«سنوحي»... 14 مقعداً و36 طبقاً وموقع لندني خجول

اسم قوي يحاكي المذاق الشرق أوسطي

أطباق منمقة تقدم في أوانٍ من النحاس
أطباق منمقة تقدم في أوانٍ من النحاس
TT

«سنوحي»... 14 مقعداً و36 طبقاً وموقع لندني خجول

أطباق منمقة تقدم في أوانٍ من النحاس
أطباق منمقة تقدم في أوانٍ من النحاس

اسم المطعم «سنوحي «Sinuhe»، فالتسمية مثيرة وتدغدغ السمع، وأطباقه تهمس في المعدة أنغاما جميلة. افتتح هذا المطعم صغير الحجم في منطقة «بايزووتر»، يختبئ عند زاوية شارع سكني بقلب لندن. افتتح أبوابه منذ نحو الشهرين، فلا يزال في أول الطريق، إلا أن جميع الدلائل تشير إلى مستقبل باهر.
المطعم أنيق ويتسع لـ14 مقعدا فقط لا غير، ولهذا السبب أنصحكم بالحجز المسبق، الديكور جميل وأنيق وفيه لمسات أنثوية، وعندما استقصينا الموضوع تبين لنا أن منى زوجة حسين صاحب المطعم المتخصصة بالديكور الداخلي تقف وراء مفردات المكان الجميلة على الرغم من صغر المساحة.
تمت الاستفادة من كل زاوية في المطعم، فيوجد فرن في ركن صغير يحيط به الزجاج، يخرج منه ألذ أنواع الخبز الذي يطهى على الطريقة الشرقية التقليدية. ولائحة الطعام تضم 36 طبقا غير الأطباق الخاصة بنهاية الأسبوع. المطبخ في الجهة الخلفية، يمكنك أن تسرق منه نظرة لرؤية الطاهي الرئيسي يعمل إلى جانب مساعده بطريقة متناغمة تجعل المساحة أمرا غير مهم.
بالعودة إلى تسمية المطعم فقصة «سنوحي» تعود إلى أوائل الأسرة الثانية عشر نحو 2000 ق.م. تعني (ابن الجميز)، والجميز: شجرة مقدسة عند المصريين القدماء، وتُعد قصة «سنوهي» من أحسن القصص عند المصريين القدماء؛ فقد أحبوها، وتناقلتها الأجيال عبر الزمن، وظلت تنسخ نحو خمسمائة عام في المدارس المصرية.حظيت قصة «سنوهي» بإعجاب الأدباء العالميين.
وضعت القصة بين روائع الأدب العالمي، كما نجد الروائي الفنلندي ميكا والتاري يستمد شخصيته الخيالية في روايته العالمية الشهيرة (المصري - The Egyptian) التي نشرت عام 1945م من قصة سنوهي، ومن أشهر الكتاب العرب الذين تحدثوا عن سنوهي الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ وذلك في قصته القصيرة (عودة سنوحي).
ويقول حسين الذي يعمل بنفسه في المطعم إن ما يميز «سنوحي» نوعية المكونات التي يأتي بها من أهم المصادر، لا سيما اللحوم التي تدخل في المشاوي، ويعتقد حسين إن نجاح أي مطعم يجب أن تكون مبنية على الضمير المهني وتقديم الأفضل للزبائن، لا سيما الذواقة الذين يدركون الفرق ما بين الأكل الجيد والأكل التجاري.
المقبلات غنية جدا وتعتمد على أطباق يدخل فيها الباذنجان والحمص وسلطة اللبن مع الخيار المنكهة بالنعناع، بالإضافة إلى سلطات لذيذة أخرى تعتمد على كيفية تقطيع الخضراوات إلى قطع صغيرة جداً وتقدم بأوانٍ أنيقة من النحاس لتتناغم مع الديكور العام. ويقدم أيضاً طبق من الجبن الأبيض والخضراوات، أما بالنسبة للأطباق الرئيسية فالخيار واسع جداً وصحي بالوقت نفسه لأن المشاوي بخلطات متنوعة هي سر النكهة والتميز. وتقدم الأطباق الرئيسة مع الأرز الأبيض مع الزعفران أو الأرز مع الشبت.
بالنسبة للحلوى فبالطبع البقلاوة موجودة على الطاولة إضافة إلى أطباق أخرى يدخل فيها نوع من المعكرونة الرفيعة تعرف بالـ«فيرميتشيللي» يضاف إليها «الآيس كريم» بنكهات منعشة جدا.
تتميز الأطباق بطريقة تقديمها في أوانٍ مميزة، ولا يمكن أن تنهي عشاءك أو غداءك إلا بكوب من الشاي مع النعناع الطبيعي.
مساوئ المكان قد تنحصر في كون المطعم لا يستوعب مجموعات كبيرة، فإذا قررت الذهاب تذكر هذا الأمر لأن كل طاولة تتسع لأربعة أشخاص فقط وبعضها لشخصين.
الخدمة جيدة وسريعة وأهم ما فيها هو أنك لا تنتظر كثيرا لوصول أي شيء تبدأ بأكله على الطاولة إلى حين مجيء الأطباق الرئيسية.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.