هبة القواس تحمل مفاجآت في أول حفل «أوبرا» بالرياض وتخطط لعمل خاص بالسعودية

أكدت أن انفتاح السعودية مؤخراً على الثقافات الموسيقية والغنائية سيشع نوراً ينعكس على العالم العربي

هبة القواس في إحدى حفلاتها («الشرق الأوسط»)
هبة القواس في إحدى حفلاتها («الشرق الأوسط»)
TT

هبة القواس تحمل مفاجآت في أول حفل «أوبرا» بالرياض وتخطط لعمل خاص بالسعودية

هبة القواس في إحدى حفلاتها («الشرق الأوسط»)
هبة القواس في إحدى حفلاتها («الشرق الأوسط»)

تبدي الدكتورة هبة القواس حماسها لأول حفل أوبرا تقدمه في الرياض يوم 17 يونيو (حزيران) الجاري، إذ تعد بمفاجآت للجمهور السعودي، وتؤكد أن انفتاح المملكة على الثقافات الكبيرة الموسيقية والمسرحية والغنائية سيشع نوراً ينعكس حتماً على العالم العربي.
وقالت القواس لـ«الشرق الأوسط»: «شرف لي أن أمنح ثقة تقديم أول حفل أوبرالي في السعودية ـ تنظمها الهيئة العامة للثقافة ـ ورغم كبر المسؤولية فإني والفرقة الموسيقية القادمة معي نعمل ليلاً ونهاراً، وكلنا ثقة بأننا سنبهر الحضور وسيمضون وقتاً ممتعاً».
وتراهن على أن الحفل سيلقى صدى واسعا عند المتلقي بالنظر إلى الموروث الثقافي الغني للسعودية ووجود النخب السعودية المثقفة. وتابعت: «من خلال السنوات الماضية وبحكم معرفتي بالسعودية وبالشعب السعودي، رأيت أن هناك فئة كبيرة مثقفة ثقافة عالية جدا، وإذا قلنا إنهم لا يشكلوا أكثرية في السعودية ولكن هذه الفئة التي لديها الثقافة العالية هي ليست أكثرية في كل العالم، ونصيب السعودية هو نصيب العالم نفسه لا يقل عنه، ومن المتعارف عليه أن النخب هي من تحرك المجتمعات ويقع على عاتقها تطور المجتمع سواء في العالم العربي أو أوروبا. الفرق بين الدول العربية والأوروبية هو أن أوروبا لديها تقليد طويل في الموسيقى والأوبرا والمسرح والسينما والمتاحف والعديد من المجالات الثقافية، أما الدول العربية فاهتمامها وانفتاحها على هذه الثقافات المتنوعة حديث عهد، وأرى أن انفتاح السعودية مؤخرا على الثقافات الكبيرة الموسيقية والمسرحية والغنائية سيشع نورا سينعكس حتما على العالم العربي».

أحمل الحرف العربي على جناح الأوبرا
ترى القواس أن أداء الأوبرا باللغة العربية صعب لكنه رائع، وتضيف: «الحرف العربي جميل جدا ولكنه ثقيل، ومخارج بعض الحروف من الحنجرة صعب جدا، ومن خلال عملي الطويل وأبحاثي وجدت أن العرب في الأندلس وفي عهد الدولة العباسية بحثوا في هذا الموضوع وتوصلوا إلى تقنية حمل الحرف على مساحات صوتية واسعة، هي التقنيات نفسها التي عمل عليها زرياب. والآن أعمل على تقنية البالكانتو الإيطالي مع تقنيات التجويد القرآني للحرف العربي، إضافة إلى التقنية الأندلسية في حمل الحرف مع الصوت، ومنذ التسعينات أبحث وأعمل على التقنيات حتى تمكنت من الوصول إلى كيفية حمل الحرف العربي على مساحات صوتية واسعة من دون أن يسر الحرف الصوت أو يغير الصوت مخارج الحرف، ورغم صعوبة العمل فإنه ممتع، وحلمي كان أن أحمل الحرف العربي على جناح الأوبرا كي أتخطى حدود اللغة وأكسرها، وأوصل هذا الحرف إلى العالم من دون حواجز».

موجات غربية لتشويه العربية
وعزفت للقواس أهم الأوركسترا في العالم إذ إنها تجيد الغناء الأوبرالي باللغة الإيطالية والإنجليزية والألمانية، لكنها كانت تصر دائماً على الغناء باللغة العربية على أهم مسارح الأوبرا، وفي ذلك تقول: «الناس كانوا يتخوفون من اللغة العربية في الفترات السابقة كونهم يرونها مرتبطة بالإرهاب، إلا أنني كنت أصر على الغناء بها لأني حملت على عاتقي تغيير هذه الفكرة الخاطئة عن لغتنا وتعريفهم بأنها لغة الفكر والعقل والإبداع والعلم وليست لغة الإرهاب، واستمررت في طريقي رغم كل العوائق والموجات الإعلامية الغربية المضادة والمعززة لتشويه الصورة العربية، إلى أن أوصلت اللغة العربية إلى أهم مسارح الأوبرا في العالم».

تحضيرات مكثفة
رغم أن التحضير لهذا النوع من الحفلات يتم قبل أشهر، فإن التجربة مع حفل الرياض كانت مختلفة، إذ إن طلب إقامة الحفل جاء في بداية رمضان، لكن القواس آثرت أن تخوض هذه التجربة. وقالت: «حماسي الشديد ورغبتي في الوقوف على مسرح الأميرة نورة في الرياض، إضافة إلى كوني أول مغنية ستقف على هذا المسرح، جعل التحضيرات على قدم وساق وتستمر إلى 10 ساعات في اليوم، وهو ما لا يحدث في العادة، خصوصاً في فترة رمضان، كون فترة الصيام طويلة في المدينة التي نقوم بالتحضيرات فيها،. فريق الأوركسترا قادم من 10 دول بينها لبنان، وإيطاليا، وألمانيا والنمسا، وجميعنا سعداء ونعمل بكل حماس لنقدم عملا يليق بمستوى السعودية الثقافي».
وتطرقت إلى أن الأوركسترا تضم 80 عازفاً إضافة إلى عازفي آلات شرقية من جنسيات مختلفة قادمين من عشر دول، موضحة أنها ستقدم أعمالاً من تأليفها وتوزيعها، إضافة للأعمال العربية التي يعرفها الجمهور عنها، مع إعادة أعمال قديمة من الموروث العربي، بعضها من الموشح القديم أعادت أوركسترا كبيرة توزيعه وسيقدم كمفاجأة.

دعم الأوبرا العربية
تؤكد قواس على أهمية دعم الأوبرا العربية لتصبح عالمية: «دعم الأوبرا العربية يحتاج إلى تكافل المبدع والمؤلف والتقني مع دولة داعمة تؤمن برؤية معينة وتحقق أهداف رؤيتها من خلال المتخصصين، الأوبرا العربية سوف نصل إليها بالعلم والتدريب، فالمرحلة الحالية هي مرحلة التعليم والتوسع والتقنيات ونقل الخبرة العربية لأصوات عالمية، والمرحلة الثانية هي عمل الأوبرا العربية الكبيرة التي نلف بها مسارح العالم برعاية من دولة حاضنة كبيرة ترعى هذا العمل وتفرضه على الدول الكبرى مثل ما فرضت الدول الأوروبية كل ما نفذوه على المستوى الإبداعي، وهكذا نتساوى».
هبة القواس أكدت أنها تحضّر لعمل كبير مشترك خاص بالسعودية لكنها لم تفصح عنه، مشيرة إلى أنها ستطلق ألبوماً جديداً قريباً، وتحضّ لعمل جديد في أميركا، إضافة إلى جولة غنائية في العديد من الدول.
حصلت القواس على درجة الماجستير بامتياز عالٍ في الغناء الأوبرالي من المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، كما حصلت على درجة الماجستير بامتياز عالٍ أيضا في التأليف الموسيقي من المعهد نفسه، وأكملت الدراسات العليا في علم الموسيقى، ودراسات كاملة لدبلوم في البيانو، وحصلت على منحة من أكاديمية كيدجيانا (سيينا - إيطاليا) لمتابعة الدراسات العليا في الغناء الأوبرالي مع التينور الشهير كارلو برغونزي، وفي التأليف الموسيقي مع المؤلف الموسيقي فرانكو دوناتوني، وتقوم حاليا بتحضير دكتوراه في التأليف في أكاديمية كراكوف الموسيقية.
وعملت هبة القواس أستاذة في التأليف الموسيقي والغناء الأوبرالي بالمعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى منذ 1995، وأستاذة في الجامعة اللبنانية، وهي أحد الأعضاء في عدة مجالس ولجان منها مجلس إدارة المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، ولجنة الأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية، والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية، وأيضا لجنة الثقافة.
وقادتها تجربتها إلى الأغنية الأوبرالية العربية، وسجَلت 21 عملاً من تأليفها مع أوركسترا دنيبروبتروفسك السيمفونية وكورال دار أوبرا دنيبروبتروفسك بقيادة فياتشسلاف بلينوف، وأربعة أعمال مع أوركسترا أكاديمية كراكوف السيمفونية بقيادة فويتشك تشابيل، و13 عملاً سيمفونياً مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية الأوكرانية بقيادة فلاديمير سيرينكو، إضافة إلى عمل غنائي سيمفوني من شعر محمد بن راشد آل مكتوم مع أوركسترا لندن سنفونيا بقيادة براد كوهن.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».