جيل جديد من الإنسولين القاعدي لمرضى السكري

عقاقير توفر مفعولاً طويلاً على مدار اليوم

جيل جديد من الإنسولين القاعدي لمرضى السكري
TT

جيل جديد من الإنسولين القاعدي لمرضى السكري

جيل جديد من الإنسولين القاعدي لمرضى السكري

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 760 ألف حالة تنويم طارئة بالمستشفيات في كل عام بسبب مضاعفات مرض السكري. ووفقا للاتحاد الدولي للسكّري (IDF)، فإن نسبة انتشار مرض السكّري بالمملكة العربية السعودية تجاوزت 20 في المائة لدى الأفراد البالغين، مما يضع المملكة في المرتبة الأعلى ضمن دول الشرق الأوسط، والسادسة على مستوى العالم. ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة معدلات السمنة، وأنماط الحياة المستقرة، وتقدم السن، وهو السبب في حدوث الأمراض والوفيات بشكل كبير.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن نقص السكّر بالدم (hypoglycemia) عادة ما يرتبط بتكلفة عالية على المريض، ونظام الرعاية الصحية، والمجتمع بشكل عام، فهناك تكلفة مباشرة كتكاليف المستشفى والطبيب المعالج والطوارئ، بينما تتضمن التكلفة غير المباشرة الغياب عن العمل، وانخفاض القدرة على العمل، وغيرها من الحوادث ذات الصلة. ولكل ذلك تأثير مباشر على خفض نوعية الحياة، وخفض أو حتى فقدان القدرة على العمل، مما يشكل عبئاً إضافياً على المجتمع.
ومن الملاحظ أن التحكم بمستويات السكّر في الدم لدى مرضى السكّري لا تزال دون المستوى المثالي، فهناك مريض واحد من بين كل مريضين يتلقيان علاجاً لمرض السكّري لا يحقق أهداف مؤشر الجهد السكّري لديه. ولتلبية هذه الحاجة لدى مرضى السكّري، أطلقت «سانوفي» السعودية الجيل الجديد من الإنسولين القاعدي لعلاج السكري.
- مزايا الإنسولين القاعدي
يمثل عقار «توجيو toujeo» الجيل الجديد من الإنسولين القاعدي (basal insulin) الذي يساهم في توفير جزيئات إنسولين ذات مفعول طويل المدى، كما أنه يتميز بالمرونة طوال النهار والليل لأكثر من 25 ساعة.
وأوضح البروفسور روبرت ريتزل، Robert Ritzel، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري، في مستشفى «كلينيكوم شفابنغ» (Klinikum Schwabing)، في ألمانيا، الذي شارك في ندوة أقيمت حديثا في مدينة جدة حول مزايا العلاج الجديد، أن من المؤكد لنا أن غالبية مرضى السكّري من النوع الثاني والنوع الأول في مختلف مناطق العالم لم يصلوا بعد إلى تحقيق أهدافهم من العلاج المتاح، مما يشير إلى الحاجة لتوفير علاجات جديدة تساعد في الوصول إلى الهدف المرتبط بسكّر الدم، وتوفر عنصر المرونة في إمكانية استخدامها بحرية. لهذا فإن العلاج الجديد يرتبط بمخاطر أقل فيما يتعلق بنقص السكّر بالدم، حيث إن هناك عملية تحفيز للإنسولين نفسه.
إن خطورة نقص السكّر في الدم قليلة نسبياً مقارنة بأنواع الإنسولين الأخرى المتاحة، وهذا يعني أننا نملك اليوم وضعية يتم من خلالها تعديل سلوك المريض فيما يختص بتركيز السكّر بالدم خلال اليوم. ولهذا فعلى المرضى أن يعلموا أن هذا الإنسولين له مخاطر أقل مع نقص السكّر في الدم. ونحن نستطيع القول بأننا قد توصلنا إلى نتائج أفضل ومخاطر أقل بالنسبة لمضاعفات السكّري.
- عقار جديد
> دواعي الاستعمال: يقول الدكتور سعود السفري، استشاري الغدد الصماء والسكري، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمستشفيات القوات المسلحة بالهدا والطائف، عضو الجمعية السعودية للسكري، إن الجيل الجديد من الإنسولين القاعدي «توجيو» الذي تم الاعتراف به من قبل هيئة الغذاء والدواء السعودية (SFDA) حديثا، بعد أن أثبتت الدراسات فعاليته، يعتبر خيارا مفضلا لمن يعانون من النوع الأول أو النوع الثاني من السكري.
وفي النوع الأول، لا بد من استخدامه مع الأنواع الأخرى من الإنسولين التي تقوم بتغطية الوجبات، ويكون الإنسولين الأساسي الذي يغطي 24 ساعة. وفي النوع الثاني، يستخدم مع فاقدي السيطرة على مستوى السكر وهم تحت العلاج بالحبوب الخافضة للسكر، ومع المرضى الجدد المشخصين بالسكري، الذين يكون لديهم معدل السكر التراكمي عاليا جدا، وأيضا يفضل استخدام إنسولين «توجيو» مع المرضى الذين يعانون من انخفاضات متكررة في سكر الدم، وكذلك مع من يخافون من زيادة الوزن عند استخدام الإنسولين. ويعتبر هذا النوع الجديد من الإنسولين القاعدي آمناً، وفقاً للدراسات التي تمت على المرضى من النوع الثاني الذين هم أكبر من 65 سنة، ويعانون من تكرار انخفاض معدلات السكر لديهم.
> طريقة الاستخدام: يقول الدكتور سعود السفري، إن عملية تعليم وتثقيف مريض السكري الذي سوف يستخدم الدواء الجديد «توجيو» هي أبسط وأسهل من استخدامه للإنسولين الآخر المتعدد أثناء اليوم. وكما ذكرنا فإن إنسولين «توجيو» سيكون مفيدا جدا مع المرضى الذين يعانون من داء السكري، سواء النوع الأول والنوع الثاني، ولكي تتم الفائدة المطلوبة من هذا الدواء يتم تدريب المرضى على الاستخدام الصحيح والأمثل للدواء، فهو يؤخذ مرة واحدة في اليوم. وعلى المريض تعلم طريقة قياس السكر، حيث يحتاج المريض أن يقيس مستوى السكر وهو صائم مرة واحدة في اليوم.
ومن جانب آخر، فإنه يتم أيضا تثقيف وتعليم الفريق الطبي المعالج، ومنهم المثقِّفون الصحيون على الطريقة المناسبة لشرح المزايا المتوفرة في دواء «توجيو» مقارنة بأنواع الإنسولين الأخرى.
ونؤكد على ضرورة المتابعة مع الأطباء المختصين للسيطرة الجيدة على المرض، ومنع حدوث مضاعفاته، وإن السيطرة على مستوى السكر تكون قادرة على منع المضاعفات، سواء اعتلال الشبكية أو الأعصاب أو الكلى، وكذلك الوقاية من المضاعفات المميتة كالجلطات الدماغية والجلطات القلبية.
- عدم التحكم في سكر الدم
أوضح الدكتور سعود السفري، أن عدم قدرة كثيرين من المرضى على التحكم الجيد في سكر الدم عند المعدل الطبيعي للسكر التراكمي، هي مشكلة شائعة، ولها أسباب متعددة، منها:
> طبيعة المرض نفسه، كونه مرضا مزمنا يتم فيه فقد مزيد من خلايا «بيتا» بغدة البنكرياس المفرزة للإنسولين، أثناء تقدم المرض مع الوقت.
> وجود أكثر من آلية أو سبب لحدوث النوع الثاني من السكري.
> صعوبة تركيب مجموعة الأدوية الخافضة للسكر عند المرضى.
> الآثار الجانبية لاستخدام الأدوية الخافضة للسكر، التي تعتبر من الأسباب المهمة هذه الأيام، وهي تتمثل في انخفاض السكر وزيادة الوزن... إلخ.
> وأخيرا، صعوبة التعامل مع مرض السكري، بحيث إنه يتطلب من مريض السكري أن يتعلم جيدا أساسيات ثقافة المرض، وطريقة متابعته في المنزل، وتدارك حالات انخفاض السكر، وعدم وجود فريق طبي متكامل يقدم للمريض الخدمات المطلوبة من كل النواحي الطبية والنفسية والصحية والاجتماعية.
وعليه، فإن مقدمي الخدمات الصحية يواجهون دائما مشكلات وصعوبات في تنويم مرضى السكري الذين يعانون من عدم التحكم الجيد في السكر، ويتعرضون لارتفاعات حادة في سكر الدم، ينتج عنها ما يسمى بغيبوبة الأحماض الكيتونية، أو يضطر إلى تنويمه لدخوله في الغيبوبة، نتيجة ارتفاع أملاح الدم، وخاصة في كبار السن، ويبقى المريض منوما بالمستشفى في المتوسط من ثلاثة إلى سبعة أيام، حسب السبب الذي أدى إلى ارتفاع السكر. خلال هذه المدة يتم إعادة رسم الخطة العلاجية للمريض.
ويؤكد الدكتور سعود السفري على أهمية دور الأطباء المعالجين، ومنهم أيضا أطباء الرعاية الصحية الأولية، فهم خط الدفاع الأول في العناية والرعاية بالمرضى، لمحاولة تجنب مضاعفات مرض السكري بقدر الإمكان، وذلك بالسيطرة على مستوى السكر في الدم، واختيار أفضل الأدوية وأكثرها أمانا من بين الخيارات المتاحة للعلاج حاليا، ومنها الإنسولين القاعدي الجديد.

- الإنسولين والبدانة
أما عن تخوف البعض ممن يستخدمون الإنسولين من البدانة؛ وخصوصاً النساء، فيؤكد البروفسور روبرت ريتزل، أن معظم الدراسات التي أجريت في كثير من مناطق العالم، مثل أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وآسيا، تؤكد أن تغير الوزن الذي تمت ملاحظته مع كثير من أنواع الإنسولين الأخرى هو أقل مع «توجيو» مقارنة بغيره، وأن لـ«توجيو» تأثيراً يفيد في إحداث تحكم جيد في مستوى السكّر بالدم.
ويعود ذلك إلى أن «توجيو» يرتبط بخطورة أقل مع نقص السكّر بالدم، فعندما يتكرر نقص السكّر بالدم يصبح المريض ميالاً لتناول الأطعمة المحتوية على كربوهيدرات، ومن المهم عند الخروج من المنزل أن يحمل المريض معه مواد غذائية محتوية على كربوهيدرات إلى جانب بعض الحلوى، وذلك خوفاً من حدوث نقص السكّر بالدم. وتختفي أو تقل هذه المشكلة مع «توجيو»، مما يعني أن يتمتع المريض بتأثير قوي على سلوكه، وعلى مكونات الغذاء الذي يتناوله.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: التوتر النفسي يزيد من حساسية الجلد

التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة  (أرشيفية)
التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة (أرشيفية)
TT

دراسة: التوتر النفسي يزيد من حساسية الجلد

التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة  (أرشيفية)
التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة (أرشيفية)

اكتشف باحثون أدلة جديدة تساعد في فهم كيف يمكن للتوتر والضغط النفسي أن يزيدا من حساسية الجلد. ووجد الباحثون في دراسة منشورة بدورية (جورنال أوف أليرجي آند كلينيكال إيميونولوجي) أن التوتر يعمل على تعطيل الوظائف المناعية والتدخل في استجابة الجسم للالتهاب.

الدراسة التي أجريت على الفئران أظهرت أن التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة التي تسمى الخلايا البلعمية المضادة للالتهابات على إزالة الخلايا الميتة في موقع الحساسية. وقال الباحثون إن تراكم الخلايا الميتة في الأنسجة يزيد من تسلل الخلايا المناعية المسماة الخلايا الحمضية، مما يرفع مستوى الاستجابة التحسسية، ومن ثم يؤدي إلى زيادة الشعور بالحساسية.

ذاكرة الضغط النفسي

وقال الدكتور سويشيرو يوشيكاوا، كبير الباحثين في الدراسة والاستاذ بكلية الطب بجامعة جونتيندو في اليابان، في بيان «هذه أول دراسة في العالم تثبت أن التوتر... يعطل وظيفة الخلايا البلعمية، والتي تساعد عادة في كبح ردود الفعل التحسسية، وبالتالي زيادة الاستجابة التحسسية». كما وجد الباحثون أن تأثير الضغط النفسي على الخلايا المناعية يبدو طويل الأمد ويمكن أن يؤثر على الخلايا البلعمية التي ينتجها الجهاز المناعي في وقت لاحق.

وقال يوشيكاوا «هذه الظاهرة، التي يشار إليها باسم 'ذاكرة الضغط النفسي'، تعني أن الضغط والتوتر الشديدين يتركان بصمة باقية على الخلايا المناعية، مما يؤثر على وظيفتها ويساهم في تطور المرض». وأشار الباحثون إلى أن تجنب الضغط النفسي تماما سيكون الحل الأمثل لمنع خلل وظائف الخلايا المناعية. ونظرا لأن هذا ليس ممكنا دائما، فإن فهم الآليات الجزيئية وراء «ذاكرة الضغط النفسي» قد يمهد الطريق لسبل علاج لحساسية الجلد.