علماء يرصدون جسيمات البلاستيك في وجبات الطعام

وسيلة تقنية رخيصة لتحلية المياه

علماء يرصدون جسيمات البلاستيك في وجبات الطعام
TT

علماء يرصدون جسيمات البلاستيك في وجبات الطعام

علماء يرصدون جسيمات البلاستيك في وجبات الطعام

في دراستين بيئيتين، كشف علماء بريطانيون عن ظاهرة تلوث غذائي ضار يهدد الإنسان، بقولهم إن الإنسان يتناول 100 من القطع البلاستيكية الصغيرة مع كل وجبة طعام، بينما قال علماء أميركيون إنهم طوروا أنواعا رخيصة من «الهلام المائي» لتنقية المياه وتحليتها بسرعة.
- بلاستيك الطعام
ويأتي الاكتشاف الأول بعد أن رصد العلماء قبل وقت قصير وجود جزيئات الميكروبلاستيك داخل القناني المعبأة بالمياه، ورصدهم قبل ذلك تلوث البحار والمحيطات بأطنان البلاستيك وعثورهم على جسيمات من الميكروبلاستيك (الميكرون واحد من الألف من المليمتر)، داخل أحشاء الأحياء المائية. وقال علماء جامعة «هريوت - واط» العالمية التي تمتلك فروعا في بريطانيا ودبي وماليزيا، إن جسيمات صغيرة جدا من البلاستيك تتطاير من الأثاث والأنسجة الصناعية لتتساقط على أواني الطعام، التي يتناول الإنسان الطعام منها.
ودرس العلماء تساقط هذه الجسيمات البلاستيكية لدى وضعهم أوعية اختبار علمية صغيرة تحتوي على مصائد لتصفيتها من ذرات الغبار المتطاير، على موائد ووضعت بالقرب منها أطباق الطعام في ثلاثة منازل أثناء تناول أصحابها لوجبة طعام. ويسمى وعاء الاختبارات الكيميائية والبيولوجية باسم «علبة بيتري» وهو وعاء مسطح دائري الشكل وشفاف مع غطاء، يصنع من الزجاج أو من اللدائن.
وبعد انتهاء فترة تناول الطعام التي امتدت 20 دقيقة رصد العلماء 14 قطعة صغيرة من البلاستيك في أوعية الاختبار، وبمقارنة سطحي الوعاء والطبق قال العلماء إن هذا يقابل 114 قطعة منه تسقط على كل طبق للطعام خلال الفترة نفسها.
وقدر العلماء أن الإنسان يتناول ما بين 14 ألفا و69 ألفا من الألياف البلاستيكية تتساقط من الهواء سنويا خلال وجبات الطعام. كما قارنوا الألياف البلاستيكية المرصودة داخل محارات البحر، وتلك الموجودة في وجبة الطعام، ورصدوا أقل من اثنتين من الجسيمات البلاستيكية داخل المحارة بفعل تلوث المياه البحرية، ما يعني أن الإنسان يتناول نحو 100 جسيم بلاستيكي في السنة عند تناوله المحارات.
وقال الدكتور تيد هنري البروفسور في علوم السموم البيئية في الجامعة، المشرف على الدراسة، في بيان صحافي صادر عن الجامعة، إن «النتائج ربما تبدو مدهشة؛ خصوصا أن التوقعات تشير إلى أن التلوث البلاستيكي يكون في الغذاء البحري أكثر من التلوث من الغبار العالق». وأضاف: «إننا لا نعلم من أين جاءت هذه الجسيمات، ويبدو أنها توجد داخل المنازل وفي الوسط المحيط». وأكد أن هذا البلاستيك لم يأت من الغذاء أو من عمليات الطبخ؛ بل من الهواء المنزلي. وعلقت منظمة أصدقاء الأرض البيئية على النتائج بالقول إن «جسيمات الميكروبلاستيك الموجودة في الغبار العالق في المنازل وفي الهواء الذي نستنشقه يأتي من عجلات السيارات، ومن السجاد والمفروشات الأرضية، وبعض الأثاث والملابس، خصوصا المصنوعة من الصوف الصناعي».
- مياه نقية
على صعيد آخر، قال فريق من جامعة تكساس في أوستن، برئاسة البروفسور غويها يو الأستاذ المساعد في علوم المواد والهندسة الميكانيكية، إنهم طوروا وسيلة تقنية صغيرة ورخيصة لتنقية المياه وتحلية مياه البحار، تتكون من مواد هجينة من هلامية وبوليميرية.
وتمتلك هذه المواد الجديدة التي أطلق عليها اسم «الهلاميات المائية» خاصية الانجذاب نحو الماء من جهة، وخاصية امتصاص أشعة الشمس لتوليد وتوصيل التيار الكهربائي. وتتمكن شبكة من هذه «الهلاميات» من تصفية الماء من أي مصدر.
وتستند هذه الوسيلة إلى فكرة تكوين مولد للبخار يوظف الطاقة الشمسية للعمل على تبخير المياه لإزالة ملوحتها. وقال العلماء في دراستهم المنشورة في مجلة «نتشر نانوتكنولوجي»: «لقد أعدنا كتابة كل المنطلقات التقليدية الخاصة بتبخير المياه بواسطة الشمس. وتعتبر الوسائل الحالية لتحلية مياه البحر مكلفة للغاية، بينما تكون كلفة شبكة «الهلاميات المائية» المتناهية في الصغر قليلة. ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، يهلك 30 ألف شخص في الأسبوع بسبب تلوث مياه الشرب.


مقالات ذات صلة

«الوحوش»... مطعم بريطاني يسعّر البيتزا بالأناناس بـأكثر من 100 دولار

يوميات الشرق «اليونيسكو» أدرجت عام 2017 فن إعداد بيتزا نابولي في قائمة التراث غير المادي للبشرية (رويترز)

«الوحوش»... مطعم بريطاني يسعّر البيتزا بالأناناس بـأكثر من 100 دولار

شنّ مطعم بريطاني حملة جديدة ضد البيتزا بالأناناس، إذ رغم إدراجه إياها في قائمة طعامه، حدد سعراً باهظاً لها هو 100 جنيه إسترليني (أكثر من 123.5 دولار).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

لقاح لمكافحة زيادة الوزن قد يصبح واقعاً... ما القصة؟

اكتشف الباحثون في جامعة كولورادو بولدر الأميركية الآليات اللازمة لإنتاج لقاح رائد يمكن أن يساعد الناس في الحفاظ على وزنهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».