كل ما يمكن أن يخطر على بالك من أفكار مبتكرة لاستحداث مساحات خضراء على الشرفات وفي الحدائق، يضعها بمتناول يديك «معرض الحدائق ومهرجان الربيع». فهذا الحدث الذي تستضيفه بيروت في نسخته الـ15 تحت عنوان «أصوات في الحديقة» في ميدان سباق الخيل، يعد أحد أبرز النشاطات الثقافية الزراعية التي تقدم لزوارها مروحة كبيرة من الخيارات الخاصة في آلية تنسيق الزهور والنباتات، وكل ما يتعلق بأثاث الباحات الخارجية والإكسسوارات ومختلف أنواع التجهيزات والمعدات الخاصة بالحدائق والبستنة. ومن الموضوعات التي يلقي الضوء عليها أيضاً، فرصة اكتشاف الكثير من المنشآت الفنية والتصاميم المميزة والتعرف بالتالي على أنشطة تدعم السياحة الداخلية. ويقوم بهذه المهمة 220 جهة عارضة، بينهم 60 جمعية منظمة لجولات ترتبط بالسياحة البيئية.
افتُتح الحدث برعاية وحضور اللبنانية الأولى ناديا عون، ومحافظ مدينة بيروت زياد شبيب، وبالتعاون مع بلدية بيروت.
أما جديد المعرض في نسخته للسنة الحالية، الذي تنظمه شركة «هوسبيتاليتي سرفيسيز»، كعادتها في كل عام، فهي اعتماده مبادرة صديقة للبيئة بحيث سيكون حدثاً خالياً من النفايات (zero waste)، فتتم إعادة تدوير النفايات الناتجة منه بالتعاون مع جمعية «الأرز البيئي». كما يعود ريع نسبة 10 في المائة من عائدات رسم الدخول إلى جمعيات ومؤسسات خيرية كـ«مركز سرطان الأطفال» و«كاريتاس» و«مطاعم الحب». واحتفالاً بأهمية الصعتر الذي يدخل في صميم هوية المطبخ اللبناني، توزع مبادرة «إعادة تشجير لبنان»، 5000 نبتة منه على زوار المعرض لتشجيعهم على زراعته والاهتمام به بصفته واحداً من المكونات الأساسية للهوية الثقافية اللبنانية.
مساحات خاصة للأطفال وأخرى للمطاعم والمقاهي تطالعك في هذا الحدث الذي تجول فيه لساعات طويلة من دون ملل، وأنت تلقي نظرة على أنواع زهور جديدة وأخرى عالبال كالقرنفل الصيني والبلدي والمارغريت وشتلة «الجمال» التي هي كناية عن شجيرات ورقية ملونة. في حين سيتملكك الشعور بضرورة التغيير واستحداث مساحات خارجية جديدة في محيط منزلك وأنت تستكشف ديكورات، وقطع أثاث ذات هندسة حديثة تزين شرفات وحدائق منزلك، وتبعث الفرح والبهجة في أرجائهما.
«هذا الحدث يخولنا الالتقاء بأكبر عدد من اللبنانيين الذين يقصدونه من كل حدب وصوب ليرووا شغفهم وحبهم للزراعة والديكورات الخارجية»، تقول عليا مزنر، المشاركة في المعرض من خلال لوحات ترسمها على مسطحات من الزنك لتعود وتطبعها على الورق وتلونها يدوياً. أما أمير الذي اعتاد المشاركة سنوياً في هذا المعرض عارضاً أكثر من 400 نوع من الصابون الطرابلسي (المعروف في أسواق خان الصابون)، فيؤكد أنه متمسك بهذه الصناعة التي تشكل هوية طرابلسية بامتياز. وفي لقاء مع طلال الفاخوري الذي ورث مهنة صناعة أدوات الفخار أباً عن جد، فإنه يؤكد أن هذه الأدوات باتت نزعة رائجة بين اللبنانيين بعدما كانت على طريق الاندثار. ويضيف: «هي أدوات صحية مصنوعة من مواد أولية تتحمل الحرارة المرتفعة والباردة ويعتمدها حالياً عدد من أصحاب المطاعم في لبنان».
وفي إحدى زوايا المعرض تتعرف على صناعات لبنانية يستحدثها شباب جامعيون، بينها ما يواكب هواة الرياضة كمشروبات تساعد على التخلص من السموم محضرة من الفواكه، وأخرى من الزيوت التي تمحي آثار الجروح وتنقي البشرة. وفي ركن يشغله «مشروع تطوير نظام التعليم الزراعي الفني المهني في لبنان»، يمكنك الانتساب إلى دورة زراعية مجانية تتعرف فيها على أسس زراعة الشتول والأشجار والنباتات العطرية. في حين يلفتك ركن آخر يحمل عنوان «تعلم ركوب الخيل»، يتجمع حوله هواة هذه الرياضة من كبار وصغار يحاولون ركوب الخيل المتواجد هناك لهذا الهدف.
جولة في الهواء الطلق تستمتع خلالها بتنشق رائحة «غزل البنات» الزهري الذي ينسج أمامك مباشرة، وبعطر الزهور الذي يعبق به المكان، تلونه ضحكات الأطفال، وزحمة زوار يتدافعون للحصول على شتول الصعتر وأغراض يستفيدون منها في تزيين منازلهم، إضافة إلى سهرات خاصة بالشهر الكريم يتخللها عزف موسيقي حي، هي بمثابة لوحات يرسمها المعرض في قلب بيروت فيُرخي أجواء السلام على أهلها.
«معرض الحدائق ومهرجان الربيع» يعطّر أجواء بيروت
يوزع على زواره 5000 نبتة للتشجيع على الزراعة
«معرض الحدائق ومهرجان الربيع» يعطّر أجواء بيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة