أهمية التقييم المبكر لصعوبات البلع لدى المصابين بالسكتة الدماغية

محاولات علمية لتبسيط إجراءات الفحص

أهمية التقييم المبكر لصعوبات البلع لدى المصابين بالسكتة الدماغية
TT

أهمية التقييم المبكر لصعوبات البلع لدى المصابين بالسكتة الدماغية

أهمية التقييم المبكر لصعوبات البلع لدى المصابين بالسكتة الدماغية

ضمن الجهود العلمية في البحث عن الوسيلة الأفضل لتقييم جوانب مختلفة من أنواع الاضطرابات المرضية لدى المرضى، وفحص مدى عمق المضاعفات والتداعيات المرضية لديهم، عرض الباحثون من جامعة سانت لويس تطويرهم لوسيلة بسيطة يُمكن استخدامها من قبل طاقم التمريض من أجل تقييم قدرات البلع لدى المرضى الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية.
- صعوبات البلع
وتعتبر صعوبات البلع أحد التداعيات المرضية التي قد تنتج عن السكتات الدماغية، والتي قد تتسبب بانتكاسات صحية لديهم، مما يتطلب الكشف المبكر عنها لدى أولئك المرضى كي يُمكن تفادي أي مضاعفات لها لديهم.
ووفق ما تم نشره في عدد 20 مارس (آذار) الماضي من «مجلة السكتة الدماغية والأمراض الدماغية الوعائية» Journal of Stroke & Cerebrovascular Diseases، أفاد الباحثون من مركز بحوث الصحة بجامعة سانت لويس في ميسوري، أن نحو 67% من المُصابين بالسكتة الدماغية يعانون خلال الأيام الثلاثة الأولى بُعيد الإصابة بها، من صعوبات في البلع، مما يتسبب بالكثير من المضاعفات الصحية ذات التأثيرات السلبية البالغة عليهم. وأضاف الباحثون القول في مقدمة عرض الدراسة: «يُعد الكشف المبكر عن صعوبة البلع أمراً بالغ الأهمية للحد من المضاعفات المرضية في المستشفى، ومن زيادة طول مدة البقاء فيها، لدى المرضى الذين يُعانون من أنواع مختلفة من السكتات الدماغية. وكان الهدف من إجراء هذه الدراسة هو تطوير وسيلة مستشفى دي بول لفحص صعوبة البلع DHSS، وتقييم فاعليتها لدى المرضى الذين يُعانون من السكتة الدماغية». وأضاف الباحثون: «من أجل هذه الغاية، تم تطبيق استخدام هذه الوسيلة للفحص عن مدى الصعوبة في البلع لدى المرضى الذين تم إدخالهم في مركز السكتات الدماغية. وقام طاقم التمريض بإجراء تقيم قدرة البلع باستخدام وسيلة مستشفى دي بول لفحص صعوبة البلع. ثم تم لأولئك المرضى إجراء تقييم قدرة البلع من قبل المتخصص في علم الكلام والنطق Speech - Language Specialist باستخدام وسيلة مان لتقييم قدرة البلع MASA، وتمت المقارنة فيما نتائج التقييمين لقدرة البلع لدى المرضى».
- عناصر الفحص
و»وسيلة مستشفى دي بول لفحص صعوبة البلع» مكونة من ثمانية عناصر تقييمية، إضافة إلى عنصر تاسع وهو مراقبة المريض أثناء بلع جرعة من الماء. ويُجري الممرض هذا التقييم للمريض.
وتفيد المصادر الطبية أن مرضى السكتة الدماغية المُصابين بصعوبات في البلع جرائها، هم أعلى عُرضة للإصابة بالتهابات الرئة مقارنة بمرضى السكتة الدماغية غير المُصابين بصعوبات في البلع. وتحديداً تشير الإحصائيات الطبية إلى أن احتمالات الإصابة بـ«الرشف الرئوي» Pulmonary Aspiration هي ثلاثة أضعاف لدى مرضى السكتة الدماغية المُصابين بصعوبات في البلع، مقارنة بمرضى السكتة الدماغية الذين ليس لديهم ذلك. و«الرشف الرئوي» هو حالة مرضية لالتهاب أنسجة الرئة العميقة Aspiration Pneumonia بالميكروبات أو بالمواد الكيميائية الحارقة، وتنجم عن صعوبات البلع التي تُسهل حصول الدخول غير الطبيعي لإفرازات البلعوم أو الطعام أو الشراب أو محتويات المعدة الحمضية، إلى الحنجرة ومن ثم إلى القصبة الهوائية ثم الشعب الهوائية وصولاٍ إلى الأنسجة العميقة في الرئة نفسها. والسبب أن حصول الإصابة بالسكتة الدماغية قد يُرافقه تضرر في الأعصاب التي تغذي العضلات التي تقوم بتسهيل عملية البلع الطبيعي للسوائل وللطعام كي يعبر مباشرة إلى المريء ومن ثم إلى المعدة، وهي العضلات التي من أهم وظائفها منع حصول أي اضطراب في عملية البلع بما قد يُؤدي إلى دخول السوائل والطعام إلى المجرى التنفسي بشكل غير طبيعي.
- الكشف المبكر
كما تفيد المصادر الطبية أن احتمالات الوفاة، واحتمالات زيادة مدة البقاء في المستشفى، ترتفع عند وجود صعوبات في البلع لدى المُصابين بالسكتة الدماغية. وتحديداً تفيد الإحصائيات الطبية أن معدلات الوفاة في الثلاثة أشهر الأولى، ترتفع بمقدار 11 ضعفاً حال وجود صعوبات في البلع لم يتم التعامل الطبي معها بكفاءة عبر الكشف المبكر عنها والعمل على التخفيف من آثارها بشكل صحيح أثناء تلقي المعالجة الطبية لحالات السكتة الدماغية.
وبالمقابل، تفيد نتائج الدراسات الطبية حول هذا الأمر، أن ثمة أدلة علمية كثيرة على الجدوى الثابتة للكشف المبكر عن صعوبات البلع، ليس فقط في خفض احتمالات حصول التهابات الرئة والمضاعفات السلبية الأخرى فيها، بل أيضاً في تقليل مدة البقاء في المستشفى وخفض الكُلفة المادية للعناية بمرضى السكتة الدماغية في المستشفيات. ولذا فإن الإرشادات الطبية لمعالجة مرضى السكتة الدماغية تشدد على ضرورة الكشف المبكر عن أي صعوبات في البلع يُعاني منها أولئك المرضى، وذلك باستخدام وسائل لتقييم عملية البلع. وتحديداً تتضمن الإرشادات الطبية للتعامل مع حالات السكتة الدماغية Stroke Guidelines في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا وغيرهم، إجراء تقييم عملية البلع بوسيلة معتمدة طبياً، وذلك من قبل أحد أفراد الطاقم الطبي المؤهل لإجراء ذلك، وفي وقت مبكر عند إفاقة المريض أو قدرته على التعاون في إتمام ذلك. وأن أولئك المرضى الذين يثبت أن لديهم صعوبات في البلع يجب عدم تقديم أي شيء لهم لتناوله عبر الفم NPO، ثم إعادة إجراء التقييم ذلك لهم بعد أربع وعشرين ساعة.
- عملية البلع... مراحل معقدة متتابعة
> عملية البلع قد تبدو سهلة للبعض، ولكنها في حقيقة الأمر عملية معقدة، وتتطلب تناغم عمل الدماغ مع شبكة من الأعصاب المغذية لمجموعات وطبقات من العضلات، وكفاءة عمل صمامات عضلية، وفتح مدخل المريء وقفل مدخل المجرى التنفسي في التوقيت الصحيح، وعمل الأنبوب العضلي للمريء بكفاءة. وتحصل عملية البلع ضمن ثلاث مراحل رئيسية. والمرحلة الأولى هي المرحلة الوحيدة التي نشعر بها ونسيطر عليها، وفيها يتم احتواء الطعام أو السائل، المراد بلعه، في الفم وتجميعه في كتلة واحدة، وذلك عن طريق عمل اللسان والحنك في تجويف الفم لإتمام عملية التجميع تلك.
وتبدأ المرحلة الثانية عندما يتخذ الدماغ القرار بابتلاع تلك الكتلة المتجمعة في الفم، وهنا تبدأ سلسلة معقدة من الخطوات التي تتسم بالتحفيز والاستجابة من مناطق مختلفة في البلعوم Pharynx، وذلك بدفع اللسان والحنك لكتلة الطعام أو السائل إلى الحلق. وهو ما يُحفّز في الوقت نفسه حصول أمرين آخرين، الأول هو فتح الصمام العضلي في الجزء السفلي من البلعوم، مما يسمح للطعام أو السائل بالدخول إلى المريء، والثاني إغلاق العضلات الأخرى لمجرى الهواء المؤدي إلى القصبة الهوائية من أجل منع دخول الطعام أو السائل إلى المجاري التنفسية. وهذه المرحلة، أي المرحلة الثانية، تستغرق مدة زمنية لا تزيد عن نصف ثانية في الحالات الطبيعية.
وتبدأ المرحلة الثالثة بدخول الطعام أو الشراب إلى المريء، الذي هو عبارة عن أنبوب عضلي يبلغ طوله نحو تسعة بوصات، وآنذاك يبدأ حصول موجات من انقباضات التقلص والارتخاء العضلية بصفة متناغمة ومنسقة ومتعاقبة، والتي تُؤدي إلى وصول كتلة الطعام أو الشراب إلى صمام عضلي في النهاية السفلية للمريء. وتستغرق هذه المرحلة الثالثة ما بين 6 إلى 8 ثوان لإتمامها.
ويُمكن أن تتسبب مجموعة كبيرة من الأمراض في حصول صعوبة أو عُسر البلع، وهي ما تشمل بشكل رئيسي:
- اضطرابات الدماغ، مثل تلك الناجمة عن مرض باركنسون العصبي أو التصلب اللوحي المتعدد MS أو التصلب الجانبي الضموري ALS أو غيرهم من الأمراض العصبية.
- اختلالات وظيفية في عضلات الفم أو البلعوم، كما في حالات السكتة الدماغية.
- فقدان الاسترخاء في العضلة العاصرة للمريء.
- تضيق المريء، كما في حالات المزمنة لتسريب أحماض المعدة إلى المريء أو حالات أورام المريء.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
TT

