في تحقيق هذا الهدف.
وحسب دراسة «غلف تالنت»، ستتمكن شريحة كبيرة من النساء السعوديات في القرى والبلدات الصغيرة، حيث يعمل كثير منهن في مجال التعليم، من الاستفادة من قرار السماح للمرأة بقيادة للسيارة؛ لأنهن في حاجة إلى التنقل والعمل في المدن الكبيرة؛ إذ إن خيارات وسائل المواصلات العامة للمسافات الطويلة محدودة وتكلفتها عالية؛ ما أدى إلى عدم تمكّن هؤلاء النساء من الخوض في سوق العمل في الماضي. وقال تركي الماضي، مؤسس ورئيس شركة «تاڤي» الاستثمارية في العاصمة الرياض: «سيتيح هذا القرار إمكانية السفر والتنقل بأريحية أكثر من المناطق البعيدة إلى مواقع العمل الواقعة في المدن، كما يفعل الموظفون الرجال منذ سنوات طويلة».
وقالت إحدى المشاركات في الدراسة، واسمها لينا، والتي تسكن بالقرب من العاصمة الرياض: «سأتمكن من التنقل بسيارتي للعمل في مدن أخرى دون الخوف من الجلوس في سيارة مع رجل لا أعرفه وليس من عائلتي».
وبناءً على نتائج تلك الأبحاث، من المتوقع أن يشهد قطاع السيارات في المملكة العربية السعودية ارتفاعاً كبيراً في الطلب؛ ما يؤدي إلى خلق وظائف جديدة في هذا القطاع للكادر النسائي تلبية لاحتياجات الجيل الجديد من مُلّاك السيارات من النساء. كما أعلنت شركتا «كريم» و«أوبر» اللتان تقدمان خدمات الحجز الإلكتروني لمركبات الأجرة، خططاً لتوظيف آلاف من السائقات.
يذكر أن الدراسة اعتمدت على استطلاع إلكتروني شمل 400 امرأة سعودية وعلى لقاءات مع 25 امرأة سعودية من داخل المملكة، بالإضافة إلى 10 موظفين تنفيذيين من جهات مختلفة في الدولة. وتراوحت أعمار المشاركات في الدراسة بين 20 و60 سنة، ومنهن نساء عاملات وأخريات يبحثن عن فرص عمل. أجريت الدراسة خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي، قبل الموعد الرسمي بتطبيق قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة.


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».