جويل مردينيان: أنا والطعام... حكاية غرام

طاهية من الطراز الأول وتعشق الأكل بكل أنواعه

جويل مردينيان تعشق الأكل والطهي
جويل مردينيان تعشق الأكل والطهي
TT

جويل مردينيان: أنا والطعام... حكاية غرام

جويل مردينيان تعشق الأكل والطهي
جويل مردينيان تعشق الأكل والطهي

جويل مردينيان، امرأة أعمال ومذيعة وخبيرة تجميل، نجحت في كثير من المجالات التي خاضت فيها، ولكن ما لا يعرفه كثيرون عنها هو حبها للطهي والطعام. «الشرق الأوسط» تحدثت إليها عن مطاعمها المفضلة، وأكلاتها الأقرب إلى معدتها، وجرأتها فيما يخص تذوق المأكولات الغريبة في أثناء السفر.
- ما طبقك المفضل؟
> أولاً، أنا أعشق الطعام، وكما يقال بالإنجليزية: فأنا ممن يطلق عليهم مصطلح «foodie» من الطراز الأول، ليس لديّ طبق واحد، لأنني لا أستطيع اختصار النكهات التي أعشقها في تسمية طبق واحد، إنما يمكنني تسمية أطباق كثيرة، مثل الملوخية والبامية وشيخ المحشي ولبن أمه والأرضي شوكي مع اللحم والقصبة، فأنا أعشق الأطباق التي تقدم إلى جانب الأرز، وأفضل أن آكلها في المنزل، على أن تكون محضرة بطريقة صحيحة وتقليدية؛ يعني على أصولها.
- ما مطعمك المفضل في بلدك؟
> أنا محظوظة لأني أعيش في دبي، فهذه المدينة تزخر بأهم مطاعم العالم. وبما أنني أحب الطعام، فالعيش فيها يناسبني لتنوع ما فيها، ولكن تبقى هناك بعض المطاعم التي أفضل التردد إليها، مثل مطعم «نيف» Neeve، فأطباقه لا يمكن مقارنتها مع أي مكان آخر، كما أن أجواءه جميلة جداً وجلساته مريحة، وهذا ما أبحث عنه عندما أتوجه إلى أي مطعم. وأنا لست عادة من أنصار التحريف في الوصفات التقليدية، غير أن «نيف» نجح في تغيير وصفة الكنافة، وكانت النتيجة أكثر من رائعة. وأحب أيضاً في دبي مطعم «لا كانتين دو فوبورغ»، لأن أطباقه مميزة جداً، وهو يتمتع بجلسة خارجية جميلة جداً.
- ماذا تأكلين في السفر؟
> أسافر كثيراً مع زوجي، وهو يشاطرني حبي للطعام الجيد، والسفر بالنسبة لنا هو فرصة لتجربة كل ما هو جديد، فأنا لا أحب المأكولات السريعة على الإطلاق، وأبحث دائماً عن المطاعم الجيدة، واستكشاف الأماكن التي يقصدها أهالي البلد، فلا أحب الأكل في الأماكن السياحية، إنما أتتبع خطى الناس المحليين، وأصل إلى تلك الأماكن عن طريق طرح الأسئلة على المقيمين في كل منطقة لإعطائي عناوين أماكن مخفية لا يعرفها إلا من هم من تلك البقعة الجغرافية. أجرب دائماً الأكل المحلي في البلاد التي أزورها.
- ما مطبخك المفضل؟
> أحب الطعام بكل أشكاله، ولكني أميل إلى المطبخ المتوسطي، لأني أعشق السمك، لا سيما النيئ منه، وحتى ابنتي إيلا تحب المحار، وهذا الأمر يكون غريباً بعض الشيء، لأن هذا النوع من الطعام لا يروق عادة للأطفال بعمرها، ولكنها تعودت على أكل ما آكله مع زوجي وبايلي، ابني البكر. فأنا أحب المطابخ المتخصصة بتحضير أطباق معينة، وأقصد دائماً مطعم «لا ماريه» في موناكو، فهو برأي من أهم مطاعم السمك في أوروبا.
- ما آخر مطعم زرته؟
> عدت للتو من رحلة عمل إلى الرياض، وتناولت عشاءً لذيذاً جداً في مطعم ياباني.
- تفضلين إقامة الدعوات في المنزل أم خارجه؟
> لو كان لديّ الوقت الكافي، لاستقبلت جميع أصدقائي للأكل في المنزل، ولكن للأسف ليس لديّ الوقت لتحضير الطعام في منزلي، فأنا أتنقل دائماً من بلد إلى آخر، بحكم طبيعة عملي، وهذا ما يجبرني على إقامة الدعوات في المطاعم. وكما قلت في مطلع حديثي، نحن فعلاً من المحظوظين في دبي لكثرة المطاعم الجيدة فيها. وأقيم كثيراً من الدعوات في كل من «زوما» و«نوبو» و«شبرياني» و«باغاتيل»؛ الأكل والأجواء العامة في هذه المطاعم لا تخيب ظني على الإطلاق.
- ماذا تفضلين السمك أم اللحم أم الدجاج؟
