قمصان ذكية تراقب جسمك

شركات شرعت في إنتاجها تجاريا

قميص ذكي من شركة «أو إم سغنال» مصمم بمجسات لمراقبة المؤشرات البيولوجية الحيوية للجسم
قميص ذكي من شركة «أو إم سغنال» مصمم بمجسات لمراقبة المؤشرات البيولوجية الحيوية للجسم
TT

قمصان ذكية تراقب جسمك

قميص ذكي من شركة «أو إم سغنال» مصمم بمجسات لمراقبة المؤشرات البيولوجية الحيوية للجسم
قميص ذكي من شركة «أو إم سغنال» مصمم بمجسات لمراقبة المؤشرات البيولوجية الحيوية للجسم

معدل ضربات قلبي على سبيل المثال 62 نبضة في الدقيقة، وتنفسي 17 عملية شهيق وزفير في الفترة نفسها. وعندما أحتسي كثيرا من أقداح القهوة، أو لدى اقتراب موعد مهم يقفز عدد دقات قلبي إلى 80، وتنفسي إلى 22.. لكن قميصي الداخلي متصل بجسدي وبالإنترنت أيضا، ومع وجود تطبيق خاص على هاتفي «آي فون»، فهو يستطيع تذكيري بأخذ نفس عميق، والاسترخاء، والهدوء.
هذا القميص من صنع «أو إم سغنال» في مونتريال بكندا، ومزود بمستشعرات ومجسات من شأنها أن تلتقط جميع البيانات الخاصة بي مثل التي سبق ذكرها، علاوة على عدد السعرات الحرارية التي أحرقتها، وحتى مدى شعوري بالتوتر والتأزم.
و«أو إم سغنال» هي جزء من فصيل جديد من الشركات الجديدة الناشئة التي تعنى بالتقنيات التي توضع، أو ترتدى على الجسم. وهنا نحن لا نتحدث عن «غوغل غلاس»، بل هذه منتجات من مواد خاصة بالقياسات البيولوجية، أو منسوجات ذكية. وطبعا شرعت هذه المنتجات بالنزول إلى السوق، ويقول محبوها إنها تمثل مستقبل أجهزة الكومبيوتر التي توضع على الجسم.
وكثير من الأشخاص يرتدون أربطة ترصد حالتهم الصحية، أما ما إذا كانت هذه المنتجات توفر كل ما وعدت به، فهو أمر يبقى في طي التساؤل، ولكن لماذا يتوجب وضع أربطة رسغ عندما يرتدي الشخص الملابس سلفا؟ قم بحياكة بعض المستشعرات في هذه الملابس، ليصبح لديك عدد أقل من الملحقات التي عليك الاهتمام بها.

* ملابس ذكية
«الملابس الذكية من الأمور السهلة، لأنها الوسط الوحيد الذي يوضع على الجسم طوال فترة الحياة، وخلال عقد من الآن ستكون كل قطعة من الملابس التي تشتريها مزودة بنوع خاص من المستشعرات التي تزودك بالمعلومات والبيانات البيولوجية»، وفقا لستيفان ماركو، المؤسس المشارك لـ«أو إم سغنال».
لكن يتوجب أولا تذليل كثير من العقبات والتحديات، ليس أقلها مسألة السعر، فسعر الواحد من قمصان «أو إم سغنال» يبدأ من 80 دولارا، لكنها بحاجة أيضا إلى وحدة خاصة تقوم بتزويد القميص بالطاقة، والتحدث إلى المستشعرات المركبة في داخلها، التي تكلف 120 دولارا. وهذه القمصان يمكن غسلها بالغسالات الكهربائية.
و«الخطوة التي يتوجب القيام بها، من النماذج الأولية إلى المنتجات التجارية التي يمكن شراؤها، هي خطوة واسعة ومهمة»، وفقا لجوناثان غاو، مدير قسم البحوث في «آي دي سي ريسيرتش»، الذي أشار إلى ضرورة تخفيض السعر، قبل تحولها إلى منتج في متناول غالبية المستهلكين. وذكر غاو أيضا أن «الملابس الذكية ستستخدم أولا لأغراض اللياقة الصحية والجسدية، والتطبيقات الطبية من قبل مجموعة مختارة من المستهلكين». لكنه حذر من أنها «ستكون بطيئة القبول من غالبية الأشخاص على صعيد الملابس التي ترتدى دوما على صعيد يومي، أو ما أشبه».
لكن، كما يقول ماركو، «يتوجب على المستهلكين الإشارة إلى المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها عن أنفسهم.. فالسيارات الأولى كانت عمياء تماما، قبل تزويدها بعداد للوقود، وبعد ذلك بعداد للسرعة، واليوم لا يمكن أن تتخيل سيارة من دون هذه الأدوات، وكذلك الملابس الذكية التي تشرع بالقيام بشيء من هذا النوع بالنسبة إلى الجسم البشري».
وتستخدم غالبية منتجات الملابس الذكية غزولا موصلة يمكنها بث الإشارات الكهربائية. والمستشعرات التي حيكت ونسجت داخل هذه المادة، إما أنها كانت صغيرة جدا بما لا يمكن رؤيتها، وإما أنها مرنة للغاية بما لا يمكن ملاحظته. وعلى الرغم من أن كثيرا من هذه الملابس تتطلب رزمة من البطاريات، فإن بعض الشركات تقوم بتجارب على تطبيقات تتناول هواتف ذكية يمكنها بث الطاقة والوصول إلى الإنترنت والشاشات الملحقة بالثياب.

* اختبارات ناجحة
«ومثل هذا النوع من المنسوجات لا يزال حتى اليوم قيد التجارب المخبرية، وما من شركة تمكنت من تطوير منتج منها يمكن تسويقه تجاريا على نطاق واسع»، استنادا إلى إليان فيوليت التي اشتركت في تأسيس «يبرغزمو» (الموقع التقني على الإنترنت)، والتي أضافت أن «هنالك الآن شركات تزعم أنها تفكر في وسيلة إنتاجية عملية لإنتاج مثل هذه الملابس على نطاق واسع»، وأشارت إلى أن «وضع المستشعرات في الملابس، بدلا من أرسغة اليد أمر أكثر منطقية وعقلانية، فالملابس بعد ارتدائها شيء يغطي كثيرا من مساحة الجسم».
ومثل هذه الأنواع من الأجهزة شرعت تبرز من المختبرات، فشركة «ستزن ساينسيس» التي مركزها ليون بفرنسا، تنتج قمصانا داخلية مزودة بمستشعرات دقيقة ترصد حرارة الجسم، ودقات القلب، وموقع الشخص. وكانت هذه الشركة قد فازت بجائزة أفضل منتج ابتكاري جديد في العام الحالي، خلال المعرض الدولي للإلكترونيات الاستهلاكية الذي أقيم في أميركا.
كذلك تصنع شركة «سينسلك» التي مقرها سان فرانسيسكو حمالة (مشد) صدر نسائية ذكية مع مستشعرات لمراقبة اللياقة الجسدية للتي ترتديها. كما قامت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتطورة (داربا) بتمويل عدد من المشاريع المجهزة لإنتاج بزات جنود بكومبيوترات مزروعة داخلها. وكان الباحثون في معهد «إم آي تي» قد طوروا رباطا للذراع باسم «واير آرم»، الذي هو عبارة عن منصة كومبيوترية مثل «آي أو إس»، أو «آندرويد»، لكن مصممة خصيصا للملابس الذكية.
ولا تنتهي الإمكانات هنا؛ إذ إن عددا من الجامعات ومختبرات الأبحاث، أجرت تجارب على التقنيات التي توضع على الثياب، من شأنها مساعدة فاقدي النظر على شق طريقهم داخل المدن، كالقفازات التي ترتج لدى حاجة الضرير للانعطاف إلى الشارع الآخر.

*خدمة «نيويورك تايمز»



ضغوط تدفع الاتحاد الأوروبي لتخفيف ضوابط الذكاء الاصطناعي والخصوصية

سيدة تمر بجوار لافتة كتب عليها «الذكاء الاصطناعي» في معرض حول الإنترنت بالصين (رويترز)
سيدة تمر بجوار لافتة كتب عليها «الذكاء الاصطناعي» في معرض حول الإنترنت بالصين (رويترز)
TT

ضغوط تدفع الاتحاد الأوروبي لتخفيف ضوابط الذكاء الاصطناعي والخصوصية

سيدة تمر بجوار لافتة كتب عليها «الذكاء الاصطناعي» في معرض حول الإنترنت بالصين (رويترز)
سيدة تمر بجوار لافتة كتب عليها «الذكاء الاصطناعي» في معرض حول الإنترنت بالصين (رويترز)

يبدأ الاتحاد الأوروبي، الأسبوع المقبل، إجراءات قد تفضي إلى إلغاء قواعده التاريخية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وحماية البيانات الشخصية تحت ضغوط شديدة من قطاع التكنولوجيا على جانبَي المحيط الأطلسي.

وفي إطار مساعي تقليص البيروقراطية المُرهقة في حين تواجه الشركات الأوروبية صعوبات أمام منافساتها الأميركية والصينية، دفعت هذه الخطوة إلى توجيه اتهامات لبروكسل بتغليب التنافسية على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم.

تنفي بروكسل أن يكون ضغط الإدارة الأميركية قد أثر في مساعيها «لتبسيط» القواعد الرقمية الأوروبية التي أثارت غضب الرئيس دونالد ترمب وشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.

وتقول المفوضية الأوروبية إنها أخذت في الاعتبار مشاغل شركات الاتحاد الأوروبي، وما تريده هو تسهيل وصولها إلى بيانات المستخدمين لتطوير الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة يهاجمها المنتقدون ويرون فيها تهديداً للخصوصية.

مع ذلك، قد يشعر كثير من الأوروبيين بالارتياح تجاه تغيير واحد تخطط له بروكسل، يتمثل في التخلص من لافتات ملفات تعريف الارتباط المزعجة التي تطلب من المستخدمين الموافقة على تتبع ما يتصفحونه على التطبيقات ومواقع الويب.

يقول مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، وبناء على ما ورد في مسودات اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، وقد تتغير قبل إعلان 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن المفوضية الأوروبية ستقترح تعليق تطبيق أجزاء من قانون الذكاء الاصطناعي لمدة عام، والمراجعة الشاملة لقواعد حماية البيانات الرئيسية التي يقول المدافعون عن الخصوصية إنها ستُسهّل على شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى «سرقة البيانات الشخصية للأوروبيين».

كرّس النظام العام لحماية البيانات (GDPR)، الذي يعد حجر زاوية في الاتحاد الأوروبي، خصوصية المستخدمين منذ عام 2018، وأثّر في المعايير المعتمدة بجميع أنحاء العالم.

ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يقترح تغييرات تقنية فقط لتبسيط القواعد، لكن نشطاء حقوق الإنسان ومشرعِي الاتحاد يرون الأمور من منظور مختلف.

تراجع كبير

تقترح المفوضية تضييق تعريف البيانات الشخصية، والسماح للشركات بمعالجة هذه البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي «لأغراض المصلحة المشروعة»، وفقاً للمسودة التي أدى تسريبها إلى سيل من ردود الفعل القوية.

كتبت 127 منظمة، من بينها منظمات المجتمع المدني ونقابات عمالية، في رسالة، يوم الخميس: «ما لم تُغيّر المفوضية الأوروبية مسارها، فسيكون هذا أكبر تراجع للحقوق الرقمية الأساسية في تاريخ الاتحاد الأوروبي».

وحذّر ماكس شريمز، الناشط في مجال الخصوصية الرقمية، من أن المقترحات «ستُشكّل تراجعاً هائلاً في خصوصية الأوروبيين» إذا بقيت على حالها.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه من المتوقع أن تقترح بروكسل أيضاً تأجيل تطبيق العديد من الأحكام المتعلقة بالذكاء الاصطناعي العالي المخاطر لمدة عام واحد. ومن بينها، على سبيل المثال، النماذج التي قد تُشكّل خطراً على السلامة أو الصحة أو الحقوق الأساسية للمواطنين. فبدلاً من أن تدخل حيز التنفيذ العام المقبل، ستُطبّق ابتداء من عام 2027.

تأتي هذه الخطوة بعد ضغوط شديدة مارستها الشركات الأوروبية وشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة. فقد دعت عشرات من كبرى الشركات الأوروبية، بينها «إيرباص» الفرنسية، و«لوفتهانزا» و«مرسيدس بنز» الألمانيتان، في يوليو (تموز) إلى التعليق المؤقت لقانون الذكاء الاصطناعي، معتبرة أنه يُهدد بخنق الابتكار.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل (إ.ب.أ)

معارك أخرى في المستقبل

تواجه رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، معركة حاسمة، إذ تتطلب التعديلات موافقة كلٍّ من برلمان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء.

وقد دقّ حلفاء معسكرها المحافظ الرئيسيون ناقوس الخطر. وأعلن الاشتراكيون معارضتهم لأي تأجيل في تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي، وحذّر الوسطيون من أنهم سيقفون بحزم ضد أي تغييرات تُقوّض الخصوصية.

ونشرت مجموعة «نويب»، وهي مجموعة ضغط أسسها شريمز، انتقاداً لاذعاً لخطط الاتحاد الأوروبي المتعلقة باللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) وما تنطوي عليه.

ورفض الاتحاد الأوروبي ما يُقال عن توجه بروكسل للتقليل من حماية الخصوصية. وقال توماس رينييه، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الرقمية: «أستطيع أن أؤكد بنسبة 100 في المائة أن الهدف... ليس خفض معايير الخصوصية العالية التي نفرضها لمصلحة مواطنينا».

ولكن هناك مخاوف من إجراء مزيد من التعديلات على القواعد الرقمية.

التبسيط لا إلغاء القيود

تُعدّ هذه المقترحات جزءاً مما يُسمى «حِزم التبسيط» التي وضعتها السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لإزالة الأعباء الإدارية التي تعوق عمل الشركات.

وترفض بروكسل أن تكون واقعة تحت تأثير ترمب، على الرغم من الضغوط المستمرة منذ الأسابيع الأولى لإدارته الجديدة، عندما انتقد نائب الرئيس، جي دي فانس، «التنظيم المفرط» للذكاء الاصطناعي.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، باولا بينهو، هذا الأسبوع، إن هذا «بدأ قبل ولاية رئيس الولايات المتحدة».

تزايدت الدعوات إلى تغيير قواعد الذكاء الاصطناعي والبيانات في أوروبا. ومن بين الأصوات المطالبة بذلك رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي الذي حذر في تقرير صدر في 2024 من أن قواعد البيانات قد تعوق الابتكار لدى الشركات الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي.


روبوتات ذكية تتعلم العمل مثل البشر... مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي يبدأ في اليابان

صحافي يلمس يد روبوتية على شكل إنسان من الجيل التالي من شركة «إكس بينغ» في مقرها الرئيسي في قوانغتشو (أ.ف.ب)
صحافي يلمس يد روبوتية على شكل إنسان من الجيل التالي من شركة «إكس بينغ» في مقرها الرئيسي في قوانغتشو (أ.ف.ب)
TT

روبوتات ذكية تتعلم العمل مثل البشر... مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي يبدأ في اليابان

صحافي يلمس يد روبوتية على شكل إنسان من الجيل التالي من شركة «إكس بينغ» في مقرها الرئيسي في قوانغتشو (أ.ف.ب)
صحافي يلمس يد روبوتية على شكل إنسان من الجيل التالي من شركة «إكس بينغ» في مقرها الرئيسي في قوانغتشو (أ.ف.ب)

تحاكي ذراعان شبيهتان بالأطراف البشرية طُوّرتا لأبحاث الذكاء الاصطناعي المادي، الحركات التي يؤديها شخص يضع خوذة رأس للواقع الافتراضي، في إطار تطوير روبوتات قادرة على أداء مهمات الإنسان.

صمّمت الذراعين شركة «إناكتيك» التي تتخذ من طوكيو مقراً، وهي تعمل على تطوير روبوتات مشابهة للبشر قادرة على غسل الأطباق والملابس في دور الرعاية اليابانية التي تعاني نقصاً في عدد الموظفين. وتؤكد الشركة أنه مع توفير التدريب الكافي يمكن لروبوتات مثل هذه أن تنجز المهمات اليومية بمفردها دون إشراف مباشر.

ويرجح أن تشكّل هذه الابتكارات مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يتسلل إلى العالم المادي على شكل روبوتات ذكية وسيارات ذاتية القيادة وآلات أخرى ذاتية التشغيل.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» الأميركية لصناعة الرقائق المتطورة، جانسن هوانغ، تطرق إلى هذه المسألة العام الماضي، بقوله إن «الموجة المقبلة من الذكاء الاصطناعي هي الذكاء الاصطناعي المادي». وأوضح أن هذا «ذكاء اصطناعي يفهم قوانين الفيزياء... قادر على العمل بيننا».

في هذا السياق، تستثمر الشركات مبالغ طائلة في الذكاء الاصطناعي المادي. وتوقع مصرف «مورغان ستانلي» الأميركي أن يتخطى عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر ملياراً بحلول سنة 2050.

وتنتشر بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، مقاطع فيديو لروبوتات تؤدي حركات راقصة أو تجر أغراضاً ثقيلة بسهولة.

ويعتزم هيرو ياماموتو (24 عاماً)، الرئيس التنفيذي لـ«إناكتيك» -التي تستخدم «إنفيديا» وجامعات كبرى أجهزتها للتدريب المادي للذكاء الاصطناعي- أن يبدأ الصيف المقبل نشر روبوتات جديدة لا تزال قيد الاختبار.

ويوضح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن هدفها «العيش جنباً إلى جنب مع الناس في بيئات شديدة الفوضى، حيث الظروف متغيرة باستمرار» مثل دور الرعاية.

ويشدد على ضرورة أن «تكون آمنة» وذات هيكل خارجي ناعم لا يسبّب أي أذى.

يظهر شعار «Nvidia» على علبة بطاقة الرسومات (رويترز)

مهمات بشرية

ليست اليابان وحدها في هذا المجال، ففي مدينة قوانغتشو الصينية، ظهر الأسبوع الماضي روبوت بملامح أنثوية وذو وجه مشعّ بيضاوي، يسير ببطء أمام عدسات الكاميرات والصحافيين.

كان هذا الجهاز أحدث روبوت شبيه بالبشر تكشف عنه شركة «إكس بنغ» (XPeng) الصينية لصناعة السيارات الكهربائية التي دخلت أيضاً مجال الذكاء الاصطناعي المادي.

وسبق لآلات صنعتها شركات أميركية، مثل الروبوتات الشبيهة بالكلاب، أن تصدّرت عناوين الصحف لأعوام خلت. لكن الدعم الحكومي وسلاسل التوريد المحلية الصلبة تساعد المنافسين في الصين؛ مثل: «يونيتري روبوتيكس» (Unitree Robotics)، و«إنجن إيه آي» (EngineAI)، على التفوق في السباق نحو التقنيات المستقبلية.

وقال رئيس «Xpeng»، شياو بينغ: «لم أفكر ملياً في عدد الروبوتات التي سنبيعها سنوياً خلال عشرة أعوام، لكن أعتقد أنها ستكون أكثر من السيارات».

وتتمتع روبوتات الشركة بالقدرة على المشي والرقص، لكن يتبقى التوسع في عرض قدرتها على التعامل مع الأشياء، وهي مهمّة أكثر تعقيداً.

واستبعد بينغ أن تتمكن هذه الروبوتات من الحلول بدلاً من العمال في مصانع الصين قريباً، علما بأن تكلفة يد الروبوت، التي يتوجب استبدالها بانتظام في حال أدى مهمات شاقة، توازي راتب عامل صيني لسنوات.

ويتوقع المسؤول في الشركة، براين غو، أن تتمكّن هذه الروبوتات من أن تؤدي «دور أي بشري تقريباً»، من مربّي الأطفال إلى الطهاة.

التدريب خلال العمل

يتم تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي النصية، مثل «تشات جي بي تي»، على كميات هائلة من الكلمات، لكن على النماذج المادية أن تتعامل أيضاً مع الرؤية والعلاقة المكانية بين الأشياء.

ويوضح رئيس «إيناتيك» اليابانية، ياماموتو، أن ضبط إعدادات نماذج الذكاء الاصطناعي التي تربط بين «الرؤية واللغة والفعل»، يتطلب ما بين 30 و50 عرضاً توضيحياً لكل حركة.

وتواصلت الشركة مع دور رعاية في اليابان، مقترحة أن تتولى روبوتاتها التي يتمّ تشغيلها عن بعد، أداء المهمات الشاقة، ما يتيح للعاملين المؤهلين مزيدًا من الوقت للاهتمام بالمسنّين.

وتعتمد شركة «وان إكس» (1X) الأميركية-النرويجية الناشئة، نهجاً مشابهاً مع مساعدها المنزلي الشبيه بالبشر «نيو» (NEO)، الذي ستوفره للمنازل الأميركية بدءاً من العام المقبل.

وتبلغ تكلفة هذا الروبوت 20 ألف دولار، لكن أداءه ما زال غير ثابت؛ إذ أظهر مقطع فيديو انتشر عبر وسائل الإعلام الأميركية الروبوت وهو يكافح لإغلاق باب غسالة الأطباق حتى عند تشغيله عن بعد.

حدود بدنية

في مشهد محرج آخر، ترنح روبوت روسي شبيه بالبشر، قيل إنه الأول في البلاد، ثم سقط أرضاً في ظهوره الأول على المسرح في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتتحدث سارة أديلا آباد غوامان، الأستاذة المساعدة في علم الروبوتات في كلية لندن الجامعية، عن «فجوة كبيرة» بين أنظمة الذكاء الاصطناعي للروبوتات، وقدراتها البدنية.

تضيف: «أثبتت لنا الطبيعة أن التكيف مع الطبيعة يحتاج إلى بدن ملائم».

ورغم ذلك تُبرم صفقات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي المادّي. وأكد مصرف «سوفت بنك» الياباني أن هذا المجال هو «وجهته التالية»، معلناً استحواذه على شركة «إيه بي بي روبوتيكس» (ABB Robotics) مقابل 5.4 مليار دولار.

وفي ظل ما يثيره الذكاء الاصطناعي من مخاوف على مستقبل العاملين من البشر، تؤكد آباد أن الفوارق تبقى كبيرة.

وتوضح أن «حاسة اللمس لدينا لا تُضاهى».


«غوغل» تطلق برنامجاً إلزامياً للتحقق من مطوّري تطبيقات «أندرويد» خارج متجرها الرسمي

البرنامج الجديد يسعى للتحقق من هوية مطوّري التطبيقات خارج متجر «بلاي» بهدف الحد من التطبيقات مجهولة المصدر والاحتيال (أدوبي)
البرنامج الجديد يسعى للتحقق من هوية مطوّري التطبيقات خارج متجر «بلاي» بهدف الحد من التطبيقات مجهولة المصدر والاحتيال (أدوبي)
TT

«غوغل» تطلق برنامجاً إلزامياً للتحقق من مطوّري تطبيقات «أندرويد» خارج متجرها الرسمي

البرنامج الجديد يسعى للتحقق من هوية مطوّري التطبيقات خارج متجر «بلاي» بهدف الحد من التطبيقات مجهولة المصدر والاحتيال (أدوبي)
البرنامج الجديد يسعى للتحقق من هوية مطوّري التطبيقات خارج متجر «بلاي» بهدف الحد من التطبيقات مجهولة المصدر والاحتيال (أدوبي)

تُصعّد «غوغل» جهودها لتعزيز الأمان داخل منظومة «أندرويد»، عبر إطلاق برنامج جديد للتحقق من هوية المطوّرين الذين يوزّعون تطبيقاتهم خارج متجر «غوغل بلاي»، مع الإبقاء على خيار تثبيت التطبيقات غير الموثّقة للمستخدمين المتقدمين تقنياً. ويمثل هذا التوجّه تحولاً مهماً في طريقة تعامل «أندرويد» مع التطبيقات المُحمّلة من خارج المتجر، ويضيف طبقة جديدة من الثقة في هوية المطوّرين.

نهج متعدد الطبقات

في مدونة نُشرت، هذا الأسبوع، أوضحت «غوغل» أنها بدأت مرحلة الوصول المبكر لنظام «التحقق من المطوّر»، مؤكدة أن جهودها المستمرة لمكافحة الاحتيال والبرمجيات الخبيثة عبر أدوات مثل «Google Play Protect» وأنظمة التحذير داخل «أندرويد»، لا تزال تواجه تحديات مؤذية، خصوصاً في المناطق التي تشهد دخول أعداد كبيرة من المستخدمين الجدد إلى الإنترنت لأول مرة.

وتذكر الشركة مثالاً على عملية احتيال في جنوب شرقي آسيا، حيث تلقّى المستخدمون مكالمات هاتفية تُخدعهم لتثبيت تطبيق «تحقق» مزيف، كان قادراً على قراءة الرسائل والتنبيهات، بما فيها أكواد التحقق الثنائية. وترى «غوغل» أن القدرة على توزيع التطبيقات دون الكشف عن الهوية تسمح للمهاجمين بتكرار عملياتهم دون رقيب، بينما يفرض التحقق من الهوية حاجزاً إضافياً ويزيد تكلفة الهجوم على الأطراف الخبيثة.

البرنامج يتضمن حسابات مختلفة منها حساب مخصّص للطلاب والهواة يسمح لهم بالتوزيع على نطاق محدود دون متطلبات تحقق معقدة (شاترستوك)

الوصول المبكر وأنواع حسابات المطوّرين

تتيح «غوغل» أولاً للمطوّرين الذين يوزّعون تطبيقاتهم خارج متجر «بلاي» فرصة الانضمام المُبكر إلى برنامج التحقق الجديد. أما مطوّرو متجر «بلاي»، فسيحصلون على دعوتهم بدءاً من 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025. وتقرّ الشركة بأن فئات مثل الطلاب والهواة تحتاج إلى مسار أبسط، لذلك تعمل على تقديم نوع حساب خاص يسمح بالتوزيع لعدد محدود من الأجهزة دون الحاجة لإجراءات تحقق معقّدة.

وبالتوازي مع ذلك، تعمل الشركة على تطوير مسار مخصّص للمستخدمين المتقدمين أو «الخبراء التقنيين» يتيح لهم تثبيت التطبيقات غير الموثّقة مع تقديم تحذيرات واضحة وإجراءات تمنع استغلالهم عبر الإكراه أو الخداع. هذا المسار يشير إلى تغيير في سياسة المنع الكامل نحو نموذج أكثر مرونة، يعترف بحق المستخدم المتمكن في الاختيار، دون التفريط بسلامة المستخدمين الأقل خبرة.

أهمية التغيير

لطالما كان «أندرويد» منصة مفتوحة تتيح للمستخدمين تثبيت التطبيقات من خارج متجر «بلاي»، وهذه ميزة قوية. لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام هجمات تعتمد على الهندسة الاجتماعية؛ حيث يُخدع المستخدم لتخطي التحذيرات وتفعيل أذونات حساسة.

من خلال التحقق من هوية المطوّر، تريد «غوغل» التأكد من وجود شخص أو جهة حقيقية تقف خلف التطبيق، مما يجعل توزيع البرمجيات الخبيثة أكثر صعوبة وأعلى تكلفة. وهو أمر مهم، خصوصاً في الأسواق الناشئة، حيث لا تزال الثقافة الرقمية قيد التكوين. أما المسار المتقدم للمستخدمين يضمن بقاء خاصية «التحميل الجانبي» (sideloading) متاحة، لكن بطريقة واضحة وشفافة تمنع استغلال المستخدمين عبر الضغط أو التلاعب.

تعمل «غوغل» على مسار خاص للمستخدمين المتقدمين يتيح لهم تثبيت التطبيقات غير الموثّقة ولكن عبر خطوات تحذيرية واضحة لمنع الاستغلال (غيتي)

ردود الفعل والحسابات المعقدة

هذا التوجه لم يأتِ من فراغ؛ فقد أثار إعلان سابق لـ«غوغل» في أغسطس (آب) 2025، الذي كان سيقيد تثبيت التطبيقات غير الموثّقة بشكل كبير ردود فعل غاضبة من مجتمع مطوّري «أندرويد»، والمستخدمين المتقدمين ومحبي تعديل النظام (modders). التعديل الحالي يبدو خطوة وسطية: ليس إلغاءً للحرية، بل تنظيم لها.

بالنسبة للمطورين الذين يعملون خارج متجر «بلاي»، يعني ذلك ضرورة الانضمام إلى برنامج التحقق الجديد للحصول على انتشار أوسع. أما المستخدمون، فيحتفظون بخيار تثبيت التطبيقات غير الموثّقة، لكن بعد المرور بخطوات تحذيرية واضحة.

ماذا بعد؟

تقول «غوغل» إنها في مرحلة جمع الملاحظات حول البرنامج الجديد ومسار المستخدمين المتقدمين، وإن تفاصيل إضافية ستُكشف خلال الأشهر المقبلة. وقد بدأت بالفعل دعوات الانضمام إلى البرنامج تصل إلى المطوّرين عبر وحدة التحكم الخاصة بـ«أندرويد».

الرسالة الأساسية هي أن «أندرويد» سيبقى مفتوحاً، لكن مع حواجز أمان إضافية. يمكن للمستخدم المتقدم أن يثبت التطبيقات غير الموثّقة، لكن ضمن إطار مسؤول، ومع معرفة واضحة بالمخاطر. ويمكن للمطورين الاستمرار في الإبداع خارج المتجر، لكن مع إثبات الهوية عند الرغبة في الوصول لمستخدمين أكثر.

تأثيرات على المنظومة

بالنسبة للمستخدم العادي، هذا التطور يعني حماية أكبر أي تطبيقات أقل مجهولة المصدر وهوية أكثر وضوحاً للمطورين، وانخفاضاً في عمليات الاحتيال. أما المستخدمون المحترفون، فسيظلون قادرين على الوصول لما يريدون، لكن عبر خطوات واعية. وبالنسبة للمطورين، قد يضيف هذا التغيير خطوة إدارية إضافية وربما كلفة لكنّه يمنحهم أيضاً مصداقية أكبر. فوجود هوية موثّقة قد يصبح معياراً جديداً للجودة والثقة، خصوصاً مع تزايد القلق حول أمان التطبيقات.

تتجه «غوغل» نحو صيغة جديدة، وهي أن التحميل الجانبي لا يزال متاحاً، لكنه لن يكون مفتوحاً بلا حدود. الهوية أصبحت جزءاً أساسياً من معادلة الأمان، وخيار المستخدم محفوظ، لكن بشكل أكثر وعياً ومسؤولية.