سادت أمس أجواء من الفوضى في التصريحات، إذ صرح مسؤولون روس بضرورة زيادة إنتاج تحالف منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين من خارجها، والمعروف باسم تحالف «أوبك+».. في الوقت الذي حمل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب منظمة أوبك مسؤولية زيادة أسعار النفط.
وفي الوقت ذاته، أعلنت إيران عن رفضها أن تزيد أوبك إنتاجها في الاجتماع القادم ورافضة في الوقت ذاته تدخلات الرئيس الأميركي في سياسة المنظمة، التي تراها منظمة سيادية مستقلة.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر أن السعودية تحاول إرضاء الجميع، المؤيدين لزيادة الإنتاج والمعارضين له، من خلال تقديم عدة سيناريوهات لزيادة الإنتاج من شأنها أن توفر العديد من الحلول، ولكنها في الوقت ذاته تراعي عدم التأثير على أسعار النفط بشكل كبير.
وذكرت بلومبيرغ أن السعودية تجهز حالياً عدة مقترحات أو سيناريوهات من المحتمل أن تعرضها على الوزراء في اجتماعهم القادم يومي 22 و23 يونيو (حزيران) الجاري. ومن بين هذه المقترحات رفع الإنتاج فورياً بنحو 500 ألف برميل يومياً، أو رفع الإنتاج اليومي بنحو 500 ألف برميل حالياً ومراجعة ذلك خلال الأشهر القادمة، مع إمكانية رفع 500 ألف برميل أخرى.
وقالت بلومبيرغ إن السعودية نفسها لا مانع لديها من زيادة الإنتاج للتحالف بنحو 500 إلى 700 ألف برميل يومياً، على أن يتم ذلك بصورة تدريجية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين أمس الأربعاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حين يزور روسيا لحضور حفل افتتاح بطولة كأس العام لكرة القدم.
وقال بيسكوف إن بوتين وولي العهد السعودي سيناقشان اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي الذي تقوده السعودية وروسيا؛ لكنهما لن يبحثا الخروج من الاتفاق. وأضاف بيسكوف أن الأمير محمد بن سلمان من بين زعماء بلدان كثيرة سيزورون روسيا لحضور حفل افتتاح بطولة كأس العالم.
من جهة أخرى، واصل الرئيس الأميركي انتقاداته الموجهة لأوبك، حيث قال إن أسعار النفط مرتفعة جدا، وألقى باللوم على أوبك مُجددا، مواصلا هجومه عليها على الرغم من انخفاض الأسعار أمس الأربعاء وسط توقعات بأن تخفف المنظمة بعض قيود الإنتاج في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتُنذر زيادة أسعار البنزين في الولايات المتحدة بمزيد من الرياح المعاكسة للاقتصاد. وارتفعت أسعار البنزين المحلية صوب ثلاثة دولارات للغالون في ظل موسم ذروة السفر خلال الصيف في الولايات المتحدة. لكنه ما زال دون مستوى أربعة دولارات للغالون الذي بلغه في عام 2008 وخلال فترة الكساد بين عامي 2007 و2009.
وكتب ترمب على «تويتر» يوم الأربعاء: «أسعار النفط مرتفعة للغاية. أوبك تعيد الكرة مجددا.. هذا ليس بالجيد». وكانت آخر مرة تحدث فيها ترمب عن هذا الأمر في أبريل (نيسان) الماضي.
ورفضت إيران تغريدة ترمب بحسب ما ذكره محافظها في أوبك كاظمبور أرديبيلي لوكالة بلومبيرغ أمس، موضحاً أنه يتوقع أن ترفض أوبك مقترح زيادة الإنتاج في اجتماعها القادم، مضيفاً أن هناك دولا أخرى مثل فنزويلا وغيرها ضد هذا المقترح، خاصة أنها متضررة من العقوبات الأميركية عليها.
الضغوط الروسية: ونقلت وكالة بلومبيرغ أمس عن مصدر روسي أن بلاده تريد أن يعود تحالف «أوبك+» إلى مستويات إنتاج شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2016، وهي مستويات ما قبل الاتفاق، والتي تعني فعلياً نهاية الاتفاق حتى؛ وإن بقى الاتفاق بصورة شكلية.
وقالت بلومبيرغ نقلاً عن المصدر الروسي إن إنتاج التحالف يجب أن يزيد بنحو 1.8 مليون برميل يومياً، فيما نقلت الوكالة عن مصدر آخر أن روسيا تريد زيادة لا تقل عن مليون برميل يومياً.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر حكومي روسي قوله إن روسيا ستقترح على جميع المشاركين في اتفاق عالمي لإنتاج النفط أن يزيد كل بلد مُصدر إنتاجه بما يتناسب مع حصته.
ونقلت إنترفاكس عن المصدر قوله: «روسيا ستقترح على جميع المشاركين أن يزيدوا إنتاجهم على نحو متناسب، وهو الأمر الذي يشملهم جميعا، إلى الحد الكافي لتفادي وصول السوق إلى وضع محموم».
وقال المصدر إن روسيا ستقدم المقترح في اجتماع تعقده لجنة مراقبة اتفاق أوبك مع المنتجين المستقلين في فيينا يوم 23 يونيو، وفقا للوكالة. وأبلغ مصدران بقطاع النفط رويترز أمس الأربعاء أن إنتاج روسيا النفطي بلغ 11.1 مليون برميل يوميا في الفترة من الأول إلى الثاني عشر من يونيو الجاري، متجاوزا الحصة المحددة في اتفاق التخفيضات الإنتاجية بين أوبك ومنتجين غير أعضاء بالمنظمة.
وأشار المصدران إلى أن ضخ كميات أكبر من المستوى المستهدف لروسيا في الاتفاق والبالغ 10.947 مليون برميل يوميا، هو طريقة لإظهار رغبة موسكو في زيادة إنتاجها قبل الاجتماع المقبل لأوبك في فيينا في الشهر الجاري.
يوم ملبد بالفوضى في أسواق النفط... والسعودية تبحث سيناريوهات لراحة الجميع
أميركا وروسيا تضغطان على أوبك لزيادة الإنتاج... وإيران ترفض تدخلات ترمب
يوم ملبد بالفوضى في أسواق النفط... والسعودية تبحث سيناريوهات لراحة الجميع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة