آثار جانبية صادمة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة

الحركات المتكررة ووضعية الجلوس الخاطئة أمام الشاشة قد تتسبب في حدوث الآلام

آثار جانبية صادمة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة
TT

آثار جانبية صادمة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة

آثار جانبية صادمة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة

مع كل براعتك في التمرس بفنون الكتابة وإعداد الرسائل النصية وتصفح مختلف المواقع باستخدام هاتفك الذكي وجهاز الكومبيوتر... هناك أضرار جانبية قد تلحق بك. وتشير الدكتورة تامارا روزنتال، الجراحة المتخصصة في علاج تشوهات اليد والساعد والمرفق بمركز «بيث إسرائيل ديكونس» التابع لجامعة هارفارد، إلى زيارة عدد من المرضى ممن ظهرت عليهم بعض الإصابات جراء تلك الممارسات.

آلام اليد
• إصابة الأوتار. قد تؤدي حركة اليد المستمرة والمكررة عند الكتابة إلى ألم عام في اليد بسبب هشاشة العظام وتآكل غضاريف المفصل الناتجة عن حركة اليد المستمرة. وفي الحقيقة، أن «استخدام تلك الأجهزة في حد ذاته لا يسبب هشاشة العظام، لكن إن كنت عرضة للإصابة بالهشاشة، فمن الممكن أن تزيد تلك الأعراض لديك»، كما تقول الدكتورة تامارا روزنتال.
ربما يتسبب استخدام إصبع الإبهام كثيرا في الكتابة في إصابة أوتار اليد بالالتهاب بدءا من الساعد إلى الإبهام (داء يعرف باسم التهاب غمد الوتر «دي كريفان» De Quervain’s tenosynovitis بسبب الضغط الشديد على الرسغ). وتشمل الأعراض الإحساس بآلام في الرسغ ناحية الإبهام، وهو ما يظهر تدريجيا وربما فجأة ويتحرك إلى أعلى الذراع.
قد يتسبب الضغط على الأزرار بأصابعك بقوة في التهابات حول الأوتار والمفاصل التي تسمح للإصبع بالانثناء، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالتهاب في الأوتار. ومن ضمن الأعراض الإحساس بالألم وطرقعة اليد والإحساس بأن الإصبع ينثني عند محاولة ثنية أو فرده.
• فقدان الإحساس باليد والتنميل. ليس حقيقيا أن الكتابة على الكومبيوتر المحمول أو المكتبي يمكن أن تتسبب فيما يعرف بـ«متلازمة النفق الرسغي» carpal tunnel، وهي الحالة التي يعاني فيها العصب الوسطي من الضغط، حيث إنه يمر في مكان ضيق بالرسغ تعرف بالنفق الرسغي. لكن الدكتورة روزنتال أفادت بأن الكتابة على الكومبيوتر ربما تؤدي إلى ظهور تلك الأعراض مثل الألم والتنميل في الإبهام وفي السبابة والأوسط والنصف الأوسط من إصبع الخاتم.
وقد يتسبب الاعتماد الزائد على المرفق في سوء حالة عصب متلازمة الرفق الرسغي حيث يمر بالقرب من نسيج قريب من المرفق. وتتضمن الأعراض التنميل والتخدير في إصبع الخاتم أو الإصبع الأصغر.

ألم الرقبة والظهر
يتسبب النظر للأسفل إلى الشاشات الإلكترونية لفترات طويلة في حدوث ألم في الرقبة والظهر. ويفسر الدكتور أندرو وايت، جراح تقويم العظام ومدير مركز «سياين سنتر بيث إسرائيل ديكونز»، ما يحدث بقوله إن الانحناء يتسبب في «إطالة عضلة وأربطة وأوتار الرقبة وأعلى الظهر»، مضيفا إن «السبب في ذلك هو وضعية الجلوس ومدتها، وهو ما يحدد ذلك».
وقال الدكتور وايت إن هذا النوع من الألم مؤقت ولا يتسبب في مشكلات دائمة في الرقبة والظهر. بيد أنه استدرك «لكن الإحساس يكون غير مريح ومن الممكن أن يتسبب في مشكلات في العصب القذالي occipital nerve بمؤخرة الرأس حيث يتصل العمود الفقري بقاعدة الجمجمة، مما يتسبب في الإحساس بالصداع».

حلول مشكلات اليد والرسغ
يتضمن علاج حالات اليد والرسغ الحصول على راحة من العمل المرهق وذلك بعمل جبيرة واستخدام المسكنات دون العودة إلى الطبيب والاكتفاء بالصيدلي بالضرورة، مثل «إيبوفرين» أو «أسيتامينوفين»، وممارسة تمارين لإطالة الأوتار وأحيانا تعاطي حقن الاستيرويد.
عليك أيضا بتعديل الطريقة التي تنظر بها إلى الأجهزة الإلكترونية. فإذا كانت الكتابة باستخدام إصبع الإبهام تتسبب في ألم، عليك باستخدام إصبع آخر أو استخدم قلم إلكتروني.
«إذا كنت تعاني من تشوه أو ألم في اليد، استخدم الأوامر الصوتية، أو استخدم مؤشرا أكثر سمكا لتقلل من الضغط على إصبع السبابة»، بحسب الدكتورة روزنتال.
ولتخفيف الألم في النفق الرسغي، ضع شاشة الجهاز في وضع مستقيم لتكون يداك في وضع متواز مع الأرض ويكون رسغاك مستقيمين مع ذراعيك، ويكون مرفقاك مرتخيين ومثنيين ليشكلا مثلثا بزاوية 90 درجة على خصرك.
أضافت الدكتورة روزنتال، «أن استخدام فأرة أفقية تضع اليد في وضعية ضغط أقل. ولذلك راعِ أن تضع الفأرة أمامك وليست إلى جانبك».

حلول مشكلات الظهر والرقبة
لتخفيف آلام الظهر والرقبة، عليك بتعديل وضعية الجهاز. أضافت الدكتور وايت، «اجعل نظرك موازيا للأرض وليس إلى الأسفل» لأنه من المفيد رفع شاشة الكومبيوتر ليكون في مستوى عينيك، وافعل نفس الشيء مع الأجهزة التي تحملها بيدك بأن تثبتها على بعض الوسادات.
وأضاف الدكتور وايت: «خذ فترات راحة وتجنب الإرهاق، «وإن شعرت بتصلب في الرقبة، قم بتعديل وضعك»، وينصح بتجنب الألم بعد ممارسة التمارين لتقوية العضلات التي تدعم العمود الفقري، مؤكدا «لو أنك لائق جسديا فلن تعاني من آلام الرقبة أو العمود الفقري».

- رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».