«نسر الصعيد» تصدر نسب المشاهدة والانتقادات في مصر

مشاهده أثارت جدلاً على مواقع التواصل

محمد رمضان ودرة في إحدى لقطات المسلسل
محمد رمضان ودرة في إحدى لقطات المسلسل
TT

«نسر الصعيد» تصدر نسب المشاهدة والانتقادات في مصر

محمد رمضان ودرة في إحدى لقطات المسلسل
محمد رمضان ودرة في إحدى لقطات المسلسل

حظي مسلسل «نسر الصعيد» الذي قام بطولته الفنان المصري محمد رمضان، الذي اعتاد إثارة الجدل بأعماله وكتاباته بمواقع التواصل الاجتماعي، على نسب مشاهدة عالية عبر شاشات التلفزيون ومواقع الإنترنت، رغم أخطائه الإخراجية التي تعرضت لسيل من الانتقادات والسخرية من المشاهدين والنقاد في مصر طوال أيام عرض حلقات المسلسل في شهر رمضان.
ودارت الأحداث حول ضابط الشرطة زين (محمد رمضان)، الذي يدخل في مواجهة شرسة مع هتلر (سيد رجب)، وهو رجل أعمال صعيدي يعمل في التجارة غير المشروعة، فيشتد الصراع بين الاثنين، ويحاول كل منهما الإيقاع بغريمه، وعلى صعيد آخر يجد زين نفسه في صراع بين حب امرأتين إحداهما ابنة عمه، وأخرى تعيش في القاهرة، وشارك في بطولة العمل وفاء عامر، والفنانة التونسية درة، وعائشة بن أحمد، وسيد رجب، ومن تأليف محمد عبد المعطي، ومن إنتاج المنتج جمال العدل.
وبينما حصد المسلسل نسب مشاهدة مرتفعة، ظفر بنصيب الأسد من الانتقادات، وشهدت الحلقات الأولي أخطاء في الراكورات للأبطال منها ظهور محمد رمضان، في دور الأب بشكل مختلف، بسبب عدم دقة علامات الوجه. كما تحدى الفنان «رمضان» الرقابة بعد حذفها مشهدا بحجة احتوائه على عبارات تحمل «إيحاءات جنسية» صريحة، وقام رمضان بنشر الفيديو المحذوف عبر موقع «يوتيوب»، وهو مشهد جمعه بالفنانة وفاء عامر، ضمن أحداث الحلقة الأولى، بسبب جرأة المشهد الذي ظهرا به، بالإضافة إلى احتوائه إيحاءات جنسية، مما أدى لتعرض صناع العمل لهجوم حاد من نشطاء التواصل الاجتماعي.
لكن منتج المسلسل جمال العدل، رد على الانتقادات وقال: «أنا من قرر حذف المشهد، وليس الرقابة، مع أنه كان ضروريا من الناحية الدرامية للبناء عليه في المشاهد التالية».
في السياق نفسه، واجه العمل انتقادات أخرى تتعلق بتحسين صورة وزارة الداخلية المصرية. بدوره، رفض مؤلف العمل محمد عبد المعطي هذه الانتقادات قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «الضباط المصريون سواء من الجيش والشرطة، لا يحتاجون لتلميع، لأن لديهم بطولات حقيقة، ولا بد أن تعرض في ألف عمل فني بشكل إيجابي، لكن تقديم أعمال فنية تظهر مجهوداتهم في الدفاع عن الوطن أعتبره أقل شيء يتم تقديمه لشهدائنا والصورة التي نقدمها عن الضباط في نسر الصعيد طبيعية وواقعية».
ودافع المؤلف عن الانتقادات التي واجهت المسلسل قائلا: «يوجد تفاعل كبير وتركيز من الجمهور تجاه المسلسل، ولذلك حققنا نسبة مشاهدة عالية سواء على القنوات الفضائية التي تعرض العمل، أو على موقع (يوتيوب)، التي كسرت حاجز مائة مليون مشاهدة، وفي الشوارع أشاهد كثيرا من المركبات تضع اسم المسلسل على سيارتها وهذا يدل على النجاح».
ولفت: «أعتبر هذا الموسم يشبه الكرنفال وكل عمل له جمهور، والانتقاد يأتي أحيانا من شدة المتابعة وبالتأكيد لا يخلو أي عمل فني من الأخطاء، وفي النهاية ما يهمني الجمهور، والمشاهد لم يجبر على مشاهدة عمل غير راض عنه».
من جانبه، قال الناقد الفني، كمال رمزي عن العمل: «تابعت (نسر الصعيد) منذ عرض حلقاته الأولي وكانت مناسبة، لكن عندما بدأت الحلقات تتفرع، انتابني إحساس بأن هناك دعاية لضابط الشرطة، بسبب كثرة مشاهد التدريبات والطوابير العسكرية، وكان فيها نوع من المبالغة، لدرجة أنها أقحمت على الأحداث، كما أظهر العمل نماذج من الشر والخير بشكل مطلق، ولم يظهر الكاتب الجوانب الأخرى للشرير والطيب وهذه عيوب في التأليف».
وأضاف رمزي قائلا: «ارتفاع نسب مشاهدة المسلسل يعود إلى شعبية وجماهيرية الفنان محمد رمضان وأداؤه مقبول، وفي وجهه نظري مشاركة الفنان سيد رجب بالعمل، كان بمثابة عامل كبير لجذب الجمهور، لأنه يمتلك حضورا قويا على الشاشة».
وعن الجوانب الإخراجية للمسلسل قال رمزي: «المخرج ياسر سامي، لديه حس جيد في إدارة الممثلين وتوجيهم بشكل يجعلهم يخرجون أفضل ما لديهم في أداء الأدوار التمثيلية، لكن الأداء اللفظي للممثلين غير واضح، وكان يجب أن يعمل عليه الفنانون أكثر».
يذكر أن الفنان محمد رمضان، بدأ حياته بأدوار صغيرة في عدد من المسلسلات التلفزيونية بجانب مشاركاته السينمائية، مثل مسلسل «السندريلا» ومسلسل «حنان وحنين» مع الفنان الكبير عمر الشريف، و«هاي سكول»، و«في أيد أمينة»، وشارك في الجزء الأول أيضا من مسلسل الجماعة، وغيرها من الأعمال، ثم بدأت انطلاقته التلفزيونية بجانب السينمائية، بتقديمه أولى بطولاته في مسلسل «ابن حلال» عام 2014، الذي حققا نجاحا كبيرا، قبل نجاح مسلسل الأسطورة في العام قبل الماضي.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)