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

لا يمكن تجاهل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الصدر، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، وضيق التنفس. ولكن ارتفاع ضغط الدم نفسه (تكون قوة خلايا الدم التي تندفع في الشرايين مرتفعة باستمرار) يصيب واحداً من كل 4 منا.

وتقول الدكتورة سيميا عزيز، الطبيبة العامة في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، إن ارتفاع ضغط الدم «قاتل صامت»، ويمكن أن تسبب هذه الحالة كل شيء؛ من «زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى الخرف الوعائي ومشكلات الكلى»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

لهذا السبب ينصح الأطباء كل من تجاوز الأربعين من العمر بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. ولكن مع بعض العوامل، مثل زيادة الوزن السريعة أو الإجهاد، التي تزيد خطر الإصابة، من المهم معرفة العلامات التحذيرية بين الفحوصات.

وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

زيادة الوزن

لقد ثبت أن السمنة تسبب ما بين 65 و78 في المائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل خطر دون سبب واضح، ولا يكون ناتجاً بشكل مباشر عن حالة صحية أخرى، مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو مشكلة الغدة الدرقية.

لحسن الحظ، تقول الدكتورة عزيز: «يختفي خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن بعد أن يفقد الشخص ما يكفي من وزنه والعودة إلى نطاقه الصحي».

التدخين

يتسبب أيضاً في زيادة خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم، حيث يجعل الشرايين ضيقة ومتصلبة.

وتقول الدكتورة عزيز: «نعلم أن النيكوتين الموجود في السجائر يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يتلف جدران الأوعية الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بالتزامن مع ارتفاع ضغط الدم».

وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين ما زالوا يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وأشارت إلى أن «الإقلاع عن التدخين لا يزال وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل عام».

أنت أكبر من 60 عاماً

تتصلب الشرايين في جسمك بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى أولئك الذين عاشوا دائماً أنماط حياة صحية للغاية.

ويعاني ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم يرتفع إلى 65 في المائة لدى الرجال و75 في المائة لدى النساء فوق سن 70 عاماً.

وبينما لا يوجد كثير مما يمكنك فعله لمواجهة تقدمك في السن، لكن من المهم بالطبع أن تفحص ضغط دمك بانتظام. وتحذر الدكتورة عزيز: «من الشائع أن تشعر باللياقة والصحة ومع ذلك فلا يزال لديك ضغط دم مرتفع بشكل خطر. والطريقة الوحيدة التي يمكنك عبرها معرفة ذلك هي قياسه بشكل دائم».

تتناول الأطعمة المصنعة

سواء أكنت نحيفاً أم تعاني من زيادة الوزن؛ «فإذا كنت تتناول الأطعمة المصنعة، فإنها تزيد من علامات الالتهاب لديك، مما يسبب التهاباً منخفض الدرجة يؤثر على نظامك الأيضي بالكامل؛ بما في ذلك ضغط الدم»، كما تقول الدكتورة عزيز.

ربطت دراسات متعددة بين النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع ضغط الدم. ووجدت إحدى الدراسات، التي شملت 10 آلاف امرأة أسترالية، أن أولئك الذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 40 مرة.

ولعلاج هذا، توصي عزيز بتناول نظام غذائي «يحتوي كثيراً من البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، ويفضل أن يكون منخفض الصوديوم»، كما تقول، فالنظام الغذائي الغني بالملح يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

الكحول

تقول الدكتورة عزيز إن تناول الكحول «سبب معروف لارتفاع ضغط الدم».

ولحسن الحظ، يمكن خفض ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الشرب عندما يمتنع الشخص من تناول الكحول أو يقلل منه.

تشعر بالإغماء والدوار

تقول الدكتورة عزيز: «قد يشكو بعض الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الضغط من الشعور بالدوار أو الإغماء». وبينما قد يكون من السهل عَدُّ هذا أمراً طبيعياً.

في بعض الحالات، فإنه يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية الضيقة في أذنيك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في انخفاض تدفق الدم عبر تلك المناطق، ثم ضعف التوازن.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الدوخة المفاجئة أيضاً علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كانت الدوخة مفاجئة أو جاءت مع ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، وشعور بالقلق أو الهلاك، فمن المهم الاتصال بسيارة إسعاف على الفور.

ألم الصدر

ألم الصدر أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم الذي قد يتداخل مع أعراض النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وتوضح عزيز: «يمكن أن يشير الضيق المستمر أو الضغط أو الشعور بالإجهاد في صدرك إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه أعراض الذبحة الصدرية، حيث يحدث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ألماً في الصدر».

ومع ذلك، يمكن أن يشير ألم الصدر الشديد والمفاجئ إلى نوبة قلبية تتطلب عناية طارئة.

لديك صداع مستمر

من السهل تجاهل الصداع بوصفه مرضاً بسيطاً، لكن بعض أنواع الصداع المستمر يمكن أن تشير إلى أن ضغط دمك مرتفع للغاية.

وتقول عزيز إن الصداع المتكرر، مع الألم المستمر النابض الذي يبدأ في أسفل الجمجمة، يمكن أن يشيرا إلى ارتفاع ضغط الدم.

قد يكون هذا النوع من الألم في رأسك مختلفاً تماماً عن الصداع أو الصداع النصفي.

طنين الأذن

لقد ارتبط طنين أو رنين الأذن بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى الأكبر سناً. يشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 44 في المائة من جميع المصابين بطنين الأذن يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة عزيز إن طنين الأذن الجديد أو الذي يحتوي صوتاً نابضاً، مثل ضربات قلبك، «يمكن أن يرتبط بمستويات ضغط دم مرتفعة للغاية».

رؤيتك ضبابية

إن الاضطرابات البصرية، أو ما يسمى «اعتلال الشبكية»، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة، «يمكن أن تحدث بسبب تلف الأوعية الدموية في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم».

قد تشمل التغيرات الأخرى في الرؤية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم «العوامات» في العين، وهي بقع صغيرة تطفو عبر رؤية الشخص، وفي بعض الحالات فقدان الرؤية، الذي قد يكون مفاجئاً.

التغيرات المفاجئة في الرؤية هي علامة أخرى على أن أعراضك وصلت إلى مستوى الطوارئ وتحتاج إلى العلاج في المستشفى.

وهناك بعض النصائح التي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تخفضه إلى مستوى أقل؛ وهي:

- تناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي كمية قليلة من الملح والصوديوم (لا تزيد على 6 غرامات من الملح يومياً).

- مارس الرياضة بانتظام لمدة ساعتين ونصف على الأقل كل أسبوع.

- فكر في إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.

- حد من تناول الكافيين بحيث لا يزيد على 4 أكواب من الشاي أو القهوة يومياً.

- اتخذ التدابير اللازمة لخفض مستويات التوتر لديك، مثل ممارسة تمارين التنفس، أو ممارسة تمارين التقوية، مثل اليوغا أو الـ«تاي تشي» وهو فن قتالي يعمل على تعزيز التنفس والاسترخاء والصحة عموماً.

- احصل على 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.