تزايد إصابات قرحة المعدة لدى الأطفال

أعراضها المعروفة لدى البالغين لا ترصد لديهم

تزايد إصابات قرحة المعدة لدى الأطفال
TT

تزايد إصابات قرحة المعدة لدى الأطفال

تزايد إصابات قرحة المعدة لدى الأطفال

لاحظ الباحثون في الآونة الأخيرة أن نسب الإصابة بالتهاب المعدة والذي يمكن أن ينتهي بالإصابة بالقرحة Peptic Ulcer في الأطفال، في ازدياد. وعلى الرغم من أن هذه الزيادة ما زالت طفيفة ولم تصبح قرحة المعدة من الأمراض الشائعة في الأطفال حتى الآن، إلا أن الأمر يستدعي معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك ومحاولة الوقاية منها. ويعاني الأطفال عادة بشكل أقل من الأسباب الشائعة لحدوث التهاب المعدة في البالغين، ومنها تناول الأدوية المسكنة أو المضادة للالتهاب والتدخين وتناول كميات كبيرة من الكافيين. وهناك نسبة تبلغ 20 في المائة من الإصابات بالقرحة من دون سبب تماما في الأطفال. ويمكن أن تحدث القرحة في المعدة أو في الاثني عشر.
- أعراض القرحة
من المعروف أن التهاب المعدة يحدث حينما يزيد إفراز السائل المعدي الحمضي ويؤدي إلى التهاب الغشاء المبطن للمعدة. وهذا الغشاء هو الذي يحمي المعدة من السائل الحمضي المستخدم في هضم الطعام. ومع الوقت واستمرار الالتهاب من دون علاج يحدث تآكل لجدار الغشاء ويحدث به ثقب أو (قرحة)، وبذلك يصل السائل الحمضي بشكل مباشر إلى المعدة. وهو الأمر الذي يتسبب في آلام مبرحة ولكن لدى الأطفال بعكس البالغين في الأغلب لا يكون الألم حادا بل يكون مثل ضغط على البطن أو عدم ارتياح. والالتهاب إما يكون أوليا والذي تتسبب فيه بدرجة كبيرة أحد الميكروبات (هيلكوباكتر بايلوري Helicobacter pylori) وفي الغالب يأخذ الشكل المزمن، وإما يكون ثانويا ويأخذ الشكل الحاد ويحدث نتيجة لسبب آخر مثل تناول المسكنات وأهمها الإسبرين بكميات كبيرة في الأطفال الذين يعانون من آلام في المفاصل أو يحدث نتيجة لمرض في المخ أو فقدان المناعة نتيجة لعدوى شديدة
> الأعراض. تختلف الأعراض تبعا لعمر الطفل. وتكون الأعراض لدى الأطفال في عمر المدرسة أو المراهقين مشابهة للبالغين ويحدث غثيان وألم في المعدة وإحساس بالحموضة بينما في الأطفال ما دون عمر المدرسة أو أقل تحدث صعوبات في الأكل وقيء ونوبات بكاء وفي بعض الأحيان يمكن أن يوجد دم في القيء hematemesis أو يوجد الدم في البراز melena نتيجة للنزيف الذي يحدث بسبب القرحة.
وعلى عكس البالغين فإن حدوث الألم مباشرة بعد الأكل بفترة بسيطة والذي يعتبر من العلامات المميزة للقرحة لا يعتبر عرضا شائعا في الأطفال وهناك نسبة بسيطة فقط هي التي يرتبط فيها الألم بتناول الطعام. وفي أحيان كثيرة يعاني الطفل من ألم محدد في منطقة حول سرة البطن وفي الأغلب يكون هذا الألم نتيجة التهاب القولون وليس بالضرورة أن يكون ألم القرحة. ولدى بعض الأطفال يمكن حدوث نزول الدم من الشرج غير مختلط بالبراز نتيجة لتكرار النزف من القرحة.
