تحرك حوثي لإفشال خطة غريفيث على طريقة سيناريو مفاوضات الكويت

TT

تحرك حوثي لإفشال خطة غريفيث على طريقة سيناريو مفاوضات الكويت

قال مصدر حكومي يمني رفيع بأن الميليشيا الحوثية بدأت تهيئ نفسها حالياً لنهج واستخدام الأسلوب ذاته الذي استخدموه في مفاوضات الكويت، التي جرت على مدى أشهر في الكويت قبل عامين، وذلك بعد أن تم الإعلان عن الموعد الزمني للإطار العام لخطة مارتن غريفيث، المبعوث الأممي لليمن، مشيراً إلى أن ذلك يأتي من أجل القيام بأعمال التسويف ذاتها، والبحث عن مخرج سياسي لهم يبقيهم رغم هزائمهم المتواصلة يطفون على السطح السياسي، كحركة مسلحة وسياسية في الوقت نفسه، مثل ميليشيا «حزب الله». وعلق المصدر لـ«الشرق الأوسط» على البيان الذي أصدره المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، مؤكداً أنه احتوى على كثير من الملاحظات، التي قد تعيد الأزمة اليمنية إلى غير ما هي عليه، مفيداً بأن ما يحدث حتى الآن يكشف أن الانقلابيين ليس لديهم أي استعداد للسلام وإنهاء الانقلاب، بل إن كل سلوكهم يؤكد تشبثهم بنتائج انقلابهم، واستعدادهم للحرب أكثر من استعدادهم للسلام، مذكراً بسلوكهم في التنكيل بشريكهم السابق المؤتمر الشعبي العام، وإطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية. كان بيان مارتن غريفيث قد حدد موعد إطلاق «الإطار العام» لخطته منتصف الشهر المقبل، استعداداً لإطلاق مفاوضات السلام. وجاء في البيان أن المبعوث الأممي «يحرز تقدماً جيداً للخروج بإطار عمل للمفاوضات»، وإن كان غريفيث قد عبر عن أسفه للتصعيد العسكري، وما يشكله ذلك من خطر على العملية السياسية، إلا أنه يصر على زيارة صنعاء التي أجل الحوثيون زيارته لها ولقاءه بالقادة الحوثيين بسبب ما يراه متابعون خلافات تدب داخل الأجنحة السياسية والعسكرية.
وأشار المصدر الحكومي إلى أن الحكومة الشرعية لا يمكن أن تقبل ما وصفه بـ«المفاجأة»، قبل أن تكون على اطلاع بالأفكار التي يحملها المبعوث الأممي إلى اليمن، منوهاً بأن الميليشيا الحوثية عند حديثهم عن استعدادهم إلى السلام، والاستعداد لوقف الحرب، وبحث موضوع السلاح والمعتقلين، لا يدخلون في أيه تفاصيل، كما أنهم لا يحددون أي التزامات، متطرقاً إلى أن النقطة الوحيدة التي يدخلون فيها بالتفاصيل، وهي تشكيل حكومة ونحوه مما ورد في خطة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، أي تنفيذ الانقلاب عملياً.
وذكر أن المبعوث الخاص إلى اليمن يبدي تفاؤلاً غير مبرر، بناء على وعود غامضة من الحوثيين، مرجعاً ذلك إلى الخسائر التي منى بها الحوثيون من قبل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، التي تساند الجيش الوطني، وبمتابعة من الحكومة اليمنية، التي تتمسك بدورها بالمرجعيات المتفق عليها، وإنهاء الانقلاب، وتسليم السلاح أولاً.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.