> أفضل السمك على أي نوع آخر من اللحوم، ويأتي بعده اللحم الأحمر، وأفضل لحم الضأن لأني لست من محبي الستيك، وأستعمل لحم الضأن في الطبخ، وأفضله مثلاً على لحم البقر في أطباق مثل البازلاء والأرز والملوخية والباميا (أفضل الموزات)، ويأتي الدجاج في المرتبة الأخيرة.
- كيف هي علاقتك مع المطبخ؟
> أنا طاهية من الطراز الأول، فأنا أشعر بالراحة عندما أدخل المطبخ، وعندما أبدأ بتحضير طبخة ما، فمسألة الطهي بالنسبة لي هي أشبه بالتأمل أو اليوغا. وفي منزلي، لا تجدين المقرمشات أو المأكولات غير الصحية مثل البسكويت، لأني أركز على الطهي الصحي (والطبخات المنزلية). وعندما أقضي إجازتي في منزلي في جنوب فرنسا مع عائلتي، أستغل وقتي في المطبخ، وهذا الأمر يجعلني سعيدة جداً، وزوجي أيضاً يعشق الطهي، ونقوم بتحضير الطعام معاً في بعض الأحيان، ولكن كل منا يطبخ على طريقته وهواه.
- هل تفضلين السكريات أم الموالح؟
> في صغري، كنت أفضل النكهات المالحة على السكريات، لأني كنت أسعى دائماً للمحافظة على وزن صحي، وكنت أخضع لحميات غذائية صارمة، وهذا السبب جعلني أبتعد عن الحلويات والسكريات، ولو أني أحبها كما أحب المذاق المالح أيضاً. ولكني اليوم أجد نفسي أشتهي طبق الحلوى الجيد بعد الطعام، فلا أستطيع مقاومة مذاق «تارت التوت» أو «تارت الليمون»، وأفضل مكان برأيي للأطباق الحلوة اسمه «كانيل»، ويقع في جنوب فرنسا.
- ما الطبق أو النكهة التي تكرهين مذاقها؟
> أكره طعم ومذاق ورائحة عرق السوس، كما أكره رائحة فاكهة «الجوافة»، ولا أحب مذاقها على الإطلاق، كما أكره مذاق الـ«جيلي بينز» (حلويات مثل الملبس)، ولو أن البعض يظن أنها حلوة، ولكنها لا تساهم في زيادة الوزن.
- كيف هي علاقتك بالإتيكيت؟
> لا يهمني التقيد بالإتيكيت، ولكن المكان يفرض علينا في بعض الأحيان طبيعة تعاطينا مع الأكل، وهذا يعتمد أيضاً على الموجودين معنا. فإذا كنت برفقة عائلتي، أكون مرتاحة أكثر بطريقة الأكل، ولكن إذا كنت في عشاء عمل، تفرض عليّ المناسبة طريقة أخرى في الأكل.
وهناك أكلات لا أستطيع أن آكلها بالشوكة والسكينة، مثل البرغر أو البيتزا (التي أعشقها)، كما لا أستطيع أن آكل السوشي إلا بالـ«تشوبستيكس»، ولكني أحب أكل الأطباق التقليدية مع الخبز على الطريقة اللبنانية. ففي لبنان، نأكل كثيراً من المأكولات بالخبز، الذي نغمسه في الطعام باليد، ولا أرى مانعاً في ذلك على الإطلاق، مع مراعاة مسائل حساسة، مثل عدم استعمال الشوكة الخاصة بنا في الطبق الذي يتشاركه أكثر من شخص، وهذا الأمر ليس له علاقة بالإتيكيت بقدر ما له علاقة بالنظافة ومراعاة شعور الموجودين على الطاولة.
- هل لديك الجرأة في تجربة الأطباق الغريبة في السفر؟
> بطبعي، أحب تجربة كل ما هو جديد (وتضحك هنا كثيراً) ثم تقول: «ذهبت برحلة كروز بحرية مع زوجي، وأمضينا وقتنا في كل محطة توقفت السفينة فيها في الأكل في المطاعم»، فلم نتمكن من رؤية كثير من المدن التي عرجنا إليها، لأننا ركزنا على الأكل والمطاعم.
وهناك من يفضل في أثناء السفر الاستفادة من الوقت لاكتشاف المدن، ولا يأبهون للأكل، فيسدون جوعهم في أكل المأكولات السريعة، ولكن هذا الشيء لا ينطبق عليّ لأني أعشق الأكل خلال السفر، وأحب تجربة كل ما هو جديد.
وعندما ذهبت إلى تايلاند، جربت كل المأكولات، بما فيها الفطور التايلاندي. وعندما ذهبت إلى جزر المالديف، جربت أغلى مطعم في العالم، وكان المطبخ هندياً، وتمتعت بكل النكهات الغريبة والعجيبة، وكنت الوحيدة على الطاولة التي تجرأت على تجربة تلك النكهات. ولكن الشيء الوحيد الذي لا أجرؤ على أكله هو الصراصير والحشرات، مثل تلك التي تباع في أسواق الصين. فجرأتي في الأكل تنتهي في تجربة ما هو جديد، وليس في أكل الحشرات.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».