ويمكن للألم أن يستمر دقائق أو ساعات ويعاني الطفل من نوبات من التحسن ثم عودة الأعراض بشدة لمدد تستمر من أيام قليلة إلى بضعة شهور وهناك نسبة تبلغ 33 في المائة من الأطفال تتحسن أعراض الحموضة وآلام الحرقان لديهم مباشرة بعد تناول الأدوية المضادة للحموضة antacids والأطفال الأكبر عمرا هم الذين يعانون من الآلام الليلية للقرحة.
- التشخيص والعلاج
> التشخيص. يعتبر منظار الجزء الأعلى من الجهاز الهضمي من أفضل الطرق لتشخيص القرحة سواء في المعدة أو في الاثني عشر ويتم بأمان في كل الأعمار.
كما أن المنظار يكون ذا فائدة عظيمة في حالة النزيف حيث يتم إيقاف النزيف ومنع تكراره. ويمكن من خلال المنظار أيضا أخذ عينة من المعدة والاثني عشر لدراسة النسيج histologic assessment لمعرفة إذا كانت البكتيريا المسببة للقرحة H. pylori موجودة أما لا.
وهذه البكتيريا تعتبر من أشهر أنواع البكتيريا التي تصيب الإنسان وعلى الرغم من أن الآلية التي تقوم بها هذه البكتيريا في الإصابة بقرحة المعدة غير معروفة تماما إلا أن مسؤوليتها مؤكدة عن الإصابة ويمكن زراعتها في المعمل من بقايا البراز والقيء للطفل المصاب.
> العلاج يهدف علاج القرحة بشكل أساسي إلى معالجة الأعراض ومحاولة محاربة السبب في حدوث الإصابة:
- يتم علاج البكتريا المسببة من خلال المضاد الحيوي ويجب أن يستمر الطفل في تناول العلاج لمدة 14 يوما وفي الأغلب يتم عمل مزرعة لمعرفة نوع المضاد الحيوي ولكن المضادات واسعة المجال مثل الأموكسسيليين هي الأكثر استخداما وتعطي نتائج جيدة وتحسن الحالة.
- يمكن في الأطفال الذين لا يوجد سبب واضح لإصابتهم بالقرحة ولا يعانون من البكتريا تناول الأدوية المضادة للحموضة فقط.
- في الأطفال الأكبر عمرا يتم استخدام أدوية من شأنها أن تقلل من إفراز السائل الحمضي في المعدة من خلال تثبيط الخلايا المبطنة للمعدة والتي تقوم بإفرازه H2 blockers مثل السيماتيدين والرانتيدين (الزنتاك) بجرعة تتراوح من 4 إلى 10 ملغم لكل كلغم من وزن الطفل يوميا مقسمة على جرعتين ويمكن تناولها على شكل أقراص للأطفال الأكبر عمرا أو شراب في الأطفال الأصغر.
- توجد نوعية أخرى من الأدوية تقلل من إفراز السائل الحمضي عن طريق تثبيط الإنزيم المسؤول عن إفرازه وهذه الأدوية تعطي نتائج إيجابية جدا مثل الأومبيرازول (الكونترلوك) والجرعة حسب الوزن أقل من 20 كلغم يتم إعطاء 10 ملغم يوميا وإذا كان وزن الطفل أكثر من 20 كلغم يتم إعطاء 20 ملغم يوميا.
- يجب أن تتجنب الأم إعطاء أي أدوية مسكنة للطفل من دون استشارة الطبيب.

- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
TT

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)

هل يستطيع أطباء الأورام اتخاذ قرارات أفضل لعلاج السرطان باستخدام الأسماك؟ تهدف تجربة سريرية من المقرر أن تبدأ هذا الشهر في البرتغال إلى معرفة ذلك.

وتُعدّ الدراسة التي استمرت خمس سنوات بقيادة عالمة الأحياء التنموية، ريتا فيور، من مؤسسة «تشامباليمود»، أول تجربة عشوائية يتلقّى فيها المرضى أدوية تم اختبارها مسبقاً في أجنة سمك الزرد المزروعة بالخلايا السرطانية وأعطت «نتائج واعدة» على الأسماك.

ويقول عالم أحياء الخلايا الجذعية من كلية الطب بجامعة هارفارد، ليونارد زون، الذي لم يشارك في التجربة: «يبحث الجميع عن شيء أكثر تنبؤاً» بكيفية تأثير العلاج في أورام المرضى. وتم استخدام الفئران والذباب قبل ذلك لتجربة أدوية للسرطان، لكن «جميعها كانت له حدود». ويضيف زون: «إذا أظهرت الدراسة الجديدة أن الأسماك لها قيمة تنبؤية عالية، فسوف يهتم الناس بهذا الأمر».

سيتم اختبار أدوية مجربة في سمك الزرد على المرضى لأول مرة (أ.ف.ب)

والاختلافات في أورام المرضى بسبب سمات مثل الوراثة، والتمثيل الغذائي، يمكن أن تجعل اختيار العلاج المناسب أمراً محيّراً لأطباء الأورام. ونظراً إلى إمكانية توفر الكثير من الخيارات المتماثلة تقريباً، فقد يضطر المرضى إلى تحمّل علاج ضار تلو الآخر حتى يستقروا على العلاج الذي يساعدهم. ويمكن للتحليل الجيني في بعض الأحيان أن يغربل الاختيارات، ولكن حتى عندما يحمل سرطان المريض طفرات تشير إلى علاج معين، فليس هناك ما يضمن أنه سيستجيب إليه، وفق ما ذكرته مجلة «ساينس» العلمية.

وبحثاً عن بديل أفضل، كان مختبر العالمة فيور يدرس سمك الزرد منذ ما يقرب من عقد من الزمن. وعزل الباحثون الخلايا السرطانية من المريض، ثم زرعوها في أجنة سمكة الزرد الشفافة التي تنمو بشكل طبيعي خارج الأم. وأضاف العلماء أدوية السرطان إلى مياه الأسماك، كما قدموا جرعات من الإشعاع، وراقبوا الخلايا السرطانية لقياس أي العلاجات «من المحتمل أن تكون فاعلة». وعلى القدر نفسه من الأهمية، ومن خلال الكشف عن الخيارات التي لم تنجح، تُنقذ التجربةُ على الأسماك المرضى من علاجات «قد تكون سامة وغير مجدية».

وفي تقرير صدر عام 2024، قال علماء إن الأسماك استطاعت التنبؤ بصورة صحيحة بالعلاج المناسب لـ50 مريضاً بالسرطان من وسط مجموعة تضم 55 مريضاً. ومن المميزات التي تشجع استخدام سمك الزرد هو أن هذه التجربة تقدّم نتائج سريعة بخصوص العلاج خلال 10 أيام فقط.

وفي التجربة السريرية، ستختبر فيور وفريقها دقة نتائج سمك الزرد على المرضى من خلال غربلة الخلايا السرطانية من السائل الذي يتراكم في بطن الأشخاص المصابين بسرطان الثدي أو المبيض، الذي عادة ما يتم تصريفه بوصفه جزءاً من العلاج.

وتقول فيور: «نحن لا نقوم بإجراءات إضافية على المرضى»، لكن سيتم زرع الخلايا السرطانية في أجنة الأسماك، وبدلاً من اختبار الأدوية التجريبية، كما تفعل الكثير من التجارب السريرية الأخرى، فستحدد الدراسة على الأسماك أي مجموعة من العلاجات المعتمدة تعمل بشكل أفضل، وسيحصل نصف المرضى على الأدوية التي تقترحها نتائج سمك الزرد، وسيتلقّى النصف الآخر العلاج الذي يختاره أطباؤهم، ثم سيجري تقييم النتائج.