قصور الغدة الدرقية... اختبارات وعلاجات متفاوتة

شكوك حول فوائد العقاقير للحالات المصابة

قصور الغدة الدرقية... اختبارات وعلاجات متفاوتة
TT

قصور الغدة الدرقية... اختبارات وعلاجات متفاوتة

قصور الغدة الدرقية... اختبارات وعلاجات متفاوتة

   س ـــ قالت طبيبتي المعالجة إنني «تقريباً» مصابة بالغدة الدرقية، وهو ما أصابني بالحيرة. وقالت إنني قد أستفيد من العلاج، وهو ما زاد من حيرتي، إذ كيف يكون الإنسان مصاباً «تقريباً» بمرض، وكيف يمكن أن يكون العلاج مفيداً لو أنك لست مصاباً بمرض؟

- مشكلات الغدة
ج ــ أستطيع رؤية كيف أن هذا الأمر محيّر لك. وللإنصاف، فإنه أمر محير حتى للأطباء. دعُونا نقسم هذا الأمر إلى قسمين: الأول، ماذا تعني «مشكلات الغدة الدرقية»؟ تفرز الغدة الدرقية الموجودة في رقبتنا هرموناً يسمى هرمون الغدة الدرقية الذي يتحرك في الجسم ويؤثر على كل خلية فيه. وإذا كانت الغدة تفرز الكمية الصحيحة من الهرمون –وإن كانت مستويات الدم سليمة– فليست هناك مشكلة. وأما إذا إن كان هناك إفراط في نشاط الغدة الدرقية أو نقص في نشاطها، فهذا يعنى أن هناك مشكلة تتطلب العلاج.
اعتدنا أن نُجري اختبار دم واحد لنعرف ما إذا كان نشاط الغدة الدرقية للشخص طبيعياً أو زائداً أو ناقصاً. ولأن للاختبار حدوده، فقد جرى إعداد اختبار ثانٍ للدم. الاختبار الأحدث يقيس ما إذا كان المخ يرى أن مستوى هرمون الغدة الدرقية طبيعياً. وعادةً ما تشير مستويات الاختبارين إلى نفس الاتجاه، حيث يفيد كلاهما بأن الغدة إما عادية وإما نشطة أو خاملة.
لكن أحياناً يعطي الاختباران نتائج مختلفة؛ الاختبار الجديد يقول «خامل» بينما يقول الاختبار القديم «طبيعي». ويطلق الأطباء على ذلك الوضع «قصور الغدة الدرقية»، وأنا على ثقة من أن هذا ما يعتقد طبيبك أنك مصاب به.
من الشائع أن نحو 20% من الناس في سن 65 أو أكبر، خصوصاً النساء، مصابون بهذا المرض، وبعض هؤلاء الناس يعانون أيضاً من أعراض ربما يكون سببها نقص في إفراز الغدة الدرقية مثل الإرهاق، والإمساك، أو الشعور بالبرد، وبطء الحركة والكلام، وزيادة الوزن بصورة غير مبررة.

- علاج غير فعال
ثانياً: هل يساعد العلاج في حالات قصور الغدة الدرقية؟ في عام 2017، نُشرت نتائج لتجارب عشوائية واسعة شملت أكثر من 700 شخص مصاب بهذه الحالة (من الفئة العمرية 65 فأكثر) في مجلة «ذا نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين». بعض الأشخاص المصابين بهذه الحالات تناول هرمونات الغدة الدرقية بينما تناول آخرون عقاقير وهمية، ولم يكونوا هم ولا أطباؤهم يعلمون مَن منهم تعاطى أي دواء من الدواءين.
وعلى مدار العام الماضي، أظهرت النتائج أن الناس الذين تناولوا عقار الغدة الدرقية ظهرت لديهم نفس الأعراض وعاشوا نفس الحياة التي عاشتها المجموعة التي تناولت عقاقير وهمية، إذ وبمعنى آخر، لم يسفر العلاج عن فائدة واضحة، ولم تظهر له نتائج عكسية واضحة، على الأقل خلال العام الذي استغرقته الدراسة.
تُظهر هذه الدراسة أن الشخص العادي الذي يعاني قصوراً في الغدة الدرقية لا يستفيد من حبوب هرمونات الغدة الدرقية. وربما ستركز الدراسات المستقبلية على المرضى ذوي الأعراض الأكثر حدة ما دام من الممكن أن يساعد العلاج في تحسن حالاتهم.

- رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، خدمة